من أعلام التراث شمس الدين البرماوي حياته وآثاره ـــ محمد عدنان قيطاز(1)
شمس الدين البرماوي واحد من أعلام القرن التاسع الهجري، سطعت فضيلته العلمية في مصر، وذاعت في بلاد الشام إبان فترة حكم المماليك. وقد شهد له معاصروه بالإمامة والفضل، في الفقه وأصوله، وفي الحديث ومصطلحه، وفي علوم العربية، وتدل آثاره الحسان على علم وفهم، ورواية ودراية، وإتقان وإحسان. فمن هو، وماهي آثاره..؟
هو محمد بن عبد الدائم بن موسى بن عبد الدائم بن فارس بن محمد بن أحمد بن إبراهيم النعيمي العسقلاني البرماوي القاهري الشافعي. كنيته أبو عبد الله، ولقبه شمس الدين، وقد غلب عليه حتى عرف بالشمس البرماوي(1).
قيل: كان اسم أبيه "فارساً" فغيّره الشمس البرماوي(2).
ويقول السخاوي محققاً: وسمّى شيخنا جده "عيسى" سهواً(3). في حين توهم ابن العماد الحنبلي وأثبت اسم "عيسى" بدلاً من "موسى" من غير تحقيق، وعنه نقل عمر كحالة في معجمه(4).
كما توهم الشوكاني وسمى جده الخامس "رحمة" بدلاً من "أحمد"، ومن الواضح أن "رحمة" تصحيف "أحمد" وهذا من خطأ الناسخ(5).
وقد دعي الشمس البرماوي بالنعيمي نسبة إلى نعيم المجمر مولى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه(6)، كما دعي بالعسقلاني نسبة إلى مدينة عسقلان على ساحل بلاد الشام.
غير أنه شهر بالبرماوي نسبة إلى "برمة" من نواحي مصر الغربية(7)، وإليها ينسب طائفة كبيرة من أهل العلم: أمثال: بدر الدين حسن بن علي البرماوي(800هـ)، وفخر الدين عثمان بن إبراهيم البرماوي(816هـ)، ومجد الدين إسماعيل بن أبي الحسن البرماوي(834هـ)، وهؤلاء الثلاثة كانوا معاصرين للشمس البرماوي، وغيرهم كثير(8).
وقد ذكر عبد الله مصطفى المراغي في كتابه "الفتح المبين" أن الشمس البرماوي من أهل دمشق(9)، والصواب ما أثبتناه.
ولادته ونشأته:
ولد الشمس البرماوي في منتصف ذي القعدة من سنة (763هـ/1362م)، في بلدة برمة، بعد ستة شهور من خلافة المتوكل على الله (763-785هـ)، سادس الخلفاء العباسيين الذين سكنوا مصر أيام سلطنة المماليك، وسلطان مصر آنئذٍ هو المنصور محمد (762-764هـ)، وكانت مقاليد الأمور بيده بوصفه مالكاً للقوة العسكرية، في حين كان الخليفة واجهة لإسباغ الصفة الشرعية على حكم المماليك(10).
ولم تكن "برمة" مسقط رأس الشمس البرماوي سوى بليدة صغيرة، لا تعرف بهارج العواصم، حيث قضى طفولته الأولى في كنف أسرة لا تشكو من عسرة، ولم ترتع في يسار، فأبوه زين الدين عبد الدائم كان مؤدِّباً لأطفال البلدة، يعلمهم القراءة والكتابة وعلوم الدين والعربية، مقابل جعالة ينفقها على عياله.
وقد قدّر للشمس البرماوي أن يحظى بنعمة العلم في ظل رعاية أبيه، فحفظ على يديه القرآن الكريم، وبعضاً من كتب العربية والدين، حتى شبّ عن الطوق، وأصبح طالب علم، قادراً على نشدانه في بلد أوسع من "برمة"، فيمم وجهه شطر القاهرة(11).
دخوله القاهرة وشيوخه فيها:
دخل الشمس البرماوي القاهرة، يحمل بين جنبيه قلباً ذكياً، وحافظة واعية، وهمة ودأباً، مع حسن التودد والتواضع وقلة الكلام، وأقبل على حلقات العلم في المساجد وبيوت أهل الفضل، ينهل ويعلّ ما شاء له الظمأ، طمعاً في تحقيق مطامحه العلمية. وقد أورد له السخاوي والشوكاني وابن العماد الحنبلي والسيوطي عدداً من الشيوخ الذين أخذ عنهم، أو سمع منهم، أو قرأ عليهم، وهم نخبة من رجال عصره. نذكر منهم:
فخر الدين إبراهيم بن إسحاق الآمدي (778هـ)، والبرهان بن جماعة(790هـ)، وكان قاضي مصر والشام، وخطيب الخطباء وكبير الفقهاء، والبدر الزركشي محمد بن بهادر (794هـ)، وإبراهيم بن أحمد التنوخي(800هـ)، شيخ الإقراء ومسند القاهرة، وبرهان الدين إبراهيم بن موسى الأنباسي (801-802هـ)، شيخ الديار المصرية، وابن الملقن عمر بن أبي الحسن (804هـ)، والسراج البلقيني عمر بن رسلان (805هـ)، شيخ الإسلام، وزين الدين العراقي عبد الرحمن بن الحسن (806هـ)، حافظ العصر، وابن الفصيح الصمداني عبد الرحيم بن أحمد (795)هـ، وابن القاري عبد الرحمن بن علي، وابن الشيخة محمد بن علي البرماوي، وآخرين غيرهم من أوعية العلوم والفنون(12).
وبقي الشمس البرماوي مكباً على الطلب، حتى ضاقت به الحال، واغتّم لذلك. فعمل في خدمة بدر الدين محمد بن أبي البقاء (803هـ)، وناب عنه في الحكم، كما ناب عن ابن البلقيني جلال الدين عبد الرحمن (824هـ)، وكان قاضياً جليل القدر، وناب أيضاً عن القاضي تقي الدين محمد بن عبد الواحد الأخنائي (830هـ) (13). ثم أعرض عن ذلك بعد حسن الحال، وصلاح البال، وأقبل على العلم والتدريس والتصنيف، واجتمع طلاب المعرفة في حلقته وحول خوانه، يطعمون من ذا ومن ذا.. علماً وأدماً. وقد ذكر السخاوي أن الشمس البرماوي كان في كل سنة يقسم كتاباً من المختصرات، فيأتي على آخره، ويعمل وليمة(14). وظل كذلك حتى استدعاه نجم الدين عمر بن حجي (830هـ)، إلى دمشق.
الرحلة إلى دمشق:
كانت تربط النجم عمر بالبرماوي صداقة قديمة تعود إلى أيام الدراسة، فقد لازما البدر الزركشي، وتمهّرا به، وحرّرا بعض تصانيفه. وقد أثر عن النجم عمر أنه كان ذا حرمة وإحسان إلى أهل العلم، ولذلك بادر البرماوي إلى إجابة دعوة صديقه، فتوجه إلى دمشق في جمادى الأولى سنة (821هـ)، و التقى النجم عمر، ونزل عنده، فأكرمه، وأحسن مثواه، واستنابه في الحكم والخطابة، ثم ولي إفتاء دار العدل عوضاً عن الشهاب الغزي الذي توفي سنة (822هـ)، وأسند إليه التدريس في الرواحية والأمينية(15)، وعكف عليه الطلبة، فأقرأ التنبيه والحاوي و المنهاج في فروع الشافعية(16)، حتى ذاع صيته، واشتهرت فضيلته(17)، ولكن موت ولده محمد، وجزعه عليه، دفعه إلى الخروج من دمشق، والعودة من حيث أتى، بعد أن أمضى فيها خمسة أعوام(18).
