مقالة رائعة: قصة عامر

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

عطا الله نور

مستشار المنتدى
إنضم
22 مارس 2009
المشاركات
317
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
السعودية
logo-week.png


hani_nagshbandi.jpg

هاني نقشبندي

قصة عامر
عامر هو صديق قديم يكبرني بعام واحد، ولد في نفس المدينة التي ولدت فيها أنا وفي نفس الشهر تقريبا. تفرقنا ثم اجتمعنا مرة أخرى في الثانوية العامة. حصل هو على امتياز من القسم العلمي وحصلت أنا على مقبول في القسم الأدبي. واصلت تعليمي في الجامعة، وبقي عامر لعامين يبحث عن جامعة تؤويه. كان يحب الطب، ولم يجد أمامه سوى جامعات موسكو. انقطعت أخباره إلى أن سمعت بحصوله على جائزة رفيعة المستوى من ألمانيا بعد أن اكتشف شيئا له علاقة بالخريطة الوراثية للإنسان. وهو يعد اليوم واحدا من كبار علماء الجينات الإنسانية في العالم، تفخر به وتستضيفه الجامعات والمحافل الدولية.
لكن، لماذا لم يتمكن عامر من مواصلة تعليمه الجامعي في السعودية؟
لأنه لم يكن سعوديا، رغم أنه ولد ونشأ وشرب ثقافة البلد منذ تفتحت عيناه على الدنيا.
لست أعلم عدد سكان السعودية على وجه الدقة، وقد سمعت أكثر من رقم متناقض، فتارة هو 16 مليون إنسان، وتارة يتخطى العشرين. وهنا أسأل: كم هو عدد المواطنين من هذا الرقم؟
السؤال الأهم هو كم عدد الوطنيين؟

ذلك أن هناك فرقا بين الوطنية والمواطنة، ونحن إذا افترضنا أن كل مواطن هو وطني مخلص، فلست أعتقد أن كل من هو غير مواطن تنقصه الوطنية السعودية.
هناك من يعيش هنا منذ أربعة أو خمسة عقود، أي أننا نتحدث عن جيل أو جيلين لا يعرف غير السعودية وطنا ولا يحب سواها رغم هذا لا يزال يعامل معاملة الوافدين.
الانتماء لوطن لا يتحقق بالجنسية فقط، إذ كثيرا ما تحلى الناس بجنسية بلد لا يدينون له بالولاء، والعكس بالعكس.
عندما نستبعد هذه الفئة من إعطائها هوية وطنية، فنحن نفقد الكثير من العقول والإمكانات. فبخلاف عامر، هناك المهندسون والعلماء والرياضيون الذين يحول دون بقائهم في السعودية استثناؤهم من جنسيتها رغم أنهم قضوا حياتهم كلها فيها.
الوطن شاسع فيه الكثير من الخيرات. وأقول ذلك لمن يعتقد أن البطالة ستزداد أو أن نصيب الفرد سيتضاءل من ثروات البلاد إن وزعت على عدد أكبر مما هو عليه الآن. تلك نظرة خاطئة اقتصاديا وعمليا. فالسعودية تخطط لتنويع مصادر الدخل، واستراتيجية حكيمة كهذه تحتاج إلى تنوع في العقول أيضا.
أعرف أن هناك قائمة تحدد بالنقاط من يستحق الجنسية ولا يستحقها، لكني أعتقد أنه يجب إعادة النظر في تلك النقاط كي نستفيد من فئة، بل فئات كثيرة، لا تعرف غير السعودية وطنا وانتماء وثقافة طوال حياتها.
nakshabandih@yahoo.com

عكاظ
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100122/Con20100122328294.htm
 

Guess who am I

مستشارة المنتدى
إنضم
15 مايو 2009
المشاركات
392
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
Heart of Universe
تعليقي في موقع الصحيفة :

أم سلمان - معلمة لغة انجليزية : ما أبلغه من قول .. بارك الله فيكم
بعد نظر وحكمة بالغة في أن نفكر جدياً في استثمار ما بين أيدينا من طاقات ومهارات ترزح في طي النكران والإهدار .. أليس من نعرفه خير ممن نجهله .. وهؤلاء المواليد هنا أبناؤنا تشربوا فكرنا واعتنقوا ثقافتنا وتشبعوا بالولاء للوطن .. لأنهم ببساطة يستشعرون الجميل ولا يعرفون لهم غيره موطنا .. فمتى تكون هذه الإلتفاتة الإنسانية نحو هؤلاء المحرومين .. المنسيين .. ولا أدل على ذلك من الشباب البرماويين ذوي الهمم العالية والمهارات المبدعة في شتى المجالات ويشهد لهم كل من يتعامل معهم ويقدر تلك القدرات .. دمتم بخير

طبعاً هذا بعد تعليق أخونا القدير عطا نور .. بارك الله فيه ..
 

أركاني

New member
إنضم
8 يوليو 2009
المشاركات
56
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
أضفنا تعليقاً على هذا الخبر في الصحيفة الناشرة فيه خير ونفع لهذه الجالية المسكينة لكن التعليق لم ينزل بعد .

عنوان التعليق ( عامر برماوي شأنه شأن عامرنا هذا )

مفاد التعليق :

[ تحية طيبة لأستاذنا القدير
في الحقيقة يسرني مشاطرتك الرأي بذكر قصة عامر برماوي من المدينة المنورة حدثني عنه قريبه الذي صادفته في مركب وقد تجاذبنا أطراف الحديث فأخبرني عن شأن قريبه أنه متفوق في المجال العلمي وقد تخرج من الثانوية ولم يتمكن من مواصلة تعليمه الجامعي فما كان منه إلا أن تقدم إلى السفارة الألمانية طالباً منها منحة دراسية في تخصص الطب وبالفعل وفقه الله لها وأتم دراسته في طب الجراحة وهو الآن استشاري جراحة في أكبر مستشفيات ألمانيا وقد تجنس بالجنسية الألمانية متزوجاً منهم .]
 
التعديل الأخير:
إنضم
9 مايو 2009
المشاركات
441
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
59
أشكرك أخي العزيزعطا
إذا كان هناك علم يرفف للجالية البرماوية فأنت شعلة ذاك العلم ،
بارك الله فيك وفي هاني نقشبندي،
الكاتب القديروالصديق الوفي لعامر(بطل القصة)
 
التعديل الأخير:
أعلى