الجانب المشرق من مجتمع أركان الإسلامي

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

أبو هيثم الشاكر

مراقب سابق
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
786
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
الثبات في خِضمّ المتغيرات
إ
ن مما علمناه يقينا بما لا يدع مجالا للشك-من خلال الروايات المتواترة والأخبار المستفيضة-ما كان عليه المجتمع الأركاني المسلم من التدين في موطنهم (أركان)، وأن التدين لم يكن مقتصرا على العلماء وطلبة العلم فحسب، بل كان التدين هو السمة الغالبة حتى على العوام.
وكان من مظاهر التدين في ذلك المجتمع الأركاني ما يلي:
(1)محافظتهم على معتقد أهل السنة، وعدم تأثرهم بالمذاهب المنحرفة المنتشرة في محيطهم، كالتشيع والقاديانية وغيرهما، لذا لا يُعرف عنهم شيء من مظاهر الشرك، كالعناية بالأضرحة، وتجصيص القبور، والبناء عليها، أو الطواف بها وتقديم النذور لها.
(2)عدم قبولهم للمبادئ الفكرية الهدامة، الشائعة في أنحاء المعمورة، المناهضة لمبادئ الإسلام، كالشيوعية والرأسمالية والإلحاد وغير ذلك.
(3)محافظتهم على الصلوات في أوقاتها جماعة في المسجد، بل كثير منهم يسبقون المؤذن، وينتظرون الصلاة بعد الصلاة، سوى المشتغلين بالزراعة وصيد السمك، فإنهم يؤدونها حيث يدركهم وقتها.
(4)تقيدهم بما بلغهم من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، من إعفاء اللحية، وعدم الإسبال، وإفشاء السلام، وإكرام الضيف، وصلة الأرحام، من غير ما فرق في ذلك بين العالم والمتعلم والعامي.
(5)مواظبتهم على الأوراد، من الأذكار صباحا ومساء، وتلاوة الحزب اليومي من القرآن الكريم، في المساجد وفي البيوت، لا يشغلهم عنها شاغل.
(6)شيوع مبدأ التكافل الاجتماعي بينهم، فالموسر يرى وجوب الإحسان إلى المعسر، وتعاهد الأرامل والأيتام، ومواساة الفقراء.
(7)تعاونهم على البر والتقوى، ومن أبرز ما نُقل لنا من الصور المشرقة من هذا التعاون ما يلي:
أ- كفالة طلبة العلم، فكل أسرة في الحي تكفل بعض طلبة المدارس القادمين من الأحياء البعيدة، وتشمل هذه الكفالة الإعاشة والمبيت.
ب- مساهمة كل أسرة في بناء وصيانة وتشغيل المساجد والمدارس، يشمل ذلك رواتب الأئمة والمؤذنين والمعلمين، لأنها كلها أهلية؛ إذ الحكومة الكافرة تحارب النشاط الديني فضلا عن أن تتبناه.
(8)محافظتهم على الشعائر الإسلامية كالجُمَع والعيدين وصيام عاشوراء، وصيام الست من شوال، والتراويح والقيام، علما أن كبار السن والعلماء ومعظم طلبة العلم محافظون على قيام الليل على مدار السنة، وكثير منهم محافظون عليه إلى اليوم حتى في مهاجرهم.
(9)الاقتصار على استخدام التقويم الهجري الإسلامي، وعليه فلا يُعرَف عنهم إحياء المناسبات غير الإسلامية كأعياد النيروز والكريسمس، ولا عاشوراء، ولا غيرها مما انتشر في كثير من الأقطار الإسلامية.
(10)الدعوة إلى الله عن طريق (جماعة التبليغ)، فإن وضع الأقليات المسلمة تحت الحكومات الكافرة لا يسمح لهم بالتوسع في أداء رسالة المسجد الدعوية؛ مما جعل طريقة هذه الجماعة في الدعوة عن طريق الزيارات المنزلية هي الأنسب لوضعهم السياسي والأمني، وإن كانت عليها ملاحظات حول منهجها في ترتيب مجالات الدعوة من حيث الأولويات، إلا أنهم في ثغرة من ثغور الإسلام.
(11)الحشمة المتناهية لدى النساء والمحافظة على الحجاب الإسلامي، فلا تكاد توجد امرأة أو فتاة بالغة كاشفة أو مبتذلة.
هذا، ولا أدعي الكمال لذلك المجتمع المسلم، ولا أزعم أنه يضاهي العهد النبوي، أو عصور الخلافة الإسلامية، ولكنني أشيد بثباته على مبادئ الإسلام رغم ما يرزح تحت وطأة حكومة غير إسلامية، ورغم ما يحيط به من مجتمعات إسلامية منحلّة عقديا وخلقيا، ورغم ما مورس ضدّه من الاضطهاد الديني من قبل الحكومة البوذية.
وفي الوقت نفسه أعترف بما يوجد فيه من مخالفات شرعية لا تبلغ ما بلغته في كثير من أرجاء العالم الإسلامي.

هذا ما أسعفني ذكره، وأرجو من الإخوة الأعضاء أن يضيفوا إليه ما فاتني ذكره، وبخاصة أنني لم أحظ-إلى الآن-برؤية هذه البقعة الإسلامية من هذا الكوكب الفسيح.

بقلم/ العضو (مراقب قسم الشعر والقافية)
 

ابوفوزان

مراقب سابق
إنضم
27 مايو 2009
المشاركات
4,041
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
665441.gif
 
أعلى