احك لطفلك حكاية : رجل من قش !

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

فتى أراكان

, مراقب قسم ساحة الرأي
إنضم
18 يونيو 2009
المشاركات
692
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
على ذروة جبل مكي
[align=center][tabletext="width:60%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/5.gif');"][cell="filter:;"][align=center]رجلٌ من قشّ ![/align][/cell][/tabletext][/align]
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/15.gif');"][cell="filter:;"][align=justify]في قريتنا كَرْمٌ فسيح ، يملكه " سحلول " البخيل .. حلَّ فصلُ الصيف، وأينعتْ عناقيدُ العنب ..
فرحتِ العصافيرُ كثيراً، وطارتْ مسرعةً إلى الكرم ، وعندما صارتْ قربه قال عصفورٌ مُحذِّراً :
- ها هوذا رجلٌ يقفُ وسطَ الكرم!
قال آخر :
- في يده بندقية!
قال ثالث :
- يجب ُ ألاّ نعرّضَ أنفسنا للخطر ..
خافتِ العصافيرُ، وولَّتْ هاربةً..
في اليوم الثاني ..
استفاقتِ العصافيرُ باكراً، وهرعَتْ إلى الكرم، آملةً أنْ تصله، قبلَ الرجل المخيف.. وهناك.. فوجئَتْ برؤيةِ الرجلِ واقفاً، لم يبارحْ مكانه! رمقَتْ بندقيته خائفةً وانصرفتْ حزينةً ..
غابَتْ أيّاماً.. ملَّتِ الصبرَ والانتظار، ازداد شوقها إلى الكرم، قصدَتهُ من جديد.. وكم كانتْ دهشتها عظيمةً ، حينما شاهدَتِ الرجلَ منتصباً، في مكانه نفسِهْ، كأنَّهُ تمثال!
لم تجرؤ العصافيرُ على دخولِ الكرمِ.. لبثتْ ترقبُ الرجلَ عن بُعد.. مرَّ وقتٌ طويل..لم ينتقل الرجلُ من مكانه ..
قال عصفورٌ ذكيّ :
- هذا ليس رجلاً !
قال آخر :
- أجل ... إنَّهُ لا يتحرَّك!
قالتْ عصفورة:
- عدَّةُ أيامْ مضتْ، وهو جامدٌ مكانه !
قال عصفورٌ جريء:
- سأمضي نحوه ،لأكشفَ أمره ..
وقالتْ له أمُّهُ :
- أتُلقي بنفسك إلى التهلكة ؟!
قال العصفور الجريء:
- في سبيل قومي العصافير، تهونُ كلُّ تضحية ...
ثم اندفعَ بشجاعةٍ تجاه الرجل .. نزلَ قريباً منه ..تقدَّم نحوه حذِراً.. لم يتحرَّكِ الرجل ... تفرَّسَ في بندقيته.. ضحكَ من أعماقه .. إنَّها عودٌ يابس!
حدَّقَ إلى وجههِ، لم يرَ له عينين ... اطمأنَّ قلبه .. خاطبه ساخراً :
- مرحباً يا صاحب البندقية!
لم يردَّ الرجل.. كلَّمهُ ثانيةً ..لم يردَّ أيضاً ..
قال العصفورُ هازئاً :
- الرجلُ الحقيقيّ، له فمٌ يُفتّحُ، وصوتٌ يُسمع!
طارَ العصفور.. حطَّ على قبعةِ الرجلِ.. لم يتحرَّك.. نقرَهُ بقوّةٍ ... لم يتحرَّك.. شدَّ قبعته، فارتمت أرضاً ...
شاهدتْ ذلك العصافيرُ، فضحكتْ مسرورةً، وطارتْ صَوْبَ رفيقها، ثم هبطتْ جميعها فوق الرجل ...
شرعتْ تتجاذبه بالمخالبِ والمناقير.. انطرحَ أرضاً.. اعتلَتً صدره، تنقره وتهبشه ... انحسرَ رداؤهُ ,... تكشَّفَ عن قشِّ يابس !!
قالت العصافيرُ ساخرة :
- إنَّهُ محشوُّ بالقَشّ ...
قالتْ عصفورة :
- كم خفنا من شاخصٍ لا يُخيف!
قال آخر :
- لولا إقدامُ رفيقنا، لظللنا نعيشُ في خوف .
قال عصفورٌ صغير :
- ياللعجب.. كان مظهره يدلُّ على أنَّهُ رجل!
قال له أبوه :
- لن تخدعنا بعدَ اليومِ المظاهر ..
غرَّدت العصافيرُ، مبتهجةً بهذا الانتصار، ثم دخلَتْ بينَ الدوالي ، فاحتضنتها الأغصان بحبٍّ وحنان ..
* * *​

منقول بالنص من كتاب (نزهة فرح) قصص للأطفال ، بقلم : عارف الخطيب ..[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
 

