صلاح عبدالشكور
New member
- إنضم
- 25 أبريل 2009
-
- المشاركات
- 917
-
- مستوى التفاعل
- 4
-
- النقاط
- 0
كانت من أجمل الرسائل التي تلقيتها اليوم من أخي "أبشركم" يبشرني فيها بخروج حبيبنا صاحب الأحزان والآلام "برماوي في قلوبهم" من غياهب ما كان فيه من نسأل الله أن لا يريه ولا أحداً ممن نحب ذلك المكان المرعب ...
انفجرت باسماً فرحاً فتأكدت من الخبر فحمدت الله جل وعلا وسألته أن يجزي كل من ساهم أو ساعد في هذا الخروج خير الجزاء ثم قفز ذهني بعيداً إلى أيام نشأة هذا المنتدى حين كنا بين مصدقين ومكذبين من حال هذا الأخ الكريم الذي كان يشاركنا بقلمه وفكره ومشاعره وأحاسيسه وكم كنت أدقق في حروفه وكلماته لأنني وبكل صراحة كنت أستطعم منها مرارة ما كان فيه من عناء كانت تظهر تارة ويحاول كتمانها تارات إلا أنها تنكشف لمن يغوص في بحر حروفه ومنعطفات كلماته وكم كنت أشفق عليه وعلى لداته رغم عدم معرفتي به شخصياً غير أن مقابلة الحروف قد تفوق مقابلة الوجوه والأجساد أحياناً ...
والآن بعد أن حقق الله مأموله وأسأل الله أن يكون العقبى لمن وراءه تنفست الصعداء وطار بي فكري بعيداً وكأني بهذه الجالية البرماوية وما مرّ عليها من عناء وعنت وظلم واضطهاد من البوذيين في بلادها ثم فرج الله عنها واختارها الله لتسكن أطهر بقعة على وجه البسيطة وتجاور أشرف بيت في الوجود ثم هيأ لها من الرجال والولاة والحكام من أخذ بيدها وحمى عرينها وحفظ أعراضها وسهّل لها سبل العيش في بلد وأي بلد بلدٍ أقسم الله به وإليه تهوي أفئدة كل المسلمين في العالم .. فما ألطفك يالله وما أجلّ نعمك وأعظم آلاءك ...
كم من محنة عصيبة مرت على جاليتنا فكشفها ربنا سبحانه وكم من مدلهمة عصفت بها فجعل الله لها من بعد الشقاء راحة ومن بعد البؤس سعة ورحمة ... هذا هو ربنا وخالقنا ما أرحمه بنا وما أرأفه بعباده فاللهم ألهمنا شكرك ولا تزغ قلوبنا عن دربك.
انفجرت باسماً فرحاً فتأكدت من الخبر فحمدت الله جل وعلا وسألته أن يجزي كل من ساهم أو ساعد في هذا الخروج خير الجزاء ثم قفز ذهني بعيداً إلى أيام نشأة هذا المنتدى حين كنا بين مصدقين ومكذبين من حال هذا الأخ الكريم الذي كان يشاركنا بقلمه وفكره ومشاعره وأحاسيسه وكم كنت أدقق في حروفه وكلماته لأنني وبكل صراحة كنت أستطعم منها مرارة ما كان فيه من عناء كانت تظهر تارة ويحاول كتمانها تارات إلا أنها تنكشف لمن يغوص في بحر حروفه ومنعطفات كلماته وكم كنت أشفق عليه وعلى لداته رغم عدم معرفتي به شخصياً غير أن مقابلة الحروف قد تفوق مقابلة الوجوه والأجساد أحياناً ...
والآن بعد أن حقق الله مأموله وأسأل الله أن يكون العقبى لمن وراءه تنفست الصعداء وطار بي فكري بعيداً وكأني بهذه الجالية البرماوية وما مرّ عليها من عناء وعنت وظلم واضطهاد من البوذيين في بلادها ثم فرج الله عنها واختارها الله لتسكن أطهر بقعة على وجه البسيطة وتجاور أشرف بيت في الوجود ثم هيأ لها من الرجال والولاة والحكام من أخذ بيدها وحمى عرينها وحفظ أعراضها وسهّل لها سبل العيش في بلد وأي بلد بلدٍ أقسم الله به وإليه تهوي أفئدة كل المسلمين في العالم .. فما ألطفك يالله وما أجلّ نعمك وأعظم آلاءك ...
كم من محنة عصيبة مرت على جاليتنا فكشفها ربنا سبحانه وكم من مدلهمة عصفت بها فجعل الله لها من بعد الشقاء راحة ومن بعد البؤس سعة ورحمة ... هذا هو ربنا وخالقنا ما أرحمه بنا وما أرأفه بعباده فاللهم ألهمنا شكرك ولا تزغ قلوبنا عن دربك.
أحبتي وإخوتي : يا من تسلل اليأس إلى قلوبهم وسرى لهيب الضيق والفاقة في نفوسهم .. يا من خلع عن نفسه رداء الفأل وارتدى رداء القنوط والإحباط .. يا من ضاقت عليه سبله وانقطعت حباله وانخفض مستوى الرجاء عنده وتنوعت المصائب عليه ثق أن بعد العسر يسراً وأن بعد اليوم العصيب يوم جميل وبعد النهار القائظ مساء لطيف عبق الأنسام فلا تيأس وابذل الأسباب فإن الله منجز وعده ولكننا قوم عجلون .
ألا يستطيع ربنا سبحانه أن يجعل حالنا وأوضاعنا أفضل مما هي عليه الآن؟! ألا يستطيع من بيده مقاليد الأمور أن يفرج على كل مهموم من جاليتنا ويبدله من بعد العسر يسرا ؟! بلى والله بلى والله .. إذن فلم الحزن ولم الضيق ؟ ولكل أجل كتاب ..
يقول ابن رجب رحمه الله: كم قص الله سبحانه من قصص تفريج كربات أنبيائه عند تناهي الكروب بإنجاء نوح ومن معه في الفلك، وإنجاء إبراهيم من النار، وفدائه لولده الذي أمر بذبحه، وإنجاء موسى وقومه من اليم، وقصة يونس وقصص محمد عليه وعلى جميع الأنبياء المرسلين أفضل الصلاة وأتم التسليم مع أعدائه، وإنجائه منهم كقصة الغار ويوم بدر والأحزاب وحنين وغير ذلك.
ثم تأملوا أحبتي هذا يونس بن متّى نبي الله يسقط في لجج البحار فيبتلعه الحوت فهو في ظلمة جوف الحوت, في ظلمة جوف البحر, في ظلمةالليل, في ظلمات ثلاث, فلا أحد يعلم مكانهولا أحد يسمع نداءه, ولكن يسمع نداءه من لا يخفى عليه الكلام, ويعلم مكانه من لا يغيب عنه مكان, فدعا وقال وهوعلى هذه الحال: لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ فسمعت الملائكة دعاءه, فقالت: ((صوت معروف في أرض غريبة هذا يونس لم يزل يرفعله عمل صالح ودعوة مستجابة)) .
فتأتي الإجابة من مجيب الدعاء كاشف الضراء {فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَـٰهُ مِنَ ٱلْغَمّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـى ٱلْمُؤْمِنِينَ} . ويقول تعالى: {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبّحِينَ لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}
قال الحسن البصري: "ما كان ليونس صلاة في بطن الحوت, ولكن قدم عملاً صالحًا في حال الرخاء فذكره الله في حال البلاء, وإن العمل الصالح ليرفع صاحبه، فإذا عثر وجد متكأً". وهذا تصديق كلام المصطفى: ((تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة)).
ألا يستطيع ربنا سبحانه أن يجعل حالنا وأوضاعنا أفضل مما هي عليه الآن؟! ألا يستطيع من بيده مقاليد الأمور أن يفرج على كل مهموم من جاليتنا ويبدله من بعد العسر يسرا ؟! بلى والله بلى والله .. إذن فلم الحزن ولم الضيق ؟ ولكل أجل كتاب ..
يقول ابن رجب رحمه الله: كم قص الله سبحانه من قصص تفريج كربات أنبيائه عند تناهي الكروب بإنجاء نوح ومن معه في الفلك، وإنجاء إبراهيم من النار، وفدائه لولده الذي أمر بذبحه، وإنجاء موسى وقومه من اليم، وقصة يونس وقصص محمد عليه وعلى جميع الأنبياء المرسلين أفضل الصلاة وأتم التسليم مع أعدائه، وإنجائه منهم كقصة الغار ويوم بدر والأحزاب وحنين وغير ذلك.
ثم تأملوا أحبتي هذا يونس بن متّى نبي الله يسقط في لجج البحار فيبتلعه الحوت فهو في ظلمة جوف الحوت, في ظلمة جوف البحر, في ظلمةالليل, في ظلمات ثلاث, فلا أحد يعلم مكانهولا أحد يسمع نداءه, ولكن يسمع نداءه من لا يخفى عليه الكلام, ويعلم مكانه من لا يغيب عنه مكان, فدعا وقال وهوعلى هذه الحال: لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ فسمعت الملائكة دعاءه, فقالت: ((صوت معروف في أرض غريبة هذا يونس لم يزل يرفعله عمل صالح ودعوة مستجابة)) .
فتأتي الإجابة من مجيب الدعاء كاشف الضراء {فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَـٰهُ مِنَ ٱلْغَمّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـى ٱلْمُؤْمِنِينَ} . ويقول تعالى: {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبّحِينَ لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}
قال الحسن البصري: "ما كان ليونس صلاة في بطن الحوت, ولكن قدم عملاً صالحًا في حال الرخاء فذكره الله في حال البلاء, وإن العمل الصالح ليرفع صاحبه، فإذا عثر وجد متكأً". وهذا تصديق كلام المصطفى: ((تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة)).
أطلت عليكم وأختم بهذه الأبيات الجميلة :
إذا اشتملت على النَّاس الخطوب ... وضاق لما به الصَّدر الرَّحيب
وأوطنت المكــاره واطمأنَّت ... وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانفراج الضِّيق وجهــاً ... وقد أعـيا بحيلته الأريـب
أتاك علــى قنوطٍ منك غوثٌ ... يمنّ به الَّلطيـف المستجيب
وكلُّ الحادثـــات إذا تناهت ... فموصولٌ بها الفرج القريب
ومولانا الإلــه فخير مولى ... لــه إحسـانه ولنا الذُّنوب
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : يا قوم: وإن لكم في أخينا "برماوي في قلوبهم" لعبرة فتفاءلوا وأبشروا وأمّلوا
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
