معاشر الزملاء والزميلات .. في باحة هذا المنتدى التفاحي المشوب باللون الزيتي .. والـ (التفاحي) أيها الأفاضل اسم (مودرن) لبعض الألوان الحديثة التي ظهرت في الفترات الأخيرة لبعض الألوان المولدة مثل (كستنائي) (لحمي) (حبحبي) (فيروزي) (تركوازي) والقائمة تطول ومن أراد أن يتعرف على خصائص هذه الألوان وأسماءها وفوارقها فليجلس مع زوجته أو أخته فهنّ أكثر خلق الله معرفة واستخداماً لها ألا ترى أخي الزوج (الخطاب هنا للمتزوجين فقط) أن زوجتك المصونة حين تبعث لك برسالة غرامية تخطها بخط يدها تختار لك عشرات الألوان اللامعة وتمزج بينها بطريقة جميلة بينما لو كتبت إليها لا تكاد تفارق اللون الأزرق هذا إلى لم يكن حبره مقطعاً .. ثم إن شئت أن (تتلخبط) أكثر بين هذه الألوان وفلسفاتها وتمازجها خذ زوجتك المصونة واذهب بها إلى محل بيع الأقمشة النسائية وأنا لا أشك أنك ستخرج (بصداع نصفي) من كثرة تدقيقك وتدقيقها في الألوان وأجزم أنك ستعود لذلك المحل من مرتين إلى ثلاثة مرات لتغيير الألوان مرة بعد مرة والله يعطي العافية لزوجاتنا فالألوان تعني لهن الكثير واختيار اللون فن وذوق ومسؤولية كما أن قيادة السيارة فن وذوق ومسؤولية وهناك علم خاص يسمى علم الألوان اسألوا أهل الألوان إن كنتم لا تعلمون ...
وقبل أن أبدأ في سرد فكرة هذا الموضوع أتمنى من الإخوة المراقبين على هذا القسم أن يكبسوا بقوة على الفرمل اليدوي ويتريثوا قليلاً قبل أن ينقلوه إلى قسم (المطبخ البرماوي) لأن موضوعي يناقش فكرة لها صلة بالمجتمع البرماوي ككل وثقافته وتعايشه وهويته ولا يتعلق بطبخة أو أكلة أو مطعم يبيع الأكلات المفلفلة والمبهرة ...
أكتب هذا الموضوع بعد أن تناولت وجبة دسمة من (مطعم ماليزيا) الكائن بالعزيزية وهذا المطعم يبيع الأكلات الجاوية بأنواعها المختلفة كما يتميز ببيع البطاطس المفلفل (المقرمش) الذي لا يقاوم طعمه وتناوله من كثرة الفلفل الأحمر المحمص على الزيت إلا الأشداء من هواة أكل الفلفل ممن وهبهم الله ألسنة وبطوناً ومعدة وأمعاء وأجهزة إخراجية تقاوم كل هذه الجرعات الحارّة من الفلفل ولو يسّر الله على أحد أولئك الأشداء وفكر في إنشاء مصنع للحلويات والعلك فأول ما سيصنعه (علكة مفلفلة) يعني بالعربي (لبانة بالفلفل) لا أربح الله تجارته ..
بالمناسبة فقد حضر ابن اللذينا لقاء في مكة قبل أيام وكان العشاء (صالوناً) شهياً على الطريقة البرماوية ولكن ما إن جلس الحضور على المائدة الطويلة وأخذوا يأكلون إلا وبدأت الطلبات المتكاثرة هذا يطلب ماءً بارداً وأخر يطلب علبة مناديل بأكملها وثالث بدأ يعرق كأنه بيّاع تميس وفي رواية أهل المدينة (تمييز) ورابع بدأ يتهكم من الطباخ وهلم جرا .. والحقيقة أن هذا الصالون طبخ بطريقة عجيبة ولا أدري كم نوعاً وُضع فيه من أنواع الفلافل وبأي مغرفة غرف ذلكم الطباخ سامحه الله فقد عكّر علينا الهناء بالأكل ولذا أنكرت كثيراً على زميل قال لي: (بالهنا والعافية) وأنا خارج من العشاء وجميع شعرات جسدي ترسل إنذارات بأن هجوماً عنيفاً تعرض له أجهزتي الجسمية المختلقة وقلت له: أي هناء وأي عافية أنتظره من هذا الفلفل المدمر !!
سامحوني أيها الإخوة على استطرادي وخروجي كثيراً عن صلب الموضوع ولكنها الأفكار تزاحمني فلا أملك إلا أن أضغط على الكيبورد لتتحول إلى هذه الأحرف التي تقرؤونها الآن ..
موضوعي باختصار أنني ومنذ صباي غفر الله لي وأحسن خاتمتي لم أشاهد بأم عيني ولا بأخت عيني من الرضاعة مطعماً برماوياً كتب على لوحته (المطعم البرماوي) ودققوا أحبتي أنني هنا أعني لفظ ( البرماوي) ولا أعني الأكل البرماوي في الوقت الذي نجد أن المطاعم البخارية على سبيل المثال ملأت الجو والبر والبحر والمحيطات والصحاري والبحيرات والوديان حيث تجدها في كل مكان ولو قدّر الله عليك وتُهت بسيارتك في صحراء النفود أو الربع الخالي وبحثت عن مطعم قد تجد لوحة (المطعم البخاري) تلقاء وجهك وأيضاً المطاعم الجاوية أخذت في الانتشار مثل مطعم جنوب آسيا وليلتي وخوجة حتى الأكلات الصينية والهندية واليمنية والسودانية والبنغالية والباكستانية والشامية والنيجيرية وما سلسلة مطاعم (أفريكانو) عنا ببعيد ..
أما إذا بحثت عن مطعم بمسمى (المطعم البرماوي للأكلات البرماوية) فلا تجد ولا أجد أيضاً إجابة شافية لسؤالي !! فهل ذابت الثقافة البرماوية لهذه الدرجة ولم تعد لها القوة الكافية للاعتراف بكينونتها كجالية برماوية حتى على لوحات المطاعم مثلاً كمقوم اجتماعي؟! ولماذا نقرأ في لوحات المطاعم جميع أسماء الجنسيات والأعراق ولا نقرأ لوحة كتب عليها (المطعم البرماوي) رغم أسبقية البرماويين ومجيئهم إلى هذه البلاد المباركة مقارنة بكثير من الجاليات المقيمة ورغم طعم ولذة أكلاتهم وتميزها وتفنن البرماويين فيها، أسئلة تبحث عن مطعم برماوي!! فمن سيجيبني ؟!
تقبلوا سلامي واحترامي .. وبالهنا والعافية
اسم الموضوع : أول مطعم برماوي في الشرق الأوسط !! من سيفتتحه ومن سيجيبني على هذه التساؤلات
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
