الأسيف
مراقب عام
بداية أشكر صديقي : برماوي في قلوبهم ، بعد ما شجعني جزاه الله خيراً للكتابة مرة أخرى في وقت أزمعت فيه على الانصراف والانشغال بأمور أخرى ..
ثم إني أعتذر على الأخطاء الإملائية والنحوية والبلاغية والفكرية ، لأني أكتب إليكم من احد مقاهي الانترنت ، بعدما أخذت درساً قاسياً من شركة الانفصالات - لا بارك الله فيها - إلتجأت إلى المقهى ..
عموماً ..
دعوني أيها الأصدقاء أرقّ بين أيديكم ما يختلج في داخلي من العبرات والنفثات ..
دعوني أريكم الغضون التي خلفتها الأوجاع فوق جبيني ، والدوائر الزرقاء التي رسمت حول جفوني ..
ثم إني أعتذر على الأخطاء الإملائية والنحوية والبلاغية والفكرية ، لأني أكتب إليكم من احد مقاهي الانترنت ، بعدما أخذت درساً قاسياً من شركة الانفصالات - لا بارك الله فيها - إلتجأت إلى المقهى ..
عموماً ..
دعوني أيها الأصدقاء أرقّ بين أيديكم ما يختلج في داخلي من العبرات والنفثات ..
دعوني أريكم الغضون التي خلفتها الأوجاع فوق جبيني ، والدوائر الزرقاء التي رسمت حول جفوني ..
إنها تجعدات ودوائر زرقاء حقيقية قد يلمسها من رأى بائسا مثلي أمضى جل أوقاته غارقا في تفكير ما يقابله في المستقبل من نكبات ومصائب ورزايا ..
إنني يا أحبة أصبح مشرد اللبّ ، مكدود الخاطر ، مكسوف البال ، ذاهل العقل ، واجماً حزيناً ، كلما أفكر في ذلك الكابوس المحدق ، ذلك الشبح القادم ، ذلك الليل الحالك ، ذلك الظلام الدامس ..
إنه المستقبل المجهول لهذه الجالية المسكينة ، أوليس الحاضر والوضع الحالي يخبرنا بالمستقبل البائس ، وينبئنا بالشقاء المقبل وفي السعد المدبر ..
إنه المستقبل المجهول لهذه الجالية المسكينة ، أوليس الحاضر والوضع الحالي يخبرنا بالمستقبل البائس ، وينبئنا بالشقاء المقبل وفي السعد المدبر ..
كلكم تعلمون ما نعانيه من فقر مدقع وكيف نعيش في مثل جحر الضبّ ضنكاً وبؤساً ، وكيف نقتات أرزاقنا من بوارق المصادفات ومفاجآت المقادير ، وكيف يدرس أبناؤنا في مدارس تشبه مغارات جبال القارة ..
إننا يا قوم : نحيا حياة الحلم في ساعة اليقظة ، والغفوة في وقت الهبة ، بل حياة الكائن الحي الميت في آن واحد ، يولد وينمو ليعيش حياة تعيسة كما نعيشه نحن اليوم بلا وطن مشردين في أصقاع البلاد ، يولد الصبي فينا ليملأ بالهموم جوانحه ، كما ملأناها نحن حتى استحجرت قلوبنا وأجسادنا بها ..
لقد تأملت ذات يوم في قدر المتعلمين ، فمررت خاطري بأبناء حينا ، فإذا بي أتفاجأ بقلتهم ، حتى كدت أن أفقدهم .. بل ربما وجدت في مئة شاب فتي ، شاباً واحداً يحمل من مبادئ العلم شيئاً يسيراً ..
إنما لقيت شباب تلك الأمة ما لقيت من الجهل والتخلف ما كان بإختيارها ، وإنما ألقت عليها رتابة الحياة ونمطية العيش والظروف التي مرت بها ولا زالت كما هي أو أشد !
نعم يا قوم هي ظروف الحياة التي أودت بنا إلى ما نحن عليه اليوم حتى صارت معاني وجودنا تستحيلُ إلى علقم وصاب ، نتجرّعه ولا نكاد نسيغه ..
