تعد الجالية البرماوية احدى الجاليات التي استوطنت المملكة العربية السعودية منذ ما يزيد عن نصف
قرن،اي بعد توحيد هذه البلاد على يد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله في العام (1931م).
وقد هاجر البرماويون الاوائل الى هذه الارض لاسباب عديدة،لكن معظمهم ان لم يكن كلهم هاجروا
فرارا بدينهم بعد ان ذاقوا الويلات وصنوف العذاب والوان الاضطهاد على ايدي الانظمة الحاكمة هناك.
وقد وصلوا الى مكة بالتحديد سواء للحج او العمرة وقرروا الاستقرار والبقاء فيها وذلك كي يكونوا
مجاورين لبيت الله الحرام وما اعظمه من شرف واكرمها من مكانة،وهو ما يؤكد النزعة الدينية التي
تغلب على جماعتنا البرماويين وحبهم وتمسكهم الشديد بالحفاظ على هويتهم الدينية التي اكتسبوها.
ومن مكة تفرعوا الى مدن اخرى وان كانت تجمعات البرماويين في الغالب محصورة بين مدن منطقة
الحجاز اي مكة والمدينة وجدة والطائف وقلة قليلة جدا منهم انتقلوا الى مدن اخرى في المملكة.
وقد عملوا منذ البداية على تأصيل تواجدهم هنا فجدوا واجتهدوا وكابدوا وبذلوا الكثير من الجهد
والعرق والدم كي يوفروا لقمة العيش لانفسهم ولابنائهم وكذلك لايجاد المأوى المناسب لهم ولذويهم.
وقد تحقق لهم ما ارادوا بفضل الله واستقروا وبدأوا يندمجون شيئا فشيئا في المجتمع السعودي سواء
بالاختلاط او بالزواج او باواصر اجتماعية وتجارية وامور اخرى كثيرة لا يتسع المكان لذكرها هنا.
ولكن للاسف الشديد،مع كل تلك الامور المحمودة وتلك الميزات معظم تلك الاشياء الايجابية،كانت
هناك امور سلبية عديدة ومساوئ لاحصر لها وهو ما انعكس بصورة واضحة على الاجيال التالية
التي وجدت نفسها للاسف على سطح صفيح ساخن وداخل معمعة وعواصف فكانوا في وجه المدفع
دون ذنب ارتكبوه او جريمة اقترفوها ولا ناقة لهم فيها ولا جمل الهم الا انهم ولدوا برماويين .
اهم تلك السلبيات التي نتحدث عنها هنا هي،ضياع الهوية والشخصية البرماوية التي هي الاساس.
ولكي نوضح اكثر نتساءل :
كم شخصا برماويا مكتوب في اقامته في خانة الجنسية (برماوي) ؟
اعتقد انهم لا يتجاوزن العشرات،في حين ان المعروف ان البرماويين في هذه البلاد بمئات الالوف.
لا اتحدث هنا عن اولئك الذين حصلوا على تلك الوثيقة المؤقت والتي تعرف بـ (الاقامة البيضاء)،
ولكنني اتحدث عن الاقامة الاساسية المعروفة بلونها الاخضر،فقد اتضح ان الاقامة البيضاء وان
كانت قد صرفت للبرماويين فقط (حصريا) فانها بعد سنتين او ثلاث اصبحت غير ذات قيمة بل انها
اصبحت لا تساوي قيمة الحبر الذي سجلت بها البيانات الواردة في تلك الاقامة،واعتقد انكم تعرفون
مدى المعاناة التي يعيشها من حصلوا على تلك الاقامة وبالذات مع الجهات الرسمية وهي امور
لا داعي للحديث عنها هنا،اضف الى ذلك ان كثير من غير البرماويين قد حصلوا على تلك الوثيقة
وبالذات من جنسية معروفة وذلك بعدة طرق غير مشروعة منها التحايل والرشاوي والمجاملات.
وها نحن نرى اليوم كم المعاناة التي يعيشها الجيل التالي ومن بعدهم مع الجهات الرسمية وغيرها.
