أتيت من رحم القصيد

[فؤاد الزهيري]

(لمن سأل عني)


أتيتُ من رَحِمِِ القصيد بمولدٍ
فجئتُ من كل البحور مُعَمَدُ

رَبِيتُ في قصر العروض بصحبتي
بناته بدلالها تتوددُ

وعشتُ في حضن القريض طفولتي
رضعتُ مِنْ مَلِكَاته لا تحسدوا

فَلَقَنَتْنِي الشعر أنغاماً بها
كانت لنوم طفولتي تتعهدُ

فكنتُ أجهشُ بالبكاء تزلُفاً
وأهدُ أهدابي كأنها ترقدُ

لتأتي رباتُ القصيد تهزني
فأستمع إيقاعها وأردِدُ

قضيتُ في همس القوافي ليالياً
وذقتُ طعم خمورها المتجددُ

وفي سكون الليل يُبْحرُ هاجسي
إلى مياه بحارها يتصيدُ

رأت بنات الشعر فارس حلمها
فغدت على صدري تنام وتَخْلدُ

فكنتُ أُسْمِعُها القصيد أغانياً
فترتمي بغرامها تتهدهدُ

فعانقت فكري تُقَبِلُ ثغره
وأيقضتْ روحي بهمسها يُسْعِدُ

فحلقتْ بي فوق أجناح الهوى
إلى سماء الشعر صرنا نصعدُ

فمن نجوم الليل صِغْتُ قصيدتي
نظمتُها عِقْدَاً لكي تتَقَلَدُ

نقشتُ إسميَ في جواهر َسلْسِه
وسام أشعارٍ به سأخلدُ

آخر كلماتي اليوم-فؤاد الزهيري

 

[عبده درويش]