بحيرة المسك .. الخطر القادم

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

ابوفوزان

مراقب سابق
إنضم
27 مايو 2009
المشاركات
4,041
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
بحيرة المسك .. الخطر القادم

1259619515045944700.jpg


الثلاثاء, 1 ديسمبر 2009
حاتم عز الدين - جدة


منذ يوم الأربعاء الماضي الذي شهدت فيه مدينة جدة أمطاراً غزيرة وسيولاً جارفة خلفت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، يعيش الأهالي في 13 حياً سكنياً شرق الخط السريع حالة من الهلع والقلق بعد أن تحدثت تقارير عن إمكانية انهيار الجدران الترابية لبحيرة الصرف الصحي أو ما يعرف باسم «بحيرة المسك» شرق جدة. وازداد الرعب والقلق بعدما ارتفع منسوب المياه في البحيرة التي أقيمت سدودها وجدرانها الاحترازية قبل عشر سنوات بتكاليف بلغت 80 مليون ريال، إلى أكثر من 15 مترا مما يعني انه لم يتبق سوى ثلاثة أمتار فقط على تجاوز الحاجز، يضاف إلى ذلك التحذيرات التي أطلقتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن احتمال هطول أمطار أخرى.
وتمثل أول رد فعل سريع في قيام إدارة الدفاع المدني بمحافظة جدة منذ أيام بإخلاء سكان المنازل القريبة من البحيرة تحسباً لأي فيضانات قادمة لا قدر الله. وكثفت الجهات المعنية تواجدها أمس في الموقع بعد رصد تسربات أرضية من بحيرات التبخير المجاورة للبحيرة الرئيسية. واستدعى كل ذلك وجود مطالبات عاجلة لوضع حد لخطر هذه البحيرة البعبع والقضاء على التهديد الذي تمثله.
وبحيرة الصرف الصحي المسك تشكل إحدى علامات جدة السيئة التي أفقدت عروس البحر الأحمر نضارتها وجمالها، و أكبر مهدد للبيئة في المنطقة منذ أكثر من اثنين وعشرين عاما.

آراء المختصين

كان الخبراء قد حذروا من خطورة البحيرة وتهديدها للأحياء المجاورة، ومنهم على سبيل المثال خبير الأرصاد عبد الله الجازع الذي أعلن عن خشيته من تسرب مياه البحيرة إلى المياه الجوفية لأن تلك البحيرة تحوي كميات هائلة من مياه الصرف الصحي وتتسع بشكل يومي لتتفاقم المشكلة معها بحيث يصعب السيطرة عليها، ويمكن ملاحظة ذلك من ارتفاع منسوب المياه الجوفية في أحياء الربيع والسامر والمروة القريبة من المطار ما قد يؤدي إلى انهيارات في التربة والمباني لا قدر الله.
والبحيرة بعمقها الذي يصل إلى 18 مترا وبمكوناتها الصخرية والطينية تسمح لمياه المجاري الموجودة في البحيرة التسرب إلى المزارع والأحياء القريبة، وسبق وان أكد ذلك المهندس سعيد المالكي من جامعة الملك عبد العزيز وأشار أن ذلك الخطر يتضاعف إذا ما علمنا أن البحيرة تضم خليطا من مياه المجاري والزيوت والمخلفات البترولية. وقد راقبت هيئات علمية منها على سبيل المثال هيئة المساحة الجيولوجية، هذه البحيرة ووضعها مع الزيادة في مخزون المياه التي تشكل خطرا كبيرا وأوصت بضرورة حماية المدينة من الملوثات الجوفية والسطحية عن طريق إنشاء سد رئيسي في مدخل وادي العصلاء لمنع دخول المياه الجوفية الملوثة إلى داخل جدة. وأشار تقرير إلى أن حمولة المياه الملوثة التي كانت تفرغ في البداية لم تكن تتجاوز 5 آلاف متر مكعب يوميا ثم تضاعفت الكمية تدريجيا إلى أن وصلت إلى 50 ألف متر مكعب يوميا، والموقع الحالي للسد يقع ضمن حوض بني مالك الذي يصرف مياهه باتجاه الغرب، والتوافد اليومي لكميات مياه الصرف شكل مجرى مائيا يشبه النهر المتدفق، الأمر الذي استدعى من أمانة جدة إنشاء الحاجز الترابي. وتعتقد هيئة المساحة الجيولوجية أن طريقة تنفيذ الحاجز الترابي لم تتم وفق المفاهيم والأسس المتبعة في هندسة السدود خاصة أن ارتفاع البحيرة وصل إلى 125 مترا فوق سطح البحر وبلغت الأبعاد الهندسية لجسم السد الترابي القائم 1300 متر طولا و18 مترا عرضا وبارتفاع 10 أمتار وخلصت الدراسة إلى إمكانية انهياره في أي لحظة ما استوجب إقامة السد الرديف.

