رسالة الوداع الأولى والأخيرة من فتاة لخطيبها ...

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
917
مستوى التفاعل
4
النقاط
0


قابلني صديقي البارحة .. وحدثني بقصة حزينة مؤلمة عن فتاة من قريباته .. تقدم لها شاب يريد خطبتها .. وبعد مشاورات الأهالي تم الاتفاق بينهما .. ونظر الخاطب إلى مخطوبته .. وكأن الأرواح قد ألفت بعضها .. وظهرت نتائج التحاليل الطبية .. تزف البشرى بيوم جميل .. ولقاء عبق في عش الزوجية .. وقد بنى كل طرف في شريكه قصراً من الخيالات .. وسبحا معاً في نهرٍ من الأمنيات الرقراقة .. وقبيل موعد العقد بلحظات .. أرسل هذا الخاطب مفاجأته الساخنة .. وأعلن انسحابه الكامل .. وأعلى راية الوداع المبكر .. لأسباب مجهولة .. فسقطت هذه المسكينة تلملم جراحها .. وتكفكف دموعها لفرحة لم تتم .. وبسمة لم تكتمل ...
فتخيلتُ هذه الفتاة وهي تبعث برسالتها الأولى والأخيرة لخطيبها وتقول:


خطيبي العزيز : سلام الله عليك ورحمته وبركاته

بداية أبدي لك أسفي بأن أقتطع جزءاً من وقتك لأطلب منك قراءة هذه الرسالة التي كتبتها بكل جارحة من جوارحي .. وصببتُ فيها من لوعاتي ما لو صُبّ على جبل لأصبح تراباً .. فتأمل قليلاً في أحرفي .. وأرعني اهتمامك فقد نادى منادي الفراق قبل الوصال .. ولم يبق من علاقتنا سوى ذكريات مرّة تسكن مخيلتي سينطفئ بريقها عن قريب فلا تقلق عليّ كثيراً .. وإنما هذه الكلمات نفثات صدر حرّى .. وومضات قلب صغير تأوه من هول الصدمة .. فتقبلها ..
خطيبي: لقد كانت لحظةً من أمتع لحظات حياتي وأحلاها .. حين جاءت من تطلب موافقتي على الزواج منك .. حين طرقت بابنا طالباً يدي .. وكم عشتُ لحظات الرجاء والخوف والترقب لأعرف من تكون .. ومن أنت .. وكيف جئت .. ومن كان دليلك .. كم كنت مشوقةً لأعرف عنك أي شيء .. نعم أي شيء.. ولو أن أعرف أحرف اسمك فقط .. لكي أنسج من كل حرفٍ من حروفه لوحة فنية تعبّر عن حبي وعن آمالي وأمنياتي .. أتعرف ما معنى أن يتقدم عريس لفتاة في مثل سني؟ إنه حلم وأمنية أعيشها وتعيشها كل فتاة !! إنها الهدية المنتظرة ممن فطرنا على غريزة الزواج والبحث عن السكن ..
آهٍ على تلك الساعة المتأخرة من الليلة الماضية .. وقبل الفجر بساعات كنت في حجرتي وحيدة أفكّر فيك .. وأعيش لحظات الحلم بلقائك .. لا أدري كيف تصرفت لا شعورياً وأخذت ورقة وقلماً وبدأت أكتب .. الغريب أنني لأول مرة أحاول أن أعبّر ما بداخلي على تلك الورقة .. وفي حياتي لم أكتب قبل تلك اللحظة رسالة واحدة أو سطراً غرامياً لأحد قبلك .. ولكنها قريحتي التي تشبعت بحبك آنذاك .. جادت علي برسالة غرامية كتبتها لك بكل أحاسيسي .. بكل مشاعري .. بكل ما أحمله من عاطفة .. زينتها بفيض شوقي وحرارة وجدي .. آهٍ ما أقسى تلك الرسالة حين أتذكرها الآن .. لقد أحرقتها بكل قسوة !! .. كما أحرقتني بكل قسوة !! ..
واهاً لتلك البطاقة الحمراء ذات الخلفية الكستنائية الممزوجة بالأكاليل الفضية .. التي رششتها بعطري الخاص .. وكتبت لك فيها دعوة لحضور اللقاء الأول بيننا بعد عقد النكاح ..علّها تكسر بعض الحواجز بيني وبينك .. لم أستطع أن أتلفها حتى اللحظة .. ولم أستطع أن أمزقها إلى الآن .. لا لشيء سوى لأني على يقين أنني سأغير فيها أحرف اسمك لتصبح بطاقة جديدة لمساء جميل ولقاءٍ أجمل ..
عزيزي: لقد بنيت لك في خيالي قصراً كبيراً من الحب محفوفاً بشتلات الصفاء .. ووضعت لك في هذا القصر من كل ما تحبه وترغبه .. غير أنك أبيت إلا أن تهدم هذا القصر .. وتسعى في خرابه .. لا ألومك .. ولا أعتب عليك .. فأنت صاحب القرار في هذا القصر .. ولكنني فقط أحببت أن تعرف أن ركام هذا القصر قد هوى عليّ حين هدمته .. وكاد يقتلني لولا لطف الله .. وأن أحجار هذا القصر الذي بنيته لك كادت أن تحفر قبري .. ولكنني لم أمت ولله الحمد .. والأمل في الله كبير وكبير .. وثقتي ويقيني بربي لم يزدد إلا رسوخاً وثباتاً .. وأجزم أنه ستشرق شمس يوم جديد في حياتي .. ستغني فيه أزهاري .. وتغرّد بلابلي .. وتنتعش الآقاح من حولي .. فارحل موفوراً بالسلامة حيث أردت .. فقد أخرجتك من قلبي .. وأخرجت كل دفاتري وأقلامي التي أعددتها لك .. واقتلعت كل الشتلات التي زرعتها وسقيتها لك في فؤادي .. وودعتك إلى الأبد .. وفي انتظاري حلمي القادم وأملي الباسم .. والسلام .

