أبو عمار المكي
مراقب عام سابق
الانتشار في أرض الله الواسعة
نقطة تحول لابد أن تعيها الأجيال القادمة
أهدافها ـ أسبابها
نقطة تحول لابد أن تعيها الأجيال القادمة
أهدافها ـ أسبابها
كم هو جميل أن نرى أناسا من أراكان الخضراء تركوا ديارهم وأرضهم فارّين بدينهم من البطش البوذي مهاجرين إلى أرض مهبط الوحي ومنبع الرسالة، ثم ما أن وطئت أقدامهم ثراها الطاهر إلا حمدوا الله تعالى وسكنوا جوار بيته العتيق ليعبدوا الله تعالى إلى أن يلقوا ربهم ، ومنحتهم الحكومة السعودية ـ مشكورة مأجورة ـ إقامات نظامية بمهنة مجاور للعبادة بعد أن أكرمتهم وآوتهم واحتضنتهم، فعاش أولئك المهاجرون في أحب البقاع إلى الله متكاتفين متحابين كالأسرة الواحدة ـ يالها من أيام جميلة بسيطة كما حكاها لنا آباؤنا وأجدادنا وكبار السن ـ.
فمنهم من سكن ـ على مقربة من المسجد الحرام ـ المسفلة ودحلة الرشد وكدوة وهم المهاجرون الأوائل في الستينات الهجرية.
ومنهم من سكن ـ وابتعد قليلا عن المسجد الحرام ـ النكاسة والطندباوي وشارع المنصور وهم المهاجرون الذين أتوا بعد أولئك في نهاية السبعينات الهجرية .
ثم امتدت واتسعت هذه الأحياء وتكاثرت سكانها إلى أن اكتظت وتكدست وضاقت بهم الطرق والشوارع كما هو مشاهد الآن .
فالسؤال الذي يطرح نفسه : هل قاطنو هذه الأحياء، وخاصة الجيل القادم من أبنائنا وبناتنا ـ في الوقت الحالي، وبالوضع الذي نراه ـ بحاجة إلى أن ينتشروا في أرض الله الواسعة لصالح دينهم ودنياهم ؟
إخواني وأحباني :
دعونا نجب على هذا السؤال بكل شفافية وبالتفصيل ـ من وجهة نظري القاصر ـ :
أولا : إن الذين يقطنون هذه الأحياء ينقسمون إلى أربعة أقسام :
1ـ الكبار في السن من الآباء والأجداد : فهؤلاء ـ تعلّم من تعلّم منهم، وعمل من عمل منهم، وبنى من بنى منهم مستقبله ـ واستقروا فيها، فهؤلاء اتضحت لهم معالم مستقبلهم وحدوده ، ثم هؤلاء ينقسمون أيضا إلى قسمين ـ في قدرتهم على الانتشار في الأرض ـ :
أ/ قسم فتح الله عليهم وأكرمهم وبسط لهم في الرزق بحيث يستطيعون أن ينتقلوا منها إلى غيرها من أرض الله الواسعة.
ب/ وقسم يعيشون على الكفاف والدخل المحدود، وهؤلاء لاقدرة لهم على تحمل تبعات الانتقال من هذه الأحياء إلى غيرها .
فمنهم من سكن ـ على مقربة من المسجد الحرام ـ المسفلة ودحلة الرشد وكدوة وهم المهاجرون الأوائل في الستينات الهجرية.
ومنهم من سكن ـ وابتعد قليلا عن المسجد الحرام ـ النكاسة والطندباوي وشارع المنصور وهم المهاجرون الذين أتوا بعد أولئك في نهاية السبعينات الهجرية .
ثم امتدت واتسعت هذه الأحياء وتكاثرت سكانها إلى أن اكتظت وتكدست وضاقت بهم الطرق والشوارع كما هو مشاهد الآن .
فالسؤال الذي يطرح نفسه : هل قاطنو هذه الأحياء، وخاصة الجيل القادم من أبنائنا وبناتنا ـ في الوقت الحالي، وبالوضع الذي نراه ـ بحاجة إلى أن ينتشروا في أرض الله الواسعة لصالح دينهم ودنياهم ؟
إخواني وأحباني :
دعونا نجب على هذا السؤال بكل شفافية وبالتفصيل ـ من وجهة نظري القاصر ـ :
أولا : إن الذين يقطنون هذه الأحياء ينقسمون إلى أربعة أقسام :
1ـ الكبار في السن من الآباء والأجداد : فهؤلاء ـ تعلّم من تعلّم منهم، وعمل من عمل منهم، وبنى من بنى منهم مستقبله ـ واستقروا فيها، فهؤلاء اتضحت لهم معالم مستقبلهم وحدوده ، ثم هؤلاء ينقسمون أيضا إلى قسمين ـ في قدرتهم على الانتشار في الأرض ـ :
أ/ قسم فتح الله عليهم وأكرمهم وبسط لهم في الرزق بحيث يستطيعون أن ينتقلوا منها إلى غيرها من أرض الله الواسعة.
ب/ وقسم يعيشون على الكفاف والدخل المحدود، وهؤلاء لاقدرة لهم على تحمل تبعات الانتقال من هذه الأحياء إلى غيرها .
2ـ الطبقة الأولى من الأبناء الذين أعمارهم بين 35 إلى 55 سنة تقريبا وتزوجوا وأنجبوا فكثرت ذرياتهم، ويعيشون في بيوت آبائهم، فهؤلاء لاطاقة لهم للانتقال من هذه الأحياء لدخلهم المحدود، ولاطاقة لهم من الانتشار في أرض الله الواسعة أيضا.
3ـ الطبقة الثانية من الأبناء الذين أعمارهم بين 20 إلى 35 سنة تقريبا وتزوج بعضهم ولم يتزوج آخرون وهم في بداية طريقهم في الحياة، وكثير منهم يحملون الشهادات العلمية من الثانوية والبكالوريوس والماجستير، ومؤهلين للعمل في الشركات والمؤسسات المنتشرة في أرض الله الواسعة ، فهؤلاء بإمكانهم أن يخرجوا من هذه الأحياء وينتشروا في أرض الله بشرط أن يتوكلوا على الله ثم يأخذوا بالأسباب.
4ـ الطبقة الثالثة من الأبناء الذين أعمارهم بين 10 إلى 20 سنة تقريبا ، مازالوا في كنف آبائهم وفي حقل التعليم يدرسون ويتعلمون ، هؤلاء مسؤوليتهم في أعناقنا وأعناق آبائهم وأمهاتهم ، فلابد ـ بعد توفيق الله ـ أن نرسم لهم طريق المستقبل ومعالمه وحدوده وإلا ضاعوا . ومن أجل هؤلاء كتبت هذا الموضوع وسطرت هذه الأسطر إيمانا مني بأن هؤلاء إن لم نأخذ بأيدهم ونرشدهم إلى الصواب يكونوا عالة علينا كلنا وعلى مجتمعنا، وربما ندفع ثمن تفريطنا فيهم في الأيام القادمة ، