هل تعلم أن فكرة وقصة إنشاء جمعيات تحفيظ القرآن
في السعودية أتت من رجل أصله سيخي!!!
حديثنا عن شخصية من الشخصيات التي كان لها دور كبير
في مجال العمل الخيري والعمل الدعوي
ولدقبل ثمانين عاما ً تقريبا في أسرة ثرية
تعيش في شبه القارة الهندية وتحديدا في باكستان
وهذه الأسرة كانت من طائفة السيخ،وكعادة الأسر الثرية
التي تعهدبأبنائها إلى معلمين ومربين يعلمونهم ويربونهم
عهدت هذه الأسرة بابنها إلى معلم مسلم يتربى عنده
تعلَّم هذا الابن وتربى على يد هذا المعلم المسلم
وتلقى منه قيم الإسلام وأخلاقه وعقيدة التوحيد
فما كان منه إلا أن أعلن دخوله في هذا الدين وأسلم لله تعالى.
غضبت أسرته من دخول ابنها في الإسلام فتبرأت منه
ولكن لأن هذا الشاب رضع لبان التجارة وعاشها بفطرته
فقدشق طريقه حتى كوَّن له ثروة مرموقة
تزوج وصار له أبناء،وأدخل أبناءه مدارس تحفيظ القرآن الكريم في بلدته
لكن أبناؤه خذلوه ولم يستمروا في الدراسة
فشعربالحزن،لأن أمله في أن يحفظ أبناؤه القرآن الكريم قد تبخر
شعر مدير المدرسةبالألم الذي أصاب الرجل
من جراء ترك أبنائه تعلم القرآن فطرح عليه فكرة
قال : " أنت تحرص على تعليم أبنائك القرآن،فاعتبر
أن جميع الطلاب الذين في هذه المدرسة هم أبناؤك
فارعهم واحرص على تعليمهم القرآن
وتبنَّ الاهتمام بهم وتطوير هذه المدرسة ".
راقت الفكرة لهذا الرجل" محمديوسف سيتي "
وفكّر في أن يطور هذه المدرسة وأن يجلب لها أفضل المعلمين
من بلادالإسلام،وعندما سأل نفسه:
أين يمكن أن يجد أفضل المعلمين لتعليم القرآن الكريم؟
لم يجد أمامه إلا إجابة واحدة،مكة المكرمة
ستكون الموطن لهؤلاء المعلمين المتميزين.
حزم أمتعته وتوجه إلى مكة يبحث عن معلمين
لكنه فوجئ بأنه لا توجدفي مكةجهةتُعنى بتعليم القرآن الكريم
وإنما هناك مبادرات من أفراد وحِلَق وكتاتيب لتعليم القرآن الكريم
تتناثرفي زوايا المسجد الحرام
فطرح على نفسه سؤالاً:أيهما أَوْلى بالاهتمام؟
مدرسةتُعنى بتعليم القرآن في بلدي أم في المسجد الحرام؟
فلم يجد أمامه إلاإجابة واحدة:المسجد الحرام.
عرض الشيخ محمد يوسف سيتي فكرته في إنشاء
جمعية لتحفيظ القرآن الكريم في مكة المكرمة
على علماءالمسجدالحرام،فتحمسوا لها ودعموها
فكانت أول جمعية لتحفيظ القرآن الكريم
في المملكةالعربية السعودية وذلك عام 1382 هـ
وجلب لها الشيخ مائة معلم من باكستان لتعليم القرآن
وبدأت هذه الجمعية المباركة في رحاب المسجد الحرام
ومساجد مكةالمكرمة.
وبعد سنتين،انتقل الشيخ محمد يوسف سيتي
إلى المسجدالنبوي لنقل فكرة تأسيس جمعية
لتحفيظ القرآن الكريم في المدينة النبوية
وعرض الفكرةعلى علماء المدينة،فرحبوا بهاوتحمسوا لها
وكانت هذه الجمعيةثاني جمعيةلتحفيظ القرآن الكريم
في المدينة في عام 1384 هـ.
نشطت هذه الجمعية في المسجدالنبوي الشريف
وفي مساجد المدينة
حتى أقبل عليها الناس لتعليم أبنائهم كتاب الله تعالى.
وفي عام 1386هـ،انتقل إلى الرياض للفكرةنفسها
ألاوهي إنشاء جمعية القرآن الكريم في مدينةالرياض العاصمة
وعرض الأمر على سماحة مفتي الديار السعودية
الشيخ محمدبن إبراهيم-رحمه الله- آنذاك
فما كان من الشيخ إلا أن رفع الأمرإلى الملك فيصل-رحمه الله-
الذي وافق على الفكرة،وكلّف الشيخ محمدبن إبراهيم
بالإشراف على هذه الجمعية
فاختار الشيخ أحد أبرز تلاميذه النجباء
وهو الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فريان-رحمه الله-
لتأسيس هذه الجمعية وإدارتها.
