ابو وجدان البرماوي
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أصحابه و أتباعه و من والاه أما بعد .
فكما لا يخفى على أحد أن الرؤى الصالحة هي من النبوة و قد كان للمعبرين من الأنبياء و العلماء تعبير عجيب .
منها تعبير يعقوب لرؤيا ابنه يوسف عليهما الصلاة و السلام و من ثم تعبير يوسف للرؤى التي قصها الله في سورة يوسف .
و نبينا محمد صلى الله عليه و سلم هو من أخبر أن الرؤى جزء من النبوة و قد رأى رؤى ظاهرة لا تحتاج إلى تأويل و رأى ما أحتاج إلى تأويل كرؤيته للبقر و الرطب و دار عقبه , و عبر لكثير من الصحابة . بل كان يسأل صلى الله عليه و سلم حتى قال بن حجر رحمه الله في الفتح شارحاً آخر حديث من الباب ( وفيه أن الاهتمام بأمر الرؤيا بالسؤال عنها و فضل تعبيرها و استحباب ذلك بعد صلاة الصبح )(م16/430)
و الأنبياء يُوحى إليهم من الله في كل شؤونهم و منها التعبير و لكن مدار هذا الموضوع ممن سواهم من العلماء .
أبو بكر رضي الله عنه
كان من المعبرين و قد أول رؤيا بحضرة النبي صلى الله عليه و سلم و قال له أصبت بعضاً و أخطئت بعضاً . و قد ساق بن حجر في الفتح أكثر من ثمانية أقوال في ما أصاب به و ما أخطأ و ما قيل من توجيه النبي صلى الله عليه و سلم فيه .
و مما عبره رضي الله عنه ما أخرج بن أبي شيبة بسند صحيح عن مسروق قال: ( مر صهيب بأبي بكر فأعرض عنه فسأله فقال: رأيت يدك مغلولة على باب أبي الحشر رجل من الأنصار، فقال أبو بكر: جمع لي ديني إلى يوم الحشر )
و قد ذكر النووي هذا أيضاً شرحاً على حديث (و أحب القيد و أكره الغل ) أي أن الغل ليس على إطلاقها فأنظروا إلى فقه الصديق رضي الله عنه .
و منها ما كانت عائشة رضي الله عنها قد رأته و سألت النبي صلى الله عليه و سلم بأنها رأت ثلاث أقمار بسقطن في حجرتها قال يُدفن في حجرتك خير أهل الأرض فلما توفي صلى الله عليه و سلم قال لها أبو بكر هذا أول أقمارك يا عائشة فدفن أبو بكر و عمر أيضاً .
عمر رضي الله عنه
من ذلك ما رواه ابن أبي شيبة حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب قال: حدثني غير واحد أن قاضيًا من قضاة أهل الشام أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين رأيت رؤيا أفظعتني، قال: ما هي؟ قال: رأيت الشمس والقمر يقتتلان والنجوم معهما نصفين، قال: فمع أيهما كنت؟ قال: مع القمر على الشمس، قال عمر: ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَة) [الإسراء: 12] قال: فانطلق فوالله لا تعمل لي عملاً أبدًا. وقد ذكر هذه القصة ابن عبد البر في كتابه "بهجة المجالس" وقال في آخرها: فعزله وقتل مع معاوية بصفين.
وفي الإصابة لإبن حجر أن عمر وجهه إلى القضاء في الشام فرأى رؤيا في الطريق فأرجعه ... الخ (1/656)
ومن ذلك ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: إني رأيت كأن الأرض أعشبت ثم أجدبت ثم أعشبت ثم أجدبت. فقال عمر رضي الله عنه: أنت رجل تؤمن ثم تكفر ثم تؤمن ثم تكفر ثم تموت كافرًا، فقال الرجل: لم أر شيئًا، فقال عمر رضي الله عنه: ( قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) [يوسف: 41] قد قضى لك ما قضي لصاحب يوسف.
