محسن بن محمد
مراقب سابق
حارات مكة المكرمة القديمة
الحارة : هي مجمع البيوت في حيز معين ويسكنها الناس ، وهي مأخوذة من حار يَحُور ، وهو الدوران والرجوع ، كما قيل في ولد الناقة : حُوار وذلك حين يولد يكون حولها إلى أن يفصل عنها فيصير (فصيل) .
وجمعها حارات ، لا حواري ، كما يقول البعض .
قال أحمد بن إبراهيم الغزاوي : (في بلادنا مناطق كثيرة في كل مدينة يطلق على مجموعها (الحوائر) واحدتها حارة .
ويقولون لجمع الحارة حوائر والصواب حارات ، وكل أهل محلة دنت منازلهم فهم أهل (حارة) لأنهم يحورون إليها أي يرجعون .
وأما (الحوائر) فجمع الحائر ، وهو المكان المطمئن يتحير فيه الماء وأحسب أن حائر الرياض من هذا القبيل وبهذا المعنى .
وما أعظم ما كان لأولاد الحارة الأوائل والأواخر منهم من المناقب والفضائل والفحولة والرجولة والشهامة والمروءة والشجاعة والنجدة وصفات الخير .
فما كان يطفئ الحرائق غيرهم إذا صاحت بهم أرملة أو أسرة (يا رجال النخوة) وذلك قبل أن توجد تجهيزات الإطفاء الحديثة ، وما كان أسرعهم إلى معونة الملهوف والعاجز الضعيف والأرامل مع التقوى والعفة والشرف) . انتهى كلامه من شذرات الذهب .
والحارة هي أصل المدينة والمتمدن والحضارة ، ومنها بوادر المجتمع العريق ، وكثير من الشخصيات العلمية والأدبية وغيرها كانت انطلاقتها من الحارة ، حيث النشأة والتعليم ، وريعان الشباب وعنفوانه ومنها بذور الشهامة والرجولة ، ومنها مبدأ الأصالة والتراث ، وحب الوطن ، ومن الإيمان حب الوطن .
وتكون الحارة في قلب المدينة ، وأهل القرى يسكنون البوادي وهي أطراف المدينة . وقد يسكن أهل البادية المدينة وذلك يرجع لحالتهم المالية وقربهم من المدينة .
فأهل القر يطلقون على المدينة اسم البندر فيقول صاحب البادية ذهبنا إلى البندر ، وهبطنا إلى البندر ، وجئنا من البندر . ومكة هي أم القرى وأم البنادر وأم المدائن ، وهي قبلة المسلمين والحمد لله الذي من على العائلة بهذا الجوار كما قال الشاعر :
أسكنت مكة وارتضيت حماها --- هي مولدي هي منشئي أهواها
أكرم بها وبأرضها وسمائها --- وبماء زمزم ناجعاً غذاها
قد خاب أبرهة الغشوم فلم ينل --- إلا هلاكاً حين رام أذاها
وكان بمكة المكرمة (12) حراة فقط ، وهي الأصلية بينما اليوم أصبحت حارات مكة أكثر من (60) حارة أو حياً ، وذلك بعد صدور القرار الوزاري رقم 2903/2/ع/م وتاريخ 2/7/1415هـ القاضي باعتماد تقسيم أحياء مدينة مكة المكرمة (60) حياً حسب المسميات في البيان التالي :
حي القرارة والنقا حي الشامية والسليمانية حي حارة الباب حي الشبيكة حي أجياد حي الهجلة حي سوق الليل والقشاشية حي شعب عامر حي الحجون حي جرول حي التيسير حي المنصور حي الطنضباوي حي المسفلة حي النكاسة حي مخطط الروابي حي الروضة والششة حي البيبان حي النزهة الشرقية حي النزهة الغربية حي الزهراء حي الهنداوية حي الرصيفة حي مخطط الحمراء حي الإسكان حي الخالدية حي الكعكية حي مخطط السبهاني حي بطحاء قريش حي كدي حي الهجرة حي العزيزية الغربية حي العزيزية الشرقية حي العزيزية الجنوبية حي العوالي الشرقية حي العوالي الغربية حي المشاعر حي ريع ذاخر حي المعابدة حي جبل النور حي العدل حي وادي جليل حي العسيلة حي الخضراء حي الشرائع الغربية حي الشرائع الشرقية حي شرائع المجاهدين حي الزاهر حي الشهداء حي السلامة حي التنعيم حي المدينة الصناعية حي العمرة الجديدة حي النوارية .
أما الحارات القديمة فيه : الشبيكة الشامية السليمانية المسفلة أجياد النقا جرول حارة الباب شعب عامر القرارة المعابدة سوق الليل والقشاشية .
هذه هي الحارات الأصلية القديمة بمكة المكرمة شرفها الله منذ الجاهلية إلى صدر الإسلام إلى يومنا هذا وما يتبعها من معاليم وآثار وأعلام . إلا أن بعض المسميات فيها لم تكن موجودة في تلك الأزمنة ، وإنما استحدثت في القرون المتأخرة . كالمعابدة والسليمانية والشبيكة وحارة الباب وجرول ، ولكن جغرافية هذه الحرات كانت موجودة ضمن العرف القديم ، الذي هو : المعلاة في الشمال ، والمسفلة في الجنوب .
وقد سمى الإمام الطبري (سويقة) حارة عند ذكر الآبار بقوله : (بئر في قطعة أرض كانت مملوكة سابقاً لبني ظهيرة بحارة سويقة من حارات مكة المشرفة) الارج المسكي في التاريخ المكي ص19 .
كما ذكر أيضاً أن (القشاشيةمن حارات مكة المشرفة) نفس المرجع السابق .
وكان هناك تحالف بين أهالي هذه الحارات المكية ، حيث عهد المعاونة الذاتية والمعنوية بين أهلها الخواص ، فهم في الأفراح والأتراح سواء ، وفي الغزعة والنجدة شركاء ، وما ضر أولئك يضر هؤلاء ، وإذا خرج أهل الحارات كلها من مكة إلى المدينة أو جدة أو غيرهما ، اتحدوا جميعاً باسم مكة ، فلا تحالف ولا أحزاب ، وتزول كل مشاحنة وخصومة ويصبح الجميع أصفياء .
وكان تحالف الحارات في غضون القرن الرابع عشر الهجري كالآتي : جياد والقرارة والمعابدة والشبيكة في حلف واحد . شعب عامر والمسفلة والشامية وجرول في حلف واحد . السليمانية والقشاشية وحارة الباب في حلف واحد . والنقا وسوق الليل في حلف واحد .
منقول من :
أول موقع و منتدى عربي للترث و التحف
الحارة : هي مجمع البيوت في حيز معين ويسكنها الناس ، وهي مأخوذة من حار يَحُور ، وهو الدوران والرجوع ، كما قيل في ولد الناقة : حُوار وذلك حين يولد يكون حولها إلى أن يفصل عنها فيصير (فصيل) .
وجمعها حارات ، لا حواري ، كما يقول البعض .
قال أحمد بن إبراهيم الغزاوي : (في بلادنا مناطق كثيرة في كل مدينة يطلق على مجموعها (الحوائر) واحدتها حارة .
ويقولون لجمع الحارة حوائر والصواب حارات ، وكل أهل محلة دنت منازلهم فهم أهل (حارة) لأنهم يحورون إليها أي يرجعون .
وأما (الحوائر) فجمع الحائر ، وهو المكان المطمئن يتحير فيه الماء وأحسب أن حائر الرياض من هذا القبيل وبهذا المعنى .
وما أعظم ما كان لأولاد الحارة الأوائل والأواخر منهم من المناقب والفضائل والفحولة والرجولة والشهامة والمروءة والشجاعة والنجدة وصفات الخير .
فما كان يطفئ الحرائق غيرهم إذا صاحت بهم أرملة أو أسرة (يا رجال النخوة) وذلك قبل أن توجد تجهيزات الإطفاء الحديثة ، وما كان أسرعهم إلى معونة الملهوف والعاجز الضعيف والأرامل مع التقوى والعفة والشرف) . انتهى كلامه من شذرات الذهب .
والحارة هي أصل المدينة والمتمدن والحضارة ، ومنها بوادر المجتمع العريق ، وكثير من الشخصيات العلمية والأدبية وغيرها كانت انطلاقتها من الحارة ، حيث النشأة والتعليم ، وريعان الشباب وعنفوانه ومنها بذور الشهامة والرجولة ، ومنها مبدأ الأصالة والتراث ، وحب الوطن ، ومن الإيمان حب الوطن .
وتكون الحارة في قلب المدينة ، وأهل القرى يسكنون البوادي وهي أطراف المدينة . وقد يسكن أهل البادية المدينة وذلك يرجع لحالتهم المالية وقربهم من المدينة .
فأهل القر يطلقون على المدينة اسم البندر فيقول صاحب البادية ذهبنا إلى البندر ، وهبطنا إلى البندر ، وجئنا من البندر . ومكة هي أم القرى وأم البنادر وأم المدائن ، وهي قبلة المسلمين والحمد لله الذي من على العائلة بهذا الجوار كما قال الشاعر :
أسكنت مكة وارتضيت حماها --- هي مولدي هي منشئي أهواها
أكرم بها وبأرضها وسمائها --- وبماء زمزم ناجعاً غذاها
قد خاب أبرهة الغشوم فلم ينل --- إلا هلاكاً حين رام أذاها
وكان بمكة المكرمة (12) حراة فقط ، وهي الأصلية بينما اليوم أصبحت حارات مكة أكثر من (60) حارة أو حياً ، وذلك بعد صدور القرار الوزاري رقم 2903/2/ع/م وتاريخ 2/7/1415هـ القاضي باعتماد تقسيم أحياء مدينة مكة المكرمة (60) حياً حسب المسميات في البيان التالي :
حي القرارة والنقا حي الشامية والسليمانية حي حارة الباب حي الشبيكة حي أجياد حي الهجلة حي سوق الليل والقشاشية حي شعب عامر حي الحجون حي جرول حي التيسير حي المنصور حي الطنضباوي حي المسفلة حي النكاسة حي مخطط الروابي حي الروضة والششة حي البيبان حي النزهة الشرقية حي النزهة الغربية حي الزهراء حي الهنداوية حي الرصيفة حي مخطط الحمراء حي الإسكان حي الخالدية حي الكعكية حي مخطط السبهاني حي بطحاء قريش حي كدي حي الهجرة حي العزيزية الغربية حي العزيزية الشرقية حي العزيزية الجنوبية حي العوالي الشرقية حي العوالي الغربية حي المشاعر حي ريع ذاخر حي المعابدة حي جبل النور حي العدل حي وادي جليل حي العسيلة حي الخضراء حي الشرائع الغربية حي الشرائع الشرقية حي شرائع المجاهدين حي الزاهر حي الشهداء حي السلامة حي التنعيم حي المدينة الصناعية حي العمرة الجديدة حي النوارية .
أما الحارات القديمة فيه : الشبيكة الشامية السليمانية المسفلة أجياد النقا جرول حارة الباب شعب عامر القرارة المعابدة سوق الليل والقشاشية .
هذه هي الحارات الأصلية القديمة بمكة المكرمة شرفها الله منذ الجاهلية إلى صدر الإسلام إلى يومنا هذا وما يتبعها من معاليم وآثار وأعلام . إلا أن بعض المسميات فيها لم تكن موجودة في تلك الأزمنة ، وإنما استحدثت في القرون المتأخرة . كالمعابدة والسليمانية والشبيكة وحارة الباب وجرول ، ولكن جغرافية هذه الحرات كانت موجودة ضمن العرف القديم ، الذي هو : المعلاة في الشمال ، والمسفلة في الجنوب .
وقد سمى الإمام الطبري (سويقة) حارة عند ذكر الآبار بقوله : (بئر في قطعة أرض كانت مملوكة سابقاً لبني ظهيرة بحارة سويقة من حارات مكة المشرفة) الارج المسكي في التاريخ المكي ص19 .
كما ذكر أيضاً أن (القشاشيةمن حارات مكة المشرفة) نفس المرجع السابق .
وكان هناك تحالف بين أهالي هذه الحارات المكية ، حيث عهد المعاونة الذاتية والمعنوية بين أهلها الخواص ، فهم في الأفراح والأتراح سواء ، وفي الغزعة والنجدة شركاء ، وما ضر أولئك يضر هؤلاء ، وإذا خرج أهل الحارات كلها من مكة إلى المدينة أو جدة أو غيرهما ، اتحدوا جميعاً باسم مكة ، فلا تحالف ولا أحزاب ، وتزول كل مشاحنة وخصومة ويصبح الجميع أصفياء .
وكان تحالف الحارات في غضون القرن الرابع عشر الهجري كالآتي : جياد والقرارة والمعابدة والشبيكة في حلف واحد . شعب عامر والمسفلة والشامية وجرول في حلف واحد . السليمانية والقشاشية وحارة الباب في حلف واحد . والنقا وسوق الليل في حلف واحد .
منقول من :
أول موقع و منتدى عربي للترث و التحف
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : حواري مكة المكرمة القديمة
|
المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.