من يعيد إلينا .. حلمنا المسروق منا؟!

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

فتى أراكان

, مراقب قسم ساحة الرأي
إنضم
18 يونيو 2009
المشاركات
692
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
على ذروة جبل مكي
[align=center][tabletext="width:50%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/5.gif');"][cell="filter:;"][align=center]من يعيد إلينا .. [/align][align=center]
حلمنا المسروق منا؟! [/align][/cell][/tabletext][/align]

[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/15.gif');"][cell="filter:;"][align=justify]فوجئت اليوم أنا وأختي رضيّة باستدعائنا من فصولنا إلى إدارة المدرسة ، وتسليمنا ملفاتنا بعد سحب نتائجنا منها ، نتائجِ السنة الماضية من الدراسة !!![/align][align=justify]
* * *
درست أنا وأختي في مدرسة خيرية منذ الصف الأول الابتدائي رغم أن والدنا يحمل دفتر إقامة أخضر في جيبه يمكِّننا من الدراسة في المدارس الحكومية ؛ فلماذا إذاً؟ بكل صراحة ؛ لأن والدنا لم يكن مدركاً بجهله لأهمية تعليم الفتاة في عصرنا :
- ما فائدة تعليم البنت ومصيرها المطبخ؟
فأهمل أخوات لنا كبيرات تزوجن وأنجبن ولم يتعلّمن في مدارس قط ، وكدنا نلحق بهن ونصبح مثلهن لولا تدخل أحد إخواني الكبار بفضل الله فأدخلنا المدرسة الخيرية القريبة من بيتنا ؛ لأننا لم نجد من يتولى إيصالنا بالسيارة إلى مدرسة حكومية بعيدة .
على كل حال .. واصلنا الدراسة بحمد الله في تلك المدرسة إلى نهاية المرحلة المتوسطة ؛ لأنها مدرسة مزدوجة تضمّ المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في الوقت نفسه ، ولكن بالتعاقب على مبناها صباحاً ومساء من تينك المرحلتين .
والآن .. ماذا نفعل؟ أنرضى بالجلوس في البيت كأختنا التي تكبرنا مباشرة بعد إتمامها للمرحلة المتوسطة من دراستها؟ أين يمكننا إكمال دراستنا بالمرحلة الثانوية وليس ثمة مدرسة قريبة من بيتنا؟ هل يمكن أن نسجّل في مدرسة حكومية طالما أننا ظفرنا أخيراً بمن تكفّل بإيصالنا إليها من إخواننا؟ لماذا لا نجرّب حظنا ونحاول؟
وبدأنا مشوار التنقل من مدرسة حكومية إلى أخرى قبل بدء الدراسة بقليل ؛ أملاً منا في الفوز بالتسجيل في إحداها ، ولكنهم كانوا يردّوننا كل مرة ويخيّبون رجاءنا ، معتذرين إلينا بلطف أو بعنف بأن :
- شهاداتكن غير معتمدة من وزارة التربية والتعليم !
فنتساءل في أنفسنا صارخات ، ولكن بلا أصوات : كيف ومدرستنا التي تخرّجنا فيها تخضع لإشراف إدارة التعليم بالمنطقة؟ ما فائدة الإشراف عليها إذاً؟ ما قيمة ما نحمله معنا من شهادة إتمام المرحلة المتوسطة طالما أنها لا تؤهّلنا لإكمال دراستنا بالمرحلة الثانوية في مدارس حكومية؟ ما مصير كل أولئك المتخرّجين والمتخرّجات مثلنا في مدارس خيرية بشهادات غير معتمدة لا وزن لها ولا قيمة؟ ماذا يفعلون ويفعلن في بيوتهن إذا لم يكملن تعليمهن بالمرحلة الثانوية فضلاً عن أن يفكّرن أو يحلمن بالدراسة في الجامعة؟
يا ليتنا لم ندرس من البداية قط ، ولم نسلخ من أعمارنا وميعة صبانا تسع سنوات كاملات قضيناها قراءة وكتابة ، ومراجعة واستذكاراً ، وكداً واجتهاداً ، ودأباً ومنافسة ، وامتيازاً وتفوقاً . رباه كيف السبيل إلى مواصلة التعليم؟ وأين يكمن الحل الصحيح لمشكلتنا؟
ولكن الله رءوف بالعباد ، يغيث الملهوف ، وينصر الضعيف ، ويعين ذا الحاجة بالخير العميم والفضل الجزيل من عنده سبحانه ، ولا ندري كيف قدّر المقادير وهيّأ الأسباب وذلّل الصعاب ، وقُبلنا بعد صولات وجولات من المحاولات " الماراثونية " بشهاداتنا غير المعتمدة في مدرسة حكومية معتمَدةٍ شهادتُها من وزارة التربية والتعليم !!! ربّاه وافرحتاه ! هل كانت الدنيا تسعنا من الفرح يومئذ؟
وأخيراً .. تحقق حلمنا بإكمال دراستنا في المرحلة الثانوية ، وأين؟ في مدرسة حكومية رسمية . أفي حقيقة نحن أم في حلم؟ أصحيح ما نرى ونسمع؟ أحقاً أننا سنداوم في المدرسة من الغد؟
- بل من اليوم ! اذهبن إلى أبلة سميحة في المستودع ، واستلمن منها كتبكن !
كذلك أمرتنا المديرة في حزم ، فسألتها بتردد وتلعثم :
- وأخونا الذي ينتظرنا في الخارج؟
- لينصرف الآن ، وليعد وقت انصرافكن مع أذان الظهر .
خرجنا من الغرفة نتعثّر في مشيتنا ، ونكاد نصطدم ببعضنا ، ونشك في حقيقة ما يجري حولنا ، ومن لحظتها انتظمنا في تلك المدرسة ودرسنا ، ولكن واأسفاه لم تطل فرحتنا ، ما أقصرلحظات الفرح في حياتنا ! كأنما هي ماء نحتوي عليه في أيدينا ، فيتسرّب رغماً عنا من بين أصابعنا ..
دأبنا واجتهدنا ، قرأنا وكتبنا ، فهمنا وحفظنا ، راجعنا واستذكرنا ، حتى نجحنا بحمد الله في نهاية السنة وتفوّقنا !
كان ترتيبـي الثاني على فصلي بنسبة 96 % من المجموع الكلي للدرجات ، وكان ترتيب أختي رضية السادس بنسبة 90 % : نتائج باهرات مشرّفات ، تلقّينا عليها التهاني والقبلات .. من قريباتنا والزميلات ، ولكن كانت في انتظارنا مفاجآت !
ما كاد يمضي أسبوعان من الدراسة في هذه السنة حتى فوجئنا اليوم باستدعائنا من المديرة نفسها إلى إدارتها ، وتسليمنا ملفاتنا دون تمهيد وبلا مقدمات .. بعد سحب نتائجنا المختومة منها .. وسط ذهولنا ودهشتنا وحيرتنا .. صُمّت أسماعنا ، وغُشيت أبصارنا ، وخرست ألسنتنا ، ولم نعد نسمع شيئاً أو نبصر شيئاً أو ننطق بشيء ..
كل ما استطعنا أن نقوله بعد فترة طويلة حسبتها دهراً أن ننطق بكلمة واحدة فقط :
- لماذا ؟
- جاءنا تعميم من إدارة التعليم بعدم تسجيل أي طالبة من المدارس الخيرية !!
كذلك أجابتنا المديرة في حزم وصرامة وقوة ، فعدت إلى تردّدي وتلعثمي :
- و.. و.. ولكنا درسنا سنة كاملة ونجحنا !
وكأني كنت أشير بذلك من طرف خفي إلى أننا أثبتنا جدارتنا ، فأجابتنا بكل برود :
- كانت غلطة وجب تصحيحها الآن !!
- غلطة من؟ نحن أم أنتم؟ إن كانت غلطتنا فلنحتملها إذاً ، وإن كانت غلطتكم فلماذا نحتملها نحن؟
لم أجرؤ على قولها في وجهها وليتني فعلت ، لأني كنت لحظتها ما أزال أحمل في قلبي الأمل في تراجعها عن قرارها المفاجئ .
بكينا أمامها وانتحبنا ، سالت الدموع على خدودنا ، توسّلنا إليها ورجونا ، ألححنا عليها وأكثرنا ، ولكن لا حياة لمن تنادي .. لم تنحرف عن قرارها قيد شبر أو أصبع ، كأنما هي تمثال من حجر ، لا تحسّ بشيء ولا تشعر !
وأخيراً .. فقدنا الأمل ويئسنا ، ورجعنا إلى البيت بملفّاتنا ، خالية من أوراق نتائجنا . رجعنا بدفاترنا وأقلامنا دون كتبنا .. باكيات ناشجات ، حسيرات كسرات ، يائسات محطّمات ، مهيضات الجناح .. بعد حلاوة سنة كاملة من الدراسة في مدرسة حكومية رسمية .
لو لم يسجّلونا من البداية وتركونا نواجه قدَرَنا بأنفسنا ؛ لهان الأمر علينا . أما أن ندرس سنة كاملة نتوِّجها بنجاح وتفوق ، ثم نُطرد ونُرمى في الشارع هكذا بصورة مخزية مهينة ، وبحجة واهية لم تعد مقبولة ؛ فذلك ما لا طاقة لنا به ولا صبر لنا عليه إلا أن يصبِّرنا الله ويرضينا ..
من يرحم اليوم ضعفنا ، ويجبر كسرنا؟ من يعيد إلينا .. حلمنا المسروق منا؟ من يعالج لنا .. هذا المقصوص من جناحنا؟ من يضيء لنا .. شمعة الأمل التي انطفأت في نفوسنا؟
وهنا اضطربت يد صفية بارتعاش ، فترنّح وسقط من بين أصابعها القلم ، واستقرّ ممدّدا على كفنه الأبيض من الورق ، كأنما هو يحتضر .. لافظاً أنفاسه الأخيرة من الحياة .

