قصيدة جميلة لأمية بن أبي الصلت

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

صدى الحجاز

مراقب سابق
إنضم
21 يونيو 2009
المشاركات
745
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
إلـهُ محـمدٍ حقـاً إلـهـي. . . وديني دينُـه غيـرُ انتِحـال
إلهُ العالـمـين وكـلِّ أرضٍ. . .وربُّ الراسيـاتِ من الجبـال
بنـاها وابتـنى سبـعاً شداداً. . .بلا عَمَـدٍ يُرَيْـنَ ولا رِجالِ
وسـوَّاها وزيَّـنـها بنـور. . .من الشمـسِ المضيئة والْهلالِ
ومن شُهُبٍ تَـلألأُ في دُجَاها. . .مراميـها أشـدّ من النضـال
وأنشـا الْمُزنَ تَدلُـجُ بالرَّوايا. . .خلال الرعـد مرسلة الغـوال
ليسقي الحرثَ والأنعـامَ منها. . .سجالَ المـاء حالاً بعـد حال
وشقَّ الأرضَ فانبَجَسَتْ عيوناً. . .وأنـهاراً من العـذب الزلال
وبَـارَكَ في نواحيـها وزكى. . .بـها ما كان من حرثٍ ومال
وأجرى الفلكَ في تيـار موجٍ. . .تفيـضُ على المداليـجِ الثِّقال
فكـلُّ معَـمَّر لابـد يومـاً. . .وذي دنيـا يصيـر إلى زوال
ويَفنـى بعد جِدَّتـِهِ ويَـبْلى. . .سوى الباقي المقدَّسِ ذي الجلال
كـأنـَّا لم نعـش إلا قليـلاً. . .إذا كنـا من الهـامِ البـَوالي
وصرنا في مضاجعـنا رميـماً. . .إلى يوم القيـامة ذي الوبـال
ونادى مَسْمَـع الموتى فجئـنا. . .من الأجداث كالشّننِ العجال
وأَعطَى كلَّ إنسـانٍ كتـاباً. . .مبيـناً باليمـين وبالشـمال
ليـقرأ ما تقـارَف ثم يكفا. . .حساباً نفـسَهُ قبلَ السُّـؤال
وقام القسطُ بالميـزانِ عـدلاً. . .كما بانَ الخصـيمُ من الجدال
فلا إنسـان بين الناس يُرْجَى. . .ولا رَحَمٌ تَـمَتّ إلى وصـال
سوى التقوى ولا موتٌ يُرَجَّى. . .سوى الربِّ الرَّحيمِ من الموالي
وسيقَ المـجرمون وهم عـراة. . .إلى ذات المقـامع والنـكـال
إلى نار تُـحَشُّ بصـمِّ صخرٍ. . .وما الأوصال من أهل الضلال
إذا نضجت جلودهم أعيـدت. . .كما كانت وعـادا في سفال
ونادَوا ويلنـا ويـلاً طويـلاً. . .على ما فاتنـا أخـرى الليالي
فهـم متلاعنـون إذا تلاقـوا. . .بها لعنـاً أشـدَّ من القتـال
فنادوا ويلنـا ويـلاً طويـلاً. . .وعجُّـوا في سلاسلها الطوال
إذا استسقَوا هناك سقوا حميماً. . .على ما في البطون من الأكال
شرابُهم مـع الزقـوم فيـها. . .ضريـعٌ يجتـلي عقـد الخبال
فليسـوا ميتـين فيسـتريحوا. . .وكلُّـهُمُ بِحَـر النار صـالِ
وحلَّ المتقـون بدارِ صِـدقٍ. . .وعيـشٍ ناعِـمٍ تحتَ الظِّلالِ
ظـلالٍ بين أعنـابٍ ونـخلٍ. . .وبُنيانٍ مِن الفـردوس عـالي
لهم ما يشتهون وما تَـمَنَّـوا. . .من الأفراح فيـها والكمـال
ومن إستبـرقٍ يَكْسُـون فيها. . .عطايا جـمةً من ذي المعـالي
ومن خَدَمٍ بها يُسـقَون منـها. . .كدُرِّ خالصِ الألـوان غـالي
وكأسٍ لـذة لا غـولَ فيـها. . .من الخمر المشعـشعة الحـلال
على سـررٍ مقابلـة عـوالٍ. . .معـارِجُـها أذلُّ من البغـال
صفوفٌ متَّكُون لـدى عظيمٍ. . .بكفيـه الجزيـلُ من النـوال
منقولة من كتاب (موسوعة الأدب والأدباء العرب في روائعهم)..
 

أبو هيثم الشاكر

مراقب سابق
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
786
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
أمية بن أبي الصلت أدرك الإسلام ولم يُسلم، ومات كافرا، وقد كان من أهل العلم في الجاهلية، حتى طمع في أن يكون خاتمُ الأنبياء المنتظَر من صلبه، فلما لم يظفر بمبتغاه جحد نبوة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم مع استيقانه إياه.
ومما يدلّ على سلامة معتقده في الله ما قال من الشعر من مثل ما نقلتَ أخي (صدى الحجاز)، وقد أكثر المفسرون من ذكر أشعاره لما فيها من معاني إجلال الله وتعظيمه.
وقد ذكّرتني أخي ببعض من كان على نهجه في الجاهلية من أمثال: عثمان بن الحويرث، وزيد بن عمرو بن نفيل (أبو سعيد بن زيد أحد المبشرين العشرة)، وعبيد الله بن جحش (الذي أسلم ثم هاجر إلى الحبشة وتنصّر هناك فبانت منه امرأته رملة بنت أبي سفيان، فتزوّجها النبي صلى الله عليه وسلم وأصدقها عنه النجاشي)، وورقة ابن نوفل (الذي أدرك النبوّة ولم يدرك الدعوة).
فهؤلاء كانوا يُعرَفون بحنفاء الجاهلية.
هذا ما أذكره الآن، وأحببت أن أثري به مشاركتك.
 
أعلى