البرماويون بعد نصف قرن....(1) الهوية الشخصية.

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
23 مايو 2009
المشاركات
157
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المدينة المنورة
تعد الجالية البرماوية احدى الجاليات التي استوطنت المملكة العربية السعودية منذ ما يزيد عن نصف

قرن،اي بعد توحيد هذه البلاد على يد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله في العام (1931م).


وقد هاجر البرماويون الاوائل الى هذه الارض لاسباب عديدة،لكن معظمهم ان لم يكن كلهم هاجروا

فرارا بدينهم بعد ان ذاقوا الويلات وصنوف العذاب والوان الاضطهاد على ايدي الانظمة الحاكمة هناك.


وقد وصلوا الى مكة بالتحديد سواء للحج او العمرة وقرروا الاستقرار والبقاء فيها وذلك كي يكونوا

مجاورين لبيت الله الحرام وما اعظمه من شرف واكرمها من مكانة،وهو ما يؤكد النزعة الدينية التي

تغلب على جماعتنا البرماويين وحبهم وتمسكهم الشديد بالحفاظ على هويتهم الدينية التي اكتسبوها.


ومن مكة تفرعوا الى مدن اخرى وان كانت تجمعات البرماويين في الغالب محصورة بين مدن منطقة

الحجاز اي مكة والمدينة وجدة والطائف وقلة قليلة جدا منهم انتقلوا الى مدن اخرى في المملكة.


وقد عملوا منذ البداية على تأصيل تواجدهم هنا فجدوا واجتهدوا وكابدوا وبذلوا الكثير من الجهد

والعرق والدم كي يوفروا لقمة العيش لانفسهم ولابنائهم وكذلك لايجاد المأوى المناسب لهم ولذويهم.


وقد تحقق لهم ما ارادوا بفضل الله واستقروا وبدأوا يندمجون شيئا فشيئا في المجتمع السعودي سواء

بالاختلاط او بالزواج او باواصر اجتماعية وتجارية وامور اخرى كثيرة لا يتسع المكان لذكرها هنا.


ولكن للاسف الشديد،مع كل تلك الامور المحمودة وتلك الميزات معظم تلك الاشياء الايجابية،كانت

هناك امور سلبية عديدة ومساوئ لاحصر لها وهو ما انعكس بصورة واضحة على الاجيال التالية

التي وجدت نفسها للاسف على سطح صفيح ساخن وداخل معمعة وعواصف فكانوا في وجه المدفع

دون ذنب ارتكبوه او جريمة اقترفوها ولا ناقة لهم فيها ولا جمل الهم الا انهم ولدوا برماويين .


اهم تلك السلبيات التي نتحدث عنها هنا هي،ضياع الهوية والشخصية البرماوية التي هي الاساس.

ولكي نوضح اكثر نتساءل :

كم شخصا برماويا مكتوب في اقامته في خانة الجنسية (برماوي) ؟

اعتقد انهم لا يتجاوزن العشرات،في حين ان المعروف ان البرماويين في هذه البلاد بمئات الالوف.


لا اتحدث هنا عن اولئك الذين حصلوا على تلك الوثيقة المؤقت والتي تعرف بـ (الاقامة البيضاء)،

ولكنني اتحدث عن الاقامة الاساسية المعروفة بلونها الاخضر،فقد اتضح ان الاقامة البيضاء وان

كانت قد صرفت للبرماويين فقط (حصريا) فانها بعد سنتين او ثلاث اصبحت غير ذات قيمة بل انها

اصبحت لا تساوي قيمة الحبر الذي سجلت بها البيانات الواردة في تلك الاقامة،واعتقد انكم تعرفون

مدى المعاناة التي يعيشها من حصلوا على تلك الاقامة وبالذات مع الجهات الرسمية وهي امور

لا داعي للحديث عنها هنا،اضف الى ذلك ان كثير من غير البرماويين قد حصلوا على تلك الوثيقة

وبالذات من جنسية معروفة وذلك بعدة طرق غير مشروعة منها التحايل والرشاوي والمجاملات.


وها نحن نرى اليوم كم المعاناة التي يعيشها الجيل التالي ومن بعدهم مع الجهات الرسمية وغيرها.


فللاسف،البرماوين الاوائل ومن اتى بعدهم من الجيل التالي لم يهتموا بهذا الامر ولم يكن في حساباتهم

اي شئ عن هذ الامر واقصد بذلك الهوية الشخصية البرماوية وان كنا نعذرهم في ذلك حيث ان ظروف

المعيشة وصعوبتها وتأمين لقمة العيش شغلتهم وألهتهم عن تلك المعضلة الخطيرة والمعاناة العظيمة.


وهاهي الاجيال التالية ومن بعدهم يدفعون الثمن غاليا من حياتهم صحة ومالا وجهدا ووقتا وراحة بال.

ها نحن نراهم اليوم مكدسين على ابواب السفارات والقنصليات - وان كانت قنصليتين بالذات - كما

يعرف جميع البرماويين،فاذهبوا ومروا مرور الكرام امام تلك القنصليات وشاهدوا بأم اعينكم كم

(البهدلة والمرمطة) والمذلة والمهانة التي يعانيها ابناؤنا على ايدي موظفي وكتاب وحتى فراشي

تلك القنصليات من الصراخ والزعيق والشتم والسب والمسخرة وحتى الضرب وما خفي كان اعظم.

اذهبوا واشاهدوا كيف يتكدس البرماويون بالساعات على ابواب تلك القنصليات في الشمس الحارقة او

في البرد القارس وذلك فقط كي يستطيعوا الوصول الى باب القنصلية لا ان يدخلوها،فللدخول الى القنصلية

ضريبة اخرى وثمن آخر،وحتى من حالفه الحظ ودخل القنصلية،لا تتصوروا ان ذلك من حسن حظه،

بل قد يكون ذلك من سوء حظه فهناك اشكال اخرى من المعاناة،اقلها قضاء ساعات الانتظار وقوفا

في اماكن اقرب الى المزابل والزرايب و (كله كوم ورائحة العرق كوم ثاني) اعوذ بالله،الله لا يوريك يا

غالي،وبعد كل ذلك وبعد كل هذه الاشكال من المعاناة،ربما لا تستطيع قضاء المصلحة او الامر الذي

اتيت من اجله وذلك لاسباب تافهة لا تذكر،فتعود ادراجك بخفي حنين وانت لا تملك الا كتم غيظك

(وعض شفايفك وبلع ريقك) وكثير منهم قد يكون اتي من اماكن بعيدة مثل المدينة والطائف وغيرها.


نعم هكذا هي الحال وكما قال الفنان محمد عبده (تنشد عن الحال،هذا هو الحال)،نعم هذا هو الحال

اصبح ابناؤنا على ابواب تلك القنصليات تماما مثل:

الأيتام على ابواب اللئام

وان كان المثل يقول (الكرام على موائد اللئام) لكن اين هي تلك الموائد؟

لم نرَ لا موائد ولا وسائد ولا حتى مقاعد يجلس عليها البرماويون في تلك القنصليات.


وقد حكى لي بعض ابناء جماعتنا البرماويين عن تلك المشاهد المؤلمة والممارسات الغير اخلاقية

واللا انسانية تجاه ابناء جماعتنا البرماويين،فلم اصدقهم وظننت انهم يبالغون في الوصف،فذهبت بنفسي

كي انهي معاملات بعض ابناء جماعتنا البرماويين الذين يعملون معي،وهالني ما رأيت وقلت في نفسي

يا ليتني ما جيت ولا شفت،يا الله كم يعانون وكم يقاسون شبابا وشيبانا ونساءا واطفالا،لكم الله يا حبايب.


الا ترون ان المشكلة كبيرة جدا واننا نحمل ابناءنا من الجيل الجديد فوق طاقتهم بتركنا لهم يعايشون

تلك المعاناة العظيمة بدون ذنب منهم،وان الامر كله يعود في الاول والاخير الى المشكلة الاساسية

التي تعاني منها جماعتنا البرماويين من التشتت والتشرذم وكل مشغول بهمه وكل يغني على ليلاه؟


طبعا كان الامر بايديهم من البداية للحفاظ على الهوية البرماوية دون الحاجة الى تلك القنصليات

التي اصبح البرماوين اليها اكثر من حاجتهم الى اساسيات الحياة من الطعام والشراب والمسكن

والدواء،نعم اصبح البرماويون الى تلك القنصليات ويتحملون كل اشكال المذلة والمهانة والعذاب،

واذا لك حاجة عند الـ.........، قول له يا سيدي .


طبعا لا اطالب جماعتنا البرماويين هنا بالجهاد في سبيل الله لتحرير الوطن وحمل السلاح سواء كان

رشاش او مسدس او بندقية او سكين او حتى عصا يهشون بها على غنمهم او مآرب اخرى،فهذه

الامور اكبر بكثير من جماعتنا البرماويين وهذا الشئ بعيد كل البعد عن حسابات اي برماوي موجود

في السعودية وكما يقول اخواننا الشوام،بعيد عن شواربهم،فهذا الامر اصبح في غياهب النسيان تماما

كما نسينا الهوية الشخصية البرماوية التي ضاعت في زحمة انشغال الجميع بامور خاصة بهم وبس.


