أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى؟

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

الياس حاجي

New member
إنضم
29 يونيو 2009
المشاركات
515
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
http://www.alkhodhari.eb2a.com/vb
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى؟



الله -جل وعلا- خلق الخلق لعبادته..؟
وإذا خلقهم لعبادته فلن يتركهم جل وعلا هملًا لا يعرفون شيئًا، بل لا بد أن يرسل إليهم الرسل، ويقيم عليهم الحجة، فالله -جل وعلا- ذكر في هذه الآية أنه لن يترك المشركين، ولا الكافرين من أهل الكتاب حتى تأتيهم البينة
.
get-11-2009-itl9oxpv.gif

وهذه البينة بيَّنها الله -جل وعلا- قال: {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً }أي: يتلو هذا القرآن العظيم الذي هو منزل من عند الله مطهر ولهذا {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ }{فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ }أي: في هذه الصحف أحكام قيمة؛ لأن قوله جل وعلا: {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ }.

get-11-2009-itl9oxpv.gif

قال بعض العلماء: "الكتب" هنا جمع كتاب بمعنى حكم؛ لأن مادة "كتب" تأتي بمعنى حكم، كما قال الله جل وعلا: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي }وبعض العلماء يقول: إن قوله جل وعلا: {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ }أي: أن هذا القرآن مشتمل على كتب سابقة من الكتب التي لم تنسخ، ولم تُحَرَّف.

get-11-2009-itl9oxpv.gif

فذكر الله -جل وعلا- من تلك الكتب أحكامًا وافق القرآن تلك الكتب عليها كما تقدم في قوله جل وعلا: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} فقوله جل وعلا: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى } إلى آخره هذا مما ذكر في صحف إبراهيم وموسى.

get-11-2009-itl9oxpv.gif

وقوله جل وعلا: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ }إلى آخر الآية هذا مكتوب في التوارة، وفي دين الله -جل وعلا- في هذا القرآن: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }وقال الله -جل وعلا-: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }ففي صحف موسى وإبراهيم مذكور أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وفي كتاب الله -جل وعلا- في آيات كثيرة قال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }.

get-11-2009-itl9oxpv.gif

فدل ذلك على أن قوله: {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ }أي: أن هذا القرآن مشتمل على شيء من الكتب السابقة مما لم يُنْسَخ، أو يُغَيَّر، والقرآن قد وافق تلك الكتب عليها، وهذا معنى ليس ببعيد، وإن كان الأكثرون على الأول.

get-11-2009-itl9oxpv.gif

ثم قال جل وعلا: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ }أهل الكتاب لما جاءتهم البينة من عند الله تفرقوا، فاليهود منهم من آمن بموسى، ومنهم من كفر، والنصارى منهم من آمن بعيسى، ومنهم من كفر، ومنهم من قال: إنه هو الله، ومنهم من قال: إنه ابن الله، ومنهم من قال: إنه ثالث ثلاثة، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.

get-11-2009-itl9oxpv.gif

ولما جاءتهم البينة، وهو نبينا -صلى الله عليه وسلم- اختلفوا فمنهم من آمن به، ومنهم من أعرض عنه، سواء من اليهود أو من النصارى، أو من المشركين فتفرقوا في هذا النبي مع وضوح البينة، ومع ذلك تفرقوا.
قال بعض العلماء: إن الله -جل وعلا- ذكر هذه الآية إعلامًا لهذه الأمة بألا تتفرق كما تفرق اليهود والنصارى، وهم الذين أوتوا الكتاب، وتفرق المشركون.

get-11-2009-itl9oxpv.gif

وفيها توبيخ لمن تفرق بعد أن جاءته آيات الله -جل وعلا- فدلت هذه الآية على التحذير من الفرقة والاختلاف، وأن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يجب أن تكون أمة واحدة كما قال الله -جل وعلا-: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }وفي الآية الأخرى {وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ }.

get-11-2009-itl9oxpv.gif

ولهذا نهانا الله -جل وعلا- عن ذلك: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }ولهذا نهانا الله -جل وعلا- عن ذلك {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }يعني: إذا حصل النزاع فشلوا، وهذا الفشل عام في أمور الدين والدنيا، وتذهب الريح، وتذهب القوة، ويتسلط الأعداء، وقال جل وعلا: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.

get-11-2009-itl9oxpv.gif

فإذا تفرق الناس بعد هدى الله الذي بعث به نبيه -صلى الله عليه وسلم- لهم عذاب عظيم، وكيف لا يكون ذلك وقد امتن الله -جل وعلا- على هذه الأمة بأن أَلَّفَ قلوب أهلها، بعد أن كانوا أعداء متناحرين: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا }.

get-11-2009-itl9oxpv.gif

ولهذا أخبر الله -جل وعلا- أن رحمته إنما تكون لغير المختلفين، وأما المختلفون فلا تنالهم رحمة الله، قال الله -جل وعلا-: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ }فمَن رحم الله لا يختلفون.

get-11-2009-jwmai9hm.gif


get-11-2009-plt13fhd.gif
 

هيمو_

New member
إنضم
6 يوليو 2009
المشاركات
2,323
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
مشكور مشكور...........................................مش كور
مشكور...........مشكور.......................مشكور. ........مشكور
مشكور......................مشكور......مشكور....... ............مشكور
مشكور...........تسلمــــ.........مشكور.........ايد كــــــ........مشكور
مشكور............................................. ...............مشكور
مشكور.................. هـيــمـــو_ ......................مشكور
مشكور............................................. ....مشكور
مشكور.......بــــارك الله فيــــــــــــك..........مشكور
مشكور....................................مشكور
مشكور...........................مشكور
مشكور................مشكور
مشكور.......مشكور
مشكور
 
أعلى