ويشير الباحث الأثري كامل شحادة في بحثه "الترب والمقامات"، إلى أن الشمس البرماوي كان موجوداً في حماة سنة (825هـ)، وفيها أتمّ كتابه "شرح الصدور بشرح زوائد الشذور"، ولكني لم أقع على سند يؤيد ما ذهب إليه(19).
العودة إلى القاهرة:
شد الشمس البرماوي الرحال، وعاد إلى القاهرة في رجب سنة (826هـ)، بعد أن أصاب في الشام خيراً كثيراً. وتصدّى في القاهرة للإفتاء والتدريس والتصنيف، وباشر وظائف الولي العراقي أحمد بن إبراهيم المتوفى سنة ((826هـ)، نيابة عن حفيده، ولبس ذلك تشريفاً، كما أسندت إليه مشيخة المدرسة الفخرية، وآل إليه التفسير في المدرسة المنصورية، وكاد ينازع
ابن حجر العسقلاني في تدريس الفقه في المدرسة المؤيدية، ولكن ذلك لم يتمّ، ,فأسرّها ابن حجر في نفسه(20).
ولما عاد النجم عمر بن حجي إلى مصر، وأصبح كاتباً للسر في دولة نظام الدين برسباي، استنزل له النجم عمر عن الفخرية والمنصورية، لتنقطع أطماعه عن القاهرة، إلى غيرها من الجهات. والسخاوي الذي يذكر ذلك، لا يشير إلى سبب معين(21)، غير أني أرجح أن ابن حجر العسقلاني كان وراء ذلك. كما أن ابن العماد الحنبلي لا يأتي على تفصيل ما نحن بصدده، ويكتفي بالقول: وكان بينه وبين ابن حجر وقفة(22). وهذا ما دفع الشمس البرماوي إلى مغادرة القاهرة، والسفر إلى مكة المكرمة ومجاورة بيت الله الحرام.
الرحلة إلى مكة وبيت المقدس:
قصد الشمس البرماوي مكة حاجاً سنة (828هـ)، وبعد أداء الفريضة، ومناسكها، مكث فيها مجاوراً، ينشر العلم، ويلتقي أهل الفضل، ثم عاد إلى القاهرة سنة (830هـ)، ولكن إقامته فيها لم تطل، إذ ما لبث أن توجه إلى بيت المقدس بمسعى صديقه النجم عمر بن حجي للتدريس في المدرسة الصلاحية، وتولي نظرِها بعد وفاة شمس الدين بن عطا الهروي سنة (830هـ)(23).
وفاة الشمس البرماوي:
قضى الشمس البرماوي في القدس قرابة سنة، يقرئ ويصنف، فانتفع بعلمه شداة المعرفة من عالمين ومتعلمين، وحصلت لـه سعة في الرزق، ولم يزل قائماً في المدرسة الصلاحية برغم الضعف الذي لحقه بسبب القرحة، وكان يقول في مرضه: عندما عشنا متنا.
وقد أدركته المنية يوم الخميس الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة (831هـ/1428م)، عن عمر حافل يقارب الثامنة والستين، ودفن في القدس بتربة ماملا، بجوار الشيخ أبي عبد الله القرشي(24)، وكانت وفاته في خلافة المعتضد بالله، أيام دولة نظام الملك برسباي(25).
تلامذته وأقوال بعض العلماء فيه:
لم تغب شمس المعرفة بموت الشمس البرماوي، فقد حمل تلامذته من بعده فيضاً من علمه، يتوارثه العلماء جيلاً بعد جيل، في القاهرة، ودمشق، ومكة، والقدس، وفي كل مكان نزل به، من أمثال: قاضي الشام محمد بن إسماعيل الوفائي(864هـ)، والشرف المناوي يحيى بن سعد
(853هـ)، ومحمد بن عبد الصمد السكسكي اليمني (854هـ)، والقاضي علي بن أحمد اقبرس
(862هـ)، والجلال المحلي محمد بن أحمد (864هـ)، وعبد القادر بن أبي القاسم العبادي
(880هـ)، وآخرين غيرهم أتت على ذكرهم كتب التراجم(26). وأورد له صاحب صبح الأعشى إجازة لولده نجم الدين محمد القلقشندي بكتاب المنهاج للنووي في سنة (813هـ)(27).
وقد أثنى على الشمس البرماوي نفر من أهل العلم، وأصحاب التراجم، ممن عاصره، أو جاء بعده. نذكر منهم: الحافظ تاج الدين ابن الغرابيلي(835هـ)، وكان معاصراً له، وشمس الدين السخاوي(902هـ)، وهو ممن جاء بعده.
يقول الحافظ ابن الغرابيلي: "هو أحد الأئمة الأجلاء، والبحر الذي لا تكدره الدلاء، فريد دهره، ووحيد عصره، ما رأيت أقعد منه بفنون العلوم، مع ما كان عليه من التواضع والخير(28)".
ويقول السخاوي: "كان إماماً، علامة في الفقه، وأصوله، والعربية وغيرها، مع حسن الخط والنظم، والتودد، ولطف الأخلاق، وكثرة المحفوظ، والتلاوة، والوقار والتواضع، وقلة الكلام"(29).
آثاره العلمية:
ترك الشمس البرماوي مجموعة من التصانيف وصل إلينا قسم منها، وتفرق الباقي شذر مذر، بعضها في الحديث النبوي والفقه على مذهب الإمام الشافعي، وبعضها في علوم العربية والتاريخ، منها ما هو تأليف، ومنها ماهو شرح وتعليق وتلخيص. وفيها أراجيز منظومة تسهيلاً لحفظها على طلبة العلم. وقد وقفت على ذكر بعض منها في مظانها، ولم أقف على ذكر بعضها الآخر. وبلغ مجموع ما أحصيته من تصانيف الشمس البرماوي أربعة وعشرين كتاباً.
وقد حظيت مؤلفاته باهتمام معاصريه، فأكبوا عليها دراسة ونقداً، وحفظاً وشرحاً، ويذكر ابن العماد الحنبلي أن جمال الدين محمد بن أحمد الشهير بابن علي بافضل السعدي الحضرمي (903هـ)، قد شرح "البرماوية" غير أن ابن العماد لا يذكر واحداً من مؤلفات البرماوي يحمل اسم "البرماوية"(30). ولكني أميل إلى القول إنها "الألفية في أصول الفقه" التي لم يسبق إلى مثل وضعها كما سيأتي بعد قليل.
أما مؤلفات البرماوي التي وقفت عليها فهي:
آ ـ في الحديث الشريف:
1 ـ اللامع الصبيح على الجامع الصحيح:
وهو شرح الجامع الصحيح للإمام أبي عبد الله بن إسماعيل الجعفي البخاري (256هـ). قال عنه حاجي خليفة: "وهو شرح حسن في أربعة أجزاء، ذكر فيه أنه جمع بين شرح الكرماني(31) باقتصار، وبين التنقيح(32) بإيضاح وتنبيه. ومن أصوله مقدمة فتح الباري، ولم يبيض إلا بعد موته، وتداوله الفضلاء مع مافيه من إعواز(33)".
