البرماوين بعد نصف قرن ..... (2) صراع الاجيال.

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
23 مايو 2009
المشاركات
157
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المدينة المنورة
تحدثت في الجزء الاول من هذا الموضوع عن الجيل الاول من البرماويين الاوائل الذين وصلوا الى هذه

البلاد ووضعوا اللبنات الاولى لوجود الجالية البرماوية وظهورها في المجتمع السعودي بمختلف اطيافه.

واولئك الاوائل تقدمت بهم السن ووصلوا الى ما نسميهم بلغتنا البرماوية مرحلة (الدادا)* ، (والنانا)* فمنهم

من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وسلموا الراية الى الجيل التالي الذين تجاوزوا الاربعين من العمر

واغلبهم الآن آباء لابناء وبنات وهم الجيل الثالث الذين سيكون حديثنا منصبا ومحورا حولهم جميعا.


كان الجيل التالي هو الذي حمل الراية والمشعل لاكمال المسيرة وترسيخ الوجود البرماوي في المملكة

ومعها حمل على عاتقه وكاهله الكثير من الهموم وواجه العديد من العقبات وذلك لانه الجيل الذي

جمع بين العلم والعمل اي السير على الدرب الذي رسمه الاوائل ولكن باسلوب علمي وعملي عظيم.


كان الكثير من ابناء هذا الجيل يدرس في الصباح ، ويعمل في المساء سواء مع والده ان كان الده

صاحب تجارة ويملك محلا او حرفيا لديه ورشة ، او يعمل لدى الآخرين في اي مهنة وذلك لتدبير لقمة

العيش ومساعدة والده وكذلك مصاريفه الشخصية رغم ان اغلب ما يكسبه الابن يذهب للوالد تلقائيا.


فكما ان كثير من الآباء في ذلك الوقت كان تفكيره محصورا في ان يكون لديه بيت يسكن فيه هو واولاده

وعمل يكسب منه او كما يقول المصريون بلغتهم العامية :

(حتة متر في متر يعملها أوضة* يسكن فيها هوة وولاده، وحتة متر في متر يعملها دكانة يعيش منها)

فان اولئك الآباء كانوا يرون ان دخول ابنه (الكُتَّاب) ويحفظ القرآن كافيا ليعيش في الدنيا هانئا مستقرا

وهذه النظرة القاصرة والرؤية الناقصة عارضها الكثير من الابناء ودخلوا المدارس الحكومية وتعلموا

وجنبا الى جنب كانوا يعملون كما اسلفنا سابقا مع ما يمكن ان يحمل هذا النهج الكثير من الجهد والمشقة

فانهم كانوا على قدر المسئولية ، فان كان الاوائل قد بذروا النواة ووضعوا اللبنات ، فان الجيل التالي

هو الذي سقى البذرة واكمل البناء حتى غدت اشجارا مثمرة وكيانا شامخا يعيش عليه الجيل التالي.


فالكثير منهم قد تخرج من المدارس والجامعات واصبحوا اصحاب تجارة مهيئين الامور لمن اتى بعدهم.


ثم اتى بعدهم الجيل التالي الذي وجد كل شئ مهيأ وميسر او كما يقول المصريون (عالجاهز وعال العال).


لكن للاسف، الجيل التالي من الابناء الذين هم في العشرينات قد سبب الكثير من المشاكل لذويهم وجر

عليهم الويلات والمصائب والكوارث لجماعتنا البرماويين بتصرفاتهم المخجلة وسلوكياتهم المنحرفة.


وهذا ما ظهرت نتائجه فيما نراه اليوم من معاناة عظيمة يعيشها معظم البرماويين في الوقت الحالي.


وكي لا نظلم هذا الجيل باكمله، واحقاقا للحق وانصافا لهم ، يجب ان ندرك ان هذا الجيل قد حاول وجرب

لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن سواء بسبب الانظمة او بسبب افكار كانت (معشِّشة) لدى الاوائل

من البرماويين وانتقلت الى الاجيال التالية وما زالوا يعيشون فيها وحصروا انفسهم داخلها حتى الآن.


فالصورة العامة للجيل الجديد من ابناء البرماويين هو انه ذلك الشاب الذي ينهي نهاره نائما ويقضي

ليله في السهر و (الصَّرمحة) في الشوارع والاسواق سواء بالسيارات او مشيا او حتى في (البشكات)*


لكن في هذه النظرة الكثير من الظلم لكثير منهم ، فيكفي هذا الجيل انه هو الذي عرف الكمبيوتر وادخله

في حياة جماعتنا البرماويين واكبر دليل على ما نقول هذا الصرح العظيم الذي يجمع جماعتنا البرماويين

نعم ، هذا المنتدى الرائع الذي اتاح لنا الفرصة كي نطرح مشاكلنا وهمومنا ونناقشها بحرية كبيرة.


ختاما ، ارجو الا اكون قد ظلمت او تجنيت على احد بطرح هذا الموضوع والمقصد هو الاصلاح

والنقاش الهادف والبحث عن حلول للمشاكل التي يعاني منها جماعتنا البرماويين حفظهم الله ،

ولنا لقاء في الجزء الثالث من هذا الموضوع .


دمتم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدادا : تعني الجد (والد الاب) باللغة البرماوية.
النانا : تعني الجد (والد الام) باللغة البرماوية.
* أوضة : هي الغرفة باللهجة المصرية العامة.
* البَشْكَات
: هي جمع (بَشْكَة) وتعني المجموعة باللهجة العامية.
 

إبراهيم

New member
إنضم
27 ديسمبر 2009
المشاركات
32
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
هل يعني هذا أن هذا الجيل من دون اي طموحات أكيد لهم طموحات ايش هي طموحاتهم​
 
أعلى