حلومي
New member
- إنضم
- 11 نوفمبر 2009
-
- المشاركات
- 164
-
- مستوى التفاعل
- 0
-
- النقاط
- 0
-
- الإقامة
- حلمي حلمكـ
-
- الموقع الالكتروني
- www.city-lovers.com
قيس بن الملوّح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعده بن كعب بن ربيعة العامري والملقب بمجنون ليلى (545م - 688), شاعر غزل عربي، من المتيمين، من أهل نجد. عاش في فترة خلافة مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان في القرن الأول من الهجرة في بادية العرب.
لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى العامرية التي نشأ معها وعشقها فرفض أهلها ان يزوجوها به، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش ويتغنى بحبه العذري، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكايته مع ليلى
من الواضح أن معظم التراجم والسير أجمعت على أن قيس بن الملوح هو في الحقيقة ابن عم ليلى، وقد تربيا معا في الصغر وكانا يرعيان مواشي أهلهما ورفيقا لعب في أيام الصبا، كما يظهر في شعره حين قال :
تعلَقت ليلى وهي ذات تمائم ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا إلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهم
وكما هي العادة في البادية، عندما كبرت ليلى حجبت عنه، وهكذا نجد قيس وقد اشتد به الوجد يتذكر أيام الصبا البريئة ويتمنى لها أن تعود كما كانت لينعم بالحياة جوارها. فهكذا هام قيس على وجهه ينشد الأشعار المؤثرة التي خلدتها ذاكرة الأدب له في حب ابنة عمه الممتنع. ويذكر أن قيس قد تقدم لعمه طالبا يد ليلى وبذل لها خمسين ناقة حمراء، ولكن، حيث كانت العادات عن العرب تأبى تزويج من ذاع صيتهم بالحب وقد تشبب بها (أي تغزل بها في شعره)ورفض أيضا بسبب خلاف شب بين والد قيس ووالد ليلى بسبب المال ظنا من والدها ان عائلة قيس سرقت امواله منه ولم يبق معه شيء ليطعم اهله فقد رفض أبوها هذا الطلب من ولد أخيه فقد اغتنم الفرصة للانتقام من اخيه الظالم فزوجها لفتى من ثقيف يدعى ورد بن محمد العُقَيليَ، وبذل لها عشرا من الإبل وراعيها، ورحلت ليلى مع زوجها إلى الطائف بعيدا عن مجنونها قيس. ويقال أنه حين تقدم لها الخطيبين قال أهلها : نحن مخيروها بينكما، فمن اختارت تزوجته، ودخلوا إليها فقالوا : والله لئن لم تختاري وردا لنمثلن بك، فاختارت وردا وتزوجته على كره منها. وقد ذهب اليه قيس في يوم شات شديد البروده وكان جالسا مع كبار قومه حيث اوقدوا النار للتدفئه فقال له المجنون [بربك هل ضممت اليك ليلي.......... قبيل الصبح أو قبلت فاها........وهل رفت عليك قرون ليلي.............. رفيف القحوانه في نداها............. كأن قرنفلا وسحيق مسك......وصوب الغانيات قد شملن فاها]فقال له اما إذ حلفتني [فنعم] فقبض المجنون بكلتا يديه علي النار ولم يتركها حتي سقط مغشيا عليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من صور الحب / الجنون
