بسم الله الرحمن الرحيم
تحية عطرها ملؤها الحب والوئام إلى جميع قراء هذا الموضوع وإلى جميع أعضاء هذا الصرح الاجتماعي الشامل.
وقبل أن أبدأ في الموضوع أود أن أعتذر من الإخوة الأفاضل ومن الأساتذة الكرام الذين لهم باع طويل في صياغة العبارات وتقديمها للقارئ على مائدة أدبية جميلة، يتذوقها أصحاب الذوق الرفيع، وينساب فيها من هم دون ذلك، أعتذر بأنني لا أحسن ذلك -وهذا نقص في- لكن ليس معنى هذا أن أسكت ولا أعبر عما أجده في خلجات صدري، بل أرى لزاما علي أن أعبر بلغتي البسيطة السهلة، فالمقصود إيصال الفكرة.
أيها الأحبة: الموضوع الذي أريد التطرق إليه هو: التأمل في أسباب قلة طلبة العلم.
في الحقيقة كلنا نتفق على أن طلبة العلم من أبناء جاليتنا قليلون جدا، ولا أقصد بطلبة العلم هنا من هو بملتحق بمدرسة أو تحفيظ، فهؤلاء كثر وكلهم طلبة علم إن شاء الله، لكني لا أقصد هؤلاء وإنما أقصد طلبة علم بما تعنيه هذه الكلمة من معنى، فهم الذين لديهم هدف واضح يريدون الوصول إليه من خلال منهج واضح، لا الذين يبدؤون كل صباح في مادة وينتهون منها في المساء من دون أن يقرأ من الكتاب غير المقدمة، ولا الذين يدرسون المادة الواحدة خمس عشرة سنة كل أسبوع درس أو أسبوعين فمتى هذا يتحصل على العلم؟
فهنا أحرر محل النزاع في هذه القضية: وهو أن المقصود بطلبة العلم هم الذين يطلبون العلم بما تعنيه هذه الكلمة وليس هذا مقام التفصيل فيه، لكن يا ترى مالسبب في ندرة هؤلاء؟
أعتقد أننا مقصرون جدا في البحث عن هذه الأسباب وقد يكون سبب هذا لأننا لا نعترف أصلا بهذه الحقيقة المرة، فكم من اجتماع قد أقمناه لأجل أشياء بسيطة، وكم هي الاجتماعات! لكن لم نقم ولو اجتماعا واحدا بخصوص هذا الموضوع، وأنا هنا لا أقلل من شأن الاجتماعات ولا عمل الإخوة، فهم يقومون بأعمال جبارة وهائلة ولولا الله ثم هم لما وصلت الجالية إلى ما وصلت، ولا أنني لا أحبهم بل كتابتي هذه ليس إلا حبا فيهم وأنا أعتز أنني أعمل معهم كأخ صغير لهم، لكن لا بد أن نشخص أمراضنا لمعالجتها، فلنتحاور في هذه القضية، وقد أكون مجحفا أو غير محقا وهذا لا يهم وإنما المهم أن نتأمل في قضايانا الكبرى ونجعلها في عين الاعتبار، أما نغفل أو نتغافل فهذا لا أظنه في صالحنا
وأقرب مثال على أن شبابنا -وللأسف الشديد- لا يريدون الدراسة التي فيها تعب ومواصلة الليل بالنهار وفيها اغتراب وبعد عن الأهل والأصدقاء أن الطالب بعد الثانوية يبحث له عن أي عمل يحصل من خلاله رزقه (هذا هو الأهم الأكبر لأكثر شبابنا بعد التخرج) لكن كيف يطور نفسه ويواصل مسيرته، وإن لم يستطع هنا ففي البلدان المجاورة التي فيها منح دراسية فلا أحد يفكر في هذا ولو سئل أحدهم لقال ليس لدي من يساعدني على توفير هذه المبالغ وهذا أكبر عذر ومع أن هذا العذر له وقعه إلا أن بإمكان الإنسان الطموح مجاوزته (وهنا سؤال أيضا: لم لا يهتم الإخوة بهذا المجال دعم الشباب لطلب العلم فبما أنهم ولله الحمد يدعمون الأرامل والأيتام ومدرسي التحافيظ وهذا شيء حسن أظن أن بإمكانهم كذلك دعم طلبة العلم الفقراء الذين يواصلون الطلب لا الذين يريدون الدعم ليتقووا به في النوم)
ومن الغريب أن الدعاة كلهم أو أغلبهم لا يتطرقون إلى هذا الموضوع وإن تطرقوا فمرور عابر أما تحميس الشباب لطلب العلم ورفع همهم ودفع الغالي والنفيس من أجله وتخصيص حلقات مثلا ورفع وعي أولياء الأمور فلا نرى ذلك في دعاتنا وللأسف.
فهذه خواطر خطرت فقلت لعل لست الوحيد الذي أتألم من هذا ولست الوحيد الذي يفكر في هذا فلعل هذا الموضوع بادرة خير نجتمع لأن نتحاور فيه فيخرج كل غيور على دينه وعلى أمته ما تمر به من خواطر وأفكار وأسباب.
وأعتذر من الجميع إن تجرأت أو تجاوزت أو جرحت شخصا أو هضمت حق أحد في هذا الموضوع.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينور بصائرنا بالعلم وأن ينور قلوبنا بالتقوى.
