[frame="6 10"]
فتاوى للقيام والتراويح والتلاوة والإعتكاف
العنوان : 1- هل ليلة القدر واحدة فقط ؟
المجيب : د. سليمان بن وائل التويجري .
السؤال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر :
" التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " .
ونظرًا لاختلاف التقويم بين البلاد الإسلامية ، فتختلف
الليالي الوتر من بلد إلى آخر .
فمثلاً هذا العام يوجد اختلاف بين مصر والسعودية في
بداية الشهر ، فتكون الليالي الوتر بمصر ليست وترًا في
السعودية ، فكيف يكون ذلك ؟ وهل ليلة القدر هي واحدة فقط ؟
وجزاكم الله خير الجزاء ، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم .
الجواب :
الذي يظهر لي أنها لا تتكرر ، وإنما هي ليلة واحدة في
السنة ، والنبي صلى الله عليه وسلم - قال :
" التمسوها في العشر الأواخر في الوتر " .
رواه البخاري(2016) ، ومسلم(1167) من حديث
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه -
فكل العشر محل لأن تقع فيها ليلة القدر من وتر وغيره ،
وهو لما قال : " في الوتر " لم يلغ الالتماس في غير الوتر ،
كما أنه قال : " التمسوها ليلة سبع وعشرين " .
انظر ما رواه مسلم(762)
من حديث أُبي بن كعب- رضي الله عنه - أو :
" أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان
متحريها فليتحرها في السبع الأواخر " .
رواه البخاري(2015) ، ومسلم(1165)
من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - ،
وقال : " التمسوها في سبع يمضين ، أو سبع يبقين " .
انظر ما رواه البخاري(2021) ، وهذا اللفظ عند أحمد
(2539) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما -
وهذا يختلف من الشهر كونه تسع وعشرين أو ثلاثين .
وعلى هذا :فهي ليلة واحدة .
فإذا كانت مثلا - ليلة السبع وعشرين في السعودية ؛
فهي ليلة ثمان وعشرين في مصر .
أو إذا كانت ليلة سبع وعشرين في مصر ؛ فهي ليلة ست
وعشرين في السعودية بالنسبة لرمضان هذه السنة .
والإنسان مطلوب منه أن يجتهد في العشر كلها ،
وهي ليلة خفية لم يعلم ما هي بالتحديد ، ولهذا كان
عليه الصلاة والسلام - يعتكف في العشر الأواخر ؛
طلبًا لثوابها وإدراكها ، وهو على حال يكون فيها أحسن
ما يكون من التقرب إلى الله تعالى - وحسن المناجاة له .
والله ولي التوفيق .
العنوان : 2- المعتكف واستخدام الهاتف .
المجيب : العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - .
السؤال :
هل يجوز للمعتكف الاتصال بالهاتف لقضاء حوائج المسلمين ؟
الجواب :
نعم يجوز للمعتكف أن يتصل بالهاتف لقضاء بعض حوائج
المسلمين إذا كان الهاتف في المسجد الذي هو معتكف فيه ؛
لأنه لم يخرج من المسجد .
أما إذا كان خارج المسجد فلا يخرج لذلك ، وقضاء حوائج
المسلمين إذا كان هذا الرجل معنيًا بها لا يعتكف ؛
لأن قضاء حوائج المسلمين أهم من الاعتكاف ؛
لأن نفعها متعدٍّ ، والنفع المتعدي أفضل من النفع القاصر
إلا إذا كان النفع القاصر من مهمات الإسلام وواجباته .
( كتاب الدعوة ، الجزء الثالث ، ص 61 )
العنوان : 3- ليلـة القـــدر .
المجيب : العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - .
السؤال :
اعتاد بعض المسلمين وصف ليلة سبع وعشرين من رمضان
بأنها ليلة القدر . فهل لهذا التحديد أصل ؟ وهل عليه دليل ؟
الجواب :
نعم .
لهذا التحديد أصل ،
وهو :أن ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ليلة للقدر كما جاء
ذلك في صحيح مسلم من حديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه .
ولكن القول الراجح من أقوال أهل العلم التي بلغت فوق أربعين
قولاً :
أن ليلة القدر في العشر الأواخر ، ولا سيما في السبع الأواخر
منها .
فقد تكون ليلة سبع وعشرين ،
وقد تكون ليلة خمس وعشرين ،
وقد تكون ليلة السادس والعشرين ،
وقد تكون ليلة الرابع والعشرين .
ولذلك ينبغي للإنسان أن يجتهد في كل الليالي حتى لا يحرم
من فضلها وأجرها ، فقد قال الله تعالى :
{ إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين } .
وقال - عز وجل - :
{ إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة
القدر خير من ألف شهر تنـزل الملائكة والروح فيها بإذن
ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر } .
( كتاب الدعوة، الجزء الخامس، ص 204 )
العنوان : 4- الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة .
المجيب : العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله - .
السؤال :
ما صحة الحديث : " لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة " ؟
وإن صح الحديث هل يعني فعلاً لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ؟
الجواب :
يصح الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة إلا أنه يشترط
في المسجد الذي يعتكف فيه إقامة صلاة الجماعة فيه ،
فإن كانت لا تقام فيه صلاة الجماعة لم يصح الاعتكاف
فيه إلا إذا نذر الاعتكاف في المساجد الثلاثة فإنه يلزمه
الاعتكاف بها وفاء لنذره .
[ مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله - ،
الجزء الخامس عشر ، ص (444) ]
العنوان : 5- عمل المسلم في ليلة القدر .
المجيب : اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز- رحمه الله - .
السؤال :
كيف يكون إحياء ليلة القدر ؟
أبالصلاة أم بقراءة القرآن والسيرة النبوية والوعظ
والإرشاد والاحتفال لذلك في المسجد ؟
الجواب :
أولاً :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر
الأواخر من رمضان مالا يجتهد في غيرها بالصلاة والقراءة والدعاء .
فروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها -
أن النبي صلى الله عليه وسلم - :
" كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر" .
ولأحمد ومسلم :" كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها " .
ثانيًا :
حث النبي صلى الله عليه وسلم - على قيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم -
أنه قال :" من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه " .
رواه الجماعة إلا ابن ماجه
وهذا الحديث يدل على مشروعية إحيائها بالقيام .
ثالثًا :
من أفضل الأدعية التي تقال في ليلة القدر ما علمه النبي
صلى الله عليه وسلم - عائشة رضي الله عنها - .
فروى الترمذي وصححه عن عائشة رضي الله عنها -
قالت :" قلت : يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر
ما أقول فيها ؟ قال : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " .
رابعًا :
أما تخصيص ليلة من رمضان بأنها ليلة القدر ؛
فهذا يحتاج إلى دليل يعينها دون غيرها .
ولكن أوتار العشر الأواخر أحرى من غيرها والليلة
السابعة والعشرون هي أحرى الليالي بليلة القدر ،
لما جاء في ذلك من الأحاديث الدالة على ما ذكرنا .
خامسًا :
وأما البدع فغير جائزة لا في رمضان ولا في غيره .
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " .
وفي رواية :" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " .
فما يفعل في بعض ليالي رمضان من الاحتفالات لا نعلم له
أصلاً ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم - ،
وشر الأمور محدثاتها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
[ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (10/412-413) ]
العنوان : 6- تأمير شخص على مجموعة في الاعتكاف .
المجيب : د. أحمد بن محمد الخليل .
( عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم )
السؤال :
ما حكم الشرع في أن يؤمَّر شخص على مجموعة من
الشباب في الاعتكاف ؟
بحيث يقوم بتنظيم وقتهم في قراءة القرآن وبعض الدروس
العلمية المفيدة .
وهل ذلك مخالف لقصد الشارع من الاعتكاف ، وهو الخلوة
لذكر الله - عز وجل - والتعبُّد له - سبحانه وتعالى - ؟
الجواب :الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
الذي جاء في السنة التأمير في السفر فقط دون الاجتماعات الأخرى
انظر ما رواه أبو داود (2608)
من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - .
ولذلك لا يشرع فيما يظهر لي أن يؤمَّر شخص على
المجموعة المعتكفة ، لكن لا مانع من جعل واحد منهم
منظمًا للمجموعة ؛ حيث يقوم بترتيب الأوقات الخاصة
بالأكل أو النوم أو الاستفادة العامة ونحو ذلك .
من غير أن يكون أميرًا تلزم طاعته في هذا الاجتماع .
والله أعلم .
العنوان : 7- الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة .
المجيب : العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - .
السؤال :
هل يجوز الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة ؟ وما الدليل ؟
الجواب :نعم .
يجوز الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة
المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم -
والمسجد الأقصى -
ودليل ذلك :
عموم قوله تعالى :
{ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } .
[ البقرة : 187 ]
فإن هذه الآية خطاب لجميع المسلمين .
ولو قلنا : إن المراد بها المساجد الثلاثة ، لكان أكثر المسلمين
لا يخاطبون بهذه الآية ؛ لأن أكثر المسلمين خارج
مكة والمدينة والقدس . وعلى هذا فنقول :
إن الاعتكاف جائز في جميع المساجد ، وإذا صح الحديث
بأنه " لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة " فالمراد أنه
الاعتكاف الأكمل والأفضل ، ولا شك أن الاعتكاف في
المساجد الثلاثة أفضل من غيره ، كما أن الصلاة في
المساجد الثلاثة أفضل من غيرها .
فالصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة ، والصلاة
في المسجد النبوي خير من ألف صلاة فيما عداه إلا
المسجد الحرام ، والصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة .
هذا أي الأجر فيما يفعله الإنسان في المساجد ،
كصلاة الجماعة في الفريضة ، وفي صلاة الكسوف ،
وكذلك تحية المسجد ، وأما الرواتب والنوافل التي تفعلها
غير مقيد بالمسجد فصلاتك في البيت أفضل .
ولهذا نقول في مكة :
صلاتك الرواتب في بيتك أفضل من صلاتك إياها في المسجد الحرام .
وكذلك الأمر بالنسبة للمدينة ؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال
وهو بالمدينة : " أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة " .
وكان صلى الله عليه وسلم يصلي النوافل في بيته .
أما التراويح فإنها من الصلوات التي تشرع في المساجد ،
لأنها تشرع فيها الجماعة .
[ فتاوى ابن عثيمين (1/548 549) ]
العنوان : 8- الاعتكاف يومًا أو يومين .
المجيب : د. خالد بن علي المشيقح .
( عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم )
السؤال :
نظرًا لظروف عملي فإني لا أستطيع الاعتكاف طيلة العشر الأواخر .
فهل يجوز لي أن أعتكف يومًا أو يومين ؟
الجواب :الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
نعم .
لا بأس أن يعتكف الإنسان يومًا أو يومين ، فأقل الاعتكاف
يوم أو ليلة ؛ كما ورد أن عمر رضي الله عنه سأل
النبي صلى الله عليه وسلم أنه نذر أن يعتكف ليلة
في المسجد الحرام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم - :
" أوف بنذرك " . فأقل الاعتكاف يوم أو ليلة .
هذا ما ورد في الشرع ، لكن السنة يعتكف العشر كاملة .
العنوان : 9- المعتكف واستخدام الهاتف .
المجيب : العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - .
السؤال :
هل يجوز للمعتكف الاتصال بالهاتف لقضاء حوائج المسلمين ؟
الجواب :
نعم .
يجوز للمعتكف أن يتصل بالهاتف لقضاء بعض حوائج
المسلمين إذا كان الهاتف في المسجد الذي هو معتكف
فيه ؛ لأنه لم يخرج من المسجد .
أما إذا كان خارج المسجد فلا يخرج لذلك ، وقضاء حوائج
المسلمين إذا كان هذا الرجل معنيًا بها لا يعتكف ؛ لأن قضاء
حوائج المسلمين أهم من الاعتكاف لأن نفعها متعدٍّ .
والنفع المتعدي أفضل من النفع القاصر إلا إذا كان النفع
القاصر من مهمات الإسلام وواجباته .
( كتاب الدعوة ، الجزء الثالث ، ص 61 )
[/frame]
فتاوى للقيام والتراويح والتلاوة والإعتكاف
العنوان : 1- هل ليلة القدر واحدة فقط ؟
المجيب : د. سليمان بن وائل التويجري .
السؤال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر :
" التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " .
ونظرًا لاختلاف التقويم بين البلاد الإسلامية ، فتختلف
الليالي الوتر من بلد إلى آخر .
فمثلاً هذا العام يوجد اختلاف بين مصر والسعودية في
بداية الشهر ، فتكون الليالي الوتر بمصر ليست وترًا في
السعودية ، فكيف يكون ذلك ؟ وهل ليلة القدر هي واحدة فقط ؟
وجزاكم الله خير الجزاء ، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم .
الجواب :
الذي يظهر لي أنها لا تتكرر ، وإنما هي ليلة واحدة في
السنة ، والنبي صلى الله عليه وسلم - قال :
" التمسوها في العشر الأواخر في الوتر " .
رواه البخاري(2016) ، ومسلم(1167) من حديث
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه -
فكل العشر محل لأن تقع فيها ليلة القدر من وتر وغيره ،
وهو لما قال : " في الوتر " لم يلغ الالتماس في غير الوتر ،
كما أنه قال : " التمسوها ليلة سبع وعشرين " .
انظر ما رواه مسلم(762)
من حديث أُبي بن كعب- رضي الله عنه - أو :
" أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان
متحريها فليتحرها في السبع الأواخر " .
رواه البخاري(2015) ، ومسلم(1165)
من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - ،
وقال : " التمسوها في سبع يمضين ، أو سبع يبقين " .
انظر ما رواه البخاري(2021) ، وهذا اللفظ عند أحمد
(2539) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما -
وهذا يختلف من الشهر كونه تسع وعشرين أو ثلاثين .
وعلى هذا :فهي ليلة واحدة .
فإذا كانت مثلا - ليلة السبع وعشرين في السعودية ؛
فهي ليلة ثمان وعشرين في مصر .
أو إذا كانت ليلة سبع وعشرين في مصر ؛ فهي ليلة ست
وعشرين في السعودية بالنسبة لرمضان هذه السنة .
والإنسان مطلوب منه أن يجتهد في العشر كلها ،
وهي ليلة خفية لم يعلم ما هي بالتحديد ، ولهذا كان
عليه الصلاة والسلام - يعتكف في العشر الأواخر ؛
طلبًا لثوابها وإدراكها ، وهو على حال يكون فيها أحسن
ما يكون من التقرب إلى الله تعالى - وحسن المناجاة له .
والله ولي التوفيق .
العنوان : 2- المعتكف واستخدام الهاتف .
المجيب : العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - .
السؤال :
هل يجوز للمعتكف الاتصال بالهاتف لقضاء حوائج المسلمين ؟
الجواب :
نعم يجوز للمعتكف أن يتصل بالهاتف لقضاء بعض حوائج
المسلمين إذا كان الهاتف في المسجد الذي هو معتكف فيه ؛
لأنه لم يخرج من المسجد .
أما إذا كان خارج المسجد فلا يخرج لذلك ، وقضاء حوائج
المسلمين إذا كان هذا الرجل معنيًا بها لا يعتكف ؛
لأن قضاء حوائج المسلمين أهم من الاعتكاف ؛
لأن نفعها متعدٍّ ، والنفع المتعدي أفضل من النفع القاصر
إلا إذا كان النفع القاصر من مهمات الإسلام وواجباته .
( كتاب الدعوة ، الجزء الثالث ، ص 61 )
العنوان : 3- ليلـة القـــدر .
المجيب : العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - .
السؤال :
اعتاد بعض المسلمين وصف ليلة سبع وعشرين من رمضان
بأنها ليلة القدر . فهل لهذا التحديد أصل ؟ وهل عليه دليل ؟
الجواب :
نعم .
لهذا التحديد أصل ،
وهو :أن ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ليلة للقدر كما جاء
ذلك في صحيح مسلم من حديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه .
ولكن القول الراجح من أقوال أهل العلم التي بلغت فوق أربعين
قولاً :
أن ليلة القدر في العشر الأواخر ، ولا سيما في السبع الأواخر
منها .
