عبدالصمد الأركاني
New member
- إنضم
- 12 مايو 2009
-
- المشاركات
- 65
-
- مستوى التفاعل
- 0
-
- النقاط
- 0
الســؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أما بعد:
فقد ابتليت بمصيبة، وهي مع أنني أقرأ القرآن، وأصلي، وأدعو الله أن يعصمني من الذنوب والمعاصي، وأن يثبث قلبي على دينه، إلا أن نفسي الأمارة بالسوء لا تتركني بخير حتى أرى صور وأفلام الخلاعة، ولكن مع الغواية، وأثناء المشاهدة أستغفر الله، وأسأل الله أن يجعل لي مخرجا! فما هو الحل- مع أنني أصارع نفسي، ولكنها تصرعني من حين إلى آخر - حتى لا أتصف بالنفاق، وخاصة أنني أنصح الناس بعدم متابعة المحرمات؟
كذلك أشك بأن سبب ذلك هو تلبس جني أو شيطان بي؛ فكيف أعالج نفسي من هذا البلاء؟ أرجو منكم الإجابة في أقرب وقت! وأسألكم الدعاء منكم، ومن العلماء الأجلاء!
وجزاكم الله خيرا!
الجـــواب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا ريب أن أعظم المصائب هي المصيبة في الدين، فإن العبد وإن كانت دنياه موفورة، إلا أنه إن اختل نظام دينه فقد وقع في أعظم بلية، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا تجعل مصيبتنا في ديننا) فإن المصيبة في الدنيا وإن عظمت فلا وجه للمقارنة بينها وبين التي في الدين، وقد أحسن من قال:
لكل شيء إذا ضيعته عوضٌ
وما من الدين إن ضيعته عوض
وأما ما أشرت إليه أخي الكريم من أنك تقترف مشاهدة الأفلام الساقطة الإباحية، فلا ريب أن هذه بلية عظيمة والله ونحن يا أخي نشير عليك بما يعينك على ترك هذا الأمر العظيم أعاذنا الله وإياك منه:
أولاً: عندما تشاهد هذا الفجور وهذه الخلاعة وتنظر إليها بعينك، ويهتز لها وجدناك، فنسألك أخي: أين الله؟ أين الله؟
أين أنت من الله وهو يبصرك بعينه وأنت تطالع ما يغضبه؟ تنظر إلى غضب الله بعينيك، وعينُ الله تبصرك، وملائكته الذين عن يمينك وشمالك، وقد ضبطوا عليك كل حركة، وكل فعلة {وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون}.
أخي، أين حياؤك من الله وأنت ترى هذا الذي يستحي الإنسان من ذكره؟ استمع إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (استحيوا من الله حق الحياء).
أخي الكريم: إن مما يعينك على نبذ هذا البلاء، وحفظ نفسك من هذا الوباء، أن تسأل نفسك: هل تحبين أن يطلع عليك أحد وأنت تقترفين هذا الأمر؟ فالجواب (لا) فالسؤال بعد ذلك: فكيف جعلت الله أهون الناظرين إليك، حتى أنك تمتنعين من هذا أمام الناس، وتفعلينه أمام رب الناس؟! قال تعالى: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً}.
فهذا هو دوائك العلمي -أخي الحبيب- وقد آثرنا أن نخاطبك به مواجهة؛ لعل الله أن ينفعنا وإياك به.
وأما ما يجب عليك اتخاذه، فهو جملة أمور:
آكدها هو الإقلاع فوراً وبدون مهلة وتريث عن هذا الأمر الفظيع، فإن التوبة من الذنب واجبة إجماعاً، وتأخيرها هو ذنبٌ آخر، كما هو معلوم عند أهل العلم، قال تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.
وأيضاً ، فإن الواجب عليك قطع صلتك بكل ما يعين على ارتكاب هذا الأمر، سواءً عن طريق مشاهدة الأفلام أو عن طريق التلفاز، أو شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت)، أو عن طريق مخالطة رفقاء السوء الذين يعينون على معاصي الله -جل وعلا-.
وكذلك أخي الكريم البعد عن مواطن الإثارة، من الاختلاط بالنساء الأجنبيات والنظر إليهن، ونحو ذلك.
واعلم -حفظك الله تعالى- أن أعظم دواء لك بعد التضرع إلى ربك وسؤاله، هو الزواج المبكر.