فللاسف،البرماوين الاوائل ومن اتى بعدهم من الجيل التالي لم يهتموا بهذا الامر ولم يكن في حساباتهم
اي شئ عن هذ الامر واقصد بذلك الهوية الشخصية البرماوية وان كنا نعذرهم في ذلك حيث ان ظروف
المعيشة وصعوبتها وتأمين لقمة العيش شغلتهم وألهتهم عن تلك المعضلة الخطيرة والمعاناة العظيمة.
وهاهي الاجيال التالية ومن بعدهم يدفعون الثمن غاليا من حياتهم صحة ومالا وجهدا ووقتا وراحة بال.
ها نحن نراهم اليوم مكدسين على ابواب السفارات والقنصليات - وان كانت قنصليتين بالذات - كما
يعرف جميع البرماويين،فاذهبوا ومروا مرور الكرام امام تلك القنصليات وشاهدوا بأم اعينكم كم
(البهدلة والمرمطة) والمذلة والمهانة التي يعانيها ابناؤنا على ايدي موظفي وكتاب وحتى فراشي
تلك القنصليات من الصراخ والزعيق والشتم والسب والمسخرة وحتى الضرب وما خفي كان اعظم.
اذهبوا واشاهدوا كيف يتكدس البرماويون بالساعات على ابواب تلك القنصليات في الشمس الحارقة او
في البرد القارس وذلك فقط كي يستطيعوا الوصول الى باب القنصلية لا ان يدخلوها،فللدخول الى القنصلية
ضريبة اخرى وثمن آخر،وحتى من حالفه الحظ ودخل القنصلية،لا تتصوروا ان ذلك من حسن حظه،
بل قد يكون ذلك من سوء حظه فهناك اشكال اخرى من المعاناة،اقلها قضاء ساعات الانتظار وقوفا
في اماكن اقرب الى المزابل والزرايب و (كله كوم ورائحة العرق كوم ثاني) اعوذ بالله،الله لا يوريك يا
غالي،وبعد كل ذلك وبعد كل هذه الاشكال من المعاناة،ربما لا تستطيع قضاء المصلحة او الامر الذي
اتيت من اجله وذلك لاسباب تافهة لا تذكر،فتعود ادراجك بخفي حنين وانت لا تملك الا كتم غيظك
(وعض شفايفك وبلع ريقك) وكثير منهم قد يكون اتي من اماكن بعيدة مثل المدينة والطائف وغيرها.
نعم هكذا هي الحال وكما قال الفنان محمد عبده (تنشد عن الحال،هذا هو الحال)،نعم هذا هو الحال
اصبح ابناؤنا على ابواب تلك القنصليات تماما مثل:
الأيتام على ابواب اللئام
وان كان المثل يقول (الكرام على موائد اللئام) لكن اين هي تلك الموائد؟
لم نرَ لا موائد ولا وسائد ولا حتى مقاعد يجلس عليها البرماويون في تلك القنصليات.
وقد حكى لي بعض ابناء جماعتنا البرماويين عن تلك المشاهد المؤلمة والممارسات الغير اخلاقية
واللا انسانية تجاه ابناء جماعتنا البرماويين،فلم اصدقهم وظننت انهم يبالغون في الوصف،فذهبت بنفسي
كي انهي معاملات بعض ابناء جماعتنا البرماويين الذين يعملون معي،وهالني ما رأيت وقلت في نفسي
يا ليتني ما جيت ولا شفت،يا الله كم يعانون وكم يقاسون شبابا وشيبانا ونساءا واطفالا،لكم الله يا حبايب.
الا ترون ان المشكلة كبيرة جدا واننا نحمل ابناءنا من الجيل الجديد فوق طاقتهم بتركنا لهم يعايشون
تلك المعاناة العظيمة بدون ذنب منهم،وان الامر كله يعود في الاول والاخير الى المشكلة الاساسية
التي تعاني منها جماعتنا البرماويين من التشتت والتشرذم وكل مشغول بهمه وكل يغني على ليلاه؟
طبعا كان الامر بايديهم من البداية للحفاظ على الهوية البرماوية دون الحاجة الى تلك القنصليات
التي اصبح البرماوين اليها اكثر من حاجتهم الى اساسيات الحياة من الطعام والشراب والمسكن
والدواء،نعم اصبح البرماويون الى تلك القنصليات ويتحملون كل اشكال المذلة والمهانة والعذاب،
واذا لك حاجة عند الـ.........، قول له يا سيدي .