قيل في قصة حبه إنه مر يوما على ناقة له بامرأة من قومه وعليه حلتان من حلل الملوك، وعندها نسوة يتحدثن، فأعجبهن، فاستنزلته للمنادمة، فنزل وعقر لهنن ناقته وأقام معهن بياض اليوم، وجاءته ليلى لتمسك معه اللحم، فجعل يجز بالمدية في كفه وهو شاخص فيها حتى أعرق كفه، فجذبتها من يده ولم يدر، ثم قال لها : ألا تأكلين الشواء ؟ قالت : نعم. فطرح من اللحم شيئا على الغضى، وأقبل يحادثها، فقالت له : أنظر إلى اللحم، هل استوى أم لا ؟ فمد يده إلى الجمر، وجعل يقلب بها اللحم، فاحترقت، ولم يشعر، فلما علمت ما داخله صرفته عن ذلك، ثم شدت يده بهدب قناعها. روي ان اباه ذهب به الي الحج حتي يدعو الله ان يشفيه مما الم به من حب ليلي وقال له تعلق باستار الكعبه ودعو الله ان يشفيك منها فتعلق المجنون باستار الكعبه وقال [اللهم زدني لليلي حبا وبها كلفا ولا تنسني ذكرها ابدا]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأثيره في الأدب
مجنون ليلى هائماً في البرية, منمنمة فارسية من القرن الخامس عشر في تصوير قيس بن الملوح في كتاب بنج غنج (الكنوز الخمسة)لقيس بن الملوح ديوان شعري في عشقه لليلى حيث كان لقصة مجنون ليلى التأثير الكبير في الأدب العربي بشكل خاص كما كان له تأثير في الأدب الفارسي حيث كانت قصة قيس بن الملوح إحدى القصص الخمسة ل بنج غنج أي كتاب الكنوز الخمسة للشاعر الفارسي نظامي كنجوي. كما أنها أثرت في الأدبين التركي والهندي ومنه إلى الأدب الأردوي.
من أبياته في حبيبته ليلى
تذكرت ليلي والسنين الخواليا
وأيام لا اعدي على الدهر عاديا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة
وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا
أمر على الديار ديار ليلي
أقبل ذا الجدار وذا الجدارِ
وما حب الديار شغفن قلبى
ولكن حب من سكن الديار
ومنها أيضا: فياليت إذ حان وقت حمامها
احكم في عمري لقاسمتها عمري
فحل بنا الفراق في ساعه معا
فمت ولا تدري وماتت ولا ادري
وقد كانت ليلى تبادله العشق فقالت فيه
كلانا مظهر للناس بغضا
وكل عند صاحبه مكين
تحدثنا العيون بما اردنا
وفي القلبين ثم هوى دفين
من أشهر قصائده قصيده المؤنسه وقيل سميت بذلك لانه كثيرا ما كان يرددها ويانس بها واول هذه القصيده[تذكرت ليلي والسنين الخواليا.......واياما لانخشي علي الحب ناهيا ] واخرها [خلليا ان ضنو بليلي فقربا ليا..........النعش والاكفان واستغفرا ليا]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفاته
توفي سنة 688م، وقد وجد ملقى بين أحجار وهو ميت، فحُمل إلى أهله.وروي ان امراه من قبيلته كانت تحمل له الطعام الي الباديه كل يوم وتتركه فاذا عادت في اليوم التالي لم تجد الطعام فتعلم انه ما زال حيا وفي أحد الايام لم تري انه مس الطعام فابلغت اهله بذلك فذهبوا يبحثون عنه حتي وجدوه في وادي كثير الحصي وقد توفي ووجدوا بيتين مالشعر عند راسه خطهما بصبعه هما:
توسد احجار المهامه والكفر................ ومات جريح القلب مندمل الصدر
فياليت هذا الحب يعشق مره............... فيري ويعرف ما يلاقي الحبيب من الهجر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذه سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
