فتى أراكان
, مراقب قسم ساحة الرأي
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/5.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]إعداد وتصوير: فتى أراكان
قام بتنـزيل الموضوع : نفح الطيب[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[align=center][tabletext="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/15.gif');"][cell="filter:;"][align=justify][align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/15.gif');"][cell="filter:;"][align=center]أنواع (الفيرا) البرماوية[/align][/cell][/tabletext][/align]
في الثلاثين من عمري.. فقدت الكثير من أسناني . نخر فيها السوس وأتى عليها إلا حوافها، حتى جعلها كالآبار المجوفة! حشوت بعضها برصاص وأهملت بعضاً آخر، وكل ذلك بفضل الكاكاو وأنواع السكاكر التي أكثرت من تناولها في طفولتي، وما زلت أفعل أحياناً إلى يومي هذا ولكن بخفاء وتقية!
أما أبي فما زال بحمد الله يتمتع بأسنان قوية في الستين من عمره، أطال الله بقاءه على طاعته، وكذلك الحال مع أبناء جيله غالباً؛ فلماذا إذاً؟
أما كانوايتناولون مثلنا في طفولتهم بأراكان حلوى وسكاكر يتسلون بها ويترفهون؟ بلى، ولكنها كانت من صنع أيديهم في بيوتهم.. بما كان يتوافر لهم من موارد طبيعية هناك في بيئتهم. كيف؟
هذه (الفيرا) التي كانوا يصنعونها بأنواعها في بيوتهم، وخاصة في مواسم الشتاء في بلادهم:
- لوري فيرا..
- دون فيرا..
- فاكون فيرا ..
- فوا فيرا..
- مودو بات..
- سايلا فيرا..
- بات فيرا، وغيرها كثير..
باتت غريبة على بعض أجيالنا الآن بمكة وغيرها من مدن المملكة ..لا يأكلونها ولا يعرفونها، وربما لم يسمعوا بها يوماً رغم أنها من صلب الأكلات الشعبية للأجيال السابقة في بلادهم قبل أن يفارقوها، ويتشردوا منها في أرض الله، ويستقروا آخيراً في مكة بحمد الله.
كانوا يحتفون بها إحتفاءً خاصاً في أراكان، وكانت لها عندهم مواسم معينة من أيام السنة، وكانوا يتناولون بصحبة طقوس من العادات والتقاليد دأبوا على التمسك بها، والمحافظة عليها على مرالأجيال وتتابع السنين؛ لم نعد نرى الآن شيئاً منها في حياتنا المعاصرة. وأقولها بكل أسف؛ لأننا فقدنا بذلك قيماً وأخلاقاً اجتماعية أصيلة، وخسرنا بذلك صلات عائلية حميمة، تمتع بها وعاش في ظلها آباؤنا وأجدادنا السابقون في بلادنا.
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/15.gif');"][cell="filter:;"][align=center]ظاهرة اغتراب الأجيال الجديدة عن موروثهم الشعبي [/align][/cell][/tabletext][/align]
أذكر أني حملت شيئاً لنوع من أنواع (الفيرا) هذه إلى أحد أصدقائي، فما عرفها لأول وهلة، رغم أنه أشاد بمذاقها حين تناولها بشهية.
أخذها في يده وبدأ يقلبها باستغراب. سألته أنا بدوري في استغراب:
- أما تأكلون مثلها في بيتكم؟
- إطلاقاً، لم أرها في بيتي من قبل.
عجبت وأنكرت، بل أكبرت أن يكون مثلي برماوياً وفي سني تماماً ولا يعرفه، ثم عرفت من بعد أن أمه هاجرت من أراكان صغيرة جداً في السابعة من عمرها تقريباً، ولم يكتب لها العيش في البلاد حتى تبلغ وتنضج، وتدرك وتعي، كما كان الشأن بحمد الله مع أمي.. ربما لحسن حظي! حيث إنها هاجرت من البلاد مع أهلها في حوالي السابعة عشر من عمرها، فأدركت من أمها ما أدركت، ووعت منها عن الحياة ما وعت، وهاهي ذي تؤدي دورها بين بناتها هنا في مكة، إلى درجة أن إحدى أخواتي شرعت في تدوين ما يمكنها تدوينه من أنواع هذه الأكلات الشعبية البرماوية الأصيلة، في خطوة جريئة ربما دفعتها يوماً إلى تبني مشروع في توثيق الأكلات الشعبية البرماوية الموروثة.