طبعا لا اطالب جماعتنا البرماويين هنا بالجهاد في سبيل الله لتحرير الوطن وحمل السلاح سواء كان
رشاش او مسدس او بندقية او سكين او حتى عصا يهشون بها على غنمهم او مآرب اخرى،فهذه
الامور اكبر بكثير من جماعتنا البرماويين وهذا الشئ بعيد كل البعد عن حسابات اي برماوي موجود
في السعودية وكما يقول اخواننا الشوام،بعيد عن شواربهم،فهذا الامر اصبح في غياهب النسيان تماما
كما نسينا الهوية الشخصية البرماوية التي ضاعت في زحمة انشغال الجميع بامور خاصة بهم وبس.
فمن غير المعقول ان نضحك على انفسنا كما فعل الفلسطينيون وضحكوا على انفسهم قبل ان يضحكوا
على الآخرين ففرطوا في الارض والعرض واكتفوا بالعيش الرغيد في شتى انحاء العالم كالاباطرة*
وفوق ذلك تركوا الاطفال المساكين وعلى رأي المصريين (شوية عيال) يواجهون الصهاينة بكل
اسلحتهم الحديثة وذلك بحفنة من اكوام الحجارة وسموهم (اطفال الحجارة) فماذا كانت النتيجة ؟
لا داعي للاجابة،فالاجابة من المؤكد انها ستكون مؤلمة بنفس درجة الالم الذي يعانيه ابناؤنا اليوم.
اذن الامل الآن معقود في الجيل الجديد الذي احيا جسد الجالية بجهودهم المشكورة واعمالهم الموفورة
وبافكارهم النيرة وآرائهم السديدة والذين ضخوا الدماء من جديد في اطراف الجالية التي كانت لفترة
طويلة في سبات عميق وكأنه بيات شتوي،فهؤلاء المخلصين من المؤكد انهم كما حلوا الكثير من
المشكلات،فانهم قادرون باذن الله ان يضعوا الحلول المناسبة التي ستنهي هذه المعاناة العظيمة.
دمتم.
________________________________________________________
* الأباطرة : جمع مفردها (امبراطور) .
قرن،اي بعد توحيد هذه البلاد على يد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله في العام (1931م).
وقد هاجر البرماويون الاوائل الى هذه الارض لاسباب عديدة،لكن معظمهم ان لم يكن كلهم هاجروا
فرارا بدينهم بعد ان ذاقوا الويلات وصنوف العذاب والوان الاضطهاد على ايدي الانظمة الحاكمة هناك.
وقد وصلوا الى مكة بالتحديد سواء للحج او العمرة وقرروا الاستقرار والبقاء فيها وذلك كي يكونوا
مجاورين لبيت الله الحرام وما اعظمه من شرف واكرمها من مكانة،وهو ما يؤكد النزعة الدينية التي
تغلب على جماعتنا البرماويين وحبهم وتمسكهم الشديد بالحفاظ على هويتهم الدينية التي اكتسبوها.
ومن مكة تفرعوا الى مدن اخرى وان كانت تجمعات البرماويين في الغالب محصورة بين مدن منطقة
الحجاز اي مكة والمدينة وجدة والطائف وقلة قليلة جدا منهم انتقلوا الى مدن اخرى في المملكة.
وقد عملوا منذ البداية على تأصيل تواجدهم هنا فجدوا واجتهدوا وكابدوا وبذلوا الكثير من الجهد
والعرق والدم كي يوفروا لقمة العيش لانفسهم ولابنائهم وكذلك لايجاد المأوى المناسب لهم ولذويهم.
وقد تحقق لهم ما ارادوا بفضل الله واستقروا وبدأوا يندمجون شيئا فشيئا في المجتمع السعودي سواء
بالاختلاط او بالزواج او باواصر اجتماعية وتجارية وامور اخرى كثيرة لا يتسع المكان لذكرها هنا.
ولكن للاسف الشديد،مع كل تلك الامور المحمودة وتلك الميزات معظم تلك الاشياء الايجابية،كانت
هناك امور سلبية عديدة ومساوئ لاحصر لها وهو ما انعكس بصورة واضحة على الاجيال التالية
التي وجدت نفسها للاسف على سطح صفيح ساخن وداخل معمعة وعواصف فكانوا في وجه المدفع
دون ذنب ارتكبوه او جريمة اقترفوها ولا ناقة لهم فيها ولا جمل الهم الا انهم ولدوا برماويين .