 

حلومي

New member
إنضم
11 نوفمبر 2009
المشاركات
164
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
حلمي حلمكـ
الموقع الالكتروني
www.city-lovers.com
كتبت وعبرت وغيرها الكثير

ممن يعانين من هكذا حالة فقد تحقق الحلم

وبدأت تشم أزهار عبق الروضة التي طالما مارأتها في

منذ أن أينع زهرها وإحمرت دياحينها تنتظر مع يقطفها من وحدتها

ليضمها بيديه الحانيتين فرحين بأدمعهم ليدعم جذورها في تلك الروضة

ساكنة بأوسطها لكن لم تكن تلك اليدان إلا لشخص عبث بالوردة أوقعها بكل برود

في لهيب أسعر تلك الوردة فبل أن تقع ليمضي بيدين عابثتين يقطف هنا وهناك..



فيا لقلب والداها قبل قلبها ...



تقديري
 
إنضم
29 مارس 2009
المشاركات
286
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
على ضفاف قطرة ندى



ياويح قلبي

اليوم الرابع من شهر ربيع الأول وبعد صلاة الفجر رأيتُ جارنا القريب بعد فترة طويلة من الغياب
رأيته والحزن ينتفض بين عينيه .. نظر إليّ نظرة يتيمة وحاول أن يخفى آلامه بابتسامة حزينة عليلة لا تغني ولا تسمن من جوع بادرته بالتحيّة وسئلته عن أحواله .. وأعماله .. ولكن آهاته تقتل الكلمة عن أبواب لسانه .. نظرت فيه عينيه وقلت في خجل أخرج ما في صدرك لقريب أو صديق .. وقلت في نفسي لعلله يكون سبب نجاته ..

غادرته بعد أن قذفت في قلبه بعض جُمل المواساه ابتداءً بـ ( كان الله في عونك ) وختاماً بـ( أرفع شكواك لرب السماء .. فهو كل الرجاء.. فهو كل العطاء )

دخلت وساتي أريد أرتاح قليلاً .. ولكن حزن جاري أصابني بنوع من أنواع الحزن .. وقلت في نفسي لو تزوج وخرج من عالم العزوبيّة كان خيراً له من هذه الوحدة الحزينة ..

