صدى الحجاز
مراقب سابق
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/20.gif');border:10px outset royalblue;"][cell="filter:;"][align=center][align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center](قصة مؤسفة مع حجاج من بورما)[/align][/cell][/tabletext][/align]
في مكة المكرمة مهبط الوحي ومعقل التوحيد، حيث يُفترض أن تكون خالية من صغائر الذنوب فضلاً عن كبائرها فضلاً عن أن يُشرك بالله فيها، يجد المتأمل في أحوالها أيام موسم الحج ألواناً من البدع والشركيات والخرافات يمارسها الحجاج جهلاً منهم في أماكن ومواقع يقصدونها بالزيارات التماساً للأجر والبركة، وتتجلى في ذلك نعمة التوحيد الخالص التي حبانا الله بها في بلاد الحرمين، في حين أن كثيراً من بلاد المسلمين حُرم هذا الخير، فتخبط أهلها في ظلمات الجهل والشرك والبدع.
وتتركز هذه المظاهر السلبية في مواقع وأماكن شهدت قصصاً تاريخية بقيت آثارها إلى يومنا هذا، فمنها:-
1- غار ثور بجل ثور.
2- غار حراء بجبل النور.
3- الشاخص الموجود بأعلى جبل الرحمة بعرفة.
4- مكتبة مكة المكرمة الشهيرة بـ(مكتبة المولد) بغزة، وقد أكَّد الباحثون عدم صحة ولادة النبي صلى الله عليه وسلم تاريخياً في ذلك الموقع.
5- مقبرة المعلاة.
حيث يقصدُ هذه الأماكنَ ألوان وأجناس من الزوار، ليمارسوا فيها أشنع أنواع الشرك والبدع والخرافات والاستغاثات، فيتبركون بالشاخص الموجود بأعلى جبل الرحمة، ويتمسحون بصخور وأحجار جبلي ثور والنور، ويطوفون بمكتبة المولد ويصلون ويسجدون إليها وإن استدبروا الكعبة، ويتمسحون ببابها، ويبكون عند مقبرة المعلاة ويستغيثون بالأموات في خشوع ودموع.
فقامت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشكورة بتوزيع مراكز في هذه الأماكن وتزويدها بأعضاء وعساكر إضافة إلى التعاقد مع مترجمين من طلبة العلم الشرعي من مختلف اللغات، لدعوة وإرشاد الحجاج وتوعيتهم.
ويقوم هؤلاء الطلبة بدورهم بتوزيع المئات بل الآلاف من الكتب المترجمة التي زوَّدهم بها بعض المحسنين جزاهم الله خير الجزاء -.
وكنتُ أُشرِف على التوزيع في المستودع، حيث يأتيني المندوبون من المراكز يومياً، فأقوم بتزويدهم بعشرات الكراتين من تلك الكتب وتسجيلها وإحصائها وما إلى ذلك، وربما قمتُ بعض الأيام بجولات إلى بعض هذه الأماكن، فقمت ذات مرة بزيارة إلى مركز جبل ثور، وقد تعرَّفت إلى بعض الإخوة المترجمين من طلبة علم ومشايخ برماويين - إلى جانب مترجمين من جنسيات أخرى - يبذلون أقصى جهودهم في توزيع ونصح الحجاج مستخدمين ما يتقنونه من اللغات البنغالية والأوردية والبورمية وغيرها، حيث سمعتُ هناك خبراً مؤلماً يتقطع القلب أسىً وحزناً.
ذكر لي أحدهم - ممن عرفته منذ زمن بعيد بحرصه وانهماكه في قراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من أئمة السلف - قصةً مؤلمة وقعت مع حجاج قدموا من بورما:
يقول صاحب القصة:
[align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center]صادفنا أثناء عملنا في مركز جبل ثور حجاجاً قدموا من (ماينمار) بورما، قصدوا هذا الجبل لزيارة الغار الموجود أعلاه، ضمن الحجاج الذين لا تنقطع زياراتهم صباح مساء، ففرحنا ورحبنا بهم، واستقبلناهم خير استقبال، وخططنا لدعوتهم طمعاً في كسبهم وتصحيح بعض المفاهيم والمعتقدات الخاطئة لديهم، وكانوا اثني عشر حاجاً يمثلون الحجاج البورميين، يقوم عليهم أميرٌ لا يكاد أحد أن يتجرأ على مخالفة رأيه.