بل إن حكم الزواج في حقك عند القدرة من ذلك هو الوجوب، وقد أجمع الفقهاء رحمة الله عليهم على أن الزواج يتعين على الإنسان ويجب عليه إذا كان يخشى الوقوع في الحرام، فكيف بمن وقع فيه ..؟ وهذا موضح مبسوط في محله.
فإن لم تستطع فحاول أن تشارك في بعض الأنشطة المفيدة، لا سيما حفظ القرآن، ومتابعة المحاضرات الدينية ونحو ذلك، وإن استطعت أن تصوم بعض أيام الأسبوع فهذا مما يُطلب ويُراد، كما ثبت بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم -وهو في الصحيحين- (يا معشر الشباب من استطاع منك الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه وله وجاء).
وقال الإمام القرطبي : (المستطيع الذي يخاف الضرر على نفسه ودينه من العزوبة لا يرتفع عنه ذلك إلا بالتزوج، لا يُختلف في وجوب التزويج عليه) أ هـ بلفظه .
ومما يعينك أخي الكريم في هذا الموطن أن تتذكر أنك بين أمرين، إما أن تكون مكتوباً عند الله من أهل العفة والصيانة، وإما -والعياذ بالله- أن تكون في ديوان الفجرة والسفلة، فاختر لنفسك، فإنها أمانة بين يديك.
وأما سؤالك أنك تشك في تلبس جني بك ونحو ذلك، فإن هذا مما لا يمكن الحكم عليه من خلال نحو هذا السؤال، والظن أخي الحبيب أن هذه حيلة من حيل الشيطان؛ ليوهمك أنك إنما تقوم بهذه الأعمال بالإكراه دون اختيار منك، ليزيدك غياً ويلبي أمرك، بل إن هذا إنما هو إحدى النتائج التي يوقع فيها حضورك مثل هذا الأفلام، فلا ريب أن الإنسان إذا اقترف ما أشرنا إليه من هذه الأفعال، لا ريب أن جلسائه هم أعوان إبليس وجنوده، وأما ملائكة الرحمن فمواطنهم مواطن الطاعات والخيرات.
نسأل الله تعالى أن يعينك على نبذ هذه الأفعال وطرحها وراء ظهرك، وأن يغض بصرك ويحصنك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله تم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}.
والله الموفق.
منقول للفائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أما بعد:
فقد ابتليت بمصيبة، وهي مع أنني أقرأ القرآن، وأصلي، وأدعو الله أن يعصمني من الذنوب والمعاصي، وأن يثبث قلبي على دينه، إلا أن نفسي الأمارة بالسوء لا تتركني بخير حتى أرى صور وأفلام الخلاعة، ولكن مع الغواية، وأثناء المشاهدة أستغفر الله، وأسأل الله أن يجعل لي مخرجا! فما هو الحل- مع أنني أصارع نفسي، ولكنها تصرعني من حين إلى آخر - حتى لا أتصف بالنفاق، وخاصة أنني أنصح الناس بعدم متابعة المحرمات؟
كذلك أشك بأن سبب ذلك هو تلبس جني أو شيطان بي؛ فكيف أعالج نفسي من هذا البلاء؟ أرجو منكم الإجابة في أقرب وقت! وأسألكم الدعاء منكم، ومن العلماء الأجلاء!
وجزاكم الله خيرا!
الجـــواب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا ريب أن أعظم المصائب هي المصيبة في الدين، فإن العبد وإن كانت دنياه موفورة، إلا أنه إن اختل نظام دينه فقد وقع في أعظم بلية، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا تجعل مصيبتنا في ديننا) فإن المصيبة في الدنيا وإن عظمت فلا وجه للمقارنة بينها وبين التي في الدين، وقد أحسن من قال:
لكل شيء إذا ضيعته عوضٌ
وما من الدين إن ضيعته عوض
وأما ما أشرت إليه أخي الكريم من أنك تقترف مشاهدة الأفلام الساقطة الإباحية، فلا ريب أن هذه بلية عظيمة والله ونحن يا أخي نشير عليك بما يعينك على ترك هذا الأمر العظيم أعاذنا الله وإياك منه:
أولاً: عندما تشاهد هذا الفجور وهذه الخلاعة وتنظر إليها بعينك، ويهتز لها وجدناك، فنسألك أخي: أين الله؟ أين الله؟
أين أنت من الله وهو يبصرك بعينه وأنت تطالع ما يغضبه؟ تنظر إلى غضب الله بعينيك، وعينُ الله تبصرك، وملائكته الذين عن يمينك وشمالك، وقد ضبطوا عليك كل حركة، وكل فعلة {وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون}.
