الدكتور أبو أحمد المدني
مستشارالمنتدى
[gdwl]
لدى الشعب الأراكاني المسلم المهاجر والمولود بالمملكة عادات جميلة ، ترتبط بقيم دينية أصيلة ، وذلك من حبهم لهذا الدين القويم ، فإنهم لم يهاجروا إلى الديار المقدسة عبثاً أو بحثاً عن مباهج دنيوية، وإنما حباً في الله ورسوله ، وما عند الله خير للأبرار ..
لذلك ومنذ وطئت أقدام أسلافهم هذه الديار المقدسة في الستينات والسبعينات الهجرية ،اختاروا مكة المكرمة كمقام أول لهم للتواجد بجوار بيت الله الحرام ، ثم جدة لقربها الشديد من مكة المكرمة ، والمدينة المنورة لوجود مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وقبره الشريف والبقيع ومسجد قباء ..
وخلال سنوات إقامتهم بهذه المدن وخاصة ممن هم في مكة المكرمة والمدينة المنورة درجوا على عادة جميلة وهي : أن من لم يذهب للحج منهم فإنهم في يوم عرفة وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة يتوجهون إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة ، وإلى المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ،من الصباح مع شروق شمس هذا اليوم وإلى قبيل آذان الظهر لأداء صلاتي الظهر والعصر فيمكثون في الحرمين من بعد صلاة الظهر إلى بعد أداء صلاة العصر . وخلال هذه الفترة تجدهم يصلون ويقرؤون القرآن الكريم ويذكرون الله كثيرا وأغلبهم صائمون في هذا اليوم المبارك ، يرجون رحمة الله وغفرانه ، ويطلبون ثوابه ورضوانه.
وخلال هذا التواجد في الحرمين تجد أن كثيرين منهم يلتقون للسؤال عن بعضهم والاستفسار عن الأحبة والخلان والأقارب والأصحاب والأحوال والمآل ..
يوم له بهجته ورونقه ، وهم في ذلك يتشبهون بالحجاج وضيوف الرحمن الواقفين على صعيد عرفات من الصباح حتى الغروب ، والكل خاضع لله تعالى متذلل بين يديه ، يتضرع إلى الباري جلّ وعلا أن يرحمهم ويغفر لهم ويتجاوز عنهم ويشفي مريضهم ويرحم أمواتهم ويرزقهم رزقا واسعاً حلالاً طيباً ، ويحييهم حياة طيبة ويمتعهم وإخوانهم في هذه الديار المقدسة..
ويربون أبناءهم وينشئوهم على مثل هذه العادات الجميلة والأعمال الحسنة ، التي قدموا من أجلها إلى هذه الديار المقدسة ، تاركين خلفهم في بلادهم أرضهم وبيوتهم وأموالهم وكل الخيرات والنعيم الذي كان بحوزتهم ، لعلهم بسكنى هذه الديار الغالية على قلوبهم يحظون بما يؤملونه.
إلا أن الملاحظ في الآونة الأخيرة وخاصة السنوات العشر الماضية ،أن هذه العادة الجميلة بدأت بالأفول والاندثار حيث إن الأجيال الجديدة من أبناء البرماويين في هاتين المدينتين المقدستين لم تعد تعطي لهذه العادة الاهتمام الكافي ، وفقدت تلك البهجة التي كنا نشعر بها حينما كنا صغارًا ،حينما كنا نرافق والدينا وعائلاتنا إلى الحرمين ، فأغلب شباب اليوم من البرماويين الذين ولدوا على تراب هذه المدن المقدسة وتربوا في رباها وشبوا في أحيائها وتعلموا في مدارسها وعملوا على تحصيل رزقهم في مناكبها، وتزوجوا وتكاثروا...
فإنهم ابتعدوا شيئاً فشيئاً عن عادات آبائهم وأجدادهم .. وخاصة العادات الجميلة والأصيلة التي كانت لدى أسلافهم .. فهل مرد ذلك إلى :
1- البيئة : فقد نشأوا على شأو أقرانهم من أهل هذه الديار وخالطوهم فتغلبت هذه على تلك!
2- تأثير الزمان والمكان: فربما الرعيل الأول الذي قدم مهاجراً إلى الله ورسوله تاركاً كل ما يملكه في بلاده في سبيل العيش بهذه الديار المقدسة كان يستشعر مدى ما ضحى من أجله ، ولذا كان يحافظ على مثل هذه العادات ، والأجيال التالية التي ولدت هنا وجدت نفسها في هذه الديار تلقائياً فتطبعوا بطباعهم أكثر من طباع آبائهم وأجدادهم ومع طول الزمان ومتغيراته بدؤوا يبتعدون شيئاً فشيئاً عن مثل هذه العادات الجميلة..
3- متغيرات العصر : أم أن العصر الجديد بكل تقنياته واختراعاته وفضاءاته المفتوحة عملت على اندماج الثقافات واختلاط المفاهيم و تنوع الاهتمامات فأصبحت مثل هذه العادات في ذيل القائمة وفقدت القيمة العظيمة التي كانت تتحلى بها لدى أسلافهم..
أم هناك أسباباً أخرى هي السبب في أفول هذه العادة الجميلة ...
أطرح هذا الموضوع للنقاش لمن يرغب بأن يدلي بدلوه ، أو حتى بكأسه لإثرائه بالآراء السديدة والأفكار الحكيمة .. فربما انبثقت من خلالها ما يدعوا أبناءنا إلى التشبث مرة أخرى بمثل هذه العادات الجميلة ، وتحيا في نفوسهم من جديد ..