وتلك ظاهرة حميدة بدأت تغيب عن الكثير من الأسر في البيوت البرماوية بمكة في الوقت الحالي. وأعني بها: ظاهرة تواصل الأجيال فيما بينها، يتبادلون الأفكار، ويتناقشون الأمور وتتلاقح العقول والخبرات والتجارب.
ولكنها بحمد الله ظاهرة مستمرة في بيتنا إلى حدّ ما؛ إذ كان من حسن حظي أيضاً أن تتواجد جدتي لأمي في بيتنا هذه المرة ونحن نتهيأ ونتضافر جميعاً لصنع نوع من أنواع (الفيرا) التي سبق ذكرها. ألا وهو: (البات فيرا)!
أسمعت به يوماً؟ أتذوقته؟ كيف وجدت مذاقه؟ أما أنا فهو النوع المفضل عندي من بين جميع أنواع (الفيرا) البرماوية؛ وإن كنت أحب تناولها جميعاً، وربما كان الشأن كذلك عند أغلب أهل بيتي، وأفراد أسرتي، حتى عند أصغرنا بلال!
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/15.gif');"][cell="filter:;"][align=center]ما هو (البات فيرا) وكيف يصنعونه؟[/align][/cell][/tabletext][/align]
إليك المقادير وطريقة الصنع بإيجاز:
قشور الذرة
قشور الذرة بعد تنظيفها
يترك الأرز في الماء ساعتين أو ثلاثاً ثم يستصفى، ثم يضاف إليه الموز والنارجيل المبشور والسكر والملح والماء، ويمزج هذا الخليط معاً حتى يغدو عجيناً يميل لونه إلى شيء من السواد أو اللون الرمادي، ثم يؤكل؟ كلا، كيف يؤكل والأرز لم يطبخ بعد؟ وإذاً؟
بقيت خطوة أو خطوتان قبل أن يصبح جاهزاً، ويقدم للأكل حاراً أو بارداً. وهنا يتجلى الإبداع والابتكار البرماوي الأصيل! حين يتناولون قدراً من الأرز المعجن ويفرشونه على القشرة الخارجية للذرة، طبعاً بعد إعدادها وتنظيفها جيداً، ويغطونه بقشرة أخرى من أعلاه، (فيغدو بذلك منظره لطيفاً حسن الشكل كهذه الأصابع المغلفة بالأوراق الملونة مما يهواه الأطفال ويشترونه من الدكاكين ويأكلونه بارداً مثلجاً.. يسمونه (الآيس كريم)! فكأن هذا (البات فيرا) هو آيس كريم الكبار عند الآباء والأجداد في بلادنا!) ويضعونه كذلك في قدر يركمونه فوق بعضه في طبقات ثم يطبخونه ببخار الماء يصّاعد من أسفله، وسيغدو جاهزاً لتناوله بعد دقائق حاراً أو بارداً بعد إزالة الغلاف الخارجي عنه من قشور الذرة الخضراء.
هنيئاً مريئاً
توجهت إلى جدتي لأمي أسألها ونحن نتناول (البات فيرا) متحلقين حولها:
- ناني! بماذا كنتم تغلفون (البات فيرا) في بلادكم!
- كنا نغلف (البات فيرا) في أراكان بأوراق شجر الموزالكبيرة! أنتم لا تجدونها هنا بكثرة كما هي في بلادنا؛ ولذلك تستعيضون عنها بقشور الذرة هذه، ولكنكم لم تتذوقوا (البات فيرا) مغلفاً بأوراق شجر الموز الكبيرة!
- ناني! كيف طعمه؟
- ألذ وأشهى طبعاً.. لأن الأرز الذي عجناه بالموز والسكر يكتسب المزيد من رائحة الموز ونكهته من أوراقه الكبيرة التي كنا نغلفه بها!
- يا سلاااام! ناني: متى نتذوق مثله؟
تبكي وتقول:
- إذا رجعنا يوماً إلى بلادنا أراكان يا بني..