قيس بن الملوح
المجنون قيس بن الملوح وقيل ابن معاذ وقيل اسمه بحتري بن الجعد وقيل غير ذلك من بني عامر بن صعصعة وقيل من بني كعب بن سعد الذي قتله الحب في ليلى بنت مهدي العامرية سمعنا أخباره تأليف ابن المرزبان وقد أنكر بعضهم ليلى والمجنون وهذا دفع بالصدر فما من لم يعلم حجة على من عنده علم ولا المثبت كالنافي لكن إذا كان المثبت لشيء شبه خرافة والنافي ليس غرضه دفع الحق فهنا النافي مقدم وهنا تقع المكابرة وتسكب العبرة فقيل إن المجنون علق ليلى علاقة الصبا وكانا يرعيان البهم ألا تسمع قوله وما أفحل شعره
تعلقت ليلى وهي ذات ذوابة * ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا * إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
وعلقته هي أيضا ووقع بقلبها وهو القائل
أظن هواها تاركي بمضلة * من الأرض لا مال لدي ولا أهل
ولا أحد أقضي إليه وصيتي * ولا وارث إلا المطية والرحل
محا حبها حب الألى كن قبلها * وحلت مكانا لم يكن حل من قبل
فاشتد شغفه بها حتى وسوس وتخبل في عقله فقال
إني لأجلس في النادي أحدثهم * فأستفيق وقد غالتني الغول
يهوي بقلبي حديث النفس نحوكم * حتى يقول جليسي أنت مخبول
قال أبو عبيدة تزايد به الأمر حتى فقد عقله فكان لا يؤويه رحل ولا يعلوه ثوب إلا مزقه ويقال إن قوم ليلى شكوا المجنون إلى السلطان فأهدر دمه وترحل قومها بها فجاء وبقي يتمرغ في المحلة ويقول
أيا حرجات الحي حيث تحملوا * بذي سلم لا جادكن ربيع
وخيماتك اللاتي بمنعرج اللوى * بلين بلى لم تبلهن ربوع
وقيل إن قومه حجوا به ليزور النبي ويدعو حتى إذا كان بمنى سمع نداء يا ليلى فغشي عليه وبكى أبوه فأفاق يقول
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى * فهيج أطراب الفؤاد ولم يدر
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما * أطار بليلى طائرا كان في صدري
وجزعت هي لفراقه وضنيت وقيل إن أباه قيده فبقي يأكل لحم ذراعيه ويضرب بنفسه فأطلقه فهام في الفلاة فوجد ميتا فاحتملوه إلى الحي وغسلوه ودفنوه وكثر بكاء النساء والشباب عليه وقيل إنه كان يأكل من بقول الأرض وألفته الوحش وكان يكون بنجد فساح حتى حدود الشام وشعره كثير من أرق شيء وأعذبه وكان في دولة يزيد وابن الزبير
لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى العامرية التي نشأ معها وعشقها فرفض أهلها ان يزوجوها به، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش ويتغنى بحبه العذري، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكايته مع ليلى
من الواضح أن معظم التراجم والسير أجمعت على أن قيس بن الملوح هو في الحقيقة ابن عم ليلى، وقد تربيا معا في الصغر وكانا يرعيان مواشي أهلهما ورفيقا لعب في أيام الصبا، كما يظهر في شعره حين قال :
تعلَقت ليلى وهي ذات تمائم ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا إلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهم
وكما هي العادة في البادية، عندما كبرت ليلى حجبت عنه، وهكذا نجد قيس وقد اشتد به الوجد يتذكر أيام الصبا البريئة ويتمنى لها أن تعود كما كانت لينعم بالحياة جوارها. فهكذا هام قيس على وجهه ينشد الأشعار المؤثرة التي خلدتها ذاكرة الأدب له في حب ابنة عمه الممتنع. ويذكر أن قيس قد تقدم لعمه طالبا يد ليلى وبذل لها خمسين ناقة حمراء، ولكن، حيث كانت العادات عن العرب تأبى تزويج من ذاع صيتهم بالحب وقد تشبب بها (أي تغزل بها في شعره)ورفض أيضا بسبب خلاف شب بين والد قيس ووالد ليلى بسبب المال ظنا من والدها ان عائلة قيس سرقت امواله منه ولم يبق معه شيء ليطعم اهله فقد رفض أبوها هذا الطلب من ولد أخيه فقد اغتنم الفرصة للانتقام من اخيه الظالم فزوجها لفتى من ثقيف يدعى ورد بن محمد العُقَيليَ، وبذل لها عشرا من الإبل وراعيها، ورحلت ليلى مع زوجها إلى الطائف بعيدا عن مجنونها قيس. ويقال أنه حين تقدم لها الخطيبين قال أهلها : نحن مخيروها بينكما، فمن اختارت تزوجته، ودخلوا إليها فقالوا : والله لئن لم تختاري وردا لنمثلن بك، فاختارت وردا وتزوجته على كره منها. وقد ذهب اليه قيس في يوم شات شديد البروده وكان جالسا مع كبار قومه حيث اوقدوا النار للتدفئه فقال له المجنون [بربك هل ضممت اليك ليلي.......... قبيل الصبح أو قبلت فاها........وهل رفت عليك قرون ليلي.............. رفيف القحوانه في نداها............. كأن قرنفلا وسحيق مسك......وصوب الغانيات قد شملن فاها]فقال له اما إذ حلفتني [فنعم] فقبض المجنون بكلتا يديه علي النار ولم يتركها حتي سقط مغشيا عليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من صور الحب / الجنون
قيل في قصة حبه إنه مر يوما على ناقة له بامرأة من قومه وعليه حلتان من حلل الملوك، وعندها نسوة يتحدثن، فأعجبهن، فاستنزلته للمنادمة، فنزل وعقر لهنن ناقته وأقام معهن بياض اليوم، وجاءته ليلى لتمسك معه اللحم، فجعل يجز بالمدية في كفه وهو شاخص فيها حتى أعرق كفه، فجذبتها من يده ولم يدر، ثم قال لها : ألا تأكلين الشواء ؟ قالت : نعم. فطرح من اللحم شيئا على الغضى، وأقبل يحادثها، فقالت له : أنظر إلى اللحم، هل استوى أم لا ؟ فمد يده إلى الجمر، وجعل يقلب بها اللحم، فاحترقت، ولم يشعر، فلما علمت ما داخله صرفته عن ذلك، ثم شدت يده بهدب قناعها. روي ان اباه ذهب به الي الحج حتي يدعو الله ان يشفيه مما الم به من حب ليلي وقال له تعلق باستار الكعبه ودعو الله ان يشفيك منها فتعلق المجنون باستار الكعبه وقال [اللهم زدني لليلي حبا وبها كلفا ولا تنسني ذكرها ابدا]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأثيره في الأدب
مجنون ليلى هائماً في البرية, منمنمة فارسية من القرن الخامس عشر في تصوير قيس بن الملوح في كتاب بنج غنج (الكنوز الخمسة)لقيس بن الملوح ديوان شعري في عشقه لليلى حيث كان لقصة مجنون ليلى التأثير الكبير في الأدب العربي بشكل خاص كما كان له تأثير في الأدب الفارسي حيث كانت قصة قيس بن الملوح إحدى القصص الخمسة ل بنج غنج أي كتاب الكنوز الخمسة للشاعر الفارسي نظامي كنجوي. كما أنها أثرت في الأدبين التركي والهندي ومنه إلى الأدب الأردوي.