وقد أتى على ذكره باسم "شرح البخاري" كل من السخاوي في الضوء اللامع، والشوكاني في البدر الطالع، وابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب، وأشار إليه صاحب الأنس الجليل، بينما يسميه محمد نوري باشا الكيلاني في تاريخ المعتبر "اللامع الصحيح في الجامع الصحيح"، وكذلك البغدادي في هدية العارفين، وكحالة في معجم المؤلفين، والزركلي في الأعلام، وقال: منه الجزء الأول مخطوط، في حين يشير بروكلمان في تاريخه إلى وجود أربع نسخ خطية في نور عثمان وآيا صوفيا ومكتبة الزيتونة وبشاور(34).
2 ـ ثلاثيات البخاري:
ثلاثيات البخاري أحاديث متصلة بالرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثة رواة، وتنحصر في "صحيح البخاري" في اثنين وعشرين حديثاً. وقد نظم الشمس البرماوي ذلك، وأشار إلى هذا النظم صاحب الأنس الجليل، والبغدادي في هدية العارفين(35).
3 ـ شرح ثلاثيات البخاري:
ذكره الزركلي في الأعلام، وأشار إلى وجوده مخطوطاً(36).
ب ـ الفقه:
4 ـ النبذة الزكية في القواعد الأصلية:
وهي مقدمة فقهية جمعها خالية عن الخلاف والدليل، وقد أشار إليها حاجي خليفة في كشف الظنون، والبغدادي في إيضاح المكنون، وفي هدية العارفين(37).
5 ـ ألفية في أصول الفقه:
يذكر صاحب كشف الظنون، والبغدادي في هدية العارفين.. أن الشمس البرماوي نظم "النبذة الزكية في القواعد الأصلية"، ويشير صاحب كشف الظنون إلى أن أولها قوله:
بسم الحميد قال عبد يحمد...
ويسميها "ألفية في أصول الفقه". وقد ذكرها السخاوي في الضوء اللامع، والشوكاني في البدر الطالع، وصاحب الأنس الجليل، وصاحب شذرات الذهب... وقال: لم يسبق إلى مثل وضعها. كما ذكرها السيوطي في حسن المحاضرة(38).
وقد نالت هذه الألفية اهتمام أهل العلم، فشرحها العلماء، وحفظها طلابهم، ويذكر صاحب الأنس الجليل أن لعماد الدين إسماعيل بن إبراهيم بن شرف (852هـ)، وكان معيداً في المدرسة الصلاحية ببيت المقدس ـ توضيحاً عليها حسناً مفيداً(39).
6 ـ النبذة الألفية في الأصول الفقهية:
هذه النبذة هي شرح "الألفية في أصول الفقه"، والشرح حافل، يقع في مجلدين، استمد أصوله من "البحر في الأصول"، لشيخه البدر الزركلي(794هـ).
وقد ذكر الشرح صاحب شذرات الذهب، وجاء فيه: "وكان يقول: أكثر هذا الكتاب هو جملة ما حصلت في طول عمري". كما ذكره السخاوي في الضوء اللامع، والشوكاني في البدر الطالع، وصاحب الأنس الجليل، وصاحب كشف الظنون، والبغدادي في إيضاح المكون، وفي هدية العارفين، وكحالة في معجم المؤلفين(40).
ويسميه الزركلي في الأعلام: "الفوائد السنية في شرح الألفية"، ويشير إلى وجوده مخطوطاً. وقد توهم صاحب هدية العارفين فجعل "الفوائد السنية"، كتاباً آخر(41). والصواب غير ذلك، فهما كتاب واحد في شرح الألفية.
7 ـ شرح خطبة المنهاج للنووي:
منهاج الطالبين كتاب في فروع الشافعية للإمام محيي الدين يحيى بن شرف النووي (676هـ)، وقد شرح البرماوي خطبة المنهاج في مجلد كبير، ذكر ذلك البغدادي في هدية العارفين، وكحالة في معجم المؤلفين(42).
8 ـ منهج الرائض بضوابط في الفرائض:
منظومة في الفقه الشافعي، ذكرها السخاوي في الضوء اللامع، والشوكاني في البدر الطالع، والزركلي في الأعلام باسم "منظومة في الفرائض"، أما حاجي خليفة في كشف الظنون فيسميها "منهج الرائض بضوابط في الفرائض". ويذكرها البغدادي في هدية العارفين باسم "منهج الرائض وضوابط علم الفرائض". وتوهم كحالة في معجم المؤلفين فأسماها "مبهج الرائض بضوابط الفرائض"، وهذا تصحيف أو سهو من الناسخ، أو الطابع، والصواب "منهج...."، وقد أشار كحالة في معجمه إلى شرحها بقوله: كلاهما له(43).
9 ـ شرح منهج الرائض في الفرائض:
ذكر صاحب كشف الظنون هذا الشرح في صدد حديثه عن المنظومة المذكورة آنفاً، ويبدو أنه اطلع على "شرح منهج الرائض"، بدليل قوله: "أوله: الحمد لله وبه نستعين". ويذكره البغدادي في هدية العارفين باسم "شرح منهج الرائض في الفرائض"(44).
10 ـ جمع العدة لفهم العمدة:
العمدة كتاب في فروع الشافعية للإمام أبي بكر محمد بن أحمد الشاشي(507هـ)، وقد شرحه كثيرون منهم الشمس البرماوي، ويسمي السخاوي شرحه في الضوء اللامع، والشوكاني في البدر الطالع، والسيوطي في حسن المحاضرة باسم "شرح العمدة"، في حين يسميه صاحب الأنس الجليل، والبغدادي في هدية العارفين، وكحالة في معجم المؤلفين، باسم "جمع العدة لفهم العمدة"(45).
ويذكر هذا الشرح أيضاً صاحب كشف الظنون، ويشير إلى وجود مختصر له مع زيادات يسيرة لإمام الكاملية محمد بن محمد القاهري(874هـ) (46).
ويبدو أن البرماوي في شرحه قد اعتمد على شرح شيخه سراج الدين عمر المعروف بابن الملقن (804هـ)، فأخذ منه ما أخذ، وأضاف إليه ما أضاف، من غير إفصاح بذلك، حتى إن عمله لم يقع موقع الرضى من شيخه ابن الملقن، فانتقد عمله، وعابه عليه (47).
11 ـ منظومة في أسماء رجال العمدة:
ذكرها السخاوي في الضوء اللامع، وأشار إليها صاحب الأنس الجليل(48).
12 ـ شرح المنظومة:
تفرد السخاوي بذكر شرح المنظومة المذكورة آنفاً(49).
13 ـ شرح البهجة الوردية:
البهجة الوردية كما هو مذكور في كشف الظنون منظومة فقهية في فروع الشافعية، تقع في خمسة آلاف بيت، نظمها عمر بن مظفر المعروف بابن الوردي (749هـ)، وللمنظومة شروح، أورد بعضها صاحب كشف الظنون، ولم يذكر بعضها الآخر(50).
ويعد صاحب الضوء اللامع، وصاحب البدر الطالع، "البهجة الوردية"، من مؤلفات البرماوي، والراجح عندي أنها "شرح البهجة الوردية"(51).
14 ـ تلخيص المهمات للأسنوي:
المهمات على الروضة كتاب في فروع الشافعية من تأليف جمال الدين عبد الرحيم الإسنوي
(772هـ)، وقد قام الشمس البرماوي بتلخيص المهمات، ذكر ذلك صاحب الضوء اللامع، وصاحب البدر الطالع، وصاحب شذرات الذهب(52).
15 ـ تلخيص التوشيح:
كما قام البرماوي بتلخيص التوشيح، وهو من تصنيف تاج الدين عبد الوهاب السبكي (771هـ)، وقد تفرد بذكره صاحب شذرات الذهب(53).
16 ـ تلخيص قوت القلوب:
ذكره البغدادي متفرداً في هدية العارفين، وإيضاح المكنون(54).
ج ـ النحو:
17 ـ شرح اللمحة البدرية في علم العربية:
اللمحة البدرية مختصر في النحو لأبي حيان الأندلسي (745هـ)، ولها عدة شروح، ويذكر صاحب كشف الظنون شرحاً منها للبرماوي، أوله: "الحمد لله حمد من أناب إلى ربه"، كما ذكره البغدادي في هدية العارفين(55).
18 ـ شرح لامية الأفعال:
لامية الأفعال لابن مالك الطائي (672هـ)، وهي منظومة على رويّ اللام والبحر البسيط، وتقع في أربعة عشر بيتاً في أبنية الأفعال. وقد شرحها الشمس البرماوي، ذكر ذلك صاحب الضوء اللامع، وصاحب البدر الطالع، وصاحب شذرات الذهب(56).
19 ـ شرح الصدور بشرح زوائد الشذور:
استدرك الشمس البرماوي على ابن هشام الأنصاري (761هـ)، في شذور الذهب متناً وشرحاً. وقد ذكر الشرح صاحب الضوء اللامع، وصاحب البدر الطالع باسم "زوائد الشذور"، ويسميه الزركلي في الأعلام "شرح الصدور بشرح زوائد الشذور".(57).
ويشير فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (علوم اللغة العربية ـ النحو)، إلى وجود نسخة خطية حديثة، تاريخها 1320هـ، وتحمل رقم (8866) ـ عام (58). وفي مكتبة الشيخ إبراهيم الحافظ ـ وهو عالم حموي من أعلام القرن التاسع عشر ـ نسخة قديمة يرجح تاريخها إلى سنة 835هـ، أي بعد وفاة البرماوي بأربع سنوات، وفي مكتبتي نسخة مصورة عنها. وهناك نسخة ثالثة بخط الشيخ إبراهيم الحافظ، تاريخها (1259هـ)، وقد قمت بتحقيق هذا الكتاب، وهو الآن قيد الطبع.
د ـ التاريخ:
20 ـ أشار صاحب الضوء اللامع إلى أن الشمس البرماوي اختصر السيرة النبوية، ولكنه لم يذكر الأصل الذي اعتمد عليه في اختصار السيرة، وقد أتى على ذكر المختصر، صاحب البدر الطالع، وصاحب شذرات الذهب، وصاحب هدية العارفين(59).
21 ـ حاشية على مختصر السيرة النبوية:
ذكر صاحب الضوء اللامع أن الشمس البرماوي كتب على مختصر السيرة حاشية، ومثله ذكر صاحب هدية العارفين(60).
22 ـ الزهر البسام فيما حوته عمدة الأحكام من الأنام:
الكتاب أرجوزة في التاريخ، ابتدأ فيه بالنبي عليه السلام، وثنّى بخلفائه الأربعة، وجعل الباقي من أسماء الرجال مرتباً على حروف المعجم، وقد رمز الشمس البرماوي في الأرجوزة إلى الوفاة بالحروف، وإلى العمر بالكلمة. وأولها:
الحمد لله على ما أنعما...
ذكر ذلك صاحب كشف الظنون متفرداً(61)..
23 ـ سرح النهر بشرح الزهر:
قام الشمس البرماوي بشرح أرجوزة "الزهر البسام...". ويسميه حاجي خليفة في كشف الظنون "سرح النهر بشرح الزهر"، وفيه إشارة إلى سنة تأليفه، وهي سنة 796هـ، في حين يسميه صاحب هدية العارفين بإعجام السين، أي "شرح النهر...". وهذا وهم من الناسخ أو الطابع(62).
هـ ـ العروض والقوافي:
24 ـ المقدمة الشافية في علمي العروض والقافية:
تفرد الزركلي في الأعلام بذكر هذا الكتاب، وأشار إلى أنه مخطوط(63).
***
تلكم هي آثار الشمس البرماوي التي وقعت عليها في كتب التراجم وغيرها من المظان التي عدت إليها في أثناء إعداد هذا البحث. ولعل هناك مؤلفات أخرى لم أقع عليها، أو لم يذكرها أصحاب التراجم، والنقص من طبيعة البشر، والكمال لله وحده..
..............
حواشي البحث:
(1) ـ انظر الضوء اللامع 7: 281 والبدر الطالع: 2: 180 وشذرات الذهب 7: 197. وحسن المحاضرة 1: 439 والمعتبر (مخطوط) 2: 25 والأنس الجليل 2: 112.
(2) ـ الضوء اللامع 7: 281.
(3) ـ المرجع السابق 1: 5 وقوله "شيخنا" المراد به ابن حجر العسقلاني.
(4) ـ شذرات الذهب 7: 197 ومعجم المؤلفين 10: 132.
(5) ـ البدر الطالع 2: 180.
(6) ـ نعيم المجمر: هو نعيم بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب، وإنما قيل له ذلك لأنه كان يأخذ المجمر قدام عمر بن الخطاب إذا خرج إلى الصلاة في شهر رمضان، أي يبخره بالطيب، وقد صحب نعيم المجمر أبا هريرة عشرين سنة، وكان يروي عنه، وروى عنه مالك بن أنس وغيره. [انظر مشاهير علماء الأمصار: 354 والأنساب 11: 114، واللباب في تهذيب الأنساب 3: 168، والإكمال 7: 227. ولسان العرب ـ مادة : جمر].
(7) ـ برمة (بكسر الباء) بليدة ذات سوق في كورة الغربية من أرخى مصر، في طريق الاسكندرية من الفسطاط [مراصد الاطلاع: 1: 189]. والنسبة إليها برميّ، غير أن العامة ـ فيما يبدو ـ كانت تلفظها : بالألف الممدودة بدلاً من الهاء في آخرها، لذلك عرف صاحب الترجمة بالبرماوي، قياساً على من يقول: مكاوي نسبة إلى مكة، والصواب: مكي.
(8) ـ شذرات الذهب 6: 364 و7: 121 و208.
(9) ـ الفتح المبين في طبقات الأصوليين: 3: 29.
(10) ـ الضوء اللامع 7: 281 والبدر الطالع 2:180 وشذرات الذهب 7 :197. وتاريخ الخلفاء : 503 وحسن المحاضرة 1: 439 والأنس الجليل 2: 112.
منقول ، الرابط :
http://www.awu-dam.org/trath/83-84/trath83-84-014.htm
شمس الدين البرماوي واحد من أعلام القرن التاسع الهجري، سطعت فضيلته العلمية في مصر، وذاعت في بلاد الشام إبان فترة حكم المماليك. وقد شهد له معاصروه بالإمامة والفضل، في الفقه وأصوله، وفي الحديث ومصطلحه، وفي علوم العربية، وتدل آثاره الحسان على علم وفهم، ورواية ودراية، وإتقان وإحسان. فمن هو، وماهي آثاره..؟
هو محمد بن عبد الدائم بن موسى بن عبد الدائم بن فارس بن محمد بن أحمد بن إبراهيم النعيمي العسقلاني البرماوي القاهري الشافعي. كنيته أبو عبد الله، ولقبه شمس الدين، وقد غلب عليه حتى عرف بالشمس البرماوي(1).
قيل: كان اسم أبيه "فارساً" فغيّره الشمس البرماوي(2).
ويقول السخاوي محققاً: وسمّى شيخنا جده "عيسى" سهواً(3). في حين توهم ابن العماد الحنبلي وأثبت اسم "عيسى" بدلاً من "موسى" من غير تحقيق، وعنه نقل عمر كحالة في معجمه(4).
كما توهم الشوكاني وسمى جده الخامس "رحمة" بدلاً من "أحمد"، ومن الواضح أن "رحمة" تصحيف "أحمد" وهذا من خطأ الناسخ(5).
وقد دعي الشمس البرماوي بالنعيمي نسبة إلى نعيم المجمر مولى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه(6)، كما دعي بالعسقلاني نسبة إلى مدينة عسقلان على ساحل بلاد الشام.
غير أنه شهر بالبرماوي نسبة إلى "برمة" من نواحي مصر الغربية(7)، وإليها ينسب طائفة كبيرة من أهل العلم: أمثال: بدر الدين حسن بن علي البرماوي(800هـ)، وفخر الدين عثمان بن إبراهيم البرماوي(816هـ)، ومجد الدين إسماعيل بن أبي الحسن البرماوي(834هـ)، وهؤلاء الثلاثة كانوا معاصرين للشمس البرماوي، وغيرهم كثير(8).
وقد ذكر عبد الله مصطفى المراغي في كتابه "الفتح المبين" أن الشمس البرماوي من أهل دمشق(9)، والصواب ما أثبتناه.
ولادته ونشأته:
ولد الشمس البرماوي في منتصف ذي القعدة من سنة (763هـ/1362م)، في بلدة برمة، بعد ستة شهور من خلافة المتوكل على الله (763-785هـ)، سادس الخلفاء العباسيين الذين سكنوا مصر أيام سلطنة المماليك، وسلطان مصر آنئذٍ هو المنصور محمد (762-764هـ)، وكانت مقاليد الأمور بيده بوصفه مالكاً للقوة العسكرية، في حين كان الخليفة واجهة لإسباغ الصفة الشرعية على حكم المماليك(10).
ولم تكن "برمة" مسقط رأس الشمس البرماوي سوى بليدة صغيرة، لا تعرف بهارج العواصم، حيث قضى طفولته الأولى في كنف أسرة لا تشكو من عسرة، ولم ترتع في يسار، فأبوه زين الدين عبد الدائم كان مؤدِّباً لأطفال البلدة، يعلمهم القراءة والكتابة وعلوم الدين والعربية، مقابل جعالة ينفقها على عياله.
وقد قدّر للشمس البرماوي أن يحظى بنعمة العلم في ظل رعاية أبيه، فحفظ على يديه القرآن الكريم، وبعضاً من كتب العربية والدين، حتى شبّ عن الطوق، وأصبح طالب علم، قادراً على نشدانه في بلد أوسع من "برمة"، فيمم وجهه شطر القاهرة(11).
دخوله القاهرة وشيوخه فيها:
دخل الشمس البرماوي القاهرة، يحمل بين جنبيه قلباً ذكياً، وحافظة واعية، وهمة ودأباً، مع حسن التودد والتواضع وقلة الكلام، وأقبل على حلقات العلم في المساجد وبيوت أهل الفضل، ينهل ويعلّ ما شاء له الظمأ، طمعاً في تحقيق مطامحه العلمية. وقد أورد له السخاوي والشوكاني وابن العماد الحنبلي والسيوطي عدداً من الشيوخ الذين أخذ عنهم، أو سمع منهم، أو قرأ عليهم، وهم نخبة من رجال عصره. نذكر منهم:
فخر الدين إبراهيم بن إسحاق الآمدي (778هـ)، والبرهان بن جماعة(790هـ)، وكان قاضي مصر والشام، وخطيب الخطباء وكبير الفقهاء، والبدر الزركشي محمد بن بهادر (794هـ)، وإبراهيم بن أحمد التنوخي(800هـ)، شيخ الإقراء ومسند القاهرة، وبرهان الدين إبراهيم بن موسى الأنباسي (801-802هـ)، شيخ الديار المصرية، وابن الملقن عمر بن أبي الحسن (804هـ)، والسراج البلقيني عمر بن رسلان (805هـ)، شيخ الإسلام، وزين الدين العراقي عبد الرحمن بن الحسن (806هـ)، حافظ العصر، وابن الفصيح الصمداني عبد الرحيم بن أحمد (795)هـ، وابن القاري عبد الرحمن بن علي، وابن الشيخة محمد بن علي البرماوي، وآخرين غيرهم من أوعية العلوم والفنون(12).
وبقي الشمس البرماوي مكباً على الطلب، حتى ضاقت به الحال، واغتّم لذلك. فعمل في خدمة بدر الدين محمد بن أبي البقاء (803هـ)، وناب عنه في الحكم، كما ناب عن ابن البلقيني جلال الدين عبد الرحمن (824هـ)، وكان قاضياً جليل القدر، وناب أيضاً عن القاضي تقي الدين محمد بن عبد الواحد الأخنائي (830هـ) (13). ثم أعرض عن ذلك بعد حسن الحال، وصلاح البال، وأقبل على العلم والتدريس والتصنيف، واجتمع طلاب المعرفة في حلقته وحول خوانه، يطعمون من ذا ومن ذا.. علماً وأدماً. وقد ذكر السخاوي أن الشمس البرماوي كان في كل سنة يقسم كتاباً من المختصرات، فيأتي على آخره، ويعمل وليمة(14). وظل كذلك حتى استدعاه نجم الدين عمر بن حجي (830هـ)، إلى دمشق.
الرحلة إلى دمشق:
كانت تربط النجم عمر بالبرماوي صداقة قديمة تعود إلى أيام الدراسة، فقد لازما البدر الزركشي، وتمهّرا به، وحرّرا بعض تصانيفه. وقد أثر عن النجم عمر أنه كان ذا حرمة وإحسان إلى أهل العلم، ولذلك بادر البرماوي إلى إجابة دعوة صديقه، فتوجه إلى دمشق في جمادى الأولى سنة (821هـ)، و التقى النجم عمر، ونزل عنده، فأكرمه، وأحسن مثواه، واستنابه في الحكم والخطابة، ثم ولي إفتاء دار العدل عوضاً عن الشهاب الغزي الذي توفي سنة (822هـ)، وأسند إليه التدريس في الرواحية والأمينية(15)، وعكف عليه الطلبة، فأقرأ التنبيه والحاوي و المنهاج في فروع الشافعية(16)، حتى ذاع صيته، واشتهرت فضيلته(17)، ولكن موت ولده محمد، وجزعه عليه، دفعه إلى الخروج من دمشق، والعودة من حيث أتى، بعد أن أمضى فيها خمسة أعوام(18).
