الأسيف
مراقب عام
( أنغام الفراق .. وألحان الوداع )
هذهِ مشاركةٌ أعددتهَا عند تخرجنّا من دارِ الحديث الخيرية نشرَت في المجلّة ..
\
/
\
/
أحمد الله الذي لا يحمد سواه إلاهاً كريماً جواداً ، وأصلي واسلّم على من كان للبرية إماماً وقائداً ، ثم أما بعد :
فيا إخوة في مناحي الدروب ** ويا بسمة في شفاه الغروب ..
سلامٌ عليكم أيا إخوتي ** سلام عليكم وداد القلوب ..
هذهِ مشاركةٌ أعددتهَا عند تخرجنّا من دارِ الحديث الخيرية نشرَت في المجلّة ..
\
/
\
/
أحمد الله الذي لا يحمد سواه إلاهاً كريماً جواداً ، وأصلي واسلّم على من كان للبرية إماماً وقائداً ، ثم أما بعد :
فيا إخوة في مناحي الدروب ** ويا بسمة في شفاه الغروب ..
سلامٌ عليكم أيا إخوتي ** سلام عليكم وداد القلوب ..
أحبتي .. تدفعني أمواج الحياة ثم ترسو بي على شواطيء الذكريات ، فأتذكر فيها أياماً طالما عشناها ورسمناها من أحبار أعمارنا في ربوع دار الحديث ، إنها سنين جميلة قضيناها سوياً تحت ظلالها ..
كانت تجمعنا الروح الإسلامية العذبة ، ويغذينا كيان المحبة ، ورابطة الأخوة في الله ..
ضمّ فصلنا ما يقارب أكثر من خمسة عشر جنسية من مختلف القارات ما بين أسود وأبيض وأحمر ، فتراهم جميعاً رغم تنوع ثقافاتهم واختلاف طبائعهم كالأرواح الطائرة في الجسد الواحد .. تأسرك أرواحهم الشفافة ، تعلو شفاههم الابتسام ، طيب ونقاء ، لطف وصفاء ..
ضمّ فصلنا ما يقارب أكثر من خمسة عشر جنسية من مختلف القارات ما بين أسود وأبيض وأحمر ، فتراهم جميعاً رغم تنوع ثقافاتهم واختلاف طبائعهم كالأرواح الطائرة في الجسد الواحد .. تأسرك أرواحهم الشفافة ، تعلو شفاههم الابتسام ، طيب ونقاء ، لطف وصفاء ..
تكونت فينا أواصر الأخوة ووشائج الألفة ، عشنا معهم أجمل الأيام ورسمنا بحبهم أروع الأحلام ، ارتوينا من كأس حبهم العذب فلم يعد بعدهم شيء يروينا ..
ها قد حان وقت التخرج .. وقت الوداع في أمل اللقاء .. ولكن من يدري أين الملتقى .. فكانت معه هذه الخلجات:
..
..
صحيح أنهم يرحلون وتبقى ذكراهم ، سيرحلون ونشتاق للقياهم ، يغادرون ليحملوا قلوبنا في حقائبهم ، لنبقى بعدهم بلا قلوب ، وتصبح الحياة فراغاً كبيراً لا يملؤه أحدٌ غيرهم ..
وكيف الهنا بعد بُعد الحبيب ** وأيامنا ليل بؤس كئيب ..
غريب بأرضي من بعدكم ** فما عاد لي في رباها نسيم ..
..
..
صحيح أنهم يرحلون وتبقى ذكراهم ، سيرحلون ونشتاق للقياهم ، يغادرون ليحملوا قلوبنا في حقائبهم ، لنبقى بعدهم بلا قلوب ، وتصبح الحياة فراغاً كبيراً لا يملؤه أحدٌ غيرهم ..
وكيف الهنا بعد بُعد الحبيب ** وأيامنا ليل بؤس كئيب ..
غريب بأرضي من بعدكم ** فما عاد لي في رباها نسيم ..
أيها الأحبة : إن بين جنبيّ قلباً يخفق بحبكم ، ولولا مخافة أن ينفجر صدري حزناً ، لأخرجته ليكون شاهدا لكم على ما أقول ..كل شيء بداخلي يناديني ، روحي ، قلبي ، وحتى عيني تناديني ، حتماً سنجدد كل الوفاء ، لتبقى ذكراكم ما بقي لي قلب ينبض وعقل يتذكر .. وسأروي للأحبة ما أعاني ، بدمع العين أشكوا ما أعاني ..
قد كان السعد هنا يحيي * أرواحاً للعليا ترنوا
فغدت بفراقكم عطشى * كالأرض اليابسة تبدوا
والعين بدمع هطّال * باتت بفراقكم تشكوا
أحباباً في الله وكنا * بالهمة والعزمة تعلوا
نبني أمجادا وصروحا * ولأمتنا دوماً نشدوا
أحبابي قلبي يتفطر * وبه نيران لا تخبوا
والعين بليل قد سهرت * وأبت يا صاحبي أن تغفوا
لكنّ عزائي يا صحبي * في جوف الليل بأن ندعوا
ندعو الرحمن بأن نلقى * بعضاً والخير بنا يسموا
وستبقى الذكرى عاطرة * كنجوم لامعة بنا تزهوا ..
