عاشق سماء مكة
New member
تمْضُغُ كلَّ لحظةٍ من لحظاتِ السِّنين في لمحةٍ واحدة ..
عندما رأتْ طيف ابنها ( عامر ) يتجول داخل مخيلتها ، ويسْبح أمام نافذةٍ كانتْ تُطلُّ مِنه ، على حياةٍ نمتْ داخل رأسِها ، والذي اشتعلَ البياضُ فيه ، محرقاً كل لونٍ أسودِ جميلٍ فيه ..
يا له من طيفٍ يمرُّ أمام مقلتيها والتي أخرجت دمعةً لم تسْتطع المحاجرُ منْ حملِ تلك الدَّمعة ، فعصارةَ السنين والأيام تتبلورُ في كرةٍ أشبه بذكرياتٍ سقطت ، وهي حالُ حياتنا ؛ نجمع منها ما نريده من ذكرياتٍ ، فنمضي تاركين كل جميلٍ يذكرنا ، وكل قبيحٍ يصِفُنا ..
لكنَّها أم !!
نعم .. أمٌّ تحمل المعنى بكل عنوان ، تتفهرسُ داخلَ طيَّاتها معاني الكفاحِ والألم والشفقة ، إنها تحملُ للطفولةِ معنى ، وللشَّقاءِ صبراً ..
ابتسمتْ وهي تمسحُ بقايا دمْعةٍ على خدِّها ، ابتسمت وهي تسْمعُ في نفْسها صوْتَ شقاوة ابنها ، وهو يقفزُ ويلعب ، يهرولُ ولا يُبالي مصيره ... وفجأةً يقف مشدوهاً وهو ينظرُ إلى صوتِ والده الجهوري :
- إجلس يا بُنيْ كفاكَ لعباً ..
لكنَّها تتدخل بأمومتها الحنونة .. وهي تضمُّ بكلتا يديها فلذة كبدها ، تمنَّتْ لو أنَّ لها مئاتُ الأيادي ؛ لاحتواءِ صغيرها الشَّقي ..
- كلا!! .. أتركه يقفز ..أتركهُ يحطمُ الأحزانَ بداخلنا .. أتركه يُعَمِّرُ أوطانَ السَّعادةِ في كوامِننا ..
هكذا كانتِ النَّسائِم العَبِقةِ ، تخرجُ وتنسابُ على زوجها ، وهي تحيطه بعينيها وبشفقةِ النظرات الحانية .
كل ذلك والأمُّ تنظر من نافذةِ المبنى نحو جمُوع العجزة والكهولة ، كل ذلك وهي تمسحُ مرآةَ النافذة ؛ حتى لا يقرأ غيرها ما فعله ابنها بها ، وآلت لها المصير ( بدارِ العجزة ) !!..
يا لوجعِ تلكَ السِّنين ، وما أقسى حُكْم تلك الأيام ..
تعُودُ إلى فراشها وتنام في هدوء ..
بعد أنْ اطمئنَّتْ بأنَّ ولدها والذي لم تره منذ سنوات .. قد رُزق بابنة
سماها باسمها ..
رحمة !!
عندما رأتْ طيف ابنها ( عامر ) يتجول داخل مخيلتها ، ويسْبح أمام نافذةٍ كانتْ تُطلُّ مِنه ، على حياةٍ نمتْ داخل رأسِها ، والذي اشتعلَ البياضُ فيه ، محرقاً كل لونٍ أسودِ جميلٍ فيه ..
يا له من طيفٍ يمرُّ أمام مقلتيها والتي أخرجت دمعةً لم تسْتطع المحاجرُ منْ حملِ تلك الدَّمعة ، فعصارةَ السنين والأيام تتبلورُ في كرةٍ أشبه بذكرياتٍ سقطت ، وهي حالُ حياتنا ؛ نجمع منها ما نريده من ذكرياتٍ ، فنمضي تاركين كل جميلٍ يذكرنا ، وكل قبيحٍ يصِفُنا ..
لكنَّها أم !!
نعم .. أمٌّ تحمل المعنى بكل عنوان ، تتفهرسُ داخلَ طيَّاتها معاني الكفاحِ والألم والشفقة ، إنها تحملُ للطفولةِ معنى ، وللشَّقاءِ صبراً ..
ابتسمتْ وهي تمسحُ بقايا دمْعةٍ على خدِّها ، ابتسمت وهي تسْمعُ في نفْسها صوْتَ شقاوة ابنها ، وهو يقفزُ ويلعب ، يهرولُ ولا يُبالي مصيره ... وفجأةً يقف مشدوهاً وهو ينظرُ إلى صوتِ والده الجهوري :
- إجلس يا بُنيْ كفاكَ لعباً ..
لكنَّها تتدخل بأمومتها الحنونة .. وهي تضمُّ بكلتا يديها فلذة كبدها ، تمنَّتْ لو أنَّ لها مئاتُ الأيادي ؛ لاحتواءِ صغيرها الشَّقي ..
- كلا!! .. أتركه يقفز ..أتركهُ يحطمُ الأحزانَ بداخلنا .. أتركه يُعَمِّرُ أوطانَ السَّعادةِ في كوامِننا ..
هكذا كانتِ النَّسائِم العَبِقةِ ، تخرجُ وتنسابُ على زوجها ، وهي تحيطه بعينيها وبشفقةِ النظرات الحانية .
كل ذلك والأمُّ تنظر من نافذةِ المبنى نحو جمُوع العجزة والكهولة ، كل ذلك وهي تمسحُ مرآةَ النافذة ؛ حتى لا يقرأ غيرها ما فعله ابنها بها ، وآلت لها المصير ( بدارِ العجزة ) !!..
يا لوجعِ تلكَ السِّنين ، وما أقسى حُكْم تلك الأيام ..
تعُودُ إلى فراشها وتنام في هدوء ..
بعد أنْ اطمئنَّتْ بأنَّ ولدها والذي لم تره منذ سنوات .. قد رُزق بابنة
سماها باسمها ..
رحمة !!
اسم الموضوع : رحمة
|
المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.