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/15.gif');"][cell="filter:;"][align=center]بأبي أنت وأمي يا أراكان![/align][/cell][/tabletext][/align]
لا أدري كم هي جميلة أراكان هذه! لم أرها قط في حياتي إلا في الصور؛ ولكني كثيراً ما أشتاق إليها وأحن، وخاصة عندما أسمع عنها أشياء جميلة كهذه التي سمعتها توّاً من جدتي لأمي.
بكل تأكيد كانت جميلة في نظرهم، ساحرة عزيزة في نفوسهم، عاشوا على أرضها حياة طيبة سعيدة، وحملوا منها في قلوبهم ذكريات حميدة.
جدتي لأمي جاوزت الثمانين من عمرها ولما تحن إلى بلادها أراكان! وكلما جاء ذكرها على لسان أحدهم انطلقت تحكي من ذكرياتها وتبكي!
وأجمل ما فيها عندهم طبيعتها الخلابة الآسرة، الغنية بمواردها وثرواتها المتنوعة التي أمدتهم بكل ما كانوا يحتاجون إليه في معيشتهم: مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم.
ألست ترى لوازم (البات فيرا) ومكوناته؟ أليست كلها من نتاج أرضهم، وخيرات بلادهم؟ وكذلك الشأن حين يصنعون غيرها من أنواع (الفيرا) اللذيذة الشهية. كلها أو غالبها من مكونات الطبيعة ونتاج الأرض الطيبة؛ وربما لذلك نجحوا في أن يحافظوا على سلامة أسنانهم من أخطار التسوس إلى سنوات متأخرة من أعمارهم!
أجل، كانت أراكان كريمة معهم، أعطتهم من خيراتها ولم تبخل عليهم، حين منحوها الحب من قلوبهم، وبذلوا لأجلها الجهد من سواعدهم. ليت شعري ما حالها الآن؟ بأبي أنت وأمي يا أراكان!
[/align][/cell][/tabletext][/align][/align][[COLOR="white"[COLOR="white"]]/si[[/COLOR]/COLOR]ze][/cell][/tabletext][/align][/color[COLOR="White"[COLOR="white"]]][/color[/COLOR]]
قام بتنـزيل الموضوع : نفح الطيب[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[align=center][tabletext="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/15.gif');"][cell="filter:;"][align=justify][align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/15.gif');"][cell="filter:;"][align=center]أنواع (الفيرا) البرماوية[/align][/cell][/tabletext][/align]
في الثلاثين من عمري.. فقدت الكثير من أسناني . نخر فيها السوس وأتى عليها إلا حوافها، حتى جعلها كالآبار المجوفة! حشوت بعضها برصاص وأهملت بعضاً آخر، وكل ذلك بفضل الكاكاو وأنواع السكاكر التي أكثرت من تناولها في طفولتي، وما زلت أفعل أحياناً إلى يومي هذا ولكن بخفاء وتقية!
أما أبي فما زال بحمد الله يتمتع بأسنان قوية في الستين من عمره، أطال الله بقاءه على طاعته، وكذلك الحال مع أبناء جيله غالباً؛ فلماذا إذاً؟
أما كانوايتناولون مثلنا في طفولتهم بأراكان حلوى وسكاكر يتسلون بها ويترفهون؟ بلى، ولكنها كانت من صنع أيديهم في بيوتهم.. بما كان يتوافر لهم من موارد طبيعية هناك في بيئتهم. كيف؟
هذه (الفيرا) التي كانوا يصنعونها بأنواعها في بيوتهم، وخاصة في مواسم الشتاء في بلادهم:
- لوري فيرا..
- دون فيرا..
- فاكون فيرا ..
- فوا فيرا..
- مودو بات..
- سايلا فيرا..
- بات فيرا، وغيرها كثير..
باتت غريبة على بعض أجيالنا الآن بمكة وغيرها من مدن المملكة ..لا يأكلونها ولا يعرفونها، وربما لم يسمعوا بها يوماً رغم أنها من صلب الأكلات الشعبية للأجيال السابقة في بلادهم قبل أن يفارقوها، ويتشردوا منها في أرض الله، ويستقروا آخيراً في مكة بحمد الله.
