عطا الله نور
مستشار المنتدى
الظواهر الصوتية
نقل التراث العربي إلينا الكثير من الأمثال العربية التي اعتادت العرب أن تضربها في مختلف الأحداث والوقائع والمناسبات، ومن هذه الأمثال : " أسمع جعجعة ولا أرى طحناً " وهو مثل جاهلي يُضرب لكثير الصخب بلا فائدة.
وإذا أردنا إنزال هذا المثل على واقعنا الحالي نرى بعين البصر والبصيرة أن بعض الناس ألفوا الجعجعة والصخب والضجيج، ورفع الصوت إلى درجة احمرار الوجه وانتفاخ الأوداج، فلا قدموا لأنفسهم نفعاً ولا أنتجوا لمجتمعهم خيراً، وإذا تأملت خطواتهم وأعمالهم تراهم يتحينون كل فرصة للطعن في العامل المجتهد، والنيل منه، وإظهار الشماتة به، فتجد أصواتهم دائماً موجهة ضد أهل البذل والتضحية، وألسنتهم مسلطة على أهل العطاء والاجتهاد، يُلبون مطامعهم الدنيوية، ويشبعون رغباتهم الشيطانية، حبهم للظهور أصمهم وأعمى أبصارهم، ينشطون دوماً في نشر البلبلة والتشكيك في النيات والتقليل من جدوى الجهود التي تُبذل لإصلاح الفرد والمجتمع، يهدفون من وراء ذلك بث الشائعات، بغرض تشويش الأفكار، وإضعاف النفوس، وتوهين قوى أشخاص أو مجتمع أو أمة، يتوهمون أن أفعالهم هذه سوف تثني جهود الباذلين، وتوقف نشاط العاملين، وتحد من همم الطامحين، فهم أناس فارغون يبحثون عما يشغلون به أوقاتهم، أو مغرضون ينفثون من خلال تلك الأراجيف أحقادهم، وينفسون بها عن حسدهم وبغضهم، فلم يجنوا من هذه الجعجعات طحناً، سواء كان هذا الطحن براً أو شعيراً أو حتى تبناً.
فهل عرفتم يا معاشر السادة القراء من هؤلاء؟ وهل فهمتم ماذا أقصد بالظواهر الصوتية؟!!
عطا الله نور - مكة المكرمة
المصدر : صحيفة المدينة، الخميس 19/5/1430هـ، 14 ما يو 2009م ، ص (22)
اسم الموضوع : مقالتي : الظواهر الصوتية بجريدة المدينة
|
المصدر : .: حديث الإعلام :.