- تمت -

قصة معاناة حقيقية ،
مهداة مع العزاء والتحية ..
إلى كل فتى وفتاة برماوية ،
يحلمان بالتسجيل في مدرسة حكومية ..

إشراقة أمل :
بلاد الحرمين التي وسعت قلوب أهلها قبل أراضيها لعشرات الألوف من مهاجري أراكان زمن القلة والضيق قبل ما يزيد على نصف قرن لن تضيق اليوم بإذن الله بعض مدارسها على مئات معدودة من أبنائهم وبناتهم في زمن الوفرة والغنى ؛ سيما وقد عم خيرها وشمل نفعها البلاد والعباد في كل أقطار الدنيا ..

فتى أراكان
[/align][/cell][/tabletext][/align]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
5 مايو 2009
المشاركات
102
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
أعيش فوق خيالها ..
جاليتي :

لاتعذلي بركان حزني إنما **** يفضي بما في صدره البركــــان

جاليتي :

لا تسألي عما تكابدُ أمتي **** فالعقل غافٍ والهوى يقظـــــــان .. !



قصة تحملُ كل هذه المعاني جديرة بالتصدر في هذا القسم الفقير .. !



سأعود .. أيها الأديب لنشرح معاً بعض الغصص الواقعة .. فاللهمّ رحمتك .
 
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
917
مستوى التفاعل
4
النقاط
0
أخي فتى الكلمة الجميلة والعبارة الرقيقة
قصتك مؤثرة لأنها تعبر عن الطموح الذي يصطدم غالباً بالبيروقراطية فيهوي هذا الطموح مضرجاً بدمائه .. ألا ما أشنع جريمتك يا قاتل الطموح !!

بوركت أخي فتى أراكان
 

ريماس

, قسم بوح المشاعر
إنضم
15 مايو 2009
المشاركات
1,691
مستوى التفاعل
5
النقاط
0
الإقامة
بين ذرات العبير
كثيرٌ ما نسمع ونرى مثل هذه القصص المؤلمة في الحقيقة..
أعان الله الجميع وفرج عنهم ...

