تلخص محاضرة العلاقات الدولية بين منهج الإسلام، والمنهج الحضاري المعاصر

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

ساهر الليل

New member
إنضم
25 يناير 2010
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
١

تلخص محاضرة العلاقات الدولية بين منهج الإسلام، والمنهج الحضاري المعاصر
لمعالي الشيخ/ صالح بن عبد الرحمن الحصين.
والتي استهل ا نشاطات منتدى الفكر الإسلامي بجدة
في ٢٢ ذو القعدة ١٤٢٥ ه الموافق ٣ يناير ٢٠٠٥ م
تتمثل أهمية البحث في كون المنهج المعاصر للعلاقات الدولية يتسم بعدم التكافؤ في القوى، وبتعارض المصالح، وسيادة
الثقافة الطاغية لمنهج الحضارة الغربية في العلاقات الدولية، مما يجعل الخطر المروع يتعاظم على البشرية جمعاء.
وقد قسم الباحث ما دونه إلى مقدمة وثلاثة فصول.
الأول تناول فيه العلاقات الدولية في الحضارة المعاصرة، والثاني تناول فيه العلاقات الدولية في الإسلام، والثالث ذكر فيه
أقوال لبعض المفكرين الغربيين المهتمين بمصير الإنسانية.
ففي الفصل الأول ذكر الباحث أن هناك خاصيتين أساسيتين تطبعان منهج العلاقات الدولية في الحضارة الغربية أو
المعاصرة.
أولاهما: هشاشة القوة الإلزامية لقواعد القانون الدولي المفروض أن تحكم العلاقات الدولية، ووجود اختلاف كبير حول
تقييم أهميته.
ثانيتهما: هشاشة الأساس الأخلاقي الذي يرتكز عليه هذا المنهج.
ثم تعرض الباحث لبيان أسس العلاقات الدولية في الحضارة المعاصرة، وردها إلى أمرين وهما:
١- المصلحة الوطنية: وهي مبنية على وجود قيم في الجماعة الوطنية يمكن اعتبارها من نتاج ثقافتها
ومعبرة عن روح تجانسها، وهي وإن كانت صعبة التغيير إلا أا قابلة للمرونة والتكيف في يد
صانع القرآن، الذي يمكنه أن يّقيم مدى أهلية المصلحة الوطنية لأن تكون أساسًا للعلاقات
الدولية.
٢- القوة: وهي في الأساس وسيلة لتحقيق القيم الوطنية التي تعتنقها هذه الدول والمشكلة التي تواجه
العالم ليست في كيفية إزالة القوة، ولكن في كيفية السيطرة عليها، وإبقائها ضمن القنوات
المشروعة.
ثم انتهى الباحث في هذا الفصل إلى نتيجة وهي عدم سلامة منهج الحضارة الغربية في العلاقات الدولية، وعدم صلاحيته
لإبعاد شبح الفناء والدمار الذي يتهدد البشرية.
وفي الفصل الثاني. تناول الباحث العلاقات الدولية في الإسلام فبين أن العدل هو القاعدة الأساسية والمطلقة في تنظيم
يا  علاقة المسلم بغيره وهو القيمة الأولى بين القيم الإسلامية، يلتزم به المسلم كواجب أساسي في كل أحواله. قال تعالى:
.[ . [المائدة آية ٨  َأي  ها الَّ  ذي  ن آمنوْا ُ كونوْا َقوام  ين للّه  ش  ه  داء ِباْلق  س  ط  و َ لا ي  ج ِ رمن ُ ك  م  شنآ ُ ن َق  وٍم  عَلى َألاَّ ت  ع  دُلوْا... الآية
٢
قال المفسرون المعنى لا يحملكم بغض قوم يقاتلونكم في الدين على أن لا تعدلوا في معاملتهم.
وبين الباحث أنه على قاعدة العدل تبنى أحكام العلاقات الدولية في الإسلام سواء في حال الحرب أو في حال السلم.
ففي حال الحرب ذكر الباحث أن نصوص القرآن الكريم دلت على أن أشنع عمل للإنسان في علاقته بغيره "سفك
الدماء، وإرادة العلو في الأرض، والإفساد فيها"، وأن الحرب مكروهة في الجملة ينبغي ما أمكن تفاديها، وذكر أنه يمكن
تلخيص المبادئ التي تحكم الحرب في الشريعة الإسلامية في ثلاثة مبادئ.
المبدأ الأول: أن يكون القتال في سبيل الله، ولإعلاء كلمة الله، لا للمصالح الشخصية أو القومية، ومن صور سبيل الله
رد العدوان، الدفاع ضد الظلم، وحماية المظلومين، الدفاع ضد الإفساد في الأرض، القتال لحماية حقد الإنسان في اختيار أن
يكون الله إلهه لا إله سواه.
المبدأ الثاني: أن يكون القتال ضد من يقاتل.