اهم تلك السلبيات التي نتحدث عنها هنا هي،ضياع الهوية والشخصية البرماوية التي هي الاساس.
ولكي نوضح اكثر نتساءل :
كم شخصا برماويا مكتوب في اقامته في خانة الجنسية (برماوي) ؟
اعتقد انهم لا يتجاوزن العشرات،في حين ان المعروف ان البرماويين في هذه البلاد بمئات الالوف.
لا اتحدث هنا عن اولئك الذين حصلوا على تلك الوثيقة المؤقت والتي تعرف بـ (الاقامة البيضاء)،
ولكنني اتحدث عن الاقامة الاساسية المعروفة بلونها الاخضر،فقد اتضح ان الاقامة البيضاء وان
كانت قد صرفت للبرماويين فقط (حصريا) فانها بعد سنتين او ثلاث اصبحت غير ذات قيمة بل انها
اصبحت لا تساوي قيمة الحبر الذي سجلت بها البيانات الواردة في تلك الاقامة،واعتقد انكم تعرفون
مدى المعاناة التي يعيشها من حصلوا على تلك الاقامة وبالذات مع الجهات الرسمية وهي امور
لا داعي للحديث عنها هنا،اضف الى ذلك ان كثير من غير البرماويين قد حصلوا على تلك الوثيقة
وبالذات من جنسية معروفة وذلك بعدة طرق غير مشروعة منها التحايل والرشاوي والمجاملات.
وها نحن نرى اليوم كم المعاناة التي يعيشها الجيل التالي ومن بعدهم مع الجهات الرسمية وغيرها.
فللاسف،البرماوين الاوائل ومن اتى بعدهم من الجيل التالي لم يهتموا بهذا الامر ولم يكن في حساباتهم
اي شئ عن هذ الامر واقصد بذلك الهوية الشخصية البرماوية وان كنا نعذرهم في ذلك حيث ان ظروف
المعيشة وصعوبتها وتأمين لقمة العيش شغلتهم وألهتهم عن تلك المعضلة الخطيرة والمعاناة العظيمة.
وهاهي الاجيال التالية ومن بعدهم يدفعون الثمن غاليا من حياتهم صحة ومالا وجهدا ووقتا وراحة بال.
ها نحن نراهم اليوم مكدسين على ابواب السفارات والقنصليات - وان كانت قنصليتين بالذات - كما
يعرف جميع البرماويين،فاذهبوا ومروا مرور الكرام امام تلك القنصليات وشاهدوا بأم اعينكم كم
(البهدلة والمرمطة) والمذلة والمهانة التي يعانيها ابناؤنا على ايدي موظفي وكتاب وحتى فراشي
تلك القنصليات من الصراخ والزعيق والشتم والسب والمسخرة وحتى الضرب وما خفي كان اعظم.
اذهبوا واشاهدوا كيف يتكدس البرماويون بالساعات على ابواب تلك القنصليات في الشمس الحارقة او
في البرد القارس وذلك فقط كي يستطيعوا الوصول الى باب القنصلية لا ان يدخلوها،فللدخول الى القنصلية
ضريبة اخرى وثمن آخر،وحتى من حالفه الحظ ودخل القنصلية،لا تتصوروا ان ذلك من حسن حظه،
بل قد يكون ذلك من سوء حظه فهناك اشكال اخرى من المعاناة،اقلها قضاء ساعات الانتظار وقوفا
في اماكن اقرب الى المزابل والزرايب و (كله كوم ورائحة العرق كوم ثاني) اعوذ بالله،الله لا يوريك يا
غالي،وبعد كل ذلك وبعد كل هذه الاشكال من المعاناة،ربما لا تستطيع قضاء المصلحة او الامر الذي
اتيت من اجله وذلك لاسباب تافهة لا تذكر،فتعود ادراجك بخفي حنين وانت لا تملك الا كتم غيظك
(وعض شفايفك وبلع ريقك) وكثير منهم قد يكون اتي من اماكن بعيدة مثل المدينة والطائف وغيرها.