ويشير الباحث الأثري كامل شحادة في بحثه "الترب والمقامات"، إلى أن الشمس البرماوي كان موجوداً في حماة سنة (825هـ)، وفيها أتمّ كتابه "شرح الصدور بشرح زوائد الشذور"، ولكني لم أقع على سند يؤيد ما ذهب إليه(19).
العودة إلى القاهرة:
شد الشمس البرماوي الرحال، وعاد إلى القاهرة في رجب سنة (826هـ)، بعد أن أصاب في الشام خيراً كثيراً. وتصدّى في القاهرة للإفتاء والتدريس والتصنيف، وباشر وظائف الولي العراقي أحمد بن إبراهيم المتوفى سنة ((826هـ)، نيابة عن حفيده، ولبس ذلك تشريفاً، كما أسندت إليه مشيخة المدرسة الفخرية، وآل إليه التفسير في المدرسة المنصورية، وكاد ينازع
ابن حجر العسقلاني في تدريس الفقه في المدرسة المؤيدية، ولكن ذلك لم يتمّ، ,فأسرّها ابن حجر في نفسه(20).
ولما عاد النجم عمر بن حجي إلى مصر، وأصبح كاتباً للسر في دولة نظام الدين برسباي، استنزل له النجم عمر عن الفخرية والمنصورية، لتنقطع أطماعه عن القاهرة، إلى غيرها من الجهات. والسخاوي الذي يذكر ذلك، لا يشير إلى سبب معين(21)، غير أني أرجح أن ابن حجر العسقلاني كان وراء ذلك. كما أن ابن العماد الحنبلي لا يأتي على تفصيل ما نحن بصدده، ويكتفي بالقول: وكان بينه وبين ابن حجر وقفة(22). وهذا ما دفع الشمس البرماوي إلى مغادرة القاهرة، والسفر إلى مكة المكرمة ومجاورة بيت الله الحرام.
الرحلة إلى مكة وبيت المقدس:
قصد الشمس البرماوي مكة حاجاً سنة (828هـ)، وبعد أداء الفريضة، ومناسكها، مكث فيها مجاوراً، ينشر العلم، ويلتقي أهل الفضل، ثم عاد إلى القاهرة سنة (830هـ)، ولكن إقامته فيها لم تطل، إذ ما لبث أن توجه إلى بيت المقدس بمسعى صديقه النجم عمر بن حجي للتدريس في المدرسة الصلاحية، وتولي نظرِها بعد وفاة شمس الدين بن عطا الهروي سنة (830هـ)(23).
وفاة الشمس البرماوي:
قضى الشمس البرماوي في القدس قرابة سنة، يقرئ ويصنف، فانتفع بعلمه شداة المعرفة من عالمين ومتعلمين، وحصلت لـه سعة في الرزق، ولم يزل قائماً في المدرسة الصلاحية برغم الضعف الذي لحقه بسبب القرحة، وكان يقول في مرضه: عندما عشنا متنا.
وقد أدركته المنية يوم الخميس الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة (831هـ/1428م)، عن عمر حافل يقارب الثامنة والستين، ودفن في القدس بتربة ماملا، بجوار الشيخ أبي عبد الله القرشي(24)، وكانت وفاته في خلافة المعتضد بالله، أيام دولة نظام الملك برسباي(25).
تلامذته وأقوال بعض العلماء فيه:
لم تغب شمس المعرفة بموت الشمس البرماوي، فقد حمل تلامذته من بعده فيضاً من علمه، يتوارثه العلماء جيلاً بعد جيل، في القاهرة، ودمشق، ومكة، والقدس، وفي كل مكان نزل به، من أمثال: قاضي الشام محمد بن إسماعيل الوفائي(864هـ)، والشرف المناوي يحيى بن سعد
(853هـ)، ومحمد بن عبد الصمد السكسكي اليمني (854هـ)، والقاضي علي بن أحمد اقبرس
(862هـ)، والجلال المحلي محمد بن أحمد (864هـ)، وعبد القادر بن أبي القاسم العبادي
(880هـ)، وآخرين غيرهم أتت على ذكرهم كتب التراجم(26). وأورد له صاحب صبح الأعشى إجازة لولده نجم الدين محمد القلقشندي بكتاب المنهاج للنووي في سنة (813هـ)(27).
وقد أثنى على الشمس البرماوي نفر من أهل العلم، وأصحاب التراجم، ممن عاصره، أو جاء بعده. نذكر منهم: الحافظ تاج الدين ابن الغرابيلي(835هـ)، وكان معاصراً له، وشمس الدين السخاوي(902هـ)، وهو ممن جاء بعده.
يقول الحافظ ابن الغرابيلي: "هو أحد الأئمة الأجلاء، والبحر الذي لا تكدره الدلاء، فريد دهره، ووحيد عصره، ما رأيت أقعد منه بفنون العلوم، مع ما كان عليه من التواضع والخير(28)".
ويقول السخاوي: "كان إماماً، علامة في الفقه، وأصوله، والعربية وغيرها، مع حسن الخط والنظم، والتودد، ولطف الأخلاق، وكثرة المحفوظ، والتلاوة، والوقار والتواضع، وقلة الكلام"(29).
آثاره العلمية:
ترك الشمس البرماوي مجموعة من التصانيف وصل إلينا قسم منها، وتفرق الباقي شذر مذر، بعضها في الحديث النبوي والفقه على مذهب الإمام الشافعي، وبعضها في علوم العربية والتاريخ، منها ما هو تأليف، ومنها ماهو شرح وتعليق وتلخيص. وفيها أراجيز منظومة تسهيلاً لحفظها على طلبة العلم. وقد وقفت على ذكر بعض منها في مظانها، ولم أقف على ذكر بعضها الآخر. وبلغ مجموع ما أحصيته من تصانيف الشمس البرماوي أربعة وعشرين كتاباً.
وقد حظيت مؤلفاته باهتمام معاصريه، فأكبوا عليها دراسة ونقداً، وحفظاً وشرحاً، ويذكر ابن العماد الحنبلي أن جمال الدين محمد بن أحمد الشهير بابن علي بافضل السعدي الحضرمي (903هـ)، قد شرح "البرماوية" غير أن ابن العماد لا يذكر واحداً من مؤلفات البرماوي يحمل اسم "البرماوية"(30). ولكني أميل إلى القول إنها "الألفية في أصول الفقه" التي لم يسبق إلى مثل وضعها كما سيأتي بعد قليل.
أما مؤلفات البرماوي التي وقفت عليها فهي:
آ ـ في الحديث الشريف:
1 ـ اللامع الصبيح على الجامع الصحيح:
وهو شرح الجامع الصحيح للإمام أبي عبد الله بن إسماعيل الجعفي البخاري (256هـ). قال عنه حاجي خليفة: "وهو شرح حسن في أربعة أجزاء، ذكر فيه أنه جمع بين شرح الكرماني(31) باقتصار، وبين التنقيح(32) بإيضاح وتنبيه. ومن أصوله مقدمة فتح الباري، ولم يبيض إلا بعد موته، وتداوله الفضلاء مع مافيه من إعواز(33)".
