[ وداعـاً صديـقي ! ] انتقاء من أجمل القصص ..

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
5 مايو 2009
المشاركات
102
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
أعيش فوق خيالها ..
[ وداعـاً صديـقي ! ]




وداعاً صديقي الوفي !
هكذا ودعني ثم رحل !
أمسكت بيده ، رجوته أن يمهلني دقائق لن تطول معه ، فلديَّ ما أقوله له ..

نزع يده من يدي ، وبحركة عفوية ـ كطبيعته ـ قبَّلني على رأسي ، وقال : أعرف ماذا تريد أن تقول ...
إنها قائمة الممنوعات الطويلة .. نصائحك القديمة ... تحذيراتك البالية ..ما زلتَ تُعاملني كطفل صغير ، أينما توجهه لا يأت بخير !

غدا كالزئبق في يدي ، كلما أردت أن أُمسك به خانتني فروج الأصابع
صحت فيه : أخاف عليك من نفسك وممن حولك

وقف كالرمح يخترق كبد السماء ، وقال : لكنه ـ يا صديقي ـ عمر واحد ، وأريد أن استمتع بشبابي كغيري .. أظنك تعرف ما معنى الشباب !
لا تقلق ، فسأسارع بالإياب ، فهذا سفري الأخير ، أليس لكلِّ أجل كتاب ؟!
قلت : أجل .. أجل .. حتى يأت الأجل !

ورحل !
سرت في أطرافي رعشة كالعاصفة ، ونشبت في حلقي مرارة كالغصَّة ، وأردت أن أدمع ، فغالبت الوجع ، وتناسيت !

هاتفني ، وقال : سأعود بعد شهر ، وأتمنى أن تكون أول من أراه في المطار .
انصرمت الأيام كطيف الأحلام ، أكل آخرها أوَّلها ، فوجدتني كلهفتي ، أرتحل بدني إلى المطار ، يسابقني شوقي ، وفرحي ، وخوفي !

وفي صالة المطار .. أحسست بشيء غريب ، فهؤلاء أقارب صديقي ينتظرون .. واجمون .. جامدون .. صامتون .. كأنما على رؤوسهم الطير !

وصلت الطائرة ، فقمنا مسرعين نحو بوابة الدخول ..
هؤلاء أصدقاء صديقي .. يحملون فوق رؤوسهم تابوت الموتى ... ولكن ؛ أين صديقي ؟!

فهمت الحكاية ... لقد كانت النهاية والسفر الأخير !
أمسكت بأيديهم بعد أن أسلموا صديقي لأهله ، سألتهم : ماذا كان يصنع ؟!
لم يجيبوا ... فعرفت الجواب !

صديقي !

أردت أن أقول لك شيئاً ، فمنعتني ، فيا ليت شعري

! ماذا قلت ؟ وماذا قيل لك ؟

............................................................

بقلم الشيخ الأديب : عبداللطيف بن هاجس الغامدي . حفظه الله
 

عبده درويش

Active member
إنضم
28 يونيو 2009
المشاركات
2,400
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
مكة
up2up-a3ccc763f5.gif
 
أعلى