من أبياته في حبيبته ليلى
تذكرت ليلي والسنين الخواليا
وأيام لا اعدي على الدهر عاديا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة
وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا
أمر على الديار ديار ليلي
أقبل ذا الجدار وذا الجدارِ
وما حب الديار شغفن قلبى
ولكن حب من سكن الديار
ومنها أيضا: فياليت إذ حان وقت حمامها
احكم في عمري لقاسمتها عمري
فحل بنا الفراق في ساعه معا
فمت ولا تدري وماتت ولا ادري
وقد كانت ليلى تبادله العشق فقالت فيه
كلانا مظهر للناس بغضا
وكل عند صاحبه مكين
تحدثنا العيون بما اردنا
وفي القلبين ثم هوى دفين
من أشهر قصائده قصيده المؤنسه وقيل سميت بذلك لانه كثيرا ما كان يرددها ويانس بها واول هذه القصيده[تذكرت ليلي والسنين الخواليا.......واياما لانخشي علي الحب ناهيا ] واخرها [خلليا ان ضنو بليلي فقربا ليا..........النعش والاكفان واستغفرا ليا]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفاته
توفي سنة 688م، وقد وجد ملقى بين أحجار وهو ميت، فحُمل إلى أهله.وروي ان امراه من قبيلته كانت تحمل له الطعام الي الباديه كل يوم وتتركه فاذا عادت في اليوم التالي لم تجد الطعام فتعلم انه ما زال حيا وفي أحد الايام لم تري انه مس الطعام فابلغت اهله بذلك فذهبوا يبحثون عنه حتي وجدوه في وادي كثير الحصي وقد توفي ووجدوا بيتين مالشعر عند راسه خطهما بصبعه هما:
توسد احجار المهامه والكفر................ ومات جريح القلب مندمل الصدر
فياليت هذا الحب يعشق مره............... فيري ويعرف ما يلاقي الحبيب من الهجر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذه سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
قيس بن الملوح
المجنون قيس بن الملوح وقيل ابن معاذ وقيل اسمه بحتري بن الجعد وقيل غير ذلك من بني عامر بن صعصعة وقيل من بني كعب بن سعد الذي قتله الحب في ليلى بنت مهدي العامرية سمعنا أخباره تأليف ابن المرزبان وقد أنكر بعضهم ليلى والمجنون وهذا دفع بالصدر فما من لم يعلم حجة على من عنده علم ولا المثبت كالنافي لكن إذا كان المثبت لشيء شبه خرافة والنافي ليس غرضه دفع الحق فهنا النافي مقدم وهنا تقع المكابرة وتسكب العبرة فقيل إن المجنون علق ليلى علاقة الصبا وكانا يرعيان البهم ألا تسمع قوله وما أفحل شعره
تعلقت ليلى وهي ذات ذوابة * ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا * إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
وعلقته هي أيضا ووقع بقلبها وهو القائل
أظن هواها تاركي بمضلة * من الأرض لا مال لدي ولا أهل
ولا أحد أقضي إليه وصيتي * ولا وارث إلا المطية والرحل
محا حبها حب الألى كن قبلها * وحلت مكانا لم يكن حل من قبل
فاشتد شغفه بها حتى وسوس وتخبل في عقله فقال
إني لأجلس في النادي أحدثهم * فأستفيق وقد غالتني الغول
يهوي بقلبي حديث النفس نحوكم * حتى يقول جليسي أنت مخبول
قال أبو عبيدة تزايد به الأمر حتى فقد عقله فكان لا يؤويه رحل ولا يعلوه ثوب إلا مزقه ويقال إن قوم ليلى شكوا المجنون إلى السلطان فأهدر دمه وترحل قومها بها فجاء وبقي يتمرغ في المحلة ويقول
أيا حرجات الحي حيث تحملوا * بذي سلم لا جادكن ربيع
وخيماتك اللاتي بمنعرج اللوى * بلين بلى لم تبلهن ربوع
وقيل إن قومه حجوا به ليزور النبي ويدعو حتى إذا كان بمنى سمع نداء يا ليلى فغشي عليه وبكى أبوه فأفاق يقول
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى * فهيج أطراب الفؤاد ولم يدر
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما * أطار بليلى طائرا كان في صدري
وجزعت هي لفراقه وضنيت وقيل إن أباه قيده فبقي يأكل لحم ذراعيه ويضرب بنفسه فأطلقه فهام في الفلاة فوجد ميتا فاحتملوه إلى الحي وغسلوه ودفنوه وكثر بكاء النساء والشباب عليه وقيل إنه كان يأكل من بقول الأرض وألفته الوحش وكان يكون بنجد فساح حتى حدود الشام وشعره كثير من أرق شيء وأعذبه وكان في دولة يزيد وابن الزبير
اسم الموضوع : قيس بن الملوح
|
المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.