فدعوناهم على غداءٍ، وبعد أن أكل الجميع افتتحنا مجلسنا بالحمد والثناء على الله، ثم الصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم خيـَّرناهم في مخاطبتهم في اللغة التي يرغبون، فاختاروا اللغة الأوردية نظراً لإجادتهم وإتقانهم لها، فقمت بشرح مبادئ التوحيد الخالص ونبذ كل ما لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع والشركيات وما إلى ذلك بأسلوب لطيف هادئ، دون جرحٍ أو تهجم على أحد، فلما تطرقت إلى (الديوبندية) وأخطائهم ومخالفاتهم للمنهج النبوي الصحيح لم يستحملوا السماع، فقام أميرهم وقطع كلامي صارخاً: نحن ديوبنديون وُلدنا عليه ونحيا عليه ونموت عليه، ثم أمر أتباعه فقاموا ولم يكملوا السماع، بل تهجَّم أميرهم على علماء المملكة الأفاضل أمثال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى والشيخ/ عبد العزيز آل الشيخ وغيرهما، قائلاً: إنما تأخذون دينكم عن العميان، فأنتم لا تعلمون شيئاً، وذكروا أن علماءهم في ديوبند يحذرون حجاجهم القادمين إلى مكة أشد الحذر من الأخذ أو السماع من علماء المملكة، ومن ضلالاتهم على حد تعبيرهم، والله المستعان -.
وبعد هذه النقاشات الحادة غادروا المكان ولم يعودوا.[/align][/cell][/tabletext][/align]وأتساءل ما هي المقترحات والحلول والطرق لتصحيح مفاهيم ومعتقدات أولئك ومَن هُم على مذهبهم في هذه البلاد؟ فإن هناك محاولات من بعضهم لتأصيلها في عقول الناشئة وربطهم بذلك المذهب، وإن كانت هذه المحاولات ضعيفة كوننا في بلاد الحرمين.
أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، وأن يعيدهم إلى رشدهم.[/align][/cell][/tabletext][/align]
في مكة المكرمة مهبط الوحي ومعقل التوحيد، حيث يُفترض أن تكون خالية من صغائر الذنوب فضلاً عن كبائرها فضلاً عن أن يُشرك بالله فيها، يجد المتأمل في أحوالها أيام موسم الحج ألواناً من البدع والشركيات والخرافات يمارسها الحجاج جهلاً منهم في أماكن ومواقع يقصدونها بالزيارات التماساً للأجر والبركة، وتتجلى في ذلك نعمة التوحيد الخالص التي حبانا الله بها في بلاد الحرمين، في حين أن كثيراً من بلاد المسلمين حُرم هذا الخير، فتخبط أهلها في ظلمات الجهل والشرك والبدع.
وتتركز هذه المظاهر السلبية في مواقع وأماكن شهدت قصصاً تاريخية بقيت آثارها إلى يومنا هذا، فمنها:-
1- غار ثور بجل ثور.
2- غار حراء بجبل النور.
3- الشاخص الموجود بأعلى جبل الرحمة بعرفة.
4- مكتبة مكة المكرمة الشهيرة بـ(مكتبة المولد) بغزة، وقد أكَّد الباحثون عدم صحة ولادة النبي صلى الله عليه وسلم تاريخياً في ذلك الموقع.
5- مقبرة المعلاة.
حيث يقصدُ هذه الأماكنَ ألوان وأجناس من الزوار، ليمارسوا فيها أشنع أنواع الشرك والبدع والخرافات والاستغاثات، فيتبركون بالشاخص الموجود بأعلى جبل الرحمة، ويتمسحون بصخور وأحجار جبلي ثور والنور، ويطوفون بمكتبة المولد ويصلون ويسجدون إليها وإن استدبروا الكعبة، ويتمسحون ببابها، ويبكون عند مقبرة المعلاة ويستغيثون بالأموات في خشوع ودموع.
فقامت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشكورة بتوزيع مراكز في هذه الأماكن وتزويدها بأعضاء وعساكر إضافة إلى التعاقد مع مترجمين من طلبة العلم الشرعي من مختلف اللغات، لدعوة وإرشاد الحجاج وتوعيتهم.
ويقوم هؤلاء الطلبة بدورهم بتوزيع المئات بل الآلاف من الكتب المترجمة التي زوَّدهم بها بعض المحسنين جزاهم الله خير الجزاء -.
وكنتُ أُشرِف على التوزيع في المستودع، حيث يأتيني المندوبون من المراكز يومياً، فأقوم بتزويدهم بعشرات الكراتين من تلك الكتب وتسجيلها وإحصائها وما إلى ذلك، وربما قمتُ بعض الأيام بجولات إلى بعض هذه الأماكن، فقمت ذات مرة بزيارة إلى مركز جبل ثور، وقد تعرَّفت إلى بعض الإخوة المترجمين من طلبة علم ومشايخ برماويين - إلى جانب مترجمين من جنسيات أخرى - يبذلون أقصى جهودهم في توزيع ونصح الحجاج مستخدمين ما يتقنونه من اللغات البنغالية والأوردية والبورمية وغيرها، حيث سمعتُ هناك خبراً مؤلماً يتقطع القلب أسىً وحزناً.
ذكر لي أحدهم - ممن عرفته منذ زمن بعيد بحرصه وانهماكه في قراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من أئمة السلف - قصةً مؤلمة وقعت مع حجاج قدموا من بورما:
يقول صاحب القصة:
[align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center]صادفنا أثناء عملنا في مركز جبل ثور حجاجاً قدموا من (ماينمار) بورما، قصدوا هذا الجبل لزيارة الغار الموجود أعلاه، ضمن الحجاج الذين لا تنقطع زياراتهم صباح مساء، ففرحنا ورحبنا بهم، واستقبلناهم خير استقبال، وخططنا لدعوتهم طمعاً في كسبهم وتصحيح بعض المفاهيم والمعتقدات الخاطئة لديهم، وكانوا اثني عشر حاجاً يمثلون الحجاج البورميين، يقوم عليهم أميرٌ لا يكاد أحد أن يتجرأ على مخالفة رأيه.
فدعوناهم على غداءٍ، وبعد أن أكل الجميع افتتحنا مجلسنا بالحمد والثناء على الله، ثم الصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم خيـَّرناهم في مخاطبتهم في اللغة التي يرغبون، فاختاروا اللغة الأوردية نظراً لإجادتهم وإتقانهم لها، فقمت بشرح مبادئ التوحيد الخالص ونبذ كل ما لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع والشركيات وما إلى ذلك بأسلوب لطيف هادئ، دون جرحٍ أو تهجم على أحد، فلما تطرقت إلى (الديوبندية) وأخطائهم ومخالفاتهم للمنهج النبوي الصحيح لم يستحملوا السماع، فقام أميرهم وقطع كلامي صارخاً: نحن ديوبنديون وُلدنا عليه ونحيا عليه ونموت عليه، ثم أمر أتباعه فقاموا ولم يكملوا السماع، بل تهجَّم أميرهم على علماء المملكة الأفاضل أمثال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى والشيخ/ عبد العزيز آل الشيخ وغيرهما، قائلاً: إنما تأخذون دينكم عن العميان، فأنتم لا تعلمون شيئاً، وذكروا أن علماءهم في ديوبند يحذرون حجاجهم القادمين إلى مكة أشد الحذر من الأخذ أو السماع من علماء المملكة، ومن ضلالاتهم على حد تعبيرهم، والله المستعان -.
وبعد هذه النقاشات الحادة غادروا المكان ولم يعودوا.[/align][/cell][/tabletext][/align]وأتساءل ما هي المقترحات والحلول والطرق لتصحيح مفاهيم ومعتقدات أولئك ومَن هُم على مذهبهم في هذه البلاد؟ فإن هناك محاولات من بعضهم لتأصيلها في عقول الناشئة وربطهم بذلك المذهب، وإن كانت هذه المحاولات ضعيفة كوننا في بلاد الحرمين.
أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، وأن يعيدهم إلى رشدهم.[/align][/cell][/tabletext][/align]
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : قصة مؤسفة مع حجاج من بورما
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.