خطر الأوبئة

تتسع بحيرة المسك بفضل 1400 صهريج من مياه الصرف الصحي تصب فيها قادمة من كل مكان بالمدينة يوميا، والواقع أن ذلك يسبب خطرا بالغا في الأساس على الصحة العامة، حيث تسهم الروائح الكريهة والتلوث البيئي الذي تنشره البحيرة في الإصابة بعدد من الأمراض منها أمراض العيون والحساسية الصدرية وغيرهما، كما تعتبر البحيرة أرضاً خصبة لنمو بعوض حمى الضنك، وتزداد هذه الأمراض خطورة مع الرطوبة العالية في الجو وشعور المجاورين للبحيرة بالاختناق من التلوث الذي تسببه البحيرة. وسبق وان حذرت جهات علمية من خطورة إصابة نحو 50 ألفا من سكان جدة يقطنون في أحياء شرق الخط السريع بأمراض بكتيريا السالمونيلا والواوية والحلزونية، بسبب المستنقعات التي نتجت عن هذه البحيرة حيث تحتوي مياهها على عناصر ثقيلة، من بينها الزئبق والزسنيرج والكوديوم والكروم التي تتسبب في إصابة الفرد بالأورام السرطانية. وعلميا فإن كل لتر واحد من مياه الصرف الصحي بالبحيرة يحتوي على نحو مليار جرثومة.
ما هي الحلول ؟
ويتضح مما سبق خطورة الموقف الحالي بالنسبة لبحيرة المسك، فالواقع يقول إن الإجراءات التي قامت بها أمانة جدة لخفض منسوب المياه في البحيرة بإنشاء عدة أحواض تبخير في الجهة الشرقية أو منع وايتات الصرف من إلقاء حمولتها في البحيرة خلال فترات معينة لم تمنع خطر التهديد.
وهناك عدد من الآراء التي اقترحها الخبراء لعلاج مشكلة بحيرة المسك، فرأى البعض وجوب أن يكون هناك خط نافذ للمياه المعالجة في بحيرة الصرف الصحي لنقل الماء إلى طريق الحرمين، حيث يركب هناك محطة توزيع شيب للوايتات، ويكون هذا الخط موصولا بالخط السريع، وتتم من خلاله مشاريع التشجير على أطراف طريق الحرمين. وينادي البعض الآخر بمشروع خط ناقل للماء من السد الاحترازي متجها إلى مجرى السيل الجنوبي، الذي يعتبر معالجا معالجة صناعية من المحطة الموجودة في بحيرة الصرف الصحي، مع زراعة شجر الحلفا الذي سيكون بمساحة ثلاثة ملايين متر، وهذا الشجر ميزته أنه يشرب الكثير من المياه. ويطالب بعض الخبراء بنقل البحيرة إلى شرق موقعها الحالي في مكان لا يقل بعدا عن 50 كيلو مترا عن المحافظة في منطقة منبسطة ارتفاعها لا يزيد على مستوى سطح البحر.
ومن بين الحلول المقترحة أيضا استخدام مياه البحيرة في زراعة الأعلاف والنباتات والأشجار وتربية بعض الأسماك المخصصة لأكل يرقات البعوض والتغذية على الجراثيم ثم إبادتها حتى لا يعتمد عليها في التغذية. ويرى المختصون ان مياه الصرف في بحيرة المسك يمكن استغلالها في اكثر من نشاط مثل إنتاج العلف الحيواني والاستفادة من أراض تحول إلى مناطق زراعية تخفف التلوث في أجواء جدة بامتصاص ثاني اكسيد الكربون من الجو وزراعة النباتات.
وينادي بعض المختصين أيضا بدراسة حل آخر يتمثل في إتاحة الفرصة باستثمار الموقع من خلال توزيع بحيرة المسك على جهات استثمارية متخصصة تتولى إقامة محطات التنقية وضخ المياه المعالجة إما إلى داخل المدينة بهدف إعادة استخدامها في بعض المنشآت والمصانع وري الحدائق والمنتزهات، أو ضخها من خلال أنابيب خاصة إلى القرى المحيطة كوادي فاطمة الذي يمكن أن يتحول إلى منطقة زراعية كبرى.
أما الأمانة نفسها فقد أعلنت في السابق أنها اعتمدت مشاريع مستقبلية لإيجاد حلول جذرية ونهائية للمشكلات المتعددة التي تسببت بها بحيرة الصرف الصحي، عبر معالجتها، وإقامة السدود الترابية، ومحطات المعالجة، ومن أهم مشاريع الأمانة مشروع محطات معالجة المياه والسد الاحترازي ومشروع الغابة الشرقية في شرق محافظة جدة الذي سيتكون من 200 ألف شجرة خشبية.
ولكن يبدو في كل الحلول السابقة أن عامل الوقت هو عامل رئيس مع تزايد حجم الخطر وارتفاع منسوب المياه في البحيرة والمطلوب علاج فوري وحاسم يعيد الطمأنينة إلى قلوب سكان جدة ويحافظ على أمنهم وصحتهم وسلامتهم.

