تنبيه على زلة في خطبة الشيخ عبد الرحمن السديس

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

الشفيع

New member
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
446
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:


فقد ساءني جداً ما ورد في خطبة الإمام والخطيب في المسجد الحرام فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس - هدانا الله وإياه - والتي ألقيت يوم الجمعة الموافق 22/ 1 / 1431هـ , من وصف الخونة واللصوص الذين تسببوا في كارثة جدة بأنهم أحفاد ابن اللتبية , مع أن عبدالله بن اللتبية رضي الله عنه صحابي جليل بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم لجمع الزكاة فأهدى له أهل الأموال هدايا خلاف الزكاة , فأخبر بما حصل معتقداً أن الهدية له جائزة وأنه لا يلزمه إلا تسليم الزكاة فقط , فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكم الشرعي وهو عدم جواز أخذه للهدية ولو كان خائناً أو سارقاً لما أخبر بحقيقة الأمر وأخفى الهدية , وقد أشار إلى ذلك الإمام ابن حجر في الفتح ج12/ ص349 حيث قال: ( أن تملكه ما أهدي له إنما كان لعلة كونه عاملاً فأعتقد أن الذي أهدى له يستبد به دون أصحاب الحقوق...) ا. هـ ,حتى ولو قيل بأن ابن اللتبية رضي الله عنه اخطأ فلا يجوز سبّه.


فقد أجمع أهل الحق أنه لايجوز سب أحد من أصحاب الرسول لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه) متفق عليه ,رواه البخاري 3473 ومسلم 2041 , وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن شارب الخمر والزانية عند إقامة الحد عليهما, فقد جاء في بعض روايات قصة الغامدية التي رجمها صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد ومسلم وأبو داود وغيرهم أن خالد بن الوليد أقبل بحجر فرمى رأسها فتلطخ الدم على وجنتيه فسبّها فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبّه إياها فقال : « مَهْلاً يَا خَالِدُ فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ ». ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ.,أخرجه أحمد (5/347 , 348) ومسلم (5/120) وأبو داود (4442).


وقد جيء للنبي صلى الله عليه وسلم برجل شرب الخمر فلعنه بعض الصحابة فقال صلى الله عليه وسلم: ( لاتلعنوه فإنه يُحب الله ورسوله ) رواه البخاري


وتوضيحاً للحق ونصحاً للأمة ولئلا يغتّر أحد بمثل هذا الفعل فيتعرّض لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسب والتنقص, وجب التنبيه على مثل هذا الخطأ وخاصة أنه سُمع من على منبر المسجد الحرام.


نسأل الله للجميع التوفيق والهداية والسداد, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


قاله الفقير إلى الله المنان


عبدالمحسن بن ناصر العبيكان










وهذا نص ماوقع في الخطبة




"


ألا لا لعًا للمتخذين مناصبهم سُلَّمًا للثراء غير المشروع ووظائفهم للانتهاز الممنوع ومن مالئهم بعين مكحولةٍ بالتبسم والرضا وفي الوعيد الرعيد والزجر الشديد يقول المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه : " من استعملنَاهُ على عَملٍ فرزقناه رزقا .. فما أخَذ بعد ذلك فهُو غُلول" أخرجه أبو داود في سننه .


ألا فلْيَعِ هذا أحفاد ابن اللُّتبية المعاصرون .. سلام الله على أهل النزاهة ونظافة اليد في زمنٍ استحكمت فيه غربة هذا المسلك المستد .. والله المستعان .


لم يرْعوا يومًا ولم يتذكَّرُوا *****أنَّ الفسادَ غصُونُه لم تـُورِقِ


وعقابُهم يأْتي ولوْ طالَ المدَى***** بالحقِّ نسمُو دائمًا كي نرْتقِي "
 

الشفيع

New member
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
446
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة
وهذه سيرة عطرة لهذا الصحاب الجليل
عبد الله بن اللتبية الأزدي الزهراني رضي الله عنه

اسمه ونسبه :
هو الصحابي الجليل عبد الله بن اللتبية ، من آل الأسد بن شريك بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب .
وقد ذكر الحافظ بن حجر رحمه الله أن اسمه :" عبدالله بن ثعلبة الأردي .
سبب شهرته :
اشتهر رضي الله عنه بأنه كان من ضمن من استعملهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في جمع الصدقات ، فقد ذكر صاحب كتاب أسد الغابة حديثاً تضمن اسم وصفة هذا الصحابي الأزدي رضي الله عنه فقد ساق حديثاً برواية أبي حميد الساعدي ، والحديث أخرجه أبو نعيم ، وأبوموسى مختصراً قال :" ويذكر فيمن لم يسم من الأبناء إن شاء الله ثم قال: _ أي ابن الأثير ابن اللتبية الأزدي استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقات ".
منهجه في جباية الصدقات ورد النبي صلى الله عليه وسلم على تلك الطريقة :
اجتهد رضي الله عنه في جمع الصدقات ، فأحضر ما جمع من صدقات للنبي عليه الصلاة والسلام ، واستبقى ما أهدي إليه من قبل أصحاب الأموال لنفسه ، فقال هذا لكم وهذا أهدي إلي ، فكان التوجيه النبوي الشريف والحسم في مثل هذه القضايا ، صوناً لأعراض القائمين على جمع الصدقات من التعرض لهم بالقيل والقال في الدنيا والوعيد الشديد يوم القيامة ، فلنستمع إلى تلك الأحاديث من طرقها المتعددة :
قال أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله :" حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا أبو أسامة ، أخبرنا هشام بن عروة ، عن أبيه عن أبي حميد الساعدي _ رضي الله عنه قال : استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأسد على صدقات بني سليم يدعى ابن اللتيبة ، فلما جاء حاسبه ".
وقال أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري رحمه الله : " حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة ، وعمرو الناقد ، وابن أبي عمر ( واللفظ لأبي بكر ) قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عروة ، عن أبي حميد الساعدي ، قال : استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأسد يقال له : ابن اللتبية ، ( قال عمرو ، وابن عمر : على الصدقة ) فلما قدم قال : هذا لكم ، وهذا لي ، أهدي لي ، قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، وقال : " مابال عامل أبعثه فيقول : هذه لكم ، وهذا أهدي لي ، أفلا جلس ( قعد ) في بيت أبيه ، أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا ، والذي نفس محمد بيده ، لا ينال أحد منكم منها شيئاً إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه بعير له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر ، ثم رفعه يده حتى رأينا عفرتي إبطيه ثم قال اللهم هل بلغت مرتين ".
رضي الله عنه وأرضاه ، فقد كان في صنيعه ، توجيهاً له ، ووعيداً لمن آتى ذلك الفعل ، بأنه ينتظره ما ذكر في الحديث من نكال ، نسأل الله العافية
 