تحية عطرها ملؤها الحب والوئام إلى جميع قراء هذا الموضوع وإلى جميع أعضاء هذا الصرح الاجتماعي الشامل.
وقبل أن أبدأ في الموضوع أود أن أعتذر من الإخوة الأفاضل ومن الأساتذة الكرام الذين لهم باع طويل في صياغة العبارات وتقديمها للقارئ على مائدة أدبية جميلة، يتذوقها أصحاب الذوق الرفيع، وينساب فيها من هم دون ذلك، أعتذر بأنني لا أحسن ذلك -وهذا نقص في- لكن ليس معنى هذا أن أسكت ولا أعبر عما أجده في خلجات صدري، بل أرى لزاما علي أن أعبر بلغتي البسيطة السهلة، فالمقصود إيصال الفكرة.
أيها الأحبة: الموضوع الذي أريد التطرق إليه هو: التأمل في أسباب قلة طلبة العلم.
في الحقيقة كلنا نتفق على أن طلبة العلم من أبناء جاليتنا قليلون جدا، ولا أقصد بطلبة العلم هنا من هو بملتحق بمدرسة أو تحفيظ، فهؤلاء كثر وكلهم طلبة علم إن شاء الله، لكني لا أقصد هؤلاء وإنما أقصد طلبة علم بما تعنيه هذه الكلمة من معنى، فهم الذين لديهم هدف واضح يريدون الوصول إليه من خلال منهج واضح، لا الذين يبدؤون كل صباح في مادة وينتهون منها في المساء من دون أن يقرأ من الكتاب غير المقدمة، ولا الذين يدرسون المادة الواحدة خمس عشرة سنة كل أسبوع درس أو أسبوعين فمتى هذا يتحصل على العلم؟
فهنا أحرر محل النزاع في هذه القضية: وهو أن المقصود بطلبة العلم هم الذين يطلبون العلم بما تعنيه هذه الكلمة وليس هذا مقام التفصيل فيه، لكن يا ترى مالسبب في ندرة هؤلاء؟
أعتقد أننا مقصرون جدا في البحث عن هذه الأسباب وقد يكون سبب هذا لأننا لا نعترف أصلا بهذه الحقيقة المرة، فكم من اجتماع قد أقمناه لأجل أشياء بسيطة، وكم هي الاجتماعات! لكن لم نقم ولو اجتماعا واحدا بخصوص هذا الموضوع، وأنا هنا لا أقلل من شأن الاجتماعات ولا عمل الإخوة، فهم يقومون بأعمال جبارة وهائلة ولولا الله ثم هم لما وصلت الجالية إلى ما وصلت، ولا أنني لا أحبهم بل كتابتي هذه ليس إلا حبا فيهم وأنا أعتز أنني أعمل معهم كأخ صغير لهم، لكن لا بد أن نشخص أمراضنا لمعالجتها، فلنتحاور في هذه القضية، وقد أكون مجحفا أو غير محقا وهذا لا يهم وإنما المهم أن نتأمل في قضايانا الكبرى ونجعلها في عين الاعتبار، أما نغفل أو نتغافل فهذا لا أظنه في صالحنا
وأقرب مثال على أن شبابنا -وللأسف الشديد- لا يريدون الدراسة التي فيها تعب ومواصلة الليل بالنهار وفيها اغتراب وبعد عن الأهل والأصدقاء أن الطالب بعد الثانوية يبحث له عن أي عمل يحصل من خلاله رزقه (هذا هو الأهم الأكبر لأكثر شبابنا بعد التخرج) لكن كيف يطور نفسه ويواصل مسيرته، وإن لم يستطع هنا ففي البلدان المجاورة التي فيها منح دراسية فلا أحد يفكر في هذا ولو سئل أحدهم لقال ليس لدي من يساعدني على توفير هذه المبالغ وهذا أكبر عذر ومع أن هذا العذر له وقعه إلا أن بإمكان الإنسان الطموح مجاوزته (وهنا سؤال أيضا: لم لا يهتم الإخوة بهذا المجال دعم الشباب لطلب العلم فبما أنهم ولله الحمد يدعمون الأرامل والأيتام ومدرسي التحافيظ وهذا شيء حسن أظن أن بإمكانهم كذلك دعم طلبة العلم الفقراء الذين يواصلون الطلب لا الذين يريدون الدعم ليتقووا به في النوم)
ومن الغريب أن الدعاة كلهم أو أغلبهم لا يتطرقون إلى هذا الموضوع وإن تطرقوا فمرور عابر أما تحميس الشباب لطلب العلم ورفع همهم ودفع الغالي والنفيس من أجله وتخصيص حلقات مثلا ورفع وعي أولياء الأمور فلا نرى ذلك في دعاتنا وللأسف.
فهذه خواطر خطرت فقلت لعل لست الوحيد الذي أتألم من هذا ولست الوحيد الذي يفكر في هذا فلعل هذا الموضوع بادرة خير نجتمع لأن نتحاور فيه فيخرج كل غيور على دينه وعلى أمته ما تمر به من خواطر وأفكار وأسباب.
وأعتذر من الجميع إن تجرأت أو تجاوزت أو جرحت شخصا أو هضمت حق أحد في هذا الموضوع.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينور بصائرنا بالعلم وأن ينور قلوبنا بالتقوى.
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : التأمل في أسباب قلة طلبة العلم
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.