سري .. اختلفنا على أن نتفق

[سري للغاية]

البارحة وبينما كنت نائماً روادتني أحلام أشبه بالكوابيس .. جعلتني أقفز من فراشي خوفا وفزعا .. وابتعد النوم عن عيناي بمسافات تقدر بالأميال .. وجلست على كرسي بين نائم و مستيقظ .. وراودتني أفكار أشبه بالعاصفة في ليلة صافية .. وهنا ناديت قلمي بأن يسطر ما يدور في خلدي لأولي الألباب ، وحتى يجيب أصاحب النهى عن تساؤلاتي التي أرقت مضجعي وأقلقت قلبي .. فهل ما يحدث في الساحة الآن هو نذير شؤم لرجوعنا إلى سابق عهدنا .. أم أنه مجرد البداية لعهد جديد ( وهذا مانتمناه جميعا ) ..
إن أبناء الجالية البرماوية منذ عهد بعيد - اتفقوا على أن يختلفوا - وما زالوا على هذا الاتفاق حتى عهد قريب .. حتى قامت ثلة من أبنائها في لمّ الشتات .. وتوحيد الجهود .. وتنظيف مخلفات الجهل والخلاف - فجزاهم المولى عنا خير جزاء - وبعد مد وجزر .. ووقت وجهد - اتفق الجميع على أن يتحدوا - إلا شرذمة أبت إلا أن تختلف .. وتتخذ من هذا الإتفاق مرتعا خصبا لآرائهم المخالفة .. وتفكيرهم المحايد ..
فهل يعني ذلك أن هؤلاء على خطأ دوماً وأبداً .. أم أن أفكارهم لها نسبة من الصحة .. أرجو أن تعذروني في هذا الطرح الصريح .. ولا أقصد من ذلك على أن نختلف .. وما أشير إليه أن هؤلاء هم جزء منا .. وقطعة من الجسد البرماوي المقيم في هذه البلاد المباركة .. وإن كانوا يجدفون في عكس التيار .. فلهم منا أن نستمع إليهم في طروحاتهم وأفكارهم .. ونأخذ المفيد والنافع منها لنا .. ونرمي الباقي في سلة المحذوفات من غير حسرة وندم ..
أرجو ان تنظروا إلى طرحي بنظرة إيجابية .. فلست من يقف ضد إتحاد الصف .. ولست أقصد كذلك بكلماتي دعوة إلى المقاطعة والعياذ بالله .. وجلّ مايدور في خلدي هوكيف نستطيع أن نوحد كلمتنا .. ونجمع الجميع في قالب أخوي .. هدفها المصلحة العامة .. دون المصالح الشخصية .. وهو ما نراه الآن .. وأريدكم جميعا أن تدركوا أنني لا أقصد من هذا أشخاصاً محددين في مجال محدد .. و إنما هي خواطر أردتكم أن تشاركوني بها ..
أدرك أنني وضعت يدي على الجرح الذي يحاول الجميع أن يبتعد عنه .. خوفاً من الألم الذي لا ينتهي .. فهل في رأيكم أن نترك هذا الجرح حتى يصل إلى مرحلة الغرغرينا - مصطلح طبي - وليس من علاج في هذه المرحلة إلا البتر - القطع - .. أم أن علينا محاولة إيجاد العلاج قبل أن تصل إلى تلك المرحلة .. وأنا متيقن أن بعضاً من أبناء هذه الجالية لهم آراء سديدة وأفكار نيرة لمثل هذه التساؤلات .. وإلا سنضطر إلى مراجعة المستشفيات لصرف الأدوية المنومة حتى ننال قسطاً وافراً من النوم في كل يوم .. والأمر إليكم .. ​

 

[الأسيف]

ليتَ من تقصدهُم - أيها الأخ المبَارك - يطرحونَ مالدَيهم من أفكَارٍ معَارضةٍ ، بحبكةٍ فنيةٍ ، وأسلُوب حواريّ ، ونقاشٍ هادئ ، يوصلهم ويوصلنَا إلى مرَافئ الاتفاقِ ووحدَةِ الكلمة التي ظلّت تائهة بين رفات المشكلات العويصة التي تعاني منهَا جاليتنَا ..​

بعيداً عن الانتصاراتِ الشخصية ، والأمور الحزبية .. والاتهامات المباشرة التي ترمى جزافاً بدون إقامة بينة واضحة ..​

لولا النقدُ أيها الحبيب لما امتاز الصحيح من الفاسد ، ولا تبيّن الحالي من العاطل ..
ولما قيل للإنسان في كل عملٍ يعملهُ : أحسنتَ وأصبت ، ولوقفَ النّاس في سبيلِ الإحسَان ، ولم يهتدُوا إلى مواضع الخطأ ومواقعِ الزللِ .​

لكن أخي هناكَ ضوابطُ وحدُود ينبغي لأولئك مراعاتها ، واحترام المخاطب في النقاش ..
ليس كمَا حصل من قبل .. سبّ صريح ، وشتمٌ قبيح !!​

وإنّ من الواجبِ على القائمين سماع الطرف الآخر ، ومَا لديهم من وجهات نظر في القضية ، وما يملكون من آراء وتوجهات وانتقادات .. لكن كلّ ذلك يكون بأدبٍ واحترام ..​

يجب على الجميع أن يضعوا قاعدة جوهرية منها تنطلق الحوارات والنقاشات والأعمال التوعوية الدعوية كانت أو غيرها بأنه : لا يكونُ الإحسان ظاهراً عندنَا متبلّجاً ، والنجاح واضحاً متألقاً ، إلا عند إطلاقِ الانتقاد البنّاء وصدقِ القول ..​

لذلكَ واجبٌ على القائم أن يتقبل الانتقاد ، وحقٌ على المقيم أن يسأل عما يفعلون ؛ ولكن في نطاق الأدب الإسلامي قبل السموّ القوميّ ..
بَارك اللهُ فيك .. وفي أدبك وقلمك ..
محبّكم ..​

 

[سري للغاية]

أخي الأسيف أشكرك من كل أعماق قلبي على تفاعلك الرائع .. وتوضيح ما كان خافياً عني .. ولكن هل نترك ما حصل في الماضي هي القاعدة التي نبني عليها جميع أفكارنا المستقبلية ..
وهل من المعقول أن الجميع اتفق على عدم وجود الحلول لهذا الخلاف .. مع أننا ندرك أن هذه المشكلة إذا حلت سوف تزول معها جميع الأزمات الموجودة في الساحة الآن .. ما أريده حلاً جوهرياً لهذه المشكلة .. دون الحلول المؤقتة ..
فأين المفكرون .. وأين المخططون .. وأين المبدعون .. هل جف الحبر من أقلامكم .. أم أن الموضوع أكبر من أن تكتبوه ؟
هذا منتدانا وجد ليجمع الأفكار والآراء بأساليب راقية .. فاكتبوا يا أصحاب الأقلام عن أفكاركم لتوحيد الكلمة ودفع الفتنة .. فلعلها تكون البلسم الشافي لجراحنا .. ودمتم