حين سمعتُ بحـال أخي الحبيبِ العزيز .. مَنْ نفَاستُه عندي أكثر من الذّهب الإبريز ..
اغرورقت عيناي بالدموع .. وتغشّاني إثْرَهُ وجومٌ وخضوع ..
فقلت لا مناصَ لي إلاّ الكتابة .. لأزيل ما عَلِقَ بي من حُزْنٍ وصبابة ..
وكان برفقتي وقتذاك صديقي الأسيف .. صاحب القلمِ اللطيف والطّبع الظريف ..
فطلبتُ منه رقْمَ الأخِ إن كان لدَيْه .. فأسعَفَني به إذ كان بين يدَيْه ..
وأرسلتُ إلى (أبي سمرة) رسالةً بالجوال .. أخفّف عنه ما يمرّ به من مصائب وأهوال ..
كيْ أُطمْئنَ بحسن الحديثِ فؤادَه .. وأبرّد بلطيف الكلامِ أكبادَه ..
لكنّه أرسلَ إليّ رسالةً على الخاصّ .. بأنْ لا تواصلَ بالجوال حتّى للخواصّ! ..
فوضعتُ القلم .. واكتسيتُ الألم .. وقلتُ: لعلّ حاله لا يسرّ .. وإنّ شأنَه صعبٌ وأَمَرّ ..
ولم يسعني إلا رفع أكف الضراعةْ .. عسى الله أنْ يفرِّجَ همومَ الجماعةْ ..
وينتشلَ أخانا الكريم .. من وطأة الحزن الأليم ..
* * * * *
وأنت أيّها (الفرفوش) .. لأدبك عيونٌ و(رموش) ..
سحَرَتْنا بجمالِها .. وأغرَتْنا بوصالِها ..
لقد بنيتَ من الأدب بناءً شامخاً .. وتَخِذْتَ منه مقاماً باذخاً ..
فأبدعتَ في كتابة المقامةْ .. وارتفعتَ في زبْرِها قامةْ ..
وإنّ كتابتَك آنقُ من النَّوْر في الأكمام" .. وأكثـرَ سنىً من البدرِ يومَ التمام ..
فاكتبْ ما تشاءُ فمثلُك لا يُلام .. وامضِ في درْبك بعزيمة الهِزَبْر الهُمام ..
لا أراكَ الله مصيرَ البائسين .. وجعلك من السّعداء يوم الدّين ..