فقد تكون ليلة سبع وعشرين ،
وقد تكون ليلة خمس وعشرين ،
وقد تكون ليلة السادس والعشرين ،
وقد تكون ليلة الرابع والعشرين .
ولذلك ينبغي للإنسان أن يجتهد في كل الليالي حتى لا يحرم
من فضلها وأجرها ، فقد قال الله تعالى :
{ إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين } .
وقال - عز وجل - :
{ إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة
القدر خير من ألف شهر تنـزل الملائكة والروح فيها بإذن
ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر } .
( كتاب الدعوة، الجزء الخامس، ص 204 )
العنوان : 4- الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة .
المجيب : العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله - .
السؤال :
ما صحة الحديث : " لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة " ؟
وإن صح الحديث هل يعني فعلاً لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ؟
الجواب :
يصح الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة إلا أنه يشترط
في المسجد الذي يعتكف فيه إقامة صلاة الجماعة فيه ،
فإن كانت لا تقام فيه صلاة الجماعة لم يصح الاعتكاف
فيه إلا إذا نذر الاعتكاف في المساجد الثلاثة فإنه يلزمه
الاعتكاف بها وفاء لنذره .
[ مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله - ،
الجزء الخامس عشر ، ص (444) ]
العنوان : 5- عمل المسلم في ليلة القدر .
المجيب : اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز- رحمه الله - .
السؤال :
كيف يكون إحياء ليلة القدر ؟
أبالصلاة أم بقراءة القرآن والسيرة النبوية والوعظ
والإرشاد والاحتفال لذلك في المسجد ؟
الجواب :
أولاً :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر
الأواخر من رمضان مالا يجتهد في غيرها بالصلاة والقراءة والدعاء .
فروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها -
أن النبي صلى الله عليه وسلم - :
" كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر" .
ولأحمد ومسلم :" كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها " .
ثانيًا :
حث النبي صلى الله عليه وسلم - على قيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم -
أنه قال :" من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه " .
رواه الجماعة إلا ابن ماجه
وهذا الحديث يدل على مشروعية إحيائها بالقيام .
ثالثًا :
من أفضل الأدعية التي تقال في ليلة القدر ما علمه النبي
صلى الله عليه وسلم - عائشة رضي الله عنها - .
فروى الترمذي وصححه عن عائشة رضي الله عنها -
قالت :" قلت : يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر
ما أقول فيها ؟ قال : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " .
رابعًا :
أما تخصيص ليلة من رمضان بأنها ليلة القدر ؛
فهذا يحتاج إلى دليل يعينها دون غيرها .
ولكن أوتار العشر الأواخر أحرى من غيرها والليلة
السابعة والعشرون هي أحرى الليالي بليلة القدر ،
لما جاء في ذلك من الأحاديث الدالة على ما ذكرنا .
خامسًا :
وأما البدع فغير جائزة لا في رمضان ولا في غيره .
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " .
وفي رواية :" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " .
فما يفعل في بعض ليالي رمضان من الاحتفالات لا نعلم له
أصلاً ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم - ،
وشر الأمور محدثاتها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
[ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (10/412-413) ]
العنوان : 6- تأمير شخص على مجموعة في الاعتكاف .
المجيب : د. أحمد بن محمد الخليل .
( عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم )
السؤال :
ما حكم الشرع في أن يؤمَّر شخص على مجموعة من
الشباب في الاعتكاف ؟
بحيث يقوم بتنظيم وقتهم في قراءة القرآن وبعض الدروس
العلمية المفيدة .
وهل ذلك مخالف لقصد الشارع من الاعتكاف ، وهو الخلوة
لذكر الله - عز وجل - والتعبُّد له - سبحانه وتعالى - ؟
الجواب :الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
الذي جاء في السنة التأمير في السفر فقط دون الاجتماعات الأخرى
انظر ما رواه أبو داود (2608)
من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - .
ولذلك لا يشرع فيما يظهر لي أن يؤمَّر شخص على
المجموعة المعتكفة ، لكن لا مانع من جعل واحد منهم
منظمًا للمجموعة ؛ حيث يقوم بترتيب الأوقات الخاصة
بالأكل أو النوم أو الاستفادة العامة ونحو ذلك .
