فتى أراكان
, مراقب قسم ساحة الرأي
دخلت به الإدارة ! أتُراه تهيّب كما كنت أتهيّب أنا .. حينما كنت في مثل سنه؟ كلا ، بدليل أنه سحب الباب بنفسه ودخل قبلي ! حقاً ، قد اختلف الجيل وتغيّر .. حين تغيرت مفاهيم التربية .
- مرحباً ..
- أظنكم طلبتم ولي أمره بخصوص الهوية ..
- أهي منتهية؟
- نعم .
- إذن سنضطر آسفين إلى توقيفه عن الدراسة إلى حين التجديد ..
- أما من حل آخر؟
- ايتنا بخطاب من التعليم يمهلونه فيه إلى نهاية الفصل الدراسي ..
- أبشر يا أستاذ .
يدخل الوكيل مسلماً . يصافح بيده جميع من في الإدارة بادئاً بمن عن يمينه حتى يصل إليه فيصافحه ويسأله :
- كيف حالك يا بلال؟
- الحمد لله ..
أجابه بلال ، ثم همس في أذني مزهواً مدهوشاً :
- الوكيل يعرفني ، ذكرني باسمي . كيف عرفني بيّا؟
شيء كبير عنده أن يعرفه الوكيل ويذكره باسمه ، أن يمد إليه يده يصافحه ، وكذلك الصغار! ترضيهم الأشياء الصغيرة في نظرنا ، ولكنها كبيرة في نظرهم ؛ بل لذيذة الوقع على قلوبهم ! يزهون بها ويسعدون ، وربما تباهوا بها بين أقرانهم . متى نتعلم منهم؟!! من قال إن التعليم لا يكون إلا من الصغار فقط حين يتلقونه من الكبار؟ ما الذي يمنع الكبار أن يتعلموا من الصغار أيضاً؟ ما الذي يمنع المعلم أن يصافح الصغير من طلابه يحييه ويحتفي به ، يدعوه بأحب الأسماء إليه كما يحرص على فعل ذلك مع مديره؟ ما الذي يخسره إن فعل؟ سيأتلف قلبه ، ويكسر الحاجز بينه وبينه ، ويملأ نفسه ثقة واعتزازاً ، ويحبِّب إليه المدرسة ومن فيها ، ويكسب بذلك الأجر العظيم من ربه ؛ لأنه يقتدي في ذلك بنبيه صلى الله عليه وسلم .
سألت المدير قبل أن أنصرف :
- أيعود اليوم بلال إلى البيت؟
- كلا ، فليبق اليوم عندنا .. طالما أنك راجعتنا .. حتى تأتينا .. بخطاب المهلة الذي طلبنا ..
سلمت مودِّعاً وخرجت ، وبينما كنت سائراً في الطريق عائداً إلى البيت ؛ تذكرت جملة قالها المدير في ثنايا كلامه :
" كثيرون عندنا من طلاب المدرسة موقون عن دراستهم لانتهاء مدة إقاماتهم !" ؛ فما ذنبهم؟ ليتهم لم يولدوا إذاً ! ليت أمهاتهم لم يلدنهم ، طالما أنهم لا يقبلون في المدارس إلا بتجديد إقامات آبائهم !
سيمهلونهم شهراً أو شهرين ثم يُفصلون ؛ فما يكون مصيرهم؟ أين يذهبون؟ من يستوعبهم ويحتويهم؟ ماذا ينتظرهم في بيوتهم وأحيائهم؟ ماذا ينتظرهم في المستقبل القريب والبعيد؟ ... ربّاه سلِّم !!!
- مرحباً ..
- أظنكم طلبتم ولي أمره بخصوص الهوية ..
- أهي منتهية؟
- نعم .
- إذن سنضطر آسفين إلى توقيفه عن الدراسة إلى حين التجديد ..
- أما من حل آخر؟
- ايتنا بخطاب من التعليم يمهلونه فيه إلى نهاية الفصل الدراسي ..
- أبشر يا أستاذ .
يدخل الوكيل مسلماً . يصافح بيده جميع من في الإدارة بادئاً بمن عن يمينه حتى يصل إليه فيصافحه ويسأله :
- كيف حالك يا بلال؟
- الحمد لله ..
أجابه بلال ، ثم همس في أذني مزهواً مدهوشاً :
- الوكيل يعرفني ، ذكرني باسمي . كيف عرفني بيّا؟
شيء كبير عنده أن يعرفه الوكيل ويذكره باسمه ، أن يمد إليه يده يصافحه ، وكذلك الصغار! ترضيهم الأشياء الصغيرة في نظرنا ، ولكنها كبيرة في نظرهم ؛ بل لذيذة الوقع على قلوبهم ! يزهون بها ويسعدون ، وربما تباهوا بها بين أقرانهم . متى نتعلم منهم؟!! من قال إن التعليم لا يكون إلا من الصغار فقط حين يتلقونه من الكبار؟ ما الذي يمنع الكبار أن يتعلموا من الصغار أيضاً؟ ما الذي يمنع المعلم أن يصافح الصغير من طلابه يحييه ويحتفي به ، يدعوه بأحب الأسماء إليه كما يحرص على فعل ذلك مع مديره؟ ما الذي يخسره إن فعل؟ سيأتلف قلبه ، ويكسر الحاجز بينه وبينه ، ويملأ نفسه ثقة واعتزازاً ، ويحبِّب إليه المدرسة ومن فيها ، ويكسب بذلك الأجر العظيم من ربه ؛ لأنه يقتدي في ذلك بنبيه صلى الله عليه وسلم .
سألت المدير قبل أن أنصرف :
- أيعود اليوم بلال إلى البيت؟
- كلا ، فليبق اليوم عندنا .. طالما أنك راجعتنا .. حتى تأتينا .. بخطاب المهلة الذي طلبنا ..
سلمت مودِّعاً وخرجت ، وبينما كنت سائراً في الطريق عائداً إلى البيت ؛ تذكرت جملة قالها المدير في ثنايا كلامه :
" كثيرون عندنا من طلاب المدرسة موقون عن دراستهم لانتهاء مدة إقاماتهم !" ؛ فما ذنبهم؟ ليتهم لم يولدوا إذاً ! ليت أمهاتهم لم يلدنهم ، طالما أنهم لا يقبلون في المدارس إلا بتجديد إقامات آبائهم !
سيمهلونهم شهراً أو شهرين ثم يُفصلون ؛ فما يكون مصيرهم؟ أين يذهبون؟ من يستوعبهم ويحتويهم؟ ماذا ينتظرهم في بيوتهم وأحيائهم؟ ماذا ينتظرهم في المستقبل القريب والبعيد؟ ... ربّاه سلِّم !!!
اسم الموضوع : الوكيل يعرفني ..!
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.