الهمام الأراكاني
New member
[gdwl]
أصبح كل شيء ممل في حياته ... النت ... البيت ... القنوات ..كل شيء
حبيس جدران شقة كئيبة بعد أن ترك بيت أسرته بسبب تطاوله على والده
ما بال الناس تغيروا وتنكروا ؟ ( هكذا يقول في نفسه )
أحس باختناق وكتمة رهيبة
أريد من يبادلني الحديث والعواطف
فكر في الزواج بعد أن كان يعتبره تقليدا باليا ... بسبب الوحدة
لكن أحدا لم يعطه وجه ...فمن عرفه طرده ... ومن لم يعرفه اشتبه به واستنكره ورفضه
تقاليد بالية تحكم الناس في هذا البلد !!! هكذا قال
مال على كرسيه المهدج واسترخى يفكر بعمق وينفث حزمات من دخان كثيف غيم أجواء المكان وزادها بؤسا وكآبة
رمى بسيجارته على الأرض وأخذ يتنفس بصعوبة
إنه جو خانق رتيب ممل .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ
لماذا لا أخرج إلى السوق لأتمشى ؟
لكن ماذا سأجد ؟ فالسوق أيضا رتيب !!!
حسنا لكنه أفضل من هذا السجن على الأقل
لكن إلى أي سوق يذهب ؟ سوق ... سوق .... أسواق الراشد ... نعم هذا وقتها
أسواق كبيرة ومجمعات هائلة وفيها من أجناس الناس الكثير
ومن الجنس الناعم أشكال وألوان ............ فكرة جيدة
قفز مسرعا وقد لبس بنطاله القرمزي وفانلته الداكنة وقبعة سوداء
حرك سيارته ميمما شطر الأسواق لعله يجد ما يزيح كآبته وسأمه
ركن سيارته مسرعا وقد احتل موقفين للسيارات وهز رأسه ببلاهة وكأنه مالك المكان
دلف إلى السوق تدغدغ أرنبة أنفه المحمر سيول من مكيفات الأسواق
أحس براحة وانشراح ...مشى مشية المتبختر المعتل
قصد جهة الإلكترونيات لعله يجد بغيته
صادف صاحب المحل مبتسما مسلما مرحبا
تفضل أيها السيد مرحبا
لا شكرا ... لم يعجبه صاحب المحل
لفت نظره ملصقات كبيرة تدبجها نصائح جميلة وآيات كريمة وأحاديث شريفة
أهذا وقته ومكانه ؟ حتى السوق لم يسلم منهم !!!
قرر غزو المحلات النسائية فقد أحس بالاختناق مرة أخرى
صعد سلم السوق الكهربائي وهو يتلفت بشغف ونهم
السوق هادئ وغير صاخب كالعادة
الناس يمشون بهدوء وأريحية ...الأولاد الصغار يتضاحكون ببراءة وجمال
ابتسم ابتسامة باهتة ومخيفة لدى رؤيته للعباءة
أخذ يلف المكان بدقة متناهية ... لكن يا للهول .... عباءات ساترة ... وغطاء كامل ... لا يجذبك فيها شيء ولا ترى منها شيء
أصبح ولاجا خراجا في المحلات لعل وعسى أن يجد بغيته
حاول الاحتكاك بإحداهن بابتسامة بلهاء لكنه فوجئ بنبرات صوت قوية موجهة إليه : يا قليل الأدب والحياء أما تخشى الله !!!
انسل هاربا ولا يلتفت
الله أكبر ... الله أكبر
ما هذا ؟ ... صوت أذان في السوق !!! قالها بحنق
أغلقت جميع المحلات بلحظة وتوجه الناس للمواضئ والصلاة رجالا ونساء
دقائق بسيطة والأسواق خاوية كلها من المارة !!!
ذهب يمنة ويسرة ...وفوق وتحت .... لا يوجد أي إنسان حول المحلات
غريبة أين الهيئة ؟
جلس على أحد الكراسي ينتظر
مر به أحد المتسوقين وهو متوجه إلى المصلى
السلام عليكم
مرحبا
أين المصلى ؟
هاه المصلى !!