وقد أتى على ذكره باسم "شرح البخاري" كل من السخاوي في الضوء اللامع، والشوكاني في البدر الطالع، وابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب، وأشار إليه صاحب الأنس الجليل، بينما يسميه محمد نوري باشا الكيلاني في تاريخ المعتبر "اللامع الصحيح في الجامع الصحيح"، وكذلك البغدادي في هدية العارفين، وكحالة في معجم المؤلفين، والزركلي في الأعلام، وقال: منه الجزء الأول مخطوط، في حين يشير بروكلمان في تاريخه إلى وجود أربع نسخ خطية في نور عثمان وآيا صوفيا ومكتبة الزيتونة وبشاور(34).
2 ـ ثلاثيات البخاري:
ثلاثيات البخاري أحاديث متصلة بالرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثة رواة، وتنحصر في "صحيح البخاري" في اثنين وعشرين حديثاً. وقد نظم الشمس البرماوي ذلك، وأشار إلى هذا النظم صاحب الأنس الجليل، والبغدادي في هدية العارفين(35).
3 ـ شرح ثلاثيات البخاري:
ذكره الزركلي في الأعلام، وأشار إلى وجوده مخطوطاً(36).
ب ـ الفقه:
4 ـ النبذة الزكية في القواعد الأصلية:
وهي مقدمة فقهية جمعها خالية عن الخلاف والدليل، وقد أشار إليها حاجي خليفة في كشف الظنون، والبغدادي في إيضاح المكنون، وفي هدية العارفين(37).
5 ـ ألفية في أصول الفقه:
يذكر صاحب كشف الظنون، والبغدادي في هدية العارفين.. أن الشمس البرماوي نظم "النبذة الزكية في القواعد الأصلية"، ويشير صاحب كشف الظنون إلى أن أولها قوله:
بسم الحميد قال عبد يحمد...
ويسميها "ألفية في أصول الفقه". وقد ذكرها السخاوي في الضوء اللامع، والشوكاني في البدر الطالع، وصاحب الأنس الجليل، وصاحب شذرات الذهب... وقال: لم يسبق إلى مثل وضعها. كما ذكرها السيوطي في حسن المحاضرة(38).
وقد نالت هذه الألفية اهتمام أهل العلم، فشرحها العلماء، وحفظها طلابهم، ويذكر صاحب الأنس الجليل أن لعماد الدين إسماعيل بن إبراهيم بن شرف (852هـ)، وكان معيداً في المدرسة الصلاحية ببيت المقدس ـ توضيحاً عليها حسناً مفيداً(39).
6 ـ النبذة الألفية في الأصول الفقهية:
هذه النبذة هي شرح "الألفية في أصول الفقه"، والشرح حافل، يقع في مجلدين، استمد أصوله من "البحر في الأصول"، لشيخه البدر الزركلي(794هـ).
وقد ذكر الشرح صاحب شذرات الذهب، وجاء فيه: "وكان يقول: أكثر هذا الكتاب هو جملة ما حصلت في طول عمري". كما ذكره السخاوي في الضوء اللامع، والشوكاني في البدر الطالع، وصاحب الأنس الجليل، وصاحب كشف الظنون، والبغدادي في إيضاح المكون، وفي هدية العارفين، وكحالة في معجم المؤلفين(40).
ويسميه الزركلي في الأعلام: "الفوائد السنية في شرح الألفية"، ويشير إلى وجوده مخطوطاً. وقد توهم صاحب هدية العارفين فجعل "الفوائد السنية"، كتاباً آخر(41). والصواب غير ذلك، فهما كتاب واحد في شرح الألفية.
7 ـ شرح خطبة المنهاج للنووي:
منهاج الطالبين كتاب في فروع الشافعية للإمام محيي الدين يحيى بن شرف النووي (676هـ)، وقد شرح البرماوي خطبة المنهاج في مجلد كبير، ذكر ذلك البغدادي في هدية العارفين، وكحالة في معجم المؤلفين(42).
8 ـ منهج الرائض بضوابط في الفرائض:
منظومة في الفقه الشافعي، ذكرها السخاوي في الضوء اللامع، والشوكاني في البدر الطالع، والزركلي في الأعلام باسم "منظومة في الفرائض"، أما حاجي خليفة في كشف الظنون فيسميها "منهج الرائض بضوابط في الفرائض". ويذكرها البغدادي في هدية العارفين باسم "منهج الرائض وضوابط علم الفرائض". وتوهم كحالة في معجم المؤلفين فأسماها "مبهج الرائض بضوابط الفرائض"، وهذا تصحيف أو سهو من الناسخ، أو الطابع، والصواب "منهج...."، وقد أشار كحالة في معجمه إلى شرحها بقوله: كلاهما له(43).
9 ـ شرح منهج الرائض في الفرائض:
ذكر صاحب كشف الظنون هذا الشرح في صدد حديثه عن المنظومة المذكورة آنفاً، ويبدو أنه اطلع على "شرح منهج الرائض"، بدليل قوله: "أوله: الحمد لله وبه نستعين". ويذكره البغدادي في هدية العارفين باسم "شرح منهج الرائض في الفرائض"(44).
10 ـ جمع العدة لفهم العمدة:
العمدة كتاب في فروع الشافعية للإمام أبي بكر محمد بن أحمد الشاشي(507هـ)، وقد شرحه كثيرون منهم الشمس البرماوي، ويسمي السخاوي شرحه في الضوء اللامع، والشوكاني في البدر الطالع، والسيوطي في حسن المحاضرة باسم "شرح العمدة"، في حين يسميه صاحب الأنس الجليل، والبغدادي في هدية العارفين، وكحالة في معجم المؤلفين، باسم "جمع العدة لفهم العمدة"(45).
ويذكر هذا الشرح أيضاً صاحب كشف الظنون، ويشير إلى وجود مختصر له مع زيادات يسيرة لإمام الكاملية محمد بن محمد القاهري(874هـ) (46).
ويبدو أن البرماوي في شرحه قد اعتمد على شرح شيخه سراج الدين عمر المعروف بابن الملقن (804هـ)، فأخذ منه ما أخذ، وأضاف إليه ما أضاف، من غير إفصاح بذلك، حتى إن عمله لم يقع موقع الرضى من شيخه ابن الملقن، فانتقد عمله، وعابه عليه (47).
11 ـ منظومة في أسماء رجال العمدة:
ذكرها السخاوي في الضوء اللامع، وأشار إليها صاحب الأنس الجليل(48).
12 ـ شرح المنظومة:
تفرد السخاوي بذكر شرح المنظومة المذكورة آنفاً(49).
13 ـ شرح البهجة الوردية:
البهجة الوردية كما هو مذكور في كشف الظنون منظومة فقهية في فروع الشافعية، تقع في خمسة آلاف بيت، نظمها عمر بن مظفر المعروف بابن الوردي (749هـ)، وللمنظومة شروح، أورد بعضها صاحب كشف الظنون، ولم يذكر بعضها الآخر(50).
ويعد صاحب الضوء اللامع، وصاحب البدر الطالع، "البهجة الوردية"، من مؤلفات البرماوي، والراجح عندي أنها "شرح البهجة الوردية"(51).