النتائج المتوقعة

في حالة فيضان البحيرة لا سمح الله قد يحدث بعض الأضرار منها:
انحراف مياه الصرف الصحي باتجاه الأحياء السكنية (التوفيق السامر الأجواد الصفا الرحاب بني مالك) ومن ثم الأحياء التي تليها في اتجاه الغرب إلى ان يصل الى البحر ومحاصرة المنازل بالمياه الملوثة مما يعيق انتقال الأهالي من وإلى مساكنهم وحدوث أضرار وتلفيات بالمنازل وانتشار الأمراض والأوبئة.

المزيد من الكوارث

وفضلا عن الأمراض، هناك كوارث بيئية أخرى قد تتسبب فيها بحيرة المسك، فبسبب تزايد ارتفاع منسوب المياه الجوفية ومستوى المياه في البحيرة والسد الاحترازي ربما تحدث البحيرة الاصطناعية هزات أرضية محدودة بسبب تفاعل مياه الصرف الصحي بين الطبقات الصخرية أسفل البحيرة ما قد يتسبب في تغيير خواصها الفيزيائية والكيميائية وهذا كلام سبق وأن أكده الدكتور علي عشقي من كلية البحار في جامعة الملك عبد العزيز في جدة. كما سبق وأن شارك المهندس عبدالله شويل مدير برنامج الدراسات الزلزالية بهذا الرأي أيضا مشيرا إلى أن اتساع بحيرة المجاري قد يهدد جدة بزلزال يمكن أن تصل قوته إلى درجتين بمقياس ريختر.




http://www.al-madina.com/node/202862

.
 
التعديل الأخير:

ابوفوزان

مراقب سابق
إنضم
27 مايو 2009
المشاركات
4,041
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
بحيرة مسك جدة.. تحت السيطرة والواقع يخوّف