والله الموفق
وتقبلوا خالص تحياتي
أخوكم : أبو أحمد ( المدينة النبوية المنورة )[/gdwl]
من جميل عادات البرماويين الأراكانيين : عادة يوم عرفة
لدى الشعب الأراكاني المسلم المهاجر والمولود بالمملكة عادات جميلة ، ترتبط بقيم دينية أصيلة ، وذلك من حبهم لهذا الدين القويم ، فإنهم لم يهاجروا إلى الديار المقدسة عبثاً أو بحثاً عن مباهج دنيوية، وإنما حباً في الله ورسوله ، وما عند الله خير للأبرار ..
لذلك ومنذ وطئت أقدام أسلافهم هذه الديار المقدسة في الستينات والسبعينات الهجرية ،اختاروا مكة المكرمة كمقام أول لهم للتواجد بجوار بيت الله الحرام ، ثم جدة لقربها الشديد من مكة المكرمة ، والمدينة المنورة لوجود مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وقبره الشريف والبقيع ومسجد قباء ..
وخلال سنوات إقامتهم بهذه المدن وخاصة ممن هم في مكة المكرمة والمدينة المنورة درجوا على عادة جميلة وهي : أن من لم يذهب للحج منهم فإنهم في يوم عرفة وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة يتوجهون إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة ، وإلى المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ،من الصباح مع شروق شمس هذا اليوم وإلى قبيل آذان الظهر لأداء صلاتي الظهر والعصر فيمكثون في الحرمين من بعد صلاة الظهر إلى بعد أداء صلاة العصر . وخلال هذه الفترة تجدهم يصلون ويقرؤون القرآن الكريم ويذكرون الله كثيرا وأغلبهم صائمون في هذا اليوم المبارك ، يرجون رحمة الله وغفرانه ، ويطلبون ثوابه ورضوانه.
وخلال هذا التواجد في الحرمين تجد أن كثيرين منهم يلتقون للسؤال عن بعضهم والاستفسار عن الأحبة والخلان والأقارب والأصحاب والأحوال والمآل ..
يوم له بهجته ورونقه ، وهم في ذلك يتشبهون بالحجاج وضيوف الرحمن الواقفين على صعيد عرفات من الصباح حتى الغروب ، والكل خاضع لله تعالى متذلل بين يديه ، يتضرع إلى الباري جلّ وعلا أن يرحمهم ويغفر لهم ويتجاوز عنهم ويشفي مريضهم ويرحم أمواتهم ويرزقهم رزقا واسعاً حلالاً طيباً ، ويحييهم حياة طيبة ويمتعهم وإخوانهم في هذه الديار المقدسة..
ويربون أبناءهم وينشئوهم على مثل هذه العادات الجميلة والأعمال الحسنة ، التي قدموا من أجلها إلى هذه الديار المقدسة ، تاركين خلفهم في بلادهم أرضهم وبيوتهم وأموالهم وكل الخيرات والنعيم الذي كان بحوزتهم ، لعلهم بسكنى هذه الديار الغالية على قلوبهم يحظون بما يؤملونه.
إلا أن الملاحظ في الآونة الأخيرة وخاصة السنوات العشر الماضية ،أن هذه العادة الجميلة بدأت بالأفول والاندثار حيث إن الأجيال الجديدة من أبناء البرماويين في هاتين المدينتين المقدستين لم تعد تعطي لهذه العادة الاهتمام الكافي ، وفقدت تلك البهجة التي كنا نشعر بها حينما كنا صغارًا ،حينما كنا نرافق والدينا وعائلاتنا إلى الحرمين ، فأغلب شباب اليوم من البرماويين الذين ولدوا على تراب هذه المدن المقدسة وتربوا في رباها وشبوا في أحيائها وتعلموا في مدارسها وعملوا على تحصيل رزقهم في مناكبها، وتزوجوا وتكاثروا...
فإنهم ابتعدوا شيئاً فشيئاً عن عادات آبائهم وأجدادهم .. وخاصة العادات الجميلة والأصيلة التي كانت لدى أسلافهم .. فهل مرد ذلك إلى :
1- البيئة : فقد نشأوا على شأو أقرانهم من أهل هذه الديار وخالطوهم فتغلبت هذه على تلك!
2- تأثير الزمان والمكان: فربما الرعيل الأول الذي قدم مهاجراً إلى الله ورسوله تاركاً كل ما يملكه في بلاده في سبيل العيش بهذه الديار المقدسة كان يستشعر مدى ما ضحى من أجله ، ولذا كان يحافظ على مثل هذه العادات ، والأجيال التالية التي ولدت هنا وجدت نفسها في هذه الديار تلقائياً فتطبعوا بطباعهم أكثر من طباع آبائهم وأجدادهم ومع طول الزمان ومتغيراته بدؤوا يبتعدون شيئاً فشيئاً عن مثل هذه العادات الجميلة..
3- متغيرات العصر : أم أن العصر الجديد بكل تقنياته واختراعاته وفضاءاته المفتوحة عملت على اندماج الثقافات واختلاط المفاهيم و تنوع الاهتمامات فأصبحت مثل هذه العادات في ذيل القائمة وفقدت القيمة العظيمة التي كانت تتحلى بها لدى أسلافهم
أم هناك أسباباً أخرى هي السبب في أفول هذه العادة الجميلة ...
أطرح هذا الموضوع للنقاش لمن يرغب بأن يدلي بدلوه ، أو حتى بكأسه لإثرائه بالآراء السديدة والأفكار الحكيمة .. فربما انبثقت من خلالها ما يدعوا أبناءنا إلى التشبث مرة أخرى بمثل هذه العادات الجميلة ، وتحيا في نفوسهم من جديد ..
والله الموفق
وتقبلوا خالص تحياتي
أخوكم : أبو أحمد ( المدينة النبوية المنورة )
اسم الموضوع : بعض عاداتنا الجميلة في طريقها للإندثار ... لماذا؟؟
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.