الحماية خير من العلاج

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

alakyaby

New member
إنضم
12 مايو 2009
المشاركات
120
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة
يعتبر الانضباط الداخلي بمثابة جرس إنذار داخلي للمرء، يقوم بتنبيهه إلى القرارات التي سيتخذها والسلوكيات التي تصدر منه، هل هي مناسبة أم لا، فهو حارس البوابة التي تخرج من خلالها سلوكيات المرء.
الحاجة إلى الضبط:
إن المراهق يحتاج إلى قدر من الضبط والتوجيه، دون أن يعوق هذا التوجيه حريته، وعلى الوالدين أن يعلما:
(أن المراهق يخضع للضبط من جماعته أكثر من خضوعه لضبط الكبار، ويمكن أن نستثمر هذا الأمر في توجيه البالغ عن طريق أقرانه وأصدقائه، إن القواعد والقوانين والأعراف هي معايير الضبط للمجتمع ككل، وبالطبع لا تتعارض معايير الضبط هذه مع حرية الأفراد ولكنها تصون حريات الأفراد الآخرين.
إن إشباع الحاجة إلى الحرية تظهر معه ذاتية الفرد، لأن إشباع الحاجة إلى الضبط يظهر معه التزام الأفراد بالصواب.
وتهدف التربية إلى أن يكون الضبط داخليًا وليس خارجيًا، فحينما يكون الضبط من داخل الإنسان ينصلح حاله وحال الأفراد، وتقل الجريمة ويزيد الخير، وتزيد الطاعة، حتى لو اختلى الفرد بنفسه فإن هناك طائفة من الناس، قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (لأعلمن أقواما يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله هباء منثورا، قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا، جلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها) [صححه الألباني]، فحتى لا تنتهك الرحمات بمنأى عن الأعين ينبغي أن يكون الضبط داخليًا) [أبناؤنا في مرحلة البلوغ وما بعدها، د/ شحاتة محروس طه، ص(41-43)، بتصرف يسير].
هذا الضبط الداخلي هو صمام الحماية للفتاة من الانحلال أو الوقوع في الأخطاء، فهو يمثل الرقابة الداخلية على نفسها قبل أن يراقبها أحد من الخارج، وترنمي فتاتي المسلمة قول الشاعر:
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تُخفي عليه يغيب
علامة من علامات التوافق الشخصي:
إن القدرة على ضبط النفس هي علامة من علامات التوافق الشخصي، وهي تعني (التحكم في النفس، والقدرة على تأجيل إشباع بعض حاجات الفرد ورغباته، وأن يستطيع التنازل عن لذات قريبة عاجلة في سبيل ثواب آجل أبعد أثرًا وأكثر دوامًا، وأن يستطيع أن يستحضر في ذهنه النتائج التي يمكن أن تترتب على أفعاله في المستقبل.
وكلما زادت القدرة على ضبط نفسه قلَّت حاجته إلى الضبط الصادر من سلطة أخرى خارج ذاته، وبهذا يصبح الرقيب على تصرفات الفرد نابعًا من داخل الفرد نفسه، وهذا هو الهدف الأسمى لجميع أنواع التربية.
أما كيف يمكن تنمية القدرة على ضبط النفس فهذا يتم عن طريق المجاهدة والمراقبة والتفكير في عواقب السلوك ونتائجه.
فالمجاهدة: أساسها مخالفة النفس فيما ترغب، وهذا يعني السيطرة على إشباع الشهوات والتفكير في نتائج السلوك، تجعل الإنسان نفسه مسئولًا عن أعماله ويتحمل هذه المسئولية عن طيب خاطر.
وبذلك يمكن أن نخلص مما سبق أن القدرة على ضبط النفس كعلامة من علامات التوافق الشخصي تترجم اعتدال الشخصية، كما تترجم أمانة الإنسان مع نفسه أو مع الجماعة، وتنمية هذه القدرة يحتاج إلى جهد فردي يتذوق من خلاله الإنسان لذة مخالفة النفس والانتصار عليها، ويحتاج أيضًا جهدًا جماعيًا ليذكر الفرد بالله ويخوفه من غضبه، ويبصره بنتائج سلوكه) [أبناؤنا في مرحلة البلوغ وما بعدها، د/ شحاتة محروس طه، ص(59-61)].
ويعد الانضباط الداخلي لدى الفتاة صمام أمان يحميها من سلبيات وأضرار متعددة، منها على سبيل المثال:
1. التشبه والتقليد الأعمى:
والتقليد الأعمى يدل على فقدان الشخصية المستقلة المتميزة, (فإن لكل أمة وأصحاب عقيدة مظاهر وخصائص تعبر عن هويتهم التي ينتمون إليها، إن الحفاظ على هدينا الظاهر هو آية الانتساب إلى الهوية الإسلامية ممثلة في عقيدة التوحيد، والمشابهة في الهدي الظاهر توجب بعد ذلك المشابهة في الأخلاق والعقائد.
وتأمل حال المفتونين بالحضارة الغربية, ودعاة السير خلف الغرب، فهم يقلدون هؤلاء في ملبسهم وشكلهم وعاداتهم وتقاليدهم، وما ذاك إلا للتلازم الشديد، بين الظاهر والباطن، وتأثير صلاح أو فساد أحدهما على صلاح الآخر أو فساده) [حياة النور، فريد مناع، ص(167-168)، بتصرف يسير].
فنجد الآن من الفتيات من تقلد الغرب لمجرد التقليد في اللبس والشكل والمظهر وقصات الشعر وطريقة الكلام وليت (بعض شبابنا الذين قلدوا الغرب كانوا قلدوهم في الصناعة والإنتاج والإبداع، ولكنهم للأسف قلدوهم في بعض الصور الباهتة كقصة الشعر، والعزف على الناي، وفن أكل الهامبرجر، والشره في تناول البيتزا.
منهم أخذنا العود والسجارة وماعرفنا نصنع السيارة
استيقظوا بالجد يوم نمنا وبلغوا الفضاء يوم قمنا
وليت عدوى العمل والإنتاج والتقدم المادي انتقل إلينا نحن العرب من الغرب, ولكنه قفز إلى الشرق وتركنا في الوسط، ذهب إلى الصين وسنغافورة وماليزيا، وتركنا) [من مقال ضحايا التقليد الأعمى، الشرق الأوسط، عائض القرني].
فلا بد أن تكون حياة الإنسان ذات معنى وهدف ليصبح لها قيمة، ولا بد أن يكون للفتاة هوية معينة تضبط سلوكها، وهوية المؤمن (إيمان صاف بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، وعبادات على الوجه الشرعي، فشخصية المؤمن واضحة المعالم ليست متأرجحة ولا إمعة) [تربية المراهق في رحاب الإسلام، محمد حامد الناصر، خولة درويش، ص(279-280)، بتصرف].
والإمعة هو الذي (يتبع كل ناعق ويقول لكل أحد: أنا معك لأنه لا رأي له، ولا شخصية ثانية، وهو المقلد، الذي يجعل دينه تابعًا لدين غيره بلا روية ولا تحصيل برهان) [تحفة الأحوذي (6/145)].
ومن أخطر الانحرافات التربوية والنفسية أن ينشأ المراهق (بهوية مضطربة، أو متعددة لأن ذلك يؤدي إلى القلق والشك والصراع النفسي، فضلًا عن التميع السلوكي والخلقي والاضطراب في القرارات والمواقف التي تبنى عادة على المجاملات، والمصالح الشخصية، وليس على المبادئ الثابتة والضوابط الشعرية) [المراهقون، د/ عبد العزيز بن محمد النغيمشي، ص(157-160)].
2. الاستماع إلى الموسيقى والغناء الخليع:
فقد ظهرت على الفضائيات من الأغاني السفيهة الهابطة، والفيديو كليب ما يندى له الجبين...وعلى الفتاة أن تقف على معرفة حقيقة هذا الفن وحكمه في الشريعة وما يباح، وما لا يباح من الفنون، واستبدال هذه الأغاني بالأناشيد الإسلامية.
3. الميوعة والانحلال:
فقد وضع الإسلام ضوابط تحد من الانحراف، منها: أنه سن آداب الحجاب وغض البصر وآداب الاستئذان ومنع الاختلاط، والابتعاد عن وسائل الإثارة, والتربية على التسامي والعفة, وقد أمر الله المرأة بالحجاب لحمايتها ولصونها أن تكون غرضًا للنظرات الجائعة أو أن (تتحول إلى سلعة رخيصة يروج عن طريقها لكل السلع، كما هو واقع المرأة الغربية، شرع الله تعالى لها الحجاب الشرعي الذي يصون حياء المرأة وعفتها، ويجعلها طاقة بناءة في أرض الإسلام، بدلًا من أن تكون مصدرًا لتأجيج نيران الشهوات، كما أراد لها أعداء الأمة.
قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]، ولكي تفوز المرأة برضوان الرحمن الرحيم، وتنجو بنفسها من سخط رب العالمين، لا بد أن تستوفي في زيها شروط الحجاب الشرعي التي حصرها أهل العلم فيما يلي:
ستر جميع بدن المرأة بألا يكون الحجاب في نفسه زينة، أن يكون صفيقًا ثخينًا لا يشف، أن يكون فضفاضًا واسعًا غير ضيق، ألا يكون مبخرًا مطيبًا، ألا يشبه ملابس الرجال، ألا يشبه ملابس الكافرات، ألا يكون ثوب شهرة) [حياة النور، فريد مناع، ص(172-175)، باختصار].
4. الاختلاط:
فالمرأة المسلمة تتجنب الاختلاط بالرجال، أو الخلوة بالأجنبي لأن في ذلك فتنة شديدة، عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون أحدكم بامرأة، إلا مع ذي محرم) [رواه البخاري ومسلم].
5. إطلاق البصر:
(فالبصر هو باب القلب الأول وأقرب الحواس إليه، ولذا أمر الله تعالى أن يحكم الإنسان رقابته على هذا الممر، ويمحص ما يدخل عبره لأنه سرعان ما يتسلل إلى القلب فقال عز من قائل: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30-31].
وكان شاه بن شجاع الكرماني يقول:
(من غض بصره عن المحارم، وأمسك نفسه عن الشهوات، وعمَّر باطنه بدوام المراقبة، وظاهره باتباع السنة، وعوَّد نفسه أكل الحلال لم تخطئ له فراسة) [صفة الصفوة، ابن الجوزي، (1/417)], وكان ابن شجاع لا تخطئ له فراسة [حلية الأولياء، أبو نعيم (10/237)].
أخطار وسائل الإعلام:[على خطى يوسف الصديق، محمد السيد عبد الرازق، ص(105-108)، باختصار].
أغلقي أبواب الشيطان ومداخل العصيان من إنترنت ومحطات فضائية ومجلات، فكلها من وسائل الإثارة وتدعو إلى إشاعة الفاحشة وتشجع على الانحلال والميوعة.
6. الرفقة السيئة:
فجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وفي أقل الأحوال ستشم منه رائحة خبيثة، وكذلك جليس السوء، إما أن يحرق دينك وخلقك, وإما أن تكسب من مخالطته سمعة سيئة.
قال صلى الله عليه وسلم: (مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك, وإما أن تجد ريحًا خبيثة) [متفق عليه].
(إن رفيقة السوء عقبة كئود في طريق سيرك إلى الله تعالى، وعبثًا تحاولين النجاة وأنت بصحبة أهل السوء، وما ذلك إلا لحقيقة قد قررها الشرع وصدقها الواقع، إنها حقيقة عدوى الصفات التي تنتقل من الصاحب إلى صاحبه شاء أم أبى, وفي ذلك يحدثنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) [حسنه الألباني].
(ومعنى الحديث أن الإنسان في الدين والأخلاق على قدر من يصاحب فلينظر من يصاحب، فإن صاحب الصالحين صار منهم، وإن صاحب سواهم صار مثلهم، وقديمًا قيل: قل لي من تصاحب؟ أخبرك من أنت؟ وفي ذلك يقول الشاعر:
أنت في الناس تقاس بالذي اخترت خليلًا
فاصحب الأخيار تعلو وتنل ذكرًا جميلًا
[الأخلاق بين الطبع والتطبع، فيصل بن عبده قائد الحاشدي، ص(44-45)].
ماذا بعد الكلام:
حتى تحمي نفسك من الانحلال أو الميوعة أو الانحراف عليك بعمل الآتي:
ـ لا تستمعي إلى الموسيقى والغناء واستبدلي ذلك بالأناشيد والقرآن.
ـ غضي بصرك عن الحرام.
ـ ابتعدي عن وسائل الإثارة من تلفاز ومجلات، وإنترنت، وفضائيات.
ـ اشغلي نفسك بكل مفيد ونافع.
ـ الزمي الرفقة الصالحة فهي عون لكِ في الدنيا، وزاد لك في رحلة الآخرة.
ـ حافظي على عفتك وحيائك بالتزامك الحجاب الشرعي.
المصادر:
الأخلاق بين الطبع والتطبع، فيصل بن عبده قائد الحاشدي.
أبناؤنا في مرحلة البلوغ وما بعدها، د/ شحاتة محروس طه.
على خطى يوسف الصديق، محمد السيد عبد الرازق.
تربية المراهق في رحاب الإسلام، محمد حامد الناصر، خولة درويش.
حياة النور، فريد مناع.
المراهقون، د/ عبد العزيز بن محمد النغيمشي.
 
اسم الموضوع : الحماية خير من العلاج | المصدر : .: عالم المرأة :.

الساحره

New member
إنضم
26 يونيو 2009
المشاركات
1,418
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المدينه المنوره
zS498700.gif
 
أعلى