1259706320078376500.jpg


الأربعاء, 2 ديسمبر 2009
«تحت السيطرة» هذه هي العبارة التي يمكن استخلاصها من الوقوف على طبيعة الموقف في بحيرة الصرف الصحي «المسك» في اقصى الشرق من محافظة جدة يوم امس.
البحيرة التي وصل اقصى ارتفاع لها منذ اكثر من ثلاث سنوات الى نحو 14 متراً وكذلك تجاوزها هذا الرقم عند هطول الامطار يوم الأربعاء الماضي، وانخفضت يوم امس في الموقع الى اقل من عشرة أمتار، ولكن التخوف والاحتياطات واضحة في موقع البحيرة وفي الاحياء الاخرى القريبة من البحيرة والبحيرات الاخرى التي تكونت من جراء الامطار والسيول، ولذلك فالمهندس حسن الزهراني، نائب رئيس المجلس البلدي في جدة، يستبعد ان يتعرض السد الترابي الرئيسي للبحيرة لأي اخطار قريبة من جراء امطار يوم الاربعاء الماضي.
وقال الزهراني، تأكدنا خلال زيارة ميدانية لموقع البحيرة في يوم امس الأول الاثنين صلابة السد الترابي، وما حدث من تسربات بسيطة لم تكن من هذا السد بشكل اساسي وانما كانت ناتجة عن البحيرات الصغيرة التي تكونت خلف السد الترابي وامام السد الاحترازي بسبب هطول الامطار والسيول الاخرى التي جاءت من الاودية المجاورة، مؤكداً على ان الوضع يعتبر مطمئن حتى الان.
الزهراني، عاد وأكد ان الأمانة قامت وبشكل عاجل انشاء سد ترابي من الناحية الغربية للبحيرة لتلافي ومنع أي تسربات قد تحدث من جراء هطول امطار اخرى، وايضا يشير الزهراني الى قيام الامانة بعمليات ضخ المياه من خلال انابيب من البحيرات التي تكونت من جراء السيول الى مجرى السيل الجنوبي باتجاه البحر بطاقة 36 مترا مكعبا يومياً، وعلى الرغم من عدم قناعة المهندس الزهراني بأن الكمية التي تقوم بضخها الأمانة كافية للتخلص من حوالى 14 متراً من المياه المتراكمة من جراء السيول إلا انه يقول «طلبنا مضاعفة الكمية التي تنقلها الامانة بشكل عاجل».
وعلى الرغم من هذه التطمينات إلا ان شائعات بتسربات مياه من البحيرات المحيطة بالبحيرة الكبرى كانت مثار قلق سكان جميع الاحياء التي تقع في طريق المياه من الشرق الى الغرب، لذلك عمد الكثير من سكان احياء : السامر ، التوفيق ، الربيع ، بريمان ، والاجواد وهي التي تقع معظمها في شرق الخط السريع الى تبادل معلومات عن تحذيرات من الدفاع المدني بضرورة اخلاء الادوار الأرضية، إلا ان التأكيدات التي تحصلت عليها «المدينة» من مسؤولين كبار في الدفاع المدني ومحافظة جدة والامانة ان الوضع طبيعي ولا يستدعي حتى الان الإخلاء، فيما يرى فايز الرابعة (مهتم في مشاريع الصرف الصحي)، انه في حال (لاسمح الله) وجود تسربات في السد الترابي للبحيرة او السد الاحترازي الآخر فإن اتجاه المياه سيكون مع الوادي الرئيسي باتجاه الجنوب الغربي وبالأخص (مجرى تصريف السيول الجنوبي) مروراً بأحياء «السامر3» ، قويزة ، كيلو 14 ، وجنوب جدة، وبالتالي فإن تخوف اهالي تلك الاحياء من وجهة نظر الرابعة مبالغ فيها، ويرى ان الحذر واجب على جميع سكان جدة ولكن المشكلة طالما انها لم يصل مستوى المياه في البحيرة الى اكثر من 15 متراً وهي نقطة الخطر التي يتخوف منها في حال هطول أمطار غزيرة او جريان سيول كبيرة في الايام الأربعة القادمة حسب توقعات خبراء الارصاد الجوية. ومن يصل الى الموقع يشاهد بعض التشققات في السد الترابي بفعل تحرك مياه الأمطار والسيول الصغيرة وكذلك تحركات السيول المحلية التي لا تزال تجري في الموقع باتجاه الغرب، وهو ما أشار عنه بعض مسؤولي الامانة انها مياه امطار تجمعت خلف الجبال خلال فترة الامطار واصبحت تجري حتى الان وليس لها علاقة بالبحيرة الرئيسية او البحيرات التي تكونت خلف السد الاحترازي، في اشارة الى ان هذه المياه ساهمت في تكوين بحيرات ارتفعت من 12 بحيرة خلال بداية الاسبوع الى اكثر من 18 بحيرة معظمها تغلغلت في المزارع المحيطة بالبحيرة وتسبب في اضرار في الممتلكات.
رئاسة الارصاد وحماية البيئة وعبر موقعها على الانترنت كشفت عن توقعات بهطول امطار وعواصف رعدية على محافظة جدة يومي الخميس والجمعة والسبت القادمة، لكنها لم تشر الى هطول امطار عزيرة او غيرها.
بحيرة الصرف الصحي والتي أسمتها امانة محافظة جدة بـ «المسك» لتغيير الصورة الذهنية السلبية عنها في محاولة منها للاستفادة من هذه البحيرة بدلاً من الخطر الذي تسببه لاهالي جدة تكونت منذ اكثر من 28 عاماً وانشأتها «مصلحة المياه والصرف الصحي» آنذاك، بدلاً من انشاء شبكة للصرف الصحي، ولكنها وخلال اقل من 10 سنوات وبعد ان ظهرت اخطار هذه البحيرة بيئياً وصحياً لسكان جدة، انتقلت مسؤولية التصرف في هذه البحيرة الى امانة محافظة جدة التي منذ ذلك الحين وهي تضع الساتر الترابي والسد الاحترازي دون العمل على حل جذري لهذه البحيرة «الصداع المزمن» ، وبالرغم من اننا لم نلحظ يوم امس وجود أي صهاريج «وايتات» تصب محتوياتها في الموقع بعد قرار الامانة بإيقاف الصب في البحيرة امس الأول وتحويل جميع الصهاريج الى محطة الصرف الصحي في الخمرة (جنوب جدة)، إلا ان هذه البحيرة تستقبل يومياً حوالى 1500 صهريج مياه صرف صحي.



http://www.al-madina.com/node/203116
 
أعلى