كانوا يحتفون بها إحتفاءً خاصاً في أراكان، وكانت لها عندهم مواسم معينة من أيام السنة، وكانوا يتناولون بصحبة طقوس من العادات والتقاليد دأبوا على التمسك بها، والمحافظة عليها على مرالأجيال وتتابع السنين؛ لم نعد نرى الآن شيئاً منها في حياتنا المعاصرة. وأقولها بكل أسف؛ لأننا فقدنا بذلك قيماً وأخلاقاً اجتماعية أصيلة، وخسرنا بذلك صلات عائلية حميمة، تمتع بها وعاش في ظلها آباؤنا وأجدادنا السابقون في بلادنا.
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/15.gif');"][cell="filter:;"][align=center]ظاهرة اغتراب الأجيال الجديدة عن موروثهم الشعبي [/align][/cell][/tabletext][/align]
أذكر أني حملت شيئاً لنوع من أنواع (الفيرا) هذه إلى أحد أصدقائي، فما عرفها لأول وهلة، رغم أنه أشاد بمذاقها حين تناولها بشهية.
أخذها في يده وبدأ يقلبها باستغراب. سألته أنا بدوري في استغراب:
- أما تأكلون مثلها في بيتكم؟
- إطلاقاً، لم أرها في بيتي من قبل.
عجبت وأنكرت، بل أكبرت أن يكون مثلي برماوياً وفي سني تماماً ولا يعرفه، ثم عرفت من بعد أن أمه هاجرت من أراكان صغيرة جداً في السابعة من عمرها تقريباً، ولم يكتب لها العيش في البلاد حتى تبلغ وتنضج، وتدرك وتعي، كما كان الشأن بحمد الله مع أمي.. ربما لحسن حظي! حيث إنها هاجرت من البلاد مع أهلها في حوالي السابعة عشر من عمرها، فأدركت من أمها ما أدركت، ووعت منها عن الحياة ما وعت، وهاهي ذي تؤدي دورها بين بناتها هنا في مكة، إلى درجة أن إحدى أخواتي شرعت في تدوين ما يمكنها تدوينه من أنواع هذه الأكلات الشعبية البرماوية الأصيلة، في خطوة جريئة ربما دفعتها يوماً إلى تبني مشروع في توثيق الأكلات الشعبية البرماوية الموروثة.
وتلك ظاهرة حميدة بدأت تغيب عن الكثير من الأسر في البيوت البرماوية بمكة في الوقت الحالي. وأعني بها: ظاهرة تواصل الأجيال فيما بينها، يتبادلون الأفكار، ويتناقشون الأمور وتتلاقح العقول والخبرات والتجارب.
ولكنها بحمد الله ظاهرة مستمرة في بيتنا إلى حدّ ما؛ إذ كان من حسن حظي أيضاً أن تتواجد جدتي لأمي في بيتنا هذه المرة ونحن نتهيأ ونتضافر جميعاً لصنع نوع من أنواع (الفيرا) التي سبق ذكرها. ألا وهو: (البات فيرا)!
أسمعت به يوماً؟ أتذوقته؟ كيف وجدت مذاقه؟ أما أنا فهو النوع المفضل عندي من بين جميع أنواع (الفيرا) البرماوية؛ وإن كنت أحب تناولها جميعاً، وربما كان الشأن كذلك عند أغلب أهل بيتي، وأفراد أسرتي، حتى عند أصغرنا بلال!
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/15.gif');"][cell="filter:;"][align=center]ما هو (البات فيرا) وكيف يصنعونه؟[/align][/cell][/tabletext][/align]
إليك المقادير وطريقة الصنع بإيجاز:
أرز ( كتان ) أبيض
موز
مبشور النارجيل
سكر
ملح
مبشور النارجيل
سكر
ملح
قشور الذرة
قشور الذرة بعد تنظيفها
يترك الأرز في الماء ساعتين أو ثلاثاً ثم يستصفى، ثم يضاف إليه الموز والنارجيل المبشور والسكر والملح والماء، ويمزج هذا الخليط معاً حتى يغدو عجيناً يميل لونه إلى شيء من السواد أو اللون الرمادي، ثم يؤكل؟ كلا، كيف يؤكل والأرز لم يطبخ بعد؟ وإذاً؟
بقيت خطوة أو خطوتان قبل أن يصبح جاهزاً، ويقدم للأكل حاراً أو بارداً. وهنا يتجلى الإبداع والابتكار البرماوي الأصيل! حين يتناولون قدراً من الأرز المعجن ويفرشونه على القشرة الخارجية للذرة، طبعاً بعد إعدادها وتنظيفها جيداً، ويغطونه بقشرة أخرى من أعلاه، (فيغدو بذلك منظره لطيفاً حسن الشكل كهذه الأصابع المغلفة بالأوراق الملونة مما يهواه الأطفال ويشترونه من الدكاكين ويأكلونه بارداً مثلجاً.. يسمونه (الآيس كريم)! فكأن هذا (البات فيرا) هو آيس كريم الكبار عند الآباء والأجداد في بلادنا!) ويضعونه كذلك في قدر يركمونه فوق بعضه في طبقات ثم يطبخونه ببخار الماء يصّاعد من أسفله، وسيغدو جاهزاً لتناوله بعد دقائق حاراً أو بارداً بعد إزالة الغلاف الخارجي عنه من قشور الذرة الخضراء.
هنيئاً مريئاً
توجهت إلى جدتي لأمي أسألها ونحن نتناول (البات فيرا) متحلقين حولها:
- ناني! بماذا كنتم تغلفون (البات فيرا) في بلادكم!
- كنا نغلف (البات فيرا) في أراكان بأوراق شجر الموزالكبيرة! أنتم لا تجدونها هنا بكثرة كما هي في بلادنا؛ ولذلك تستعيضون عنها بقشور الذرة هذه، ولكنكم لم تتذوقوا (البات فيرا) مغلفاً بأوراق شجر الموز الكبيرة!
- ناني! كيف طعمه؟
- ألذ وأشهى طبعاً.. لأن الأرز الذي عجناه بالموز والسكر يكتسب المزيد من رائحة الموز ونكهته من أوراقه الكبيرة التي كنا نغلفه بها!
- يا سلاااام! ناني: متى نتذوق مثله؟
تبكي وتقول:
- إذا رجعنا يوماً إلى بلادنا أراكان يا بني..
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/15.gif');"][cell="filter:;"][align=center]بأبي أنت وأمي يا أراكان![/align][/cell][/tabletext][/align]
لا أدري كم هي جميلة أراكان هذه! لم أرها قط في حياتي إلا في الصور؛ ولكني كثيراً ما أشتاق إليها وأحن، وخاصة عندما أسمع عنها أشياء جميلة كهذه التي سمعتها توّاً من جدتي لأمي.
بكل تأكيد كانت جميلة في نظرهم، ساحرة عزيزة في نفوسهم، عاشوا على أرضها حياة طيبة سعيدة، وحملوا منها في قلوبهم ذكريات حميدة.
جدتي لأمي جاوزت الثمانين من عمرها ولما تحن إلى بلادها أراكان! وكلما جاء ذكرها على لسان أحدهم انطلقت تحكي من ذكرياتها وتبكي!
وأجمل ما فيها عندهم طبيعتها الخلابة الآسرة، الغنية بمواردها وثرواتها المتنوعة التي أمدتهم بكل ما كانوا يحتاجون إليه في معيشتهم: مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم.
ألست ترى لوازم (البات فيرا) ومكوناته؟ أليست كلها من نتاج أرضهم، وخيرات بلادهم؟ وكذلك الشأن حين يصنعون غيرها من أنواع (الفيرا) اللذيذة الشهية. كلها أو غالبها من مكونات الطبيعة ونتاج الأرض الطيبة؛ وربما لذلك نجحوا في أن يحافظوا على سلامة أسنانهم من أخطار التسوس إلى سنوات متأخرة من أعمارهم!
أجل، كانت أراكان كريمة معهم، أعطتهم من خيراتها ولم تبخل عليهم، حين منحوها الحب من قلوبهم، وبذلوا لأجلها الجهد من سواعدهم. ليت شعري ما حالها الآن؟ بأبي أنت وأمي يا أراكان!
[/align][/cell][/tabletext][/align][/align][[COLOR="white"[COLOR="white"]]/si[[/COLOR]/COLOR]ze][/cell][/tabletext][/align][/color[COLOR="White"[COLOR="white"]]][/color[/COLOR]]
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : هل تعرف ( البات فيرا ) ؟ إنه آيس كريم الكبار عند البرماويين ! ( بالصور )
|
المصدر : .: تراث الأجداد :.