المهاجري
مراقب عام
مسكين ذاك الفتى الأسمر الذي إنزوى في ركنٍ من أركان العنبر
وقد ظللت جبينه الوضّاح سحابةً سوداء من الحزن وانحنى ظهره وكأنه ابن الخمسين من العمر
همٌ بالليل وذلٌ بالنهار يترقبُ الفرج كل صباح ثم يعود بخفيّ حُنين
تشرّبت نفسه الأبية بكل هموم الدنيا لأنه كان يرى نجماً زاهراً من الأمل تتراقص في سماء حياته
فيملأُ عينه نوراً وقلبه بهجةً وسرورا حتى انقضى أكثرَ من عام
أيها الفتى الأسمر: هذه أخلاقُ الأيام وسنّة الله في خلقه تجري على جميع بني أدم
سواءٌ من سكنَ القصور أو من سكنَ الأكواخ ومن يطأُ بنعله هامة الجوزاء ومن ينام على بساطِ الغبراء
فما أنتَ بأولِ امرءٍ أصابه سهمُ الزمان تلك صفحةٌ سوداء قد مَرّت في حياتك وسطرت فيها ذكرياتك الأليمة
وفي ليلةٍ ظلماءَ من ليالي الشتاءِ الجميلة قضى الله في كونه امرا, وأذِنَ لذلك الفتى بغدٍ جميلٍ مشرق
والغدُ شبحٌ مبهَم يترءَاى للناظِر من مكانٍ بعيد فربما كان ملكاً رحيماً وربما كان شيطاناً رجيما
والغدُ بحرٌ خِضَمٌ زاخرٌ يَعُبُّ عُبَابَه وتصخُبُ أمواجه فما يدريك هل يحملُ في جوفه الدّرر أو الموتَ الأحمر
وقد شاءَت الأقدارُ ان يكون هذا الغد لذلك الفتى الأسمر ملكاً رحيما يحمل بين يديه الدّرر والجوهر
أيها الفتى الأسمر : قد ابتسمت الحياة لك وأضاءَت شموعُ الأمل في سماءك وأشرقت شمس الوداع لكل همٍ وحزنٍ وضيق وضجر
ولولا السرورُ في ساعة الميلاد ما كان البكاءُ في ساعة الموت
ولولا الوثوقُ بدوام الغنى ماكان الجزعُ من الفقر
ولولا فرحةُ التلاقِ ما كان الحزنُ في الفراقِ
نعم إنها لحظات الفرح والسرور بقدوم الغائب عن الأهل والأحباب والأصدقاء
إنها لحظة من لحظات الحياة يجتمع فيها قلب الابن بوالديه بعد فراق طويل
إنها لحظة نتمنى أن تمرّ بكل أسرة برماوية تإنُّ من وطأةِ السجون وظلمة العنابر
تلك هي الدنيا تضحك وتبكي وتجمعُ وتــفرق
وقد ظللت جبينه الوضّاح سحابةً سوداء من الحزن وانحنى ظهره وكأنه ابن الخمسين من العمر
همٌ بالليل وذلٌ بالنهار يترقبُ الفرج كل صباح ثم يعود بخفيّ حُنين
تشرّبت نفسه الأبية بكل هموم الدنيا لأنه كان يرى نجماً زاهراً من الأمل تتراقص في سماء حياته
فيملأُ عينه نوراً وقلبه بهجةً وسرورا حتى انقضى أكثرَ من عام
أيها الفتى الأسمر: هذه أخلاقُ الأيام وسنّة الله في خلقه تجري على جميع بني أدم
سواءٌ من سكنَ القصور أو من سكنَ الأكواخ ومن يطأُ بنعله هامة الجوزاء ومن ينام على بساطِ الغبراء
فما أنتَ بأولِ امرءٍ أصابه سهمُ الزمان تلك صفحةٌ سوداء قد مَرّت في حياتك وسطرت فيها ذكرياتك الأليمة
وفي ليلةٍ ظلماءَ من ليالي الشتاءِ الجميلة قضى الله في كونه امرا, وأذِنَ لذلك الفتى بغدٍ جميلٍ مشرق
والغدُ شبحٌ مبهَم يترءَاى للناظِر من مكانٍ بعيد فربما كان ملكاً رحيماً وربما كان شيطاناً رجيما
والغدُ بحرٌ خِضَمٌ زاخرٌ يَعُبُّ عُبَابَه وتصخُبُ أمواجه فما يدريك هل يحملُ في جوفه الدّرر أو الموتَ الأحمر
وقد شاءَت الأقدارُ ان يكون هذا الغد لذلك الفتى الأسمر ملكاً رحيما يحمل بين يديه الدّرر والجوهر
أيها الفتى الأسمر : قد ابتسمت الحياة لك وأضاءَت شموعُ الأمل في سماءك وأشرقت شمس الوداع لكل همٍ وحزنٍ وضيق وضجر
ولولا السرورُ في ساعة الميلاد ما كان البكاءُ في ساعة الموت
ولولا الوثوقُ بدوام الغنى ماكان الجزعُ من الفقر
ولولا فرحةُ التلاقِ ما كان الحزنُ في الفراقِ
نعم إنها لحظات الفرح والسرور بقدوم الغائب عن الأهل والأحباب والأصدقاء
إنها لحظة من لحظات الحياة يجتمع فيها قلب الابن بوالديه بعد فراق طويل
إنها لحظة نتمنى أن تمرّ بكل أسرة برماوية تإنُّ من وطأةِ السجون وظلمة العنابر
تلك هي الدنيا تضحك وتبكي وتجمعُ وتــفرق
اسم الموضوع : إهــداء للحبيب الغــالــي((( برمــاوي فـــي قـلـوبنــا )))
|
المصدر : .: بوح المشاعر :-: خاص بأقلام الأعضاء :.