عبودي_أبومحمد
New member
[frame="7 10"]
الفلاح في الصلاح..
حاجتنا لأهل الخير والصلاح , والنصح والغيرة والحمية , والانسانية والبذل , والكرم والشهامة , ضرورة ملحة في كل زمان ومكان , وأيما أمة أو أرض أو ملة خلت من ذلك فهي تعيسة الحظ , محرومة المجد , محطمة القوى ,فاقدة المثل , وبوجود تلك الصفات الكريمة , والسمات العظيمة تحيا الأمم وتزكوا المجتمعات , وترقى الأخلاق , وتسمو الأذواق , وتصان الكرامات وينصر المظلوم , ويعان الضعيف , وينفس عن المكروب , وتتماسك الأسر , وتتحد النفوس , وتقوى الشوكة , ولقد كان العرب ومازالوا مضربا للمثل في صفات المروءة والشهامة وانجدة والكرم , ولذلك يقول : (ماأحب أن لي بحلف حضرته بدار ابن جدعان حمر النعم)أخرجه ابن سعدفي الطبقات, وهو حلف عقدته قريش لنصرة المظلوم , واغاثة الملهوف .
[/frame]فما أن أشرقت شمس الاسلام , وسطع بدره وتجلى نهاره غرس تلك المثل الالية , والأخلاق الزاكية في قلوب أتباعه , ودعاهم الى أحسن الأخلاق وأسمى الصفات , وأفضل المعاملات , بل جاء متمما لمكارم الأخلاق, مترقيا بالقلوب والأذواق , واذا بالمصطفى -صلى الله عليه وسلم- يضرب بفعله وسنته أعظم مثل عرفته الدنيا في حسن الخلق وجميل التعامل , وكريم المثل , واذا به يعطر أسماع الكون بكلماته العذبة التي تنسكب في النفوس كالماء البارد على الظمأ فيقول: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده, والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم-أخرجه الترمذي وصححه) , الى غير ذلك من تلك الينابيع الفياضة بالخير والنماء والهناء .
وهكذا ظلت هذه الأمة أمة المثل والخلق والسمو والرفعة وسوف تظل كذلك باذن الله تعالى , واذا كانت الحاجة الى جهود الخير والاصلاح ضرورة في كل زمان ومكان فما بالك بها في زمن كهذا , تطورت أموره , وكثرت شروره , وتعددت مخاوفه , بعدت الأمم فيه عن الهدي الرباني والنهج الايماني والهدف الانساني الا من رحم ربي , زمن ابتلي الناس فيه بما يحارب الفضائل , ويبث الرذائل , ويشجع على الجرائم , ويزين الفواحش , ويدعوا الى التحلل , زمن أفرز العنف , والبطش وضيق النفوس , وسوء الخلق , الا مارحم ربك .
زمن تعقدت فيه المعيشة , وتكالبت الظروف وتنوعت المطالب وعظم اللهث وراء الدنيا وبريقها وزينتها , زمن القنوات الفضائية والانترنت , وغيرها من التقنيات التي كثير منها عبارة عن حرب ضروس تشن حملاتها اناء الليل وأطراف النهار على المثل والاداب فيها من الأخلاقيات والانحرافات مالم يكن يخطر على بال ومالا يتوقع أن يحدث من مسلم رضي بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا , والغيرة لا يخلو من أهل الخير والصلاح ناصحين خيرين يسعون للناس بالخير , وكل داع الى الهدى وكل مناد بالصلاح .
(عبودي-أبومحمد),,,
اسم الموضوع : *** والصلح خير***
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.