- إنضم
- 3 أغسطس 2009
-
- المشاركات
- 31
-
- مستوى التفاعل
- 0
-
- النقاط
- 0
عرض الدكتور عبد الوهاب المسيري (رحمه الله) أسلوب التفكيك والتحليل في كتابه (رحلتي الفكرية)، وذكر أنه استخدمه في دراسته للنصوص المختلفة: الشرعية (قرآن وسنة) والتاريخية والأدبية وغيرها.
وذكر مثالاً لهذه القراءة التفكيكية والتحليلية، وسوف أحاول في هذا المقال أن أوجز وأقرب هذا المثال للأفهام:
ذكر أنه جاء في الحديث النبوي قصتين قصيرتين: قصة الهرَّة وقصة الكلب.
القصة الأولى: (دخلت امرأةٌ النَّارَ في هرَّة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض).
القصة الثانية: (أنَّ رجلاً رأى كلبًا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجلُ خفَّه، فجعل يغرفُ له به؛ حتى أرواه. فشكر الله له، فأدخله الجنة).
إذا أردنا تفكيك هاتين القصتين القصيرتين جدًا؛ فسنجد المفردات التالية:
القصة الأولى: (امرأة، هرَّة، تجويع، نار).
القصة الثانية: (رجلٌ، كلبٌ، سقيا، جنة).
نرى هنا حالتين مختلفتين تؤدِّيان إلى نتيجتين مختلفتين.
قد يقف التفكيك والتحليل عن بعضنا إلى هذا الحدِّ، ويرضا منهما بهاتين النتيجتين المتباينتين لفعلين مختلفين.
ولكن إذا أمعنَّا في التحليل بعد هذا التفكيك؛ فسنقول: (امرأة + رجل = إنسان)، (هرَّة + كلب = حيوان)، (تجويع + سقيا = فعل إنساني)، (نار + جنة = جزاء أخروى).
إذن لدينا: فاعل وهو الإنسان. ولدينا: مفعول وهو الحيوان. ولدينا: الفعل الإنساني وهو تعذيب حيوان أدَّى إلى موته، ورفق بالحيون أدَّى إلى الحفاظ على حياته، ثم عاقبة هذا الفعل: النار أو الجنة.
نجد أننا في هذا التفكيك والتحليل بالربط بين تلك المفردات خرجنا عن حدود الزمان والمكان لنكتشف أن القصتين تتحدثان عن علاقة الإنسان بالطبيعة من حوله.
وهذه العلاقة تشير إلى قضية كليَّة حاكمة في الإسلام وهي: قضية استخلاف الله تعالى للإنسان في الأرض.
فالله خلق الكون وحمَّل الإنسان أمانة الحفاظ عليها، فهو لا يملكها فيبددها وكأنه الإنسان المتأله.
بل هو خُلِق ليكون خليفة وأمينًا لهذا الكون بما أعطاه الله من عقل وحكمة.
هذه طريقة عملية لآلية منهجية في قراءة النصوص الأدبية عن طريق التفكيك والتحليل.
أرجو أن أكون وُفِّقتُ في نقل هذه المعلومة بشيءٍ من المتعة والفائدة معًا.
وذكر مثالاً لهذه القراءة التفكيكية والتحليلية، وسوف أحاول في هذا المقال أن أوجز وأقرب هذا المثال للأفهام:
ذكر أنه جاء في الحديث النبوي قصتين قصيرتين: قصة الهرَّة وقصة الكلب.
القصة الأولى: (دخلت امرأةٌ النَّارَ في هرَّة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض).
القصة الثانية: (أنَّ رجلاً رأى كلبًا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجلُ خفَّه، فجعل يغرفُ له به؛ حتى أرواه. فشكر الله له، فأدخله الجنة).
إذا أردنا تفكيك هاتين القصتين القصيرتين جدًا؛ فسنجد المفردات التالية:
القصة الأولى: (امرأة، هرَّة، تجويع، نار).
القصة الثانية: (رجلٌ، كلبٌ، سقيا، جنة).
نرى هنا حالتين مختلفتين تؤدِّيان إلى نتيجتين مختلفتين.
قد يقف التفكيك والتحليل عن بعضنا إلى هذا الحدِّ، ويرضا منهما بهاتين النتيجتين المتباينتين لفعلين مختلفين.
ولكن إذا أمعنَّا في التحليل بعد هذا التفكيك؛ فسنقول: (امرأة + رجل = إنسان)، (هرَّة + كلب = حيوان)، (تجويع + سقيا = فعل إنساني)، (نار + جنة = جزاء أخروى).
إذن لدينا: فاعل وهو الإنسان. ولدينا: مفعول وهو الحيوان. ولدينا: الفعل الإنساني وهو تعذيب حيوان أدَّى إلى موته، ورفق بالحيون أدَّى إلى الحفاظ على حياته، ثم عاقبة هذا الفعل: النار أو الجنة.
نجد أننا في هذا التفكيك والتحليل بالربط بين تلك المفردات خرجنا عن حدود الزمان والمكان لنكتشف أن القصتين تتحدثان عن علاقة الإنسان بالطبيعة من حوله.
وهذه العلاقة تشير إلى قضية كليَّة حاكمة في الإسلام وهي: قضية استخلاف الله تعالى للإنسان في الأرض.
فالله خلق الكون وحمَّل الإنسان أمانة الحفاظ عليها، فهو لا يملكها فيبددها وكأنه الإنسان المتأله.
بل هو خُلِق ليكون خليفة وأمينًا لهذا الكون بما أعطاه الله من عقل وحكمة.
هذه طريقة عملية لآلية منهجية في قراءة النصوص الأدبية عن طريق التفكيك والتحليل.
أرجو أن أكون وُفِّقتُ في نقل هذه المعلومة بشيءٍ من المتعة والفائدة معًا.
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : التفكيك والتحليل في القراءة النقدية
|
المصدر : .: بوح المشاعر :-: خاص بأقلام الأعضاء :.