للمعلومية في تفسير هذه الآية أن الرجلان في السجن قالا ليوسف عليه السلام بعد قصهما للرؤيا ما رأينا شيئاً فرد عليهم بقوله (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان و مثل هذه حصلت لإبن سيرين رحمه الله ,
و قد أول رضي الله عنه رؤيا الديك الذي ينقره بأنه رجل من العجم يقتله . و قيل أن من أول الرؤيا له هي فاطمة بنت عميس رضي الله عنها زوجة ابي بكر الصديق رضي الله عنه .
عثمان رضي الله عنه
قد رأى في المنام أن النبي صلى الله عليه و سلم قال تفطر عندنا يا عثمان فكان مقتله .
و في علمي لا أعلم تأويلاً لعلي رضي الله عنه و من يعلم أنه كان قد أول شيئاً يصح عنه فليكتبه هنا للفائدة .
و أما أئمة التأويل
ابن سيرين رحمه الله
فابن سيرين رحمه الله يُطلق عليه إمام المعبرين و من تعبيره عجب عجاب و بالمناسبة فإن الكتاب الذي يُنسب لإبن سيرين رحمه الله لا يصح عنه و ليراجع كتاب الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان عنوانه (كتب حذر منها العلماء ) بتقديم العلامة بكر أبو زيد رحمه الله
روى بن عساكر في تاريخه عن هشام قال جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: إني رأيت كأني وجارية لي سوداء، نأكل في قصعة من صدر سمكة، قال: فقال ابن سيرين: هل يخفّ عليك أن تهيء لي طعامًا وتدعوني إلى منزلك؟ قال: نعم، قال: فهيأ له طعامًا ودعاه فلما وضعت المائدة إذا جارية له سوداء ممتشطة، قال: فقال له ابن سيرين: هل أصبت من جاريتك هذه شيئًا؟ قال: لا، قال: فإذا وضعت القصعة فخذ بيدها فأدخلها المخدع، فأخذ بيدها فأدخلها المخدع فصاح: يا أبا بكر رجل والله، فقال له ابن سيرين: هذا الذي كان يشاركك في أهلك.وقال ابن عبد البر في كتابه "بهجة المجالس": قال رجل لابن سيرين: رأيتُ في المنام كأن قردًا يأكل معي على مائدة، فقال:هذا غلامٌ أمرد اتخذه بعض نسائك.
وقال أيضاً بن عبد البر :أتى رجل إلى ابن سيرين فقال له: خطبت امرأة فرأيتها في المنام، فقال له ابن سيرين: كيف رأيتها؟ قال: رأيتها سوداء قصيرة مكسورة الفم، فقال ابن سيرين: أما الذي رأيت من سوادها فإنها امرأة لها مال، وأما ما رأيت من كسر فمها فإنها امرأة فظيعة اللسان، وأما ما رأيت من قصرها فإنها امرأة قصيرة العمر وتوشك أن تموت عاجلاً فذهب فتزوجها.
قال: وكان ابن سيرين يعبر الرجل إذا رأى أنه حل إزاره أو انحل، قال: هذا رجل يرزق امرأة.
قال: وكان ابن سيرين لا يعبر الخاتم في المنام إلا امرأة يستفيدها، وكذلك كان هشام بن حسان لا يعبر الفصّ في الخاتم إلا أنه يقول امرأة فيها قسوة.سعيد بن المسيب رحمه الله
قال ابن سعد في "الطبقات" قال محمد بن عمر يعني الواقدي -: كان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر رضي الله عنه.
من تأويله رحمه الله ما رواه ابن سعد في "الطبقات" عن عمر بن حبيب بن قليع قال: كنت جالسًا عند سعيد بن المسيب يومًا وقد ضاقت عليّ الأشياء ورهقني دين فجلست إلى ابن المسيب ما أدري أين أذهب فجاءه رجل فقال: يا أبا محمد إني رأيت رؤيا، قال: ما هي؟ قال: رأيت كأني أخذت عبد الملك بن مروان فأضجعته إلى الأرض ثم بطحته فأوتدت في ظهره أربعة أوتاد، قال: ما أنت رأيتها؟ قال: بلى أنا رأيتها، قال: لا أخبرك أو تخبرني، قال: ابن الزبير رآها وهو بعثني إليك، قال: لئن صدقت رؤياه قتله عبد الملك بن مروان وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة، قال: فرحلت إلى عبد الملك بالشام فأخبرته بذلك عن سعيد بن المسيب فسرّه وسألني عن سعيد وعن حاله فأخبرته وأمر لي بقضاء ديني وأصبت منه خيرًا.