فمن غير المعقول ان نضحك على انفسنا كما فعل الفلسطينيون وضحكوا على انفسهم قبل ان يضحكوا

على الآخرين ففرطوا في الارض والعرض واكتفوا بالعيش الرغيد في شتى انحاء العالم كالاباطرة*

وفوق ذلك تركوا الاطفال المساكين وعلى رأي المصريين (شوية عيال) يواجهون الصهاينة بكل

اسلحتهم الحديثة وذلك بحفنة من اكوام الحجارة وسموهم (اطفال الحجارة) فماذا كانت النتيجة ؟


لا داعي للاجابة،فالاجابة من المؤكد انها ستكون مؤلمة بنفس درجة الالم الذي يعانيه ابناؤنا اليوم.


اذن الامل الآن معقود في الجيل الجديد الذي احيا جسد الجالية بجهودهم المشكورة واعمالهم الموفورة

وبافكارهم النيرة وآرائهم السديدة والذين ضخوا الدماء من جديد في اطراف الجالية التي كانت لفترة

طويلة في سبات عميق وكأنه بيات شتوي،فهؤلاء المخلصين من المؤكد انهم كما حلوا الكثير من

المشكلات،فانهم قادرون باذن الله ان يضعوا الحلول المناسبة التي ستنهي هذه المعاناة العظيمة.


دمتم.

________________________________________________________
* الأباطرة : جمع مفردها (امبراطور) .
 
التعديل الأخير:

زي العسل

New member
إنضم
19 أغسطس 2009
المشاركات
19
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
عزيزي الباشا
تحية ملؤها الحب والتقدير لشخصك الكريم ولقلمك المبدع فأنا متابع لك وأقرأ كل ما تكتبه بهذا المنتدى العامر أسأل الله لك التوفيق والسداد .. وحبي وتقديري لك لا يمنعني أبداً من الاختلاف معك لأننا جميعاً نقصد النفع والخير لجاليتنا وآمل منك أن توسع صدرك قليلاً لرأي وتدقق فيه فإن كنت قد أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان:
أولاً: تناولت في حديثك الجميل العديد من القضايا المهمة وأوافقك على معظمها وركزت في حديثك عن نقطة أحسبها حساسة وهي القنصليات والسفارات التي منحت البرماويين جوازات سفرت وقد استخدمت لغة ساخرة في نقدك لكثير من الممارسات والأنظمة التي يتم التعامل بها مع البرماويين وأقول لك أخي العزيز أن هذه السفارات كانت في يوم من الأيام حبل النجاة الوحيد والمخرج الأول والأخير لآبائنا وأجدادنا فبضل هذه السفارات وموافقتها على منح البرماويين جوازات سفر تمكنا من الاستقرار والاندماج والتعلم وسرت أوضاعنا بنظامية وإن كان تخلل ذلك الكثير من المنغصات والعوائق وما على المحسنين من سبيل وهل تعلم يا عزيزي أنه لولا هذه السفارات وجوازات سفرها لاضطر بعض آبائنا وأجدادنا أن يرجعوا أدراجهم ويعودوا من حيث أتوا ؟ وهل تعلم يا سيدي الفاضل أن هذه السفارات وإن كانت قد شددّت في بعض أنظمتها مؤخراً فإن لها سنوات تربو على الخمسين عاماً وهي واقفة مع البرماويين وتتحمل مشاكلهم وعلى حساب سمعتها وسمعة شعبها ؟ ألست ترى الفلسطينين الذين يحملون جوازات سفر أردنية مثلا اسأل ماذا يحصل لهم .. ولا تقل أن هذه السفارات تقبض منا مبالغ كبيرة مقابل منحنا لهذه الجوازات فهذا حق من حقوقهم مقابل مساعدتهم لنا في أزمتنا العالمية ..
ثانياً: أخي الباشا استخدمت في خطابك لغة تهكمية لهذه السفارات وصلت مبلغاً كنت أرجو أن لا يصل إلى هذا المستوى فهم متفضلون علينا قبل كل شيء وبعض ما سخرت منه كما في قولك ( كله كوم ورائحة العرق كوم ثاني) يوجد في جماعتنا من هو أشد مما ذكرت فلماذا هذه اللغة المتشنجة ولماذا الذهاب إلى روائح العرق مادام الموضوع بين مهاجر برماوي يبحث عمن يتفضل عليه بجواز سفر وبين سفارة لدولة ذات سيادة واستقلالية لها أنظمتها وقوانينها وليس الطالب مثل المطلوب ثم ألا تتوقع أن يعتبرك البعض ممن يعض اليد التي أحسنت إليه يوماً بكلامك ووصفك وتشنيعك .. ولا زلت أكرر أنني محب وناقد ومناقش لك أخي الغالي وأقر بكل ما ذكرت من مصاعب ومتاعب وعنصرية تواجه جاليتنا سواء في التجديد أو الإضافة أو النقل .
ثالثاً: لنعد إلى أصل المشكلة أتعلم ما هي؟ إنها وبكل معاني الأسى والحرقة ضياع وطننا الأصلي منا وفقداننا لبلد ننتسب إليه هذه هي المشكلة الأساس وهذه التي بلغت بنا ما نحن فيه وهي التي بسببها وصلنا إلى ما وصلنا وتلك أقدارنا ولا حول ولا قوة إلا بالله أسأل الله أن يفرج همومنا وينفس كروبنا ..

