صلاح عبدالشكور
New member
- إنضم
- 25 أبريل 2009
-
- المشاركات
- 917
-
- مستوى التفاعل
- 4
-
- النقاط
- 0
فكّرت أن أبدأ بمقدمة يسيرة عن الإمام ابن باز رحمه الله لأدخل من خلالها إلى حديثي في هذا الموضوع ولكني عجزت عن ذلك فمن أين سأبدأ وأين سأنتهي وأنا أمام بحر كبير عميق لا يُدرك أوله ولا يُعرف آخره والكل يعرف فضله ومكانته، ولذا سأتجاوز عن هذه المقدمة لأدخل مباشرة إلى عمق موضوعي وأقول:
لقد كان الإمام ابن باز رحمه الله يهتم كثيراً بأحوال المسلمين في كل مكان ويتفاعل معها بكل ما يملك من دعم وتأييد ووجاهة وشفاعة، ولا يُستغرب ذلك من هذا العالم الذي أوقف حياته لخدمة الإسلام والمسلمين، وأنا أقرأ سيرة هذا العالم الجليل وقفت على قصة ذكرها الشيخ عبدالرحمن بن محمد الهرفي الداعية بمركز الدعوة بالمنطقة الشرقية، وهو أحد الذين ذكروا مناقب الشيخ وقيدوا سيرته العطرة، جعلتني هذه القصة أترحم على هذا الشيخ الجبل وأنا أكفكف دمعي، وهي قصية قصيرة تحمل الكثير من المعاني والوقفات أترككم مع القصة:
يقول الشيخ الهرفي في كتابه (الجامع لأحكام الحج والعمرة ص550): وحدثني الأخ المفضال إبراهيم الشهري فقال : كنت في مجلس سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بعد صلاة جمعة، وكان يُقرأ على الشيخ من تفسير ابن كثير، وبعد الدرس فتح مجال الأسئلة والنقاش، وكان من بين الحضور رجل سوداني استأذن الشيخ بأن يقرأ عليه قصاصة من جريدة الحياة فسمح له الشيخ ـ رحمه الله ـ فقرأ أن الحكومة البنجلاديشية أمرت بترحيل المسلمين البورميين إلى بورما، بناء على طلب من الحكومة البورمية، وقد علق الكاتب أن المسلمين سوف يعذبون ويضطهدون من قبل الحكومة النصرانية إذا ذهبوا إلى هناك وبعد الانتهاء من قراءة الجريدة؛ وكان الشيخ متأثرا من هذه القصة فطلب الشيخ من أحد السكرتارية أن يتصل بقصر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ـ رحمه الله ـ وكان مساعد الشيخ يجري الاتصالات والشيخ في نفس الوقت يرد على الهاتف الثاني على أسئلة المستفتين، وبعد أكثر من نصف الساعة أعطى السكرتير السماعة للشيخ وقال : الملك على الهاتف، وبعدما أنهى الشيخ المكالمة التي كانت معه أخذ السماعة ليكلم الملك فهد ـ وكان كل من في المجلس مشدودا للمكالمة وهم يستمعون للشيخ رحمه الله يكلم الملك مباشرة ـ أخذ الشيخ السماعة فسلم على الملك ثم سأله عن صحته وصحة إخوانه ثم ذكر أن هناك قصاصة جريدة ـ وذكر القصة ـ ثم قال له : نريد منكم أن تشفعوا لهؤلاء المسلمين المستضعفين لدى الحكومة البنجلاديشية بأن لا ترحلهم وأن يتركوهم يعيشون في بنجلاديش ، ثم دعا للملك بالتوفيق وأن ينفع الله به الإسلام والمسلمين. ا.هـ .
وقفات مع القصة:
أولاً: فضل حكومة المملكة العربية السعودية على البرماويين المهاجرين وفضل علمائها ودعاتها الذين لم يدخروا وسعاً في تقديم يد العون والمساعدة في القديم والحديث.
ثانياً: أهمية التواصل مع العلماء وإيصال أخبار المسلمين البرماويين وأحوال الجالية البرماوية إليهم، والالتفاف حولهم، والصدور عن آرائهم، وتوجيه الناشئة والعوام للإفادة منهم.
ثالثاً: أهمية الدور الإعلامي لقضايانا، حيث إن هذا الخبر الصحفي الذي حرّك هذا العالم الجليل ليتصل بخادم الحرمين الشريفين مباشرة هو في أصله خبر صحافي عبر وسيلة إعلامية واحدة، فكيف لو انضمت إلى هذه الوسيلة وسائل إعلامية أخرى ...
اللهم وفق ولاة أمر هذه البلاد وعلماءها ودعاتها وأهلها لما تحبه وترضاه ومتعهم بالصحة والعافية، واغفر لمن مات منهم برحمتك يا أرحك الراحمين ..
[/justify]
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : الإمام ابن باز رحمه الله يبكي من أجل البرماويين ويتصل مباشرة بالملك فهد رحمه الله
|
المصدر : .: أخبارنا العامة :.