ومن تأويله أيضًا ما رواه ابن سعد عن مسلم الخياط قال: قال رجل لابن المسيب: إني أراني أبول في يدي، فقال: اتق الله فإن تحتك ذات محرم، فنظر فإذا امرأة بينها وبينه رضاع.
وجاءه آخر فقال: يا أبا محمد إني أرى كأني أبول في أصل زيتونة، قال: انظر من تحتك، تحتك ذات محرم فنظر فإذا امرأة لا يحل له نكاحها.
ومن تأويله ما رواه ابن سعد عن مسلم الخياط قال: قال له رجل: إني رأيت حمامة وقعت على المنارة منارة المسجد فقال: يتزوج الحجاج ابنة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
وروى أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم التميمي في كتاب "المحن" عن غالب العقيلي قال: أتى سعيد بن المسيب آتٍ فقال: يا أبا محمد إني رأيت عند وجه السحر كأنّ موسى قاتل فرعون، فقال له: أيهما الغالب؟ قال: موسى غلب فرعون، قال فصاح بأعلى صوته: هلك ابن مروان وربّ الكعبة ثلاث مرات فأعلم صاحب المدينة فخرج حتى وقف على رأسه ثم قال: تتمنى موت أمير المؤمنين إني لأرجو أن يقتلك الله قبله، قال سعيد: ويحك سيجيئك خبره إلى تسعة أيام، قال: فما مكثوا إلا تسعة أيام حتى أتى راكب بموته واستخلاف الوليد ابنه.
يقول الشيخ حمود التويجري رحمه الله :
الظاهر أن سعيد بن المسيب أخذ تحديد مدة إتيان الخبر بموت عبد الملك بن مروان من قول الله تعالى: ( وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) [الإسراء: 101]، وقوله تعالى: ( فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ) [النمل: 12].
منقوول
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أصحابه و أتباعه و من والاه أما بعد .
فكما لا يخفى على أحد أن الرؤى الصالحة هي من النبوة و قد كان للمعبرين من الأنبياء و العلماء تعبير عجيب .
منها تعبير يعقوب لرؤيا ابنه يوسف عليهما الصلاة و السلام و من ثم تعبير يوسف للرؤى التي قصها الله في سورة يوسف .
و نبينا محمد صلى الله عليه و سلم هو من أخبر أن الرؤى جزء من النبوة و قد رأى رؤى ظاهرة لا تحتاج إلى تأويل و رأى ما أحتاج إلى تأويل كرؤيته للبقر و الرطب و دار عقبه , و عبر لكثير من الصحابة . بل كان يسأل صلى الله عليه و سلم حتى قال بن حجر رحمه الله في الفتح شارحاً آخر حديث من الباب ( وفيه أن الاهتمام بأمر الرؤيا بالسؤال عنها و فضل تعبيرها و استحباب ذلك بعد صلاة الصبح )(م16/430)
و الأنبياء يُوحى إليهم من الله في كل شؤونهم و منها التعبير و لكن مدار هذا الموضوع ممن سواهم من العلماء .
أبو بكر رضي الله عنه
كان من المعبرين و قد أول رؤيا بحضرة النبي صلى الله عليه و سلم و قال له أصبت بعضاً و أخطئت بعضاً . و قد ساق بن حجر في الفتح أكثر من ثمانية أقوال في ما أصاب به و ما أخطأ و ما قيل من توجيه النبي صلى الله عليه و سلم فيه .
و مما عبره رضي الله عنه ما أخرج بن أبي شيبة بسند صحيح عن مسروق قال: ( مر صهيب بأبي بكر فأعرض عنه فسأله فقال: رأيت يدك مغلولة على باب أبي الحشر رجل من الأنصار، فقال أبو بكر: جمع لي ديني إلى يوم الحشر )
و قد ذكر النووي هذا أيضاً شرحاً على حديث (و أحب القيد و أكره الغل ) أي أن الغل ليس على إطلاقها فأنظروا إلى فقه الصديق رضي الله عنه .