تقبل خالص ودادي وتقديري أخي الباشا
 

abu mushari

New member
إنضم
21 يوليو 2009
المشاركات
282
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
أخي زي العسل ردك زي العسل
على هذا الموضوع
ويا أخينا البـــــــــــــــــــــــــــاشا
موضوعك صريح جداُ وفعلاُ هذا ما يحصل حالياُ
وإن شاء الله سيزول معاناتنا
ماعلينا إلا الدعاء والصبر
 
إنضم
23 مايو 2009
المشاركات
157
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المدينة المنورة

الزميل

تحية طيبة .

بداية اشكرك كثيرا على ردك الجميل والمتقن.

شوف يا سيدي، صلي على النبي.

لست ممن يحبون ان يعلقوا اخطاءهم على شماعة الآخرين لاي سبب،لان هذا ينم عن ضعف وتهرب.


وانت في ردك قلت انني يجب ان انظر لاحوالنا وان ننظر ونعرف الاخطاء التي تعم الجالية.

وهي نقطة في غاية الاهمية وقد اصبت تماما في هذه النقطة .


اعتقدد انك زميلي العزيز قد قرأت الموضوع،فهل لاحظت في بداية الموضوع انني كتبت عن ان بداية هذه

المشكلة ربما تعود الى ان جماعتنا البرماويين الاوائل قد انشغلوا بهموم الحياة وتوفير لقمة العيش

والبحث عن الاستقرار،انشغلوا عن امر هام جدا،وهو الحفاظ على الهوية الشخصية للبرماويين.


وهنا اضطرت الاجيال التي اتت من بعدهم الى اللجوء الى تلك القنصليات والتي لا ننكر انها قد قامت

بشئ ايجابي تجاه جماعتنا البرماويين بمنحهم جوازات تلك البلاد ومن ثم قامت مشكورة بتجديدها دوريا.

لكن زميلي العزيز،ماذا حدث بعد ذلك؟

انظرلاحوال جماعتنا وما يعانونه الآن على ايدي مسؤلي تلك القنصليات من امور يندى لها الجبين.

ولا داعي لتكرار ما ذكرته في الموضوع وما سردته من صور تلك المعاناة وذلك الامر المحزن جدا.


فليس من المعقول يا زميلي العزيز ان تقوم بحسنة ثم تتبعها باسوأ صور السيئة من ممارسات غير

انسانية ولا علاقة لها لا بالدين ولابالاخلاق ولا بالقيم ولا اي شئ طيب او ايجابي تجاه الآخرين فقط

لمجرد انك منحتهم جوازات ثم تمارس عليهم كل انواع الظلم والقمع والمهانة التي لا يقرها اي عاقل.


لا اريد ان اطيل عليك ميلي في الموضوع،ولكن اعود واقول مرة اخرى ان هذا الامر المحزن معقد

جدا ويصعب الكلام فيه بموضوع وردود،ولكنه يحتاج الى تباحث ونقاش كبير ومشوار طويل .


ختاما ارجو منك ان تتقبل رأيي بكل رحابة صدر وان تتفهم ما ارمي اليه والله من وراء القصد.


مرة اخرى اشكرك كثيرا على المرور وعلى مداخلتك التي كانت في غاية الاهمية وفي صلب الموضوع

وتقبل مني فائق التقدير والاحترام.


ويا (زي العسل) الله يحلي ايامك


تحياتي.
 
أعلى