تعقيباً على كلام الأخت لحظة وداع
تقول الأخت لحظة وداع: ولكن باعتقادي أن سبب عزوف أغلب الرجال عن التعدد هو لأنه أصبح منافياَ لروح العصر وحقوق الإنسان ،، وأنا أعتبره بصراحة إجحاف لحق الزوجة الأولى وإساءة إليها لأن التعدد قد يصيبها في مقتل لأن هذا الرجل يصيب كبريائها وكرامتها ولأن القرآن الكريم يقول " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ".
بداية أقدّر غيرتك أختنا الكريمة وأقدّر حساسية هذا الموضوع بالنسبة لكِ ولكل امرأة ولكن هذه الغيرة لابد أن تكون في إطار معين أما إذا خرجت الغيرة من إطارها الفطري والبشري وانتقلت إلى إطار الحديث عن الشرع أو تحميل هذا التشريع الإسلامي (التعدد) ما لا يحتمل لا بد أن نوضح لك حتى لا يُساء فهم التعدد من وجه آخر فأقول:
أولاً: قولك أن التعدد أصبح منافياً لروح العصر وحقوق الإنسان كلام خطير وعظيم وكأنك تقولين إن هذا التشريع أصبح غير مناسب لهذا العصر لا أخيتي ! الإسلام بكل أحكامه وتشريعاته صالح في كل زمان ومكان وأما كلمة حقوق الإنسان فاستغربت كثيراً من إقحامك لها في سياق هذا الموضوع وأخشى أنكِ تقصدين أن التعدد ينافي مبدأ حقوق الإنسان .. أما قولك بأن التعدد فيه إجحاف للمرأة الأولى وإساءة إليها فهذا تجنٍ منكٍ وتعدٍ على أصول الشريعة دفعك إليه الغيرة غير المنضبطة ومعنى كلامك هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم ومن عدّد بعده من الصالحين والفضلاء قد أجحفوا وأساؤوا إلى المرأة الأولى وهذا بلا شك أمر لا يوافقك عليه أحد وأنا على يقين أن ما دفعك لهذه الأقوال الغريبة غيرتك وقد قرأنا لك قصائد اعتزاز وفخر بدينك وعقيدتك كانت كأجمل ما قرأنا عن المرأة المسلمة في هذا المنتدى حين تفتخر بدينها وعفافها وحشمتها ...
أختي الفاضلة: أتمنى أن تراجعي أقوال أهل العلم والتفسير في الاية التي أوردتها (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) وبالطبع فإن ممارسات البعض وظلمهم لزوجاتهم لا يجيّر بحال إلى تشريعات الإسلام السامية ومنها تشريع التعدد ...
تقبلي تحياتي