و منها ما كانت عائشة رضي الله عنها قد رأته و سألت النبي صلى الله عليه و سلم بأنها رأت ثلاث أقمار بسقطن في حجرتها قال يُدفن في حجرتك خير أهل الأرض فلما توفي صلى الله عليه و سلم قال لها أبو بكر هذا أول أقمارك يا عائشة فدفن أبو بكر و عمر أيضاً .
عمر رضي الله عنه
من ذلك ما رواه ابن أبي شيبة حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب قال: حدثني غير واحد أن قاضيًا من قضاة أهل الشام أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين رأيت رؤيا أفظعتني، قال: ما هي؟ قال: رأيت الشمس والقمر يقتتلان والنجوم معهما نصفين، قال: فمع أيهما كنت؟ قال: مع القمر على الشمس، قال عمر: ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَة) [الإسراء: 12] قال: فانطلق فوالله لا تعمل لي عملاً أبدًا. وقد ذكر هذه القصة ابن عبد البر في كتابه "بهجة المجالس" وقال في آخرها: فعزله وقتل مع معاوية بصفين.
وفي الإصابة لإبن حجر أن عمر وجهه إلى القضاء في الشام فرأى رؤيا في الطريق فأرجعه ... الخ (1/656)
ومن ذلك ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: إني رأيت كأن الأرض أعشبت ثم أجدبت ثم أعشبت ثم أجدبت. فقال عمر رضي الله عنه: أنت رجل تؤمن ثم تكفر ثم تؤمن ثم تكفر ثم تموت كافرًا، فقال الرجل: لم أر شيئًا، فقال عمر رضي الله عنه: ( قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) [يوسف: 41] قد قضى لك ما قضي لصاحب يوسف.
للمعلومية في تفسير هذه الآية أن الرجلان في السجن قالا ليوسف عليه السلام بعد قصهما للرؤيا ما رأينا شيئاً فرد عليهم بقوله (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان و مثل هذه حصلت لإبن سيرين رحمه الله ,
و قد أول رضي الله عنه رؤيا الديك الذي ينقره بأنه رجل من العجم يقتله . و قيل أن من أول الرؤيا له هي فاطمة بنت عميس رضي الله عنها زوجة ابي بكر الصديق رضي الله عنه .
عثمان رضي الله عنه
قد رأى في المنام أن النبي صلى الله عليه و سلم قال تفطر عندنا يا عثمان فكان مقتله .
و في علمي لا أعلم تأويلاً لعلي رضي الله عنه و من يعلم أنه كان قد أول شيئاً يصح عنه فليكتبه هنا للفائدة .
و أما أئمة التأويل
ابن سيرين رحمه الله
فابن سيرين رحمه الله يُطلق عليه إمام المعبرين و من تعبيره عجب عجاب و بالمناسبة فإن الكتاب الذي يُنسب لإبن سيرين رحمه الله لا يصح عنه و ليراجع كتاب الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان عنوانه (كتب حذر منها العلماء ) بتقديم العلامة بكر أبو زيد رحمه الله
روى بن عساكر في تاريخه عن هشام قال جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: إني رأيت كأني وجارية لي سوداء، نأكل في قصعة من صدر سمكة، قال: فقال ابن سيرين: هل يخفّ عليك أن تهيء لي طعامًا وتدعوني إلى منزلك؟ قال: نعم، قال: فهيأ له طعامًا ودعاه فلما وضعت المائدة إذا جارية له سوداء ممتشطة، قال: فقال له ابن سيرين: هل أصبت من جاريتك هذه شيئًا؟ قال: لا، قال: فإذا وضعت القصعة فخذ بيدها فأدخلها المخدع، فأخذ بيدها فأدخلها المخدع فصاح: يا أبا بكر رجل والله، فقال له ابن سيرين: هذا الذي كان يشاركك في أهلك.وقال ابن عبد البر في كتابه "بهجة المجالس": قال رجل لابن سيرين: رأيتُ في المنام كأن قردًا يأكل معي على مائدة، فقال:هذا غلامٌ أمرد اتخذه بعض نسائك.