نعم
هناك من تلك الجهة
ألا تريد الذهاب لتصلي
بلى بلى ... لكن سأذهب للدورة
قفز إلى دورات المياه ودخل بها وسجن نفسه بأحد الدورات حتى يخرج المصلون
بعد برهة وهو حبيس دورة المياه أحس بحركة في السوق فأيقن بأنهم قد انتهوا من الصلاة
خرج من الدورة وقد ألجمه عرق كثير بسبب السجن الإرادي الذي حكم به على نفسه
عمت الحركة المكان واختلطت الأصوات
فجأة رأى في السوق منظرا غريبا لم يسبق وأن رآه
مسرح في الواجهة وحضور كثيف
أخذ يتأمل المشهد بشغف لربما سيرى فرقة غنائية أو مسرحية
طال انتظاره قليلا
بعد فترة علا خشبة مجموعة من الشباب الملتحين والذين تشع وجوههم نورا
وضعوا طاولة جميلة ومزينة بورد جميل
وانتشروا في أرجاء المسرح ينتظرون
دخل بعدهم ثلاثة من المشايخ تجلل وجوههم أنوار الطاعة وقد لبسوا بشوتهم المطرزة
نزلت لوحة بطريقة فنية من الأعلى إلى الأسفل
مكتوب عليها مشروع ركاز !!!
ركاز ؟ وما ركاز هذا ؟
بدأت محاور الحديث واستلم كل منهم فترة معينة والناس منجذبون متفاعلون مع ما يقال ويلقى
النساء في مكان فسيح لا يراهم الرجال وهن يرين المتحدثون
والرجال في مكان آخر وقد شدوا بقوة مع أحاديث المشايخ
معقولة هذا في أسواق الراشد ؟؟؟
معقولة اللي أنا أشوفه ؟؟؟
أحس باختناق وكتمة رهيبة
الغرفة كئيبة
والأسواق كئيبة
والحياة كئيبة
أسرع إلى دورات المياه
التفت إلى أحد الجدران وهو في طريقه إلى الدورة
إنه تقويم سنوي
اليوم الجمعة : 14 - 8 - 1440 هـ
ماذا سيحدث بعد هذا التاريخ ماداموا هكذا في السوق ؟
ِ
دخل دورة المياه وعلق قميصه بما صورة المياه وركب طبقا بلاستيكيا وأدار القميص حول رقبته
وكتب بخط يده قبل أن يتعلق بالقميص : لا مكان لليبرالية في السعودية ....التوقيع : شهيد الليبرالية
[/gdwl]
أصبح كل شيء ممل في حياته ... النت ... البيت ... القنوات ..كل شيء
حبيس جدران شقة كئيبة بعد أن ترك بيت أسرته بسبب تطاوله على والده
ما بال الناس تغيروا وتنكروا ؟ ( هكذا يقول في نفسه )
أحس باختناق وكتمة رهيبة
أريد من يبادلني الحديث والعواطف
فكر في الزواج بعد أن كان يعتبره تقليدا باليا ... بسبب الوحدة
لكن أحدا لم يعطه وجه ...فمن عرفه طرده ... ومن لم يعرفه اشتبه به واستنكره ورفضه
تقاليد بالية تحكم الناس في هذا البلد !!! هكذا قال
مال على كرسيه المهدج واسترخى يفكر بعمق وينفث حزمات من دخان كثيف غيم أجواء المكان وزادها بؤسا وكآبة
رمى بسيجارته على الأرض وأخذ يتنفس بصعوبة
إنه جو خانق رتيب ممل .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ
لماذا لا أخرج إلى السوق لأتمشى ؟
لكن ماذا سأجد ؟ فالسوق أيضا رتيب !!!
حسنا لكنه أفضل من هذا السجن على الأقل
لكن إلى أي سوق يذهب ؟ سوق ... سوق .... أسواق الراشد ... نعم هذا وقتها
أسواق كبيرة ومجمعات هائلة وفيها من أجناس الناس الكثير
ومن الجنس الناعم أشكال وألوان ............ فكرة جيدة
قفز مسرعا وقد لبس بنطاله القرمزي وفانلته الداكنة وقبعة سوداء
حرك سيارته ميمما شطر الأسواق لعله يجد ما يزيح كآبته وسأمه
ركن سيارته مسرعا وقد احتل موقفين للسيارات وهز رأسه ببلاهة وكأنه مالك المكان
دلف إلى السوق تدغدغ أرنبة أنفه المحمر سيول من مكيفات الأسواق
أحس براحة وانشراح ...مشى مشية المتبختر المعتل
قصد جهة الإلكترونيات لعله يجد بغيته
صادف صاحب المحل مبتسما مسلما مرحبا
تفضل أيها السيد مرحبا
لا شكرا ... لم يعجبه صاحب المحل
لفت نظره ملصقات كبيرة تدبجها نصائح جميلة وآيات كريمة وأحاديث شريفة
أهذا وقته ومكانه ؟ حتى السوق لم يسلم منهم !!!