من غير أن يكون أميرًا تلزم طاعته في هذا الاجتماع .
والله أعلم .
العنوان : 7- الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة .
المجيب : العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - .
السؤال :
هل يجوز الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة ؟ وما الدليل ؟
الجواب :نعم .
يجوز الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة
المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم -
والمسجد الأقصى -
ودليل ذلك :
عموم قوله تعالى :
{ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } .
[ البقرة : 187 ]
فإن هذه الآية خطاب لجميع المسلمين .
ولو قلنا : إن المراد بها المساجد الثلاثة ، لكان أكثر المسلمين
لا يخاطبون بهذه الآية ؛ لأن أكثر المسلمين خارج
مكة والمدينة والقدس . وعلى هذا فنقول :
إن الاعتكاف جائز في جميع المساجد ، وإذا صح الحديث
بأنه " لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة " فالمراد أنه
الاعتكاف الأكمل والأفضل ، ولا شك أن الاعتكاف في
المساجد الثلاثة أفضل من غيره ، كما أن الصلاة في
المساجد الثلاثة أفضل من غيرها .
فالصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة ، والصلاة
في المسجد النبوي خير من ألف صلاة فيما عداه إلا
المسجد الحرام ، والصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة .
هذا أي الأجر فيما يفعله الإنسان في المساجد ،
كصلاة الجماعة في الفريضة ، وفي صلاة الكسوف ،
وكذلك تحية المسجد ، وأما الرواتب والنوافل التي تفعلها
غير مقيد بالمسجد فصلاتك في البيت أفضل .
ولهذا نقول في مكة :
صلاتك الرواتب في بيتك أفضل من صلاتك إياها في المسجد الحرام .
وكذلك الأمر بالنسبة للمدينة ؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال
وهو بالمدينة : " أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة " .
وكان صلى الله عليه وسلم يصلي النوافل في بيته .
أما التراويح فإنها من الصلوات التي تشرع في المساجد ،
لأنها تشرع فيها الجماعة .
[ فتاوى ابن عثيمين (1/548 549) ]
العنوان : 8- الاعتكاف يومًا أو يومين .
المجيب : د. خالد بن علي المشيقح .
( عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم )
السؤال :
نظرًا لظروف عملي فإني لا أستطيع الاعتكاف طيلة العشر الأواخر .
فهل يجوز لي أن أعتكف يومًا أو يومين ؟
الجواب :الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
نعم .
لا بأس أن يعتكف الإنسان يومًا أو يومين ، فأقل الاعتكاف
يوم أو ليلة ؛ كما ورد أن عمر رضي الله عنه سأل
النبي صلى الله عليه وسلم أنه نذر أن يعتكف ليلة
في المسجد الحرام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم - :
" أوف بنذرك " . فأقل الاعتكاف يوم أو ليلة .
هذا ما ورد في الشرع ، لكن السنة يعتكف العشر كاملة .
العنوان : 9- المعتكف واستخدام الهاتف .
المجيب : العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - .
السؤال :
هل يجوز للمعتكف الاتصال بالهاتف لقضاء حوائج المسلمين ؟
الجواب :
نعم .
يجوز للمعتكف أن يتصل بالهاتف لقضاء بعض حوائج
المسلمين إذا كان الهاتف في المسجد الذي هو معتكف
فيه ؛ لأنه لم يخرج من المسجد .
أما إذا كان خارج المسجد فلا يخرج لذلك ، وقضاء حوائج
المسلمين إذا كان هذا الرجل معنيًا بها لا يعتكف ؛ لأن قضاء
حوائج المسلمين أهم من الاعتكاف لأن نفعها متعدٍّ .
والنفع المتعدي أفضل من النفع القاصر إلا إذا كان النفع
القاصر من مهمات الإسلام وواجباته .
( كتاب الدعوة ، الجزء الثالث ، ص 61 )
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : فتاوى للقيام والتراويح والتلاوة والإعتكاف
|
المصدر : من وحي رمضان