وقال أيضاً بن عبد البر :أتى رجل إلى ابن سيرين فقال له: خطبت امرأة فرأيتها في المنام، فقال له ابن سيرين: كيف رأيتها؟ قال: رأيتها سوداء قصيرة مكسورة الفم، فقال ابن سيرين: أما الذي رأيت من سوادها فإنها امرأة لها مال، وأما ما رأيت من كسر فمها فإنها امرأة فظيعة اللسان، وأما ما رأيت من قصرها فإنها امرأة قصيرة العمر وتوشك أن تموت عاجلاً فذهب فتزوجها.
قال: وكان ابن سيرين يعبر الرجل إذا رأى أنه حل إزاره أو انحل، قال: هذا رجل يرزق امرأة.
قال: وكان ابن سيرين لا يعبر الخاتم في المنام إلا امرأة يستفيدها، وكذلك كان هشام بن حسان لا يعبر الفصّ في الخاتم إلا أنه يقول امرأة فيها قسوة.سعيد بن المسيب رحمه الله
قال ابن سعد في "الطبقات" قال محمد بن عمر يعني الواقدي -: كان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر رضي الله عنه.
من تأويله رحمه الله ما رواه ابن سعد في "الطبقات" عن عمر بن حبيب بن قليع قال: كنت جالسًا عند سعيد بن المسيب يومًا وقد ضاقت عليّ الأشياء ورهقني دين فجلست إلى ابن المسيب ما أدري أين أذهب فجاءه رجل فقال: يا أبا محمد إني رأيت رؤيا، قال: ما هي؟ قال: رأيت كأني أخذت عبد الملك بن مروان فأضجعته إلى الأرض ثم بطحته فأوتدت في ظهره أربعة أوتاد، قال: ما أنت رأيتها؟ قال: بلى أنا رأيتها، قال: لا أخبرك أو تخبرني، قال: ابن الزبير رآها وهو بعثني إليك، قال: لئن صدقت رؤياه قتله عبد الملك بن مروان وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة، قال: فرحلت إلى عبد الملك بالشام فأخبرته بذلك عن سعيد بن المسيب فسرّه وسألني عن سعيد وعن حاله فأخبرته وأمر لي بقضاء ديني وأصبت منه خيرًا.
ومن تأويله أيضًا ما رواه ابن سعد عن مسلم الخياط قال: قال رجل لابن المسيب: إني أراني أبول في يدي، فقال: اتق الله فإن تحتك ذات محرم، فنظر فإذا امرأة بينها وبينه رضاع.
وجاءه آخر فقال: يا أبا محمد إني أرى كأني أبول في أصل زيتونة، قال: انظر من تحتك، تحتك ذات محرم فنظر فإذا امرأة لا يحل له نكاحها.
ومن تأويله ما رواه ابن سعد عن مسلم الخياط قال: قال له رجل: إني رأيت حمامة وقعت على المنارة منارة المسجد فقال: يتزوج الحجاج ابنة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
وروى أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم التميمي في كتاب "المحن" عن غالب العقيلي قال: أتى سعيد بن المسيب آتٍ فقال: يا أبا محمد إني رأيت عند وجه السحر كأنّ موسى قاتل فرعون، فقال له: أيهما الغالب؟ قال: موسى غلب فرعون، قال فصاح بأعلى صوته: هلك ابن مروان وربّ الكعبة ثلاث مرات فأعلم صاحب المدينة فخرج حتى وقف على رأسه ثم قال: تتمنى موت أمير المؤمنين إني لأرجو أن يقتلك الله قبله، قال سعيد: ويحك سيجيئك خبره إلى تسعة أيام، قال: فما مكثوا إلا تسعة أيام حتى أتى راكب بموته واستخلاف الوليد ابنه.
يقول الشيخ حمود التويجري رحمه الله :
الظاهر أن سعيد بن المسيب أخذ تحديد مدة إتيان الخبر بموت عبد الملك بن مروان من قول الله تعالى: ( وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) [الإسراء: 101]، وقوله تعالى: ( فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ) [النمل: 12].
منقوول
اسم الموضوع : بعض من عجائب تأويل الرؤى من تعبير الصحابة و العلماء فيما صح عنهم
|
المصدر : .: زاد المسلم :.