قرر غزو المحلات النسائية فقد أحس بالاختناق مرة أخرى
صعد سلم السوق الكهربائي وهو يتلفت بشغف ونهم
السوق هادئ وغير صاخب كالعادة
الناس يمشون بهدوء وأريحية ...الأولاد الصغار يتضاحكون ببراءة وجمال
ابتسم ابتسامة باهتة ومخيفة لدى رؤيته للعباءة
أخذ يلف المكان بدقة متناهية ... لكن يا للهول .... عباءات ساترة ... وغطاء كامل ... لا يجذبك فيها شيء ولا ترى منها شيء
أصبح ولاجا خراجا في المحلات لعل وعسى أن يجد بغيته
حاول الاحتكاك بإحداهن بابتسامة بلهاء لكنه فوجئ بنبرات صوت قوية موجهة إليه : يا قليل الأدب والحياء أما تخشى الله !!!
انسل هاربا ولا يلتفت
الله أكبر ... الله أكبر
ما هذا ؟ ... صوت أذان في السوق !!! قالها بحنق
أغلقت جميع المحلات بلحظة وتوجه الناس للمواضئ والصلاة رجالا ونساء
دقائق بسيطة والأسواق خاوية كلها من المارة !!!
ذهب يمنة ويسرة ...وفوق وتحت .... لا يوجد أي إنسان حول المحلات
غريبة أين الهيئة ؟
جلس على أحد الكراسي ينتظر
مر به أحد المتسوقين وهو متوجه إلى المصلى
السلام عليكم
مرحبا
أين المصلى ؟
هاه المصلى !!
نعم
هناك من تلك الجهة
ألا تريد الذهاب لتصلي
بلى بلى ... لكن سأذهب للدورة
قفز إلى دورات المياه ودخل بها وسجن نفسه بأحد الدورات حتى يخرج المصلون
بعد برهة وهو حبيس دورة المياه أحس بحركة في السوق فأيقن بأنهم قد انتهوا من الصلاة
خرج من الدورة وقد ألجمه عرق كثير بسبب السجن الإرادي الذي حكم به على نفسه
عمت الحركة المكان واختلطت الأصوات
فجأة رأى في السوق منظرا غريبا لم يسبق وأن رآه
مسرح في الواجهة وحضور كثيف
أخذ يتأمل المشهد بشغف لربما سيرى فرقة غنائية أو مسرحية
طال انتظاره قليلا
بعد فترة علا خشبة مجموعة من الشباب الملتحين والذين تشع وجوههم نورا
وضعوا طاولة جميلة ومزينة بورد جميل
وانتشروا في أرجاء المسرح ينتظرون
دخل بعدهم ثلاثة من المشايخ تجلل وجوههم أنوار الطاعة وقد لبسوا بشوتهم المطرزة
نزلت لوحة بطريقة فنية من الأعلى إلى الأسفل
مكتوب عليها مشروع ركاز !!!
ركاز ؟ وما ركاز هذا ؟
بدأت محاور الحديث واستلم كل منهم فترة معينة والناس منجذبون متفاعلون مع ما يقال ويلقى
النساء في مكان فسيح لا يراهم الرجال وهن يرين المتحدثون
والرجال في مكان آخر وقد شدوا بقوة مع أحاديث المشايخ
معقولة هذا في أسواق الراشد ؟؟؟
معقولة اللي أنا أشوفه ؟؟؟
أحس باختناق وكتمة رهيبة
الغرفة كئيبة
والأسواق كئيبة
والحياة كئيبة
أسرع إلى دورات المياه
التفت إلى أحد الجدران وهو في طريقه إلى الدورة
إنه تقويم سنوي
اليوم الجمعة : 14 - 8 - 1440 هـ
ماذا سيحدث بعد هذا التاريخ ماداموا هكذا في السوق ؟
ِ
دخل دورة المياه وعلق قميصه بما صورة المياه وركب طبقا بلاستيكيا وأدار القميص حول رقبته
وكتب بخط يده قبل أن يتعلق بالقميص : لا مكان لليبرالية في السعودية ....التوقيع : شهيد الليبرالية
[/gdwl]
اسم الموضوع : لا مكان لليبرالية هنا
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.