نعم يا قوم هي ظروف الحياة التي أودت بنا إلى ما نحن عليه اليوم حتى صارت معاني وجودنا تستحيلُ إلى علقم وصاب ، نتجرّعه ولا نكاد نسيغه ..
كيف سيصبح مستقبل أبنائنا ، كيف سيكون وضعهم النظامي - ونحن في يوم نظامه كإهاب الحربايا ، يتبدل في كل حين - ، بل هل يكون لهم وجود في هذه المهيعة الواسعة الضيقة في آن واحد !
هل ستفتح السفارة المينمارية أبوابها على مصراعيها تسقبل وفود المملكة في المستقبل مجاملة لاتفاقية الأمم المتحدة ؟!
وفي ذلك الحين ألا يجوز الانتحار لأبنائنا وبناتنا ؟
حينها ألا تتوشح الحياة برداء من البؤس والتعاسة ..
وفي ذلك الحين ألا يجوز الانتحار لأبنائنا وبناتنا ؟
حينها ألا تتوشح الحياة برداء من البؤس والتعاسة ..
ماذا سيكون وضع الإقامات في المستقبل ، والعدد في تكاثر وتزايد ملحوظ ؟
هل تستقر الأحياء العشوائية في مواضعها ، في حين قدوم المشاريع العملاقة لإزالتها ؟
أين تذهب الأمة البرماوية بكل حواشيها وفروعها إذا رموا بالإبعاد من مكانها ، أستصبح قصتها كقصة نكبة بني الأحمر ؟
أيها القوم : إن حالنا اليوم حياة كالعدم ، وجسد كالهيكل ، ورح من بقايا الأشباح ، نحن ماضون ولكن إلى غير وجهة أو هدف ..
أوليس من الأفضل أن لا نفكر نحن الشباب في الزواج كي لا نأتي بجنين ضاوي يعاني ما نعانيه اليوم أو أشد كي نحفظه من غوائل الأيام وعاديات الدهر ..
وكأننا نمد أيدينا إلى مُدية طويلة لنذبح الجنين بها .. فما دمنا نعرف المستقبل بإشارات الواقع ، فلماذا نكون سبباً في شراك نفس بريئة في العذاب ؟
أنا أحمل هذا الفكر منذ زمن بعيد ، وإنني أنقد كل من يبتغ الزواج وهو على ظهر سفينة مضطربة محطمة مبعثرة فوق سطح بحر عجاج يعب عبابه ، وتصطخب أمواجه ..
فهل يعلم هذا الشاب المقبل على الزواج قبل إقدامه بأن تلك السفينة هل ستوصله إلى آطام مرتفعة من بين تلك الأمواج السائرة ، ولا تعصف به العواصف ولا تجتاحه السيول ، ولا تنال منه أيدي الصروف والغيَر؟
أم سترميه السفينة على سيف بحر مقفر يباب لا شجر فيه ولا طيور .. ؟
فهل يعلم هذا الشاب المقبل على الزواج قبل إقدامه بأن تلك السفينة هل ستوصله إلى آطام مرتفعة من بين تلك الأمواج السائرة ، ولا تعصف به العواصف ولا تجتاحه السيول ، ولا تنال منه أيدي الصروف والغيَر؟
أم سترميه السفينة على سيف بحر مقفر يباب لا شجر فيه ولا طيور .. ؟
فهل من يحمل معي هذا الفكر ؟؟
وإن كان ثمة فكر آخر ، يعرضه صاحبه لنا بحبكة فنية وأسلوب رفيع ، فأنا في استعداد لقبوله ومناقشته ..
وإن كان ثمة فكر آخر ، يعرضه صاحبه لنا بحبكة فنية وأسلوب رفيع ، فأنا في استعداد لقبوله ومناقشته ..
وكم حاولت أن أكتم ما أقوله ولكن ما الحيلة في نفثات مصدور كابدها حتى كادت أن تنفجر فصدح بها بين ظهرانيكم ..
بارك الله في فرسان اليراعة ، وأرباب البراعة ..
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : مستقبل الجالية .. ورقص على أنغام التراجيديا البائسة !!
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