فغدت بفراقكم عطشى * كالأرض اليابسة تبدوا
والعين بدمع هطّال * باتت بفراقكم تشكوا
أحباباً في الله وكنا * بالهمة والعزمة تعلوا
نبني أمجادا وصروحا * ولأمتنا دوماً نشدوا
أحبابي قلبي يتفطر * وبه نيران لا تخبوا
والعين بليل قد سهرت * وأبت يا صاحبي أن تغفوا
لكنّ عزائي يا صحبي * في جوف الليل بأن ندعوا
ندعو الرحمن بأن نلقى * بعضاً والخير بنا يسموا
وستبقى الذكرى عاطرة * كنجوم لامعة بنا تزهوا ..
أحبتنا .. لا تلوموني على ما أقول وأبالغ ، لأنني إنسان لا أتحمل مغيب الشمس ، فإنني كلما وقفت على سفوح الجبال ورأيت غروب الشمس أحس معها بأن روحاً جديدة خرجت منها ثم فارقتها ، أحس معها بأن صديقاً كنت أملكه وكان يجلس بجواري في دار الحديث وفقدته ..
هل تراها ذكرتني ، صحبة لي واجتماعاً ،، وزماناً طالما ، كنا إلى الخير سراعا ..
علمتني فرقة الأحباب ، أن أبدوا شجاعا ،، إن رأيتموني حزين القلب ، في الفكر مشاعا ..
فاعلموا أن محباً ، قال للصحب وداعا ..
علمتني فرقة الأحباب ، أن أبدوا شجاعا ،، إن رأيتموني حزين القلب ، في الفكر مشاعا ..
فاعلموا أن محباً ، قال للصحب وداعا ..
إخوتاه .. للأخوة لغة خاصة لا يعرفها إلا من عاشها ، ولا يفهمها ولا يعلمها إلا من تذوق حلاوة الحب في الله .. فلقد ذقنا تلك اللذة الإيمانية سنوات وها نحن قد حيل بيننا الزمن وسنفترق ونودع بعضنا بعضاً بدموع الفراق لندوم بدوامة الاشتياق ..
ها قد أزف الرحيل .. فودّعوا الأحباب هيا أسمعوا لحناً حزيناً ، فقد ملأ الوفاء قلوبهم والحب صدقاً دائماً ، وقد كانوا لنا مثل النجوم وفي سمانا تلمع ، واليوم قد بدأت تلوح بالسناء تودع .. فقد حلّ الأسى بقلبي والعين باتت تدمع ، إني لأرجوا ملتقىً الرّوض فيه مُربعٌ ، في جنة الخلد التي فيها السعادة أروع ..
أحبتنا .. الزمان كئيب من غير إخاء ، والساعات ثقيلة من غير لقاء ..
كم قطع الحزن العميق قلوبنا * بعد الفراق وودعت شمس الأمل ، قد كنتموا كالغيث يسقي دوحة * عطشى فألبست الهنا أحلى حلل ، إني لأذكر يوم أن كنا إخوة * نضع الأكف نشد ما قبل العمل ، نمضي بدرب النور نرتشق الهدى * وعلى خطى العدنان نجتب الزلل ، لا لن يطول فراقنا فدعاءنا * في جوف ليل للإله نبتهل ، فبه يدوم وصالنا لاتنقضي * أبداً أخوتنا ولا يوماً تقل ، إني لأرجوا من إلهي ملتقىً ، بظلال جنات وأنعم من ظلل ،، فتذكروا عهداً جميلاً قد مضى * فالذكريات تعيد بارقة الأمل !
أحبائي .. لا أستطيع أن أنساكم والله فلاتنسوني ، وإن توارى جسمي في التراب ومُحي اسمي من الخيال فتذكروا أن هذا خط يدي لا يزال ، نعم أحبتي ، لا تنسوا أخاً لكم ، يواليكم ويألفكم ، ولن أنسى معاذ الله أن أنسى ، أأنسى حلقة الذكر ؟ أأنسى رحلة البر ؟ أأنسى رفقة الخير ؟ أأنسى أجمل العمر ؟ يمين الله لا أنساكم حتى أواري في تراب وأبقى واحداً فرداً ..
وأخيراً أحبتنا .. لا نريد أن نجعل موعد لقائنا هاهنا .. إنما موعدنا في ذرى العلياء فوق القمم ، نحن لنا بإذن الله موعد مع المجد في ساحة الهمم ، موعدنا كل ساحة ، فيه للعز محتدم ، فلنجعل غايتنا الأسمى : جنة هوىً دونها زخرف العدم ..
من إعدَادِ الأسيف عام 1429 -1430 هـ
التعديل الأخير:
