ياسر أمين
New member
اقرأ وأنت الحكم ؟
الحمد لله ولي الصالحين و الصلاة والسلام على خير من صلى وصام عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فلقد أثار الأخ الذئب الأبيض في طاولة المنتدى مقالاً في الاحتفال بالمولد النبوي ولا شك أن في هذه المقال عدة مأخذ وحتى لا يَملُ القارئ أردت أن أبين أبرز ما جاء فيها من المآخذ .
ومن أكثر ما ينطلقون به المبتدعة ومن الأمور التي ضل فيه كثير من الناس وهو القول بالبدعة الحسنة وهذا من سوء فهمه ومن المعلوم أن البدعة في الدين بكل أنوعها منهي عنها وهي ضلالة وأصرح دليل على ذلك قول صلى الله عليه وسلم " وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله " رواه أحمد وصححه الألباني .
وقوله صلى الله عليه وسلم " إن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " رواه مسلم .
وقوله صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد " متفق عليه .
فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن كل محدثة في الدين بدعة وأن كل بدعة ضلالة ومردود على صاحبها .
وقال شيخ الإسلام بن تيمية " إن البدعة في الدين في الأصل مذمومة كما دل عليه الكتاب و السنة سواء في ذلك البدع القوليه و الفعلية ...وإن من أخذ يصنف البدع إلى حسن وقبيح ويجعل ذلك ذريعة إلى أن يحتج بالبدعة على النهي فقد أخطأ كما يفعل بعض طائفة من المتفقهة و المتكلمة و المتصوفة و المتعبدة إذا نهو عن العبادة المبتدعة و الكلام في التدين المبتدع ادعوا أنه لا بدعه مكروهه إلا ما نهي عنه فتعود الحديث إلى أن يقال كل ما نهى عنه أو كل ما حرم أو كل ما خالف نص النبوة فهو ضلالة وهذا أوضح من أن يحتاج إلى بيان بل كل ما لم يشرع من الدين فهو ضلالة "
وقد ذهب بعض أهل العلم قديماً وحديثاً إلى قسمة البدعة إلى حسنة وسيئة وممدوحة ومذمومة ومقبولة ومردودة ولا يخلوا هذا القول المحدث أن يكون قد نشأ عن أحدى الأسباب الآتية :
1ـ إما من دليل ضعيف السند فلا تقبل دلالته
2ـ وأما من حديث صحيح الإسناد لا دلالة فيه أصلاً .
3ـ وإما لشبهة من جهة النظر و الكلام أو الذوق ونحو ذلك مما لا يعد مصدراً من مصادر التلقي المعتبرة .
وأهل الاحتفال بالمولد يستدلون بأدلة كثيرة على ثبوت البدعة الحسنة ومن أبرزها قول عمر رضي الله عنه "نعمت البدعة"
يمكن القول في قول عمر أنها ينصرف إلى البدع اللغوية ولا ينكر أن يستعمل عمر رضي الله عنه المعنى اللغوي للبدعة هنا ويترك الشرعي فإن استعمال بعض معاني اللفظ الدال دون بعض مألوف لديهم كما ورد قول أبي بن كعب للنبي صلى الله عليه وسلم " أجعل لك صلاتي كلها ..." أي دعائي .
فاستعمل بعض معاني الصلاة الخفية وعدل عن المعنى الظاهر المتبادل منها .
قال بن رجب رحمه الله " وأما ما وقع في كلام السلف من إستحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوبة لا الشرعية فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لما اجتمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد"
ويمكن القول في الرد على من يقول بالبدع الحسنة :
1ـ القول بحسن البدعة مناقض للأدلة الشرعية الواردة في ذم البدع كلها قال الشيخ صالح الفوزان " ومن قسم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة فهو غال ومخطئ ومخالف لقول " فإن كل بدعة ضلالة " لأن النبي صلى الله عليه وسلم حكم على البدع أنها ضلالة "
2ـ أجمع الصحابة والتابعون على ذم البدع وتقبيحها و التحذير منها .
3ـ أن البدعة المذمومة لا يمكن أن تجتمع الأمة على القول بها أو العمل بها إذ أنها ضلالة في الدين .
4ـ الابتداع لأهل التقرب إلى الله ممنوع مذموم ولا يصح الاستدلال على جوازها بسكوت الشرع لأن الأصل في العبادات المنع حتى يرد الدليل على الجواز .
5ـ ما أحدثه الصحابة وأجمعوا عليه بعد نبيهم من جمع المصحف وكتابته لا يعد من البدع إذ لها أصولها الشرعية المستمدة من الوحي و المصلحة الشرعية .
وأما من يستدل بقول عمر " نعمت البدعة " يمكن القول فيها :
1ـ حيث سبق فعل النبي صلى الله عليه وسلم لهذه العبادة على هذه الصفة .
2ـ أمنتع النبي صلى الله عليه وسلم عن المداومة على التراويح جماعة لسبب وهو خشيته أن تفرض وقد زال هذا السبب .
3ـ فعل عمر رضي الله عنه من سنة الخلفاء الراشدين وقد أمرنا بالتمسك بسنتهم .
4ـ أن هذا الإطلاق من إطلاقات البدع اللغوية كما قال بن كثير رحمه الله .
*وأما الاستدلال بحديث النبي صلى الله عليه وسلم " من سن في الإسلام سنة حسنة .." ولا يمكن فهم الحديث و تناقضه في الاستدلال للبدعة الحسنة حتى نسرد الحديث تامة :
عن المنذر بن جرير عن أبيه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار قال فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة إلى آخر الآية إن الله كان عليكم رقيبا } والآية التي في الحشر{ اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله } تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة قال فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت قال ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء"
فتبين من ذلك :
1ـ الرجل من الأنصار لم يفعل بدعة وإنما تصدق إستجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم .
2ـ قوله من سن في الإسلام سنة حسنة .." هذا للترغيب في أجر إتباع الناس للعبد في فعل الخير المأمور به و المتابع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
3ـ أما متابعة الناس للعبد في بدعة فإن عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة .
فينبني على ما سبق :
إن كان المولد بدعة حسنة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن المولد بدعة حسنة ؟
الجواب إما بنعم أو لا .
فإن كان الجواب نعم فنسأل هل بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما علمه من كون الاحتفال بالمولد بدعة حسنه أم كتمه ؟
فإن قلت بلغه لزمك أن تثبت أنه بلغه ولا يوجد ما يثبت هذا .
وإن قلت علمه وكتمه فقد طعنت في النبي صلى الله عليه وسلم .
أو تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم أن المولد بدعة حسنة فهل يجيء أحد أعلم من النبي صلى الله عليه وسلم .
إذاً النتيجة أن المولد هي بدعة ضلالة .
هذا القول غيض من فيض اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
والله أعلم وأحكم فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي و الشيطان و الله ورسوله منه بريئان
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله ولي الصالحين و الصلاة والسلام على خير من صلى وصام عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فلقد أثار الأخ الذئب الأبيض في طاولة المنتدى مقالاً في الاحتفال بالمولد النبوي ولا شك أن في هذه المقال عدة مأخذ وحتى لا يَملُ القارئ أردت أن أبين أبرز ما جاء فيها من المآخذ .
ومن أكثر ما ينطلقون به المبتدعة ومن الأمور التي ضل فيه كثير من الناس وهو القول بالبدعة الحسنة وهذا من سوء فهمه ومن المعلوم أن البدعة في الدين بكل أنوعها منهي عنها وهي ضلالة وأصرح دليل على ذلك قول صلى الله عليه وسلم " وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله " رواه أحمد وصححه الألباني .
وقوله صلى الله عليه وسلم " إن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " رواه مسلم .
وقوله صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد " متفق عليه .
فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن كل محدثة في الدين بدعة وأن كل بدعة ضلالة ومردود على صاحبها .
وقال شيخ الإسلام بن تيمية " إن البدعة في الدين في الأصل مذمومة كما دل عليه الكتاب و السنة سواء في ذلك البدع القوليه و الفعلية ...وإن من أخذ يصنف البدع إلى حسن وقبيح ويجعل ذلك ذريعة إلى أن يحتج بالبدعة على النهي فقد أخطأ كما يفعل بعض طائفة من المتفقهة و المتكلمة و المتصوفة و المتعبدة إذا نهو عن العبادة المبتدعة و الكلام في التدين المبتدع ادعوا أنه لا بدعه مكروهه إلا ما نهي عنه فتعود الحديث إلى أن يقال كل ما نهى عنه أو كل ما حرم أو كل ما خالف نص النبوة فهو ضلالة وهذا أوضح من أن يحتاج إلى بيان بل كل ما لم يشرع من الدين فهو ضلالة "
وقد ذهب بعض أهل العلم قديماً وحديثاً إلى قسمة البدعة إلى حسنة وسيئة وممدوحة ومذمومة ومقبولة ومردودة ولا يخلوا هذا القول المحدث أن يكون قد نشأ عن أحدى الأسباب الآتية :
1ـ إما من دليل ضعيف السند فلا تقبل دلالته
2ـ وأما من حديث صحيح الإسناد لا دلالة فيه أصلاً .
