أبو هيثم الشاكر
مراقب سابق
إلى ابني الغالي*
تعلّمْ بُنيَّ اقرأَنْ واكْتُبِ=ووَثِّقْ صِلاتِكَ بالكُتُبِ
فبِالعلمِ تجْلو غشاءَ البصرْ=وتجلو البصيرَةَ مِن رِيَبِ
يزيدُ الشريفُ بهِ شرَفًا=على شرفِ الأصلِ والنسَبِ
ويُكسى الغنِيْ ثوبَ فضلٍ بهِ=ويعلو بهِ غيرُ ذي حسبِ
فبِالعلمِ تجْلو غشاءَ البصرْ=وتجلو البصيرَةَ مِن رِيَبِ
يزيدُ الشريفُ بهِ شرَفًا=على شرفِ الأصلِ والنسَبِ
ويُكسى الغنِيْ ثوبَ فضلٍ بهِ=ويعلو بهِ غيرُ ذي حسبِ
وتغدو بعلمِك رأسَ الملا=وتبقى بجهلِك في الذنَبِ
فذا العلمِ والفضلِ فاصْحبْ بُنيْ=وغيرَ ذوي الفضلِ لا تصْحبِ
فذا العلمِ والفضلِ فاصْحبْ بُنيْ=وغيرَ ذوي الفضلِ لا تصْحبِ
ودعْ صُحبةَ الغافلينَ كما=يَعافُ الصحيحُ يدَ الأجربِ
فزاحِمْ بُنيَّ الرفاقَ لدى=ذوي العلمِ واجْثُ على الرُّكَبِ
وعِلمَ العقيدةِ فابداْ بِهِ=بتوحيدِ ربِّكَ بالطلَبِ
فأعظمُ ذنبٍ تُدانُ بهِ=هو الشركُ بالله فاجتَنِبِ
بُنيَّ تفقَّهْ ولا تذْهبَنْ=سوى هدْيِ أحمدَ مِنْ مَذهبِ
فمن يُرِدِ الله خيرا به=يُفقّههُ في الدينِ هدْيِ النبِيْ
تأدّبْ فما زانكَ العلمُ إنْ=تعرّيتَ مِن زينة الأدبِ
أطِعْ والديكَ وبَرَّهما=وخيرُهما الأمُّ في الرُتَبِ
فقد حملتْكَ شهورًا مضتْ=عليها مُضيَّ سني الحُقُبِ
وما ساعةُ الوضْعِ أهونُ مِنْ=ورود المنيّةِ والكُرَبِ
وأمّا أبوك فسلْ عنه مَنْ=يخوضُ الحياةَ يتيمَ الأبِ
فدونَ أمانكَ أمنُهما=هما لارْتياحِكَ في تعَبِ
وكمْ سهِرا مِن ليالٍ لكيْ=تنامَ قريرا لدى الوصَبِ
فمهدُكَ منبَعُ حُلْمِهما=لترقى غدًا مرتقى النُّجُبِ
ألا فاحْذَرَنْ أن ينالَهما=أذى مِنكَ في سَورة الغضَبِ
وقُلْ دائمًا ربِّ فارْحمْهُما=كما ربّياني صغيرًا صبِيْ
وكُنْ يا بُنيَّ عطوفًا على=ذوي البؤس والعُسْرِ والأرَبِ
فأرملةٌ مَعَ صِبْيانِها=تقلّبُهُمْ لوعةُ السَّغَبِ
تمرّ الليالي بأكواخِهمْ=ولا نارَ توقدُ في حَطَبِ
تجودُ عليهِمْ إذا استطعموا=بدمعٍ من العينِ مُنسكِبِ
ولا بيتَ يدفَعُ قُرَّ الشِّتا=أو الصّيفَ يُغني من اللهَبِ
وفي العيدِ مِن بينِ أقرانهمْ=بغيرِ كساءٍ ولا لُعَبِ
فإن كنتَ ترجو الجِنانَ بُنَيْ=لتُصبِحَ فيها جليسَ النبِيْ
فأمّا اليتيمَ فلا تَقهَرَنْ=ولا تنْهَرَنْ سائلا بلْ هَبِ
ألا فاتقِ النارَ وانجُ ولوْ=بِِشِقٍّ من التمْرِ والرطَبِ
فأنفِقْ بُنيَّ ولا تبخَلَنْ=ومِنْ حَلِّ مالكَ فلْتَهَبِ
