ميانمار
New member
- إنضم
- 26 يوليو 2009
-
- المشاركات
- 80
-
- مستوى التفاعل
- 1
-
- النقاط
- 0
لن أحمل بعد اليوم العصا . . فقد اعتزلت الضرب !
مدير مدرسة يروي تجربته
هذه الجملة قلتها أمام تلاميذي في الطابور الصباحي وكان ذلك قبل فترة ليست بالقصيرة .. !!
والحقيقة أنهم لم يتعودوا مني هذا الأسلوب التربوي، بل تعودوا على مشاهدتي وأنا أحمل عصاي وأستخدمها متى دعت الحاجة ولكن على الخفيف.
ولعلكم تتساءلون عن هذا التغير الكبير في الأسلوب، قد يكون نتاجاً لعدة عوامل منها:
1. قراءتي المستمرة عن الأضرار البدنية والنفسية التي يؤدي إليها العقاب البدني،
وشعوري أن الضرب لم يؤد إلى تلك النتائج الكبيرة التي كنت أرجوها وأتوقعها منه كأسلوب !!
2. حاجتي إلى تغيير أسلوبي في التعامل مع تلاميذي عله يسفر عن نتائج أفضل.
عودة لتلاميذي المذهولين الذين ألجمتهم المفاجأة في البداية عن الاستفسار عن أسباب اعتزالي الضرب، وخاصة وهم يشاهدونني أقوم بتكسير العصا ورميها في سلة المهملات أمام أعينهم ولكنهم بعد ذلك بدأوا يتساءلون عن طريقتي الجديدة في العقاب؟!!
فأوضحت لهم أنني سأعمد إلى نصحهم وتحفيزهم وتشجيعهم بالهدايا والمكافآت.
وأما المهملون فسأعمد إلى الخصم من درجاتهم.
مر أسبوع على هذه التجربة ولم أحظ بنتائج واضحة وهذا ما توقعته ولكنني أصررت على الاستمرار في هذه التجربة لمعرفة النتائج التي قد تظهر ولو بعد حين.
ولم يمض شهر واحد حتى بدأت النتائج المذهلة تتوالى تباعاً ومنها:
1 استعاد كثير من التلاميذ ثقتهم في أنفسهم أمامي،
ففي السابق كان الطالب مثلاً يقف أمامي لتسميع آيات أو أناشيد وهو مرتبك وعيناه على عصاي التي أحملها متوقعاً ضربة سريعة على جسده في أي لحظة ونتيجة لأي خطأ بسيط.
أما الآن فهو يقف بثقة ويقرأ بتمكن وهو يرى ابتسامة حانية من أستاذه وتشجيعاً له منه.
2 أصبح هناك نوع كبير من المصارحة في التعامل بيني وبين تلاميذي والصدق.
ففي الماضي كان التلميذ يكذب وقد يضطر إلى الحلف بأغلظ الأيمان كاذباً حتى يتجنب لسعات عصاي، أما الآن فالطالب يتحرى قول الحقيقة والصدق لعلمه أنه لا توجد أسباب تجعله يكذب، خاصة وأن أستاذه أصبح يمنحه الفرصة لاستدراك ما فاته من واجبات ودروس نظراً لقوله الحقيقة.
3 التطور الكبير والمذهل في مستوى بعض التلاميذ الضعفاء،
وهذا التطور جاء نتيجة لإحساسهم بالأمان الداخلي ولأسلوب التشجيع الذي تعاملت به معهم، ولمحاولة إثبات قدراتهم بعد أن تخلصوا من عبء كبير وشبح رهيب كان يطاردهم ويسمى العصا.
4 علاقة الحب والود الكبيرين التي نشأت بيني وبين تلاميذي،
فأصبحوا ينتظرون حصصي على أحر من الجمر، وعندما أدخل عليهم أجدهم على أهبة الاستعداد والحماس للدرس الجديد، وأصبح الجميع يشارك بلا استثناء وتغيرت كثير من المستويات إلى الأفضل، وأصبح نتيجة لهذا الحب نوعا من الثقة والمصارحة بيني وبين تلاميذي، فهم لا يترددون بإخباري عن جميع ما يمرون به من أزمات ويطلبون رأيي ومشورتي فيها مما قرب كثيراً من المسافات بيني وبينهم، ولعل أصدق دليل على هذا الحب أنني اضطررت للانتقال من مدرستي قبل نهاية العام الدراسي لظروف خاصة، ودخلت على تلاميذي لأودعهم للمرة الأخيرة، ولكنني لم أستطع إكمال الحصة حيث تحول الفصل إلى قاعة للبكاء من جميع التلاميذ دون استثناء مما جعلني لا أستطيع السيطرة على مشاعري، فشاركتهم البكاء، وخرجت من الفصل مسرعاً، وجاء زميل لي إلى الفصل وتوقع أنني ودعتهم بالضرب عندما شاهد حالتهم تلك؛ لأنه لا يعرف إني قد اعتزلت الضرب منذ زمن!!
وحقيقة منذ ذلك الوقت ندمت ندماً شديداً على سنين خلت من خدمتي في التعليم كانت العصا هي سلاحي في التعليم والتقويم.
جربوها مع أبنائكم الطلاب، وسترون النتيجة ملموسة بإذن الله تعالى.
اسم الموضوع : لن أحمل بعد اليوم العصا . . فقد اعتزلت الضرب !
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