لم أنتهى من محادثة نفسي إلا وهاتفي بدأ بالاهتزاز نظرت إلى الرقم باستغراب وقلت في نفسي من هذا في هذا الوقت!؟
وبعد صراع بين الرد أو اللارد
رفعت هاتفي وإذا بصوت جاري يئن من خلاله قلت : خير إن شاء الله قال: وبصوتٍ يقتله الألم أريد من وقتك بضع دقائق .. قلت : أنا بجوارك بعد ثواني ..

بدأ حديثه وقال :
قمت بخطبة فتاة من حي ............. ومن بيت معروف بالصلاح والتديّن .. وبعد الاتفاق معهم قمت بمراجعة المستشفى لعمل الفحوصات اللازمة لرفع أوراقي للجهات المعنيّة وبعد فترة صدرت الموافقة وقمت بمراجعة المحكمة العامة للتأكد من صدور الموافقة وبعدها انتظرت بضع أشهر لأقوم بجمع مهرها .. وقد تيّسر المهر بعد معاناة ..
راجعت المحكمة وحدد الموعد وقبل يوم من الموعد لم أستطع النوم فرحاً .. وفي اليوم المنتظر حضرت إلى المحكمة قبل جميع الموظفين وأنا أشتعل فرحاً وأنسا وبدأت بوضع ملامح سعدتنا وأخطط وأرسم لحياتي وأملائه ورداً وعطراً .. في تمام الثامنة والنصف حضرت فارسة أحلامي ومعها والدها وأخوانها .. كدت أطير فرحاً عندما رأيتهم .. وقبل الدخول إلى مكتب القاضي قام الكاتب بمراجعة الأوراق وقال : لوالدها هل رأيتم تقرير المستشفى .. فيه كذا وكذا وكذا باختصار ( يحمل الشاب بعض الصفات الوراثيّة )


عندها اختلطت الأصوات ولم أسمع سوى لا نريد أن نزوّجك!!!

لم أستطع أن أبصر شيئاً بعد ذلك ونطقت بألفاظ غير مهذبة.. انصرفوا على الفور

عندها أدركت أنني خلقت للتعاسة
عندها
أدركت أنني لا أستحق الفرح إلا في عالم الخيّال فقط لا أكثر
وصلت إلى بيتي وإلى سريري الذي كان سعيداً بي في المساء وتعيساً جداً في الصباح
بكى كأنه طفل فقد أمه ..

أشفقت عليه وبدأت أكلمه بحروفٍ هزيلة لأني أريد من يدفع عني ما أصاب بي من ألمٍ لألمه ..
لم أستطع سوى أن أدله على بعض أهل الخير ليقوموا بمساعدته وبعض الأطباء لاستشارتهم ومساعدته ..


أستاذي العزيز / صلاح عبد الشكور

كم هذه الدنيا مليئة بالألم

أعاننا المولى من الآلام

كل الشكر لهذه الأحرف الجميلة والمشاعر الجليلة

ســـــــــــــ أفكاره ـــــــــــيد​
 

ريماس

, قسم بوح المشاعر
إنضم
15 مايو 2009
المشاركات
1,691
مستوى التفاعل
5
النقاط
0
الإقامة
بين ذرات العبير
قصة حزينة ومؤلمة بالفعل

وكذلك الرسالة التي كتبتها برماد النار الذي أحرق قلبها

ضاعت حروفي وأدمعت عيناي لتلك المسكينة أعانها الله وعوضها الله خيرا منه

الدنيا بها آلامٌ كثيرة وأمالها أكثر بإذن الله


 

عبده درويش

Active member
إنضم
28 يونيو 2009
المشاركات
2,400
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
مكة
كلمة شكراً ما تكفي
و المعنى أكبر ما توفيه
لو بيدي العمر أعطيه
أعبر له عن مدى شكري
 
أعلى