3ـ وإما لشبهة من جهة النظر و الكلام أو الذوق ونحو ذلك مما لا يعد مصدراً من مصادر التلقي المعتبرة .
وأهل الاحتفال بالمولد يستدلون بأدلة كثيرة على ثبوت البدعة الحسنة ومن أبرزها قول عمر رضي الله عنه "نعمت البدعة"
يمكن القول في قول عمر أنها ينصرف إلى البدع اللغوية ولا ينكر أن يستعمل عمر رضي الله عنه المعنى اللغوي للبدعة هنا ويترك الشرعي فإن استعمال بعض معاني اللفظ الدال دون بعض مألوف لديهم كما ورد قول أبي بن كعب للنبي صلى الله عليه وسلم " أجعل لك صلاتي كلها ..." أي دعائي .
فاستعمل بعض معاني الصلاة الخفية وعدل عن المعنى الظاهر المتبادل منها .
قال بن رجب رحمه الله " وأما ما وقع في كلام السلف من إستحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوبة لا الشرعية فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لما اجتمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد"
ويمكن القول في الرد على من يقول بالبدع الحسنة :
1ـ القول بحسن البدعة مناقض للأدلة الشرعية الواردة في ذم البدع كلها قال الشيخ صالح الفوزان " ومن قسم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة فهو غال ومخطئ ومخالف لقول " فإن كل بدعة ضلالة " لأن النبي صلى الله عليه وسلم حكم على البدع أنها ضلالة "
2ـ أجمع الصحابة والتابعون على ذم البدع وتقبيحها و التحذير منها .
3ـ أن البدعة المذمومة لا يمكن أن تجتمع الأمة على القول بها أو العمل بها إذ أنها ضلالة في الدين .
4ـ الابتداع لأهل التقرب إلى الله ممنوع مذموم ولا يصح الاستدلال على جوازها بسكوت الشرع لأن الأصل في العبادات المنع حتى يرد الدليل على الجواز .
5ـ ما أحدثه الصحابة وأجمعوا عليه بعد نبيهم من جمع المصحف وكتابته لا يعد من البدع إذ لها أصولها الشرعية المستمدة من الوحي و المصلحة الشرعية .
وأما من يستدل بقول عمر " نعمت البدعة " يمكن القول فيها :
1ـ حيث سبق فعل النبي صلى الله عليه وسلم لهذه العبادة على هذه الصفة .
2ـ أمنتع النبي صلى الله عليه وسلم عن المداومة على التراويح جماعة لسبب وهو خشيته أن تفرض وقد زال هذا السبب .
3ـ فعل عمر رضي الله عنه من سنة الخلفاء الراشدين وقد أمرنا بالتمسك بسنتهم .
4ـ أن هذا الإطلاق من إطلاقات البدع اللغوية كما قال بن كثير رحمه الله .
*وأما الاستدلال بحديث النبي صلى الله عليه وسلم " من سن في الإسلام سنة حسنة .." ولا يمكن فهم الحديث و تناقضه في الاستدلال للبدعة الحسنة حتى نسرد الحديث تامة :
عن المنذر بن جرير عن أبيه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار قال فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة إلى آخر الآية إن الله كان عليكم رقيبا } والآية التي في الحشر{ اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله } تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة قال فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت قال ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء"
فتبين من ذلك :
1ـ الرجل من الأنصار لم يفعل بدعة وإنما تصدق إستجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم .
2ـ قوله من سن في الإسلام سنة حسنة .." هذا للترغيب في أجر إتباع الناس للعبد في فعل الخير المأمور به و المتابع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
3ـ أما متابعة الناس للعبد في بدعة فإن عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة .
فينبني على ما سبق :
إن كان المولد بدعة حسنة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن المولد بدعة حسنة ؟
الجواب إما بنعم أو لا .
فإن كان الجواب نعم فنسأل هل بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما علمه من كون الاحتفال بالمولد بدعة حسنه أم كتمه ؟
فإن قلت بلغه لزمك أن تثبت أنه بلغه ولا يوجد ما يثبت هذا .
وإن قلت علمه وكتمه فقد طعنت في النبي صلى الله عليه وسلم .
أو تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم أن المولد بدعة حسنة فهل يجيء أحد أعلم من النبي صلى الله عليه وسلم .
إذاً النتيجة أن المولد هي بدعة ضلالة .
هذا القول غيض من فيض اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
والله أعلم وأحكم فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي و الشيطان و الله ورسوله منه بريئان
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اسم الموضوع : اقرأ وأنت الحكم؟
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.