أبا المثنى

New member
إنضم
9 أكتوبر 2009
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المملكة العربية السعودية
جزاك الله خيرًا أخانا ( الشفيع ) على نقل هذا الموضوع .

وللفائدة ، حيث سُئل الشيخ العلامة صالح الفوزان - حفظه الله - هذا السؤال :
ما حكم من أحب عالمًا أو داعية، وقال : إني أحبه حبًا كثيرًا، لا أريد أن أسمع أحدًا يرد عليه، وأنا آخذ بكلامه حتى وإن كان مخالفاً للدليل، لأن هذا الشيخ أعرف منا بالدليل ؟
فقال الشيخ :
هذا تعصب ممقوت مذموم، ولا يجوز .
نحن نحب العلماء - و لله الحمد -، ونحب الدعاة في الله - عز وجل -، لكن إذا أخطأ واحد منهم في مسألة فنحن نُبَيِّن الحق في هذه المسألة بالدليل، ولا يُنقص ذلك من محبة المردود عليه، ولا من قدره .
يقول الإمام مالك - رحمه الله - : (( ما مِنَّا إلا رادٌ ومردودٌ عليه؛ إلا صاحب هذا القبر )) .
يعني : رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - .
نحن إذا رددنا على بعض أهل العلم، وبعض الفضلاء؛ ليس معنى هذا أننا نبغضه أو نتنقَّصُه، وإنما نُبَيِّن الصواب، ولهذا يقول بعض العلماء لمَّا أخطأ بعضُ زملائه، قال : (( فلان حبيبُنا، ولكن الحق أحب إلينا منه )) ، هذا هو الطريق الصحيح .
ولا تفهموا أن الرَّد على بعض العلماء في مسألة أخطأ فيها معناه تَنَقُّص له أو بُغض، بل ما زال العلماء يرد بعضُهم على بعض، وهم إخوة ومتحابون .
ولا يجوز لنا أن نأخذ كل ما يقوله الشخص أخذاً مسلّماً؛ أصاب أو أخطأ، لأن هذا تعصُّب .
الذي يؤخذ قوله كله ولا يترك منه شيئاً هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لأنه مبلِّغ عن ربه، لا ينطق عن الهوى، أما غيره فهم يخطئون ويصيبون، وإن كانوا من أفضل الناس، هم مجتهدون يخطئون ويصيبون .
ليس أحد معصومًا من الخطأ إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
يجب أن نعرف هذا، ولا نتكتّم على الخطأ محاباة لفلان، بل علينا أن نُبَيِّن الخطأ .
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( الدين النصيحة ، قلنا : لمن ؟، قال : لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم )) (2) .
وبيان الخطأ من النصيحة للجميع، وأما كتمانه فهو مخالف للنصيحة .
( المصدر كتاب : الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ، مِنْ إجَابَاتِ مَعَالي فضيلة الشَّيخ الدّكتور
صَالحِ بْن فوزان بْن عبد الله الفَوزَان
عُضوُ هَيئة كِبَارِ الْعُلَمَاءِ وَعُضْوُ اللَّجنَةِ الدَّائِمَةِ للإِفْتَاءِ )

 

القائد

New member
إنضم
14 مارس 2010
المشاركات
472
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
ربما الشيخ لم يقصد ذلك.
وشكرا
 

أبا المثنى

New member
إنضم
9 أكتوبر 2009
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المملكة العربية السعودية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أخانا ( القائد ) - وفقه الله - :
هذه زلةٌ من الشيخ السديس - حفظه الله وبارك فيه - ، ولا نظن أنه تعمَّد هذا الخطأ وقصده ؛ لكن هذه الزلة خطأٌ بذاتها ، مهما كان قصدُ صاحبها .
ولأن هذه الزلة حدث علنًا أمام الناس ، وجب بيان الصواب علنًا أيضًا ، حتى لا يضلَّ الناسُ .
وابن اللتبية صحابي جليل ( وقد سبق ترجمته في مشاركة أخينا الشفيع ) .
والحمد لله .
 
أعلى