المبدأ الثالث: عدم تجاوز ضرورات الحرب، وهذا المبدأ قيد على قاعدة "المعاملة بالمثل" فلا خيار للمسلم في عدم الالتزام
بالمعايير الأخلاقية الإسلامية في معاملة العدو، ولو لم يلتزم ا العدو، ولا خيار للمسلم في عدم الوقوف عند حدود الله،
وأن تجاوز العدو المحارب هذه الحدود.
وفي حال السلم: بين الباحث أن أبرز مظهر للعلاقات الدولية في حال السلم المعاهدات وقال وقد  عني القرآن الكريم في
زهاء ثلاثين موضعا بالتأكيد على وجوب وفاء المسلم بالعهد وتحريم الإخلال به، وى عن الغدر والخيانة، ونقض العهد في
أي ظرف من الظروف، حتى في حالة ظهور شواهد نقض العهد من الطرف الثاني واضطرار المسلمين الذين أبرموا العهد
إلى إائه أكد أنه لا يجوز لهم استغلال هذا الإاء لتحقيق مصلحة لهم على حساب الطرف الثاني.
ويذك ر الباحث أن المسلمين كانوا يقبلون على إبرام العهود تفاديًا للحرب كما كان ذلك ممكنًا وقد أورد الباحث
بعض الشواهد العلمية على وفاء المسلمين بالعهود، ثم ذكر الباحث في اية هذا الفصل أن منهج الإسلام في العلاقات
الدولية منهج واقعي، وقد طبقه المسلمون كما يشهد تاريخهم على مساحة واسعة من الزمان والمكان، بالرغم من تطبيقه من
جانب واحد، كما اعتبروا القوة الإلزامية للمعاهدات قوة مطلقة، على خلاف المنهج الغربي الذي تحكمه المصلحة القومية
والقوة العسكرية.
وفي الفصل الثالث: طرح الباحث سؤا ً لا وهو هل يمكن أن يقدم الإسلام علاجًا إيجابيًا لأزمة الجنس البشري المعاصر،
وبدأ للإجابة على هذا السؤال بتمهيد بين فيه أن انتشار أسلحة الدمار الشامل يجعل العالم أمام خيارين إما التهديد بالفناء
المادي أو المعنوي أو كليهما، وإما تغيير المنهج السائد في العلاقات الدولية، وهذا التغيير يجب أن يكون باختيار منهج
الإسلام في العلاقات الدولية المبني على العدل، والمرتكز على الالتزام الخلقي أو الديني وذكر المؤلف أن هذه الفكرة هي ما
انتهى إليها فيما يبدو أغلب المفكرين الغربيين، وقدم للاستشهاد على ما قاله مجموعة من آراء مشاهير المفكرين والعلماء
الذين عاصروا الحربتين العالميتين.
وتساءل الباحث ماذا يجب أن يعمل؟ فأجاب
أو ً لا بالنسبة للمسلمين. لاحظ برتراند رسل أن الغرب أهدى للشرق مساوئه. القلق، وعدم الرضا، والروح العسكرية،
والإيمان الغالي بالآلة ولكن الدول القوية في الغرب تحاول دائمًا صرف الشرق عن أفضل ما لدى الغرب، وضرب الباحث
مث ً لا لصحة هذه الملاحظة بالإرهاب الذي أصبح مرادفًا للفظ المسلم، ويقول الباحث لكن ربما يكون أسوأ هدايا الغرب
٣
للعالم الإسلامي في مجال السياسة تقديس الميكافيلية، وقبول المقياس المزدوج للعدل، والتسليم بمبادئ الغرب في العلاقات
الدولية.
ويذ ّ كر الباحث بأن البيئة الفكرية في العالم الإسلامي مهيأة الآن للتعرف على الجانب السلبي للحضارة الغربية، وإدراك
خطر مبادئها السياسية، وأصبح المسلم الآن أكثر استعدادًا للثقة بمنهج الإسلام، وأنه طوق النجاة للعالم إذا أراد أن يتغلب
على قوى الشر.
وأوصى الباحث في ختام بحثه أهل الفكر والرأي بتوعية الجماهير المسلمة بأمرين:
١- الالتزام بالمنهج الإسلامي، والمبادئ التي تبنى عليه في علاقة الإنسان بغيرة.
٢- كشف حقيقة الجوانب السلبية للحضارة الغربية، والتوعية بنتائج هذه الجوانب الفكرية والعملية،
وكذلك إنعاش روح الأمل لدى المسلم، وتذكيره بأن الأرض سوف تملأ عد ً لا كما ملئت جورًا.
وبالنسبة لغير المسلمين أوصى الباحث بالعمل على ما فيه إعادم إلى الإيمان كمطلب أولى للتغيير وبتبديل منهجهم
السياسي غير الأخلاقي.
وذا انتهى البحث، والحمد لله رب العالمين.
ملخصة
د. أحمد عبد العليم​
 

الساحره

New member
إنضم
26 يونيو 2009
المشاركات
1,418
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المدينه المنوره
Jp884915.gif
 
أعلى