ولا تَكْنِزَنْه فتُكوى به=غدًا يومَ يُحمَى على الذَهَبِ
بذلتُ لك النصحَ من مهجتي=بُنيَّ وبالغتُ في العتَبِ
فمهما قسوتُ فما واعظٌ=بأخلصَ في وعظِهِ مِن أبِ
ولا ناصحٌ ثَمّ أصدقُ مِنْ=أبٍ لابنِه ساعةَ الكُرَبِ
فأَقبِلْ بُنيَّ على ناصحٍ=بريء من الغشِّ والكذِبِ
فزاحِمْ بُنيَّ الرفاقَ لدى=ذوي العلمِ واجْثُ على الرُّكَبِ
وعِلمَ العقيدةِ فابداْ بِهِ=بتوحيدِ ربِّكَ بالطلَبِ
فأعظمُ ذنبٍ تُدانُ بهِ=هو الشركُ بالله فاجتَنِبِ
بُنيَّ تفقَّهْ ولا تذْهبَنْ=سوى هدْيِ أحمدَ مِنْ مَذهبِ
فمن يُرِدِ الله خيرا به=يُفقّههُ في الدينِ هدْيِ النبِيْ
تأدّبْ فما زانكَ العلمُ إنْ=تعرّيتَ مِن زينة الأدبِ
أطِعْ والديكَ وبَرَّهما=وخيرُهما الأمُّ في الرُتَبِ
فقد حملتْكَ شهورًا مضتْ=عليها مُضيَّ سني الحُقُبِ
وما ساعةُ الوضْعِ أهونُ مِنْ=ورود المنيّةِ والكُرَبِ
وأمّا أبوك فسلْ عنه مَنْ=يخوضُ الحياةَ يتيمَ الأبِ
فدونَ أمانكَ أمنُهما=هما لارْتياحِكَ في تعَبِ
وكمْ سهِرا مِن ليالٍ لكيْ=تنامَ قريرا لدى الوصَبِ
فمهدُكَ منبَعُ حُلْمِهما=لترقى غدًا مرتقى النُّجُبِ
ألا فاحْذَرَنْ أن ينالَهما=أذى مِنكَ في سَورة الغضَبِ
وقُلْ دائمًا ربِّ فارْحمْهُما=كما ربّياني صغيرًا صبِيْ
وكُنْ يا بُنيَّ عطوفًا على=ذوي البؤس والعُسْرِ والأرَبِ
فأرملةٌ مَعَ صِبْيانِها=تقلّبُهُمْ لوعةُ السَّغَبِ
تمرّ الليالي بأكواخِهمْ=ولا نارَ توقدُ في حَطَبِ
تجودُ عليهِمْ إذا استطعموا=بدمعٍ من العينِ مُنسكِبِ
ولا بيتَ يدفَعُ قُرَّ الشِّتا=أو الصّيفَ يُغني من اللهَبِ
وفي العيدِ مِن بينِ أقرانهمْ=بغيرِ كساءٍ ولا لُعَبِ
فإن كنتَ ترجو الجِنانَ بُنَيْ=لتُصبِحَ فيها جليسَ النبِيْ
فأمّا اليتيمَ فلا تَقهَرَنْ=ولا تنْهَرَنْ سائلا بلْ هَبِ
ألا فاتقِ النارَ وانجُ ولوْ=بِِشِقٍّ من التمْرِ والرطَبِ
فأنفِقْ بُنيَّ ولا تبخَلَنْ=ومِنْ حَلِّ مالكَ فلْتَهَبِ
ولا تَكْنِزَنْه فتُكوى به=غدًا يومَ يُحمَى على الذَهَبِ
بذلتُ لك النصحَ من مهجتي=بُنيَّ وبالغتُ في العتَبِ
فمهما قسوتُ فما واعظٌ=بأخلصَ في وعظِهِ مِن أبِ
ولا ناصحٌ ثَمّ أصدقُ مِنْ=أبٍ لابنِه ساعةَ الكُرَبِ
فأَقبِلْ بُنيَّ على ناصحٍ=بريء من الغشِّ والكذِبِ
*من بحر المتقارب، بقلم العضو
اسم الموضوع : إلى ابني الغالي
|
المصدر : .: إيقاع القصيد :.