نعم هكذا هي الحال وكما قال الفنان محمد عبده (تنشد عن الحال،هذا هو الحال)،نعم هذا هو الحال
اصبح ابناؤنا على ابواب تلك القنصليات تماما مثل:
الأيتام على ابواب اللئام
وان كان المثل يقول (الكرام على موائد اللئام) لكن اين هي تلك الموائد؟
لم نرَ لا موائد ولا وسائد ولا حتى مقاعد يجلس عليها البرماويون في تلك القنصليات.
وقد حكى لي بعض ابناء جماعتنا البرماويين عن تلك المشاهد المؤلمة والممارسات الغير اخلاقية
واللا انسانية تجاه ابناء جماعتنا البرماويين،فلم اصدقهم وظننت انهم يبالغون في الوصف،فذهبت بنفسي
كي انهي معاملات بعض ابناء جماعتنا البرماويين الذين يعملون معي،وهالني ما رأيت وقلت في نفسي
يا ليتني ما جيت ولا شفت،يا الله كم يعانون وكم يقاسون شبابا وشيبانا ونساءا واطفالا،لكم الله يا حبايب.
الا ترون ان المشكلة كبيرة جدا واننا نحمل ابناءنا من الجيل الجديد فوق طاقتهم بتركنا لهم يعايشون
تلك المعاناة العظيمة بدون ذنب منهم،وان الامر كله يعود في الاول والاخير الى المشكلة الاساسية
التي تعاني منها جماعتنا البرماويين من التشتت والتشرذم وكل مشغول بهمه وكل يغني على ليلاه؟
طبعا كان الامر بايديهم من البداية للحفاظ على الهوية البرماوية دون الحاجة الى تلك القنصليات
التي اصبح البرماوين اليها اكثر من حاجتهم الى اساسيات الحياة من الطعام والشراب والمسكن
والدواء،نعم اصبح البرماويون الى تلك القنصليات ويتحملون كل اشكال المذلة والمهانة والعذاب،
واذا لك حاجة عند الـ.........، قول له يا سيدي .
طبعا لا اطالب جماعتنا البرماويين هنا بالجهاد في سبيل الله لتحرير الوطن وحمل السلاح سواء كان
رشاش او مسدس او بندقية او سكين او حتى عصا يهشون بها على غنمهم او مآرب اخرى،فهذه
الامور اكبر بكثير من جماعتنا البرماويين وهذا الشئ بعيد كل البعد عن حسابات اي برماوي موجود
في السعودية وكما يقول اخواننا الشوام،بعيد عن شواربهم،فهذا الامر اصبح في غياهب النسيان تماما
كما نسينا الهوية الشخصية البرماوية التي ضاعت في زحمة انشغال الجميع بامور خاصة بهم وبس.
فمن غير المعقول ان نضحك على انفسنا كما فعل الفلسطينيون وضحكوا على انفسهم قبل ان يضحكوا
على الآخرين ففرطوا في الارض والعرض واكتفوا بالعيش الرغيد في شتى انحاء العالم كالاباطرة*
وفوق ذلك تركوا الاطفال المساكين وعلى رأي المصريين (شوية عيال) يواجهون الصهاينة بكل
اسلحتهم الحديثة وذلك بحفنة من اكوام الحجارة وسموهم (اطفال الحجارة) فماذا كانت النتيجة ؟
لا داعي للاجابة،فالاجابة من المؤكد انها ستكون مؤلمة بنفس درجة الالم الذي يعانيه ابناؤنا اليوم.
اذن الامل الآن معقود في الجيل الجديد الذي احيا جسد الجالية بجهودهم المشكورة واعمالهم الموفورة
وبافكارهم النيرة وآرائهم السديدة والذين ضخوا الدماء من جديد في اطراف الجالية التي كانت لفترة
طويلة في سبات عميق وكأنه بيات شتوي،فهؤلاء المخلصين من المؤكد انهم كما حلوا الكثير من
المشكلات،فانهم قادرون باذن الله ان يضعوا الحلول المناسبة التي ستنهي هذه المعاناة العظيمة.
دمتم.
________________________________________________________
* الأباطرة : جمع مفردها (امبراطور) .
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : البرماويون بعد نصف قرن....(1) الهوية الشخصية.
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