أخي، أين حياؤك من الله وأنت ترى هذا الذي يستحي الإنسان من ذكره؟ استمع إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (استحيوا من الله حق الحياء).
أخي الكريم: إن مما يعينك على نبذ هذا البلاء، وحفظ نفسك من هذا الوباء، أن تسأل نفسك: هل تحبين أن يطلع عليك أحد وأنت تقترفين هذا الأمر؟ فالجواب (لا) فالسؤال بعد ذلك: فكيف جعلت الله أهون الناظرين إليك، حتى أنك تمتنعين من هذا أمام الناس، وتفعلينه أمام رب الناس؟! قال تعالى: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً}.
فهذا هو دوائك العلمي -أخي الحبيب- وقد آثرنا أن نخاطبك به مواجهة؛ لعل الله أن ينفعنا وإياك به.
وأما ما يجب عليك اتخاذه، فهو جملة أمور:
آكدها هو الإقلاع فوراً وبدون مهلة وتريث عن هذا الأمر الفظيع، فإن التوبة من الذنب واجبة إجماعاً، وتأخيرها هو ذنبٌ آخر، كما هو معلوم عند أهل العلم، قال تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.
وأيضاً ، فإن الواجب عليك قطع صلتك بكل ما يعين على ارتكاب هذا الأمر، سواءً عن طريق مشاهدة الأفلام أو عن طريق التلفاز، أو شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت)، أو عن طريق مخالطة رفقاء السوء الذين يعينون على معاصي الله -جل وعلا-.
وكذلك أخي الكريم البعد عن مواطن الإثارة، من الاختلاط بالنساء الأجنبيات والنظر إليهن، ونحو ذلك.
واعلم -حفظك الله تعالى- أن أعظم دواء لك بعد التضرع إلى ربك وسؤاله، هو الزواج المبكر.
بل إن حكم الزواج في حقك عند القدرة من ذلك هو الوجوب، وقد أجمع الفقهاء رحمة الله عليهم على أن الزواج يتعين على الإنسان ويجب عليه إذا كان يخشى الوقوع في الحرام، فكيف بمن وقع فيه ..؟ وهذا موضح مبسوط في محله.
فإن لم تستطع فحاول أن تشارك في بعض الأنشطة المفيدة، لا سيما حفظ القرآن، ومتابعة المحاضرات الدينية ونحو ذلك، وإن استطعت أن تصوم بعض أيام الأسبوع فهذا مما يُطلب ويُراد، كما ثبت بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم -وهو في الصحيحين- (يا معشر الشباب من استطاع منك الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه وله وجاء).
وقال الإمام القرطبي : (المستطيع الذي يخاف الضرر على نفسه ودينه من العزوبة لا يرتفع عنه ذلك إلا بالتزوج، لا يُختلف في وجوب التزويج عليه) أ هـ بلفظه .
ومما يعينك أخي الكريم في هذا الموطن أن تتذكر أنك بين أمرين، إما أن تكون مكتوباً عند الله من أهل العفة والصيانة، وإما -والعياذ بالله- أن تكون في ديوان الفجرة والسفلة، فاختر لنفسك، فإنها أمانة بين يديك.
وأما سؤالك أنك تشك في تلبس جني بك ونحو ذلك، فإن هذا مما لا يمكن الحكم عليه من خلال نحو هذا السؤال، والظن أخي الحبيب أن هذه حيلة من حيل الشيطان؛ ليوهمك أنك إنما تقوم بهذه الأعمال بالإكراه دون اختيار منك، ليزيدك غياً ويلبي أمرك، بل إن هذا إنما هو إحدى النتائج التي يوقع فيها حضورك مثل هذا الأفلام، فلا ريب أن الإنسان إذا اقترف ما أشرنا إليه من هذه الأفعال، لا ريب أن جلسائه هم أعوان إبليس وجنوده، وأما ملائكة الرحمن فمواطنهم مواطن الطاعات والخيرات.
نسأل الله تعالى أن يعينك على نبذ هذه الأفعال وطرحها وراء ظهرك، وأن يغض بصرك ويحصنك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله تم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}.
والله الموفق.
منقول للفائدة
اسم الموضوع : الله يحفظنا !!
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.