14 ـ تلخيص المهمات للأسنوي:
المهمات على الروضة كتاب في فروع الشافعية من تأليف جمال الدين عبد الرحيم الإسنوي
(772هـ)، وقد قام الشمس البرماوي بتلخيص المهمات، ذكر ذلك صاحب الضوء اللامع، وصاحب البدر الطالع، وصاحب شذرات الذهب(52).
15 ـ تلخيص التوشيح:
كما قام البرماوي بتلخيص التوشيح، وهو من تصنيف تاج الدين عبد الوهاب السبكي (771هـ)، وقد تفرد بذكره صاحب شذرات الذهب(53).
16 ـ تلخيص قوت القلوب:
ذكره البغدادي متفرداً في هدية العارفين، وإيضاح المكنون(54).
ج ـ النحو:
17 ـ شرح اللمحة البدرية في علم العربية:
اللمحة البدرية مختصر في النحو لأبي حيان الأندلسي (745هـ)، ولها عدة شروح، ويذكر صاحب كشف الظنون شرحاً منها للبرماوي، أوله: "الحمد لله حمد من أناب إلى ربه"، كما ذكره البغدادي في هدية العارفين(55).
18 ـ شرح لامية الأفعال:
لامية الأفعال لابن مالك الطائي (672هـ)، وهي منظومة على رويّ اللام والبحر البسيط، وتقع في أربعة عشر بيتاً في أبنية الأفعال. وقد شرحها الشمس البرماوي، ذكر ذلك صاحب الضوء اللامع، وصاحب البدر الطالع، وصاحب شذرات الذهب(56).
19 ـ شرح الصدور بشرح زوائد الشذور:
استدرك الشمس البرماوي على ابن هشام الأنصاري (761هـ)، في شذور الذهب متناً وشرحاً. وقد ذكر الشرح صاحب الضوء اللامع، وصاحب البدر الطالع باسم "زوائد الشذور"، ويسميه الزركلي في الأعلام "شرح الصدور بشرح زوائد الشذور".(57).
ويشير فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (علوم اللغة العربية ـ النحو)، إلى وجود نسخة خطية حديثة، تاريخها 1320هـ، وتحمل رقم (8866) ـ عام (58). وفي مكتبة الشيخ إبراهيم الحافظ ـ وهو عالم حموي من أعلام القرن التاسع عشر ـ نسخة قديمة يرجح تاريخها إلى سنة 835هـ، أي بعد وفاة البرماوي بأربع سنوات، وفي مكتبتي نسخة مصورة عنها. وهناك نسخة ثالثة بخط الشيخ إبراهيم الحافظ، تاريخها (1259هـ)، وقد قمت بتحقيق هذا الكتاب، وهو الآن قيد الطبع.
د ـ التاريخ:
20 ـ أشار صاحب الضوء اللامع إلى أن الشمس البرماوي اختصر السيرة النبوية، ولكنه لم يذكر الأصل الذي اعتمد عليه في اختصار السيرة، وقد أتى على ذكر المختصر، صاحب البدر الطالع، وصاحب شذرات الذهب، وصاحب هدية العارفين(59).
21 ـ حاشية على مختصر السيرة النبوية:
ذكر صاحب الضوء اللامع أن الشمس البرماوي كتب على مختصر السيرة حاشية، ومثله ذكر صاحب هدية العارفين(60).
22 ـ الزهر البسام فيما حوته عمدة الأحكام من الأنام:
الكتاب أرجوزة في التاريخ، ابتدأ فيه بالنبي عليه السلام، وثنّى بخلفائه الأربعة، وجعل الباقي من أسماء الرجال مرتباً على حروف المعجم، وقد رمز الشمس البرماوي في الأرجوزة إلى الوفاة بالحروف، وإلى العمر بالكلمة. وأولها:
الحمد لله على ما أنعما...
ذكر ذلك صاحب كشف الظنون متفرداً(61)..
23 ـ سرح النهر بشرح الزهر:
قام الشمس البرماوي بشرح أرجوزة "الزهر البسام...". ويسميه حاجي خليفة في كشف الظنون "سرح النهر بشرح الزهر"، وفيه إشارة إلى سنة تأليفه، وهي سنة 796هـ، في حين يسميه صاحب هدية العارفين بإعجام السين، أي "شرح النهر...". وهذا وهم من الناسخ أو الطابع(62).
هـ ـ العروض والقوافي:
24 ـ المقدمة الشافية في علمي العروض والقافية:
تفرد الزركلي في الأعلام بذكر هذا الكتاب، وأشار إلى أنه مخطوط(63).
***
تلكم هي آثار الشمس البرماوي التي وقعت عليها في كتب التراجم وغيرها من المظان التي عدت إليها في أثناء إعداد هذا البحث. ولعل هناك مؤلفات أخرى لم أقع عليها، أو لم يذكرها أصحاب التراجم، والنقص من طبيعة البشر، والكمال لله وحده..
..............
حواشي البحث:
(1) ـ انظر الضوء اللامع 7: 281 والبدر الطالع: 2: 180 وشذرات الذهب 7: 197. وحسن المحاضرة 1: 439 والمعتبر (مخطوط) 2: 25 والأنس الجليل 2: 112.
(2) ـ الضوء اللامع 7: 281.
(3) ـ المرجع السابق 1: 5 وقوله "شيخنا" المراد به ابن حجر العسقلاني.
(4) ـ شذرات الذهب 7: 197 ومعجم المؤلفين 10: 132.
(5) ـ البدر الطالع 2: 180.
(6) ـ نعيم المجمر: هو نعيم بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب، وإنما قيل له ذلك لأنه كان يأخذ المجمر قدام عمر بن الخطاب إذا خرج إلى الصلاة في شهر رمضان، أي يبخره بالطيب، وقد صحب نعيم المجمر أبا هريرة عشرين سنة، وكان يروي عنه، وروى عنه مالك بن أنس وغيره. [انظر مشاهير علماء الأمصار: 354 والأنساب 11: 114، واللباب في تهذيب الأنساب 3: 168، والإكمال 7: 227. ولسان العرب ـ مادة : جمر].
(7) ـ برمة (بكسر الباء) بليدة ذات سوق في كورة الغربية من أرخى مصر، في طريق الاسكندرية من الفسطاط [مراصد الاطلاع: 1: 189]. والنسبة إليها برميّ، غير أن العامة ـ فيما يبدو ـ كانت تلفظها : بالألف الممدودة بدلاً من الهاء في آخرها، لذلك عرف صاحب الترجمة بالبرماوي، قياساً على من يقول: مكاوي نسبة إلى مكة، والصواب: مكي.
(8) ـ شذرات الذهب 6: 364 و7: 121 و208.
(9) ـ الفتح المبين في طبقات الأصوليين: 3: 29.
(10) ـ الضوء اللامع 7: 281 والبدر الطالع 2:180 وشذرات الذهب 7 :197. وتاريخ الخلفاء : 503 وحسن المحاضرة 1: 439 والأنس الجليل 2: 112.
منقول ، الرابط :
http://www.awu-dam.org/trath/83-84/trath83-84-014.htm
اسم الموضوع : شمس الدين البرماوي حياته وآثاره
|
المصدر : .: زاد المسلم :.