وقد حصل لبنات أختي الثلاثة موقف مشابهة لقصتك ولكنها أهون بكثير من مأساة رضيّة وأختها ..
توقفن عن الدراسة سنة كاملة بسبب عدم تجديد الإقامة ،وإدارة المدرسة لم تقبل بهن فقط لهذا العذر ، وقد قدمن تصريح للإدارة من الجوازات بأن الإقامة ستجدد خلال أشهر ، ولكن قلوب البعض أقسى من الحجر
قد يلين الحجر في بعض الأحيان ولكن قلوب البعض إذا لانت ماتت ..
ولله الحمد الآن وبعد إنقطاع سنة كاملة من الدراسة عادوا الى مدارسهن ولكن صديقاتهن تسبقنهن بسنة وهن متأخرات عنهن ...

أسأل الله أن يفرج كروب الجميع
تحياتي لقلمك أيها المبدع ,.,.,
 
إنضم
1 نوفمبر 2009
المشاركات
239
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
أرض الله الواسعة
ماأكثر الطالبات اللا تي انضممن إلى المدارس الخيرية بعد توقف تجديد إقامات الأسر التي تحمل الجنسية البنغلاديشية
أعتقد أن أمر الدراسة في المدارس الحكومية والخيرية سيان
المهم أن تكمل الفتاة دراستها وتعليمها
لأن الفرص السانحة لها بعد التخرج في الحالتين هي نفسها إما (إعداد أو معهد أو جامعة بالواسطة أودورة حاسب أو تدريس في مدرسة خيرية )
بالله عليكم ماذا فعلت خريجة المدارس الحكومية بشهادتها لم توفي جزءا من طموحاتها ولا نصيفها
أخي فتى أركان القصة التي ذكرتها فعلا مؤثرة
وأتمنى أن لا يكون ردي سببا في تحطيم أحلام البعض
وشكرا

:heart:​
 

عبده درويش

Active member
إنضم
28 يونيو 2009
المشاركات
2,400
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
مكة
qzexyyowymcdnmjuiwwy.gif
 

فتى أراكان

, مراقب قسم ساحة الرأي
إنضم
18 يونيو 2009
المشاركات
692
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
على ذروة جبل مكي
[align=center][tabletext="width:90%;"][cell="filter:;"][align=center]أخي زميل الأدب مراقب هذا القسم الفقير (الأسيف) :
أشكر لك تثبيت القصة الفقيرة ولكن ؛ أمازال الفقر يلاحقك؟!!

الصديق العزيز الأستاذ (صلاح) : أسعد بمرورك وأعتز بشادتك
وأتخوّف أحياناً من تعبيراتك : (فيهوي ... مضرجاً بدمائه) !!..
صورة أدبية مرعبة بحق !!

أهلاً بالأخت الكريمة (أم علاء) : الحمد لله على عودة بنات أختك إلى مقاعد الدراسة ..
أن يعدن بعد انقطاع يتأخرن خلاله قليلاً خير من التوقف كلياً ،
كالذي يصاب بسكتة قلبية ويموت فجأة .. اللهم أحي موات الأحلام في قلوب الطامحين ..
شكراً على مرورك وشهادتك لقلمي المتواضع بالإبداع ..

صدقت أختي المتفائلة فيما ذكرت من عدم وجود الفرق بين المتخرجة في خيرية وأخرى في حكومية ؛
ولكن المقصود من إيراد القصة كما ذكر الأستاذ صلاح التنويه بجدار البيروقراطية القائم بقوة
في وجوه الطامحين وإن أثبتوا جدارتهم .. كان الله في عونهم .. شكراً على مرورك ..[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
 

فتى أراكان

, مراقب قسم ساحة الرأي
إنضم
18 يونيو 2009
المشاركات
692
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
على ذروة جبل مكي
[align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center]الإخوة الكرام عصام البرماوي وعبده درويش وفيصلاوي :
مرحباً بكم ، وشكراً على مروركم ، بارك الله فيكم ..[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
 
أعلى