فتى أراكان

, مراقب قسم ساحة الرأي
إنضم
18 يونيو 2009
المشاركات
692
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
على ذروة جبل مكي
[align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]مرحباً أيها المتشرد .. شكراً على مرورك .. أعلق عليها إن سمحت قبل الإتيان بالمزيد من أمثالها ، محاولاً استنباط ما يستفاد منها ، بدءاً بعنوانها .. صحيح أنها كتبت وألّفت للأطفال ، ولكنها لا تخلو من فوائد وحكم يستفيد منها الرجال :
- (رجل من قش!) : وما أكثر الرجال الذين يعيشون بيننا في الدنيا من هذا القش الذي لا قيمة له بين الأشياء ، ولا يكاد يساوي شيئاً . يزاحموننا في العيش على البسيطة ، ويرزأوننا مالاً ووقتاً وجهداً ، ولا ينفعوننا بشيء ينتجونه ويقدمونه لنا ، ويساهمون به في إثراء حياتنا . نسأل الله أن لا نكون منهم .
- (في سبيل قومي تهون كل تضحية) : قالها أحد العصافير لأمه يشجعها على تحمل تبعات التضحية والفداء كما يفعل أطفال فلسطين مع أمهاتهم ! لله درهم ! (يا ليتني كنت معهم ، فأفوز فوزاً عظيماً) !
ربما كان هذا العصفور المبادر من بين كل العصافير التي في سربه أصغرهم سناً ، وأضعفهم جسماً ، وأقلهم خبرة ؛ لكن الذي رفع قدره وأعلى شأنه بين بني جنسه أنه كان أقواهم قلباً ، وأشجعهم نفساً ، وأسرعهم مبادرة ، وأكثرهم استعداداً للتضحية والفداء في سبيل جماعته . ما قيمة حياة الفرد إن لم تسخَّر وتبذل بسرور وطيب نفس في خدمة الجماعة أياً كانت هذه الجماعة : أمة أو مجتمعا أو جالية أو حتى أسرة صغيرة؟ نسأل الله أن يجعلنا كذلك .
- (الرجلُ الحقيقيّ له فمٌ يُفتحُ وصوتٌ يُسمع !) : له رأي حر ، وتفكير مستقل عن آراء الآخرين . له شخصية قوية متفردة ، وبصمة خاصة يمتاز ويتميز بها عن الآخرين .. وليس كالذي ذكر في الحديث إمّعة أحسن إن أحسن الناس وإلا أساء إن أساؤوا ، وليس له من فضيلة الإجتهاد وبذل الجهد في العمل شيء . نعوذ بالله أن نكون مثله .
- (لولا إقدامُ رفيقنا ، لظللنا نعيشُ في خوف) : وكذلك اليوم نحن !! فمن فتى من بني قومي يقولها ، ويصيح بها؟ :
- أنا لها ! أنا لها !
- (لن تخدعنا بعد اليوم المظاهر) : وما أكثرها في حياتنا ! وما أشد وطأتها على قلوبنا وعقولنا ! وما أعظم خضوعنا لبريقها ولمعانها؟ وأكبرها خطراً وأعظمها شراً في نظري على مستوى جاليتنا أنّا حفظنا القرآن واغتررنا بحفظه ، وتكسبنا المال بتحفيظه وإمامة الناس به ، ولم نصرف شيئاً من جهودنا في فهم تفسيره وتدبره ، للعمل به وتطبيقه في حياتنا ؛ ولذلك رأينا من يحفظ القرآن ويحفِّظه ولا يتورّع عن استغلال طلابه في المسجد الذي يحفِّظ فيه؟ رأينا من يحفظه ويتغنى به ويتلوه رطباً ندياً كما نزل ، وينتزع إعجاب الناس وثناءهم بحسن صوته ، ثم لا شيء بعد ذلك من أثر القرآن في حياته ، هو ومن لم يحفظ القرآن سيان ، كأن لا فرق بينهما ، كلاهما يكذب ويغتاب و... إلخ ، وربما كان أسوأ منه و(ألعن) ؛ بحيث يجعلك تبصر أمامك نموذجاً حياً لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن أصناف من الناس في أمته حين قال : (رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه) نعوذ بالله أن نكون منهم .
هذا مثال واحد فقط لما ابتلينا به من الانخداع بالمظاهر البراقة الزائفة في حياتنا ، وما أكثرها من حولنا ! أسعد لو تفضل بعض أحبتي من أعضاء المنتدى بالتفكير فيها ، وإتيانها هنا ، لتعم الفائدة بها ..
وكذلك ينبغي أن نقرأ في حياتنا : نمعن فيما نقرأ ، وننفذ إلى ما تحت السطور ، ونغوص إلى الأعماق ، لنخرج منها بجواهر ودرر هي أنفع لنا من البقاء على السطح ، والفرح الساذج بما يبدو عليه من قواقع وأسماك ملونة . نسأل الله أن يعلمنا كيف نفعل ذلك .[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
 
التعديل الأخير:

عبده درويش

Active member
إنضم
28 يونيو 2009
المشاركات
2,400
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
مكة
%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%88%D8%B1.gif
 
أعلى