بدأت هذه الجمعية في مدينة الرياض بخمس حلقات
في مساجد الرياض،ثم توسعت وتوسعت حتى زادطلابها
في وقتنا الحاضر من الذكور والإناث
عن مائة وعشرين ألف طالب وطالبة.
وتوالت إنشاء جمعيات تحفيظ القرآن الكريم
حتى وصل عددها إلى ما يزيد عن 120 جمعية في أنحاء المملكة
كانت تلك البذورالطيبةالتي ابتدأت في مكةثم المدينةثم الرياض
هي النواة لهذه الجمعيات المباركة.
لم يتوقف أثرهذه الفكرةعلى المملكةالعربيةالسعودية
بل تجاوزه إلى أقطار عدة في إنشاء جمعيات متخصصة
في تحفيظ القرآن الكريم
حيث أنشئت في دول الخليج وفي مصر وفي الشام وفي الأردن
بل في فلسطين ولبنان واليمن وغيرها من الجهات
التي تسابقت لإنشاء مثل هذه الجمعيات
وتسابقت للعناية بتربية هذا النشء على القرآن الكريم.
ويكفي هذه الجمعيات فخراً أنها خرجت جيلا ًمباركا ً
من العلماء وطلبة العلم،بل خرّجت جيلا ًمباركا ً
من أئمة المسجد الحرام والمسجد النبوي
الذين يصلي خلفهمالملايين،وتشرئب أعناق الناس
لزيارة بيت الله الحرام وزيارة مسجد نبيه صلى الله عليه وسلم
والصلاة خلف هؤلاء الأئمة المباركين
الذين هم نتاج لتلك الحلقات المباركةالتي
حفظوا فيها كتاب الله سبحانه وتعالى وكانواقدوة في الخير
وقدوة في العمل،وقدوة في الدعوة.
غفر الله له ولمن سانده ودعمه.
المصدر : مجلةالبيان ؛ العدد 253 .
كاتب المقال الشيخ/خالد بن عبد الله الفواز
في السعودية أتت من رجل أصله سيخي!!!
حديثنا عن شخصية من الشخصيات التي كان لها دور كبير
في مجال العمل الخيري والعمل الدعوي
ولدقبل ثمانين عاما ً تقريبا في أسرة ثرية
تعيش في شبه القارة الهندية وتحديدا في باكستان
وهذه الأسرة كانت من طائفة السيخ،وكعادة الأسر الثرية
التي تعهدبأبنائها إلى معلمين ومربين يعلمونهم ويربونهم
عهدت هذه الأسرة بابنها إلى معلم مسلم يتربى عنده
تعلَّم هذا الابن وتربى على يد هذا المعلم المسلم
وتلقى منه قيم الإسلام وأخلاقه وعقيدة التوحيد
فما كان منه إلا أن أعلن دخوله في هذا الدين وأسلم لله تعالى.
غضبت أسرته من دخول ابنها في الإسلام فتبرأت منه
ولكن لأن هذا الشاب رضع لبان التجارة وعاشها بفطرته
فقدشق طريقه حتى كوَّن له ثروة مرموقة
تزوج وصار له أبناء،وأدخل أبناءه مدارس تحفيظ القرآن الكريم في بلدته
لكن أبناؤه خذلوه ولم يستمروا في الدراسة
فشعربالحزن،لأن أمله في أن يحفظ أبناؤه القرآن الكريم قد تبخر
شعر مدير المدرسةبالألم الذي أصاب الرجل
من جراء ترك أبنائه تعلم القرآن فطرح عليه فكرة
قال : " أنت تحرص على تعليم أبنائك القرآن،فاعتبر
أن جميع الطلاب الذين في هذه المدرسة هم أبناؤك
فارعهم واحرص على تعليمهم القرآن
وتبنَّ الاهتمام بهم وتطوير هذه المدرسة ".
راقت الفكرة لهذا الرجل" محمديوسف سيتي "
وفكّر في أن يطور هذه المدرسة وأن يجلب لها أفضل المعلمين
من بلادالإسلام،وعندما سأل نفسه:
أين يمكن أن يجد أفضل المعلمين لتعليم القرآن الكريم؟
لم يجد أمامه إلا إجابة واحدة،مكة المكرمة
ستكون الموطن لهؤلاء المعلمين المتميزين.
حزم أمتعته وتوجه إلى مكة يبحث عن معلمين
لكنه فوجئ بأنه لا توجدفي مكةجهةتُعنى بتعليم القرآن الكريم
وإنما هناك مبادرات من أفراد وحِلَق وكتاتيب لتعليم القرآن الكريم
تتناثرفي زوايا المسجد الحرام
فطرح على نفسه سؤالاً:أيهما أَوْلى بالاهتمام؟
مدرسةتُعنى بتعليم القرآن في بلدي أم في المسجد الحرام؟
فلم يجد أمامه إلاإجابة واحدة:المسجد الحرام.
عرض الشيخ محمد يوسف سيتي فكرته في إنشاء
جمعية لتحفيظ القرآن الكريم في مكة المكرمة
على علماءالمسجدالحرام،فتحمسوا لها ودعموها
فكانت أول جمعية لتحفيظ القرآن الكريم
في المملكةالعربية السعودية وذلك عام 1382 هـ
وجلب لها الشيخ مائة معلم من باكستان لتعليم القرآن
وبدأت هذه الجمعية المباركة في رحاب المسجد الحرام
ومساجد مكةالمكرمة.
وبعد سنتين،انتقل الشيخ محمد يوسف سيتي
إلى المسجدالنبوي لنقل فكرة تأسيس جمعية
لتحفيظ القرآن الكريم في المدينة النبوية
وعرض الفكرةعلى علماء المدينة،فرحبوا بهاوتحمسوا لها
وكانت هذه الجمعيةثاني جمعيةلتحفيظ القرآن الكريم
في المدينة في عام 1384 هـ.
نشطت هذه الجمعية في المسجدالنبوي الشريف
وفي مساجد المدينة
حتى أقبل عليها الناس لتعليم أبنائهم كتاب الله تعالى.
وفي عام 1386هـ،انتقل إلى الرياض للفكرةنفسها
ألاوهي إنشاء جمعية القرآن الكريم في مدينةالرياض العاصمة
وعرض الأمر على سماحة مفتي الديار السعودية
الشيخ محمدبن إبراهيم-رحمه الله- آنذاك
فما كان من الشيخ إلا أن رفع الأمرإلى الملك فيصل-رحمه الله-
الذي وافق على الفكرة،وكلّف الشيخ محمدبن إبراهيم
بالإشراف على هذه الجمعية
فاختار الشيخ أحد أبرز تلاميذه النجباء
وهو الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فريان-رحمه الله-
لتأسيس هذه الجمعية وإدارتها.
بدأت هذه الجمعية في مدينة الرياض بخمس حلقات
في مساجد الرياض،ثم توسعت وتوسعت حتى زادطلابها
في وقتنا الحاضر من الذكور والإناث
عن مائة وعشرين ألف طالب وطالبة.
وتوالت إنشاء جمعيات تحفيظ القرآن الكريم
حتى وصل عددها إلى ما يزيد عن 120 جمعية في أنحاء المملكة
كانت تلك البذورالطيبةالتي ابتدأت في مكةثم المدينةثم الرياض
هي النواة لهذه الجمعيات المباركة.
لم يتوقف أثرهذه الفكرةعلى المملكةالعربيةالسعودية
بل تجاوزه إلى أقطار عدة في إنشاء جمعيات متخصصة
في تحفيظ القرآن الكريم
حيث أنشئت في دول الخليج وفي مصر وفي الشام وفي الأردن
بل في فلسطين ولبنان واليمن وغيرها من الجهات
التي تسابقت لإنشاء مثل هذه الجمعيات
وتسابقت للعناية بتربية هذا النشء على القرآن الكريم.
ويكفي هذه الجمعيات فخراً أنها خرجت جيلا ًمباركا ً
من العلماء وطلبة العلم،بل خرّجت جيلا ًمباركا ً
من أئمة المسجد الحرام والمسجد النبوي
الذين يصلي خلفهمالملايين،وتشرئب أعناق الناس
لزيارة بيت الله الحرام وزيارة مسجد نبيه صلى الله عليه وسلم
والصلاة خلف هؤلاء الأئمة المباركين
الذين هم نتاج لتلك الحلقات المباركةالتي
حفظوا فيها كتاب الله سبحانه وتعالى وكانواقدوة في الخير
وقدوة في العمل،وقدوة في الدعوة.
غفر الله له ولمن سانده ودعمه.
المصدر : مجلةالبيان ؛ العدد 253 .
كاتب المقال الشيخ/خالد بن عبد الله الفواز
اسم الموضوع : جمعيات تحفيظ القرآن بالسعودية،،،فكرة تأسيسها
|
المصدر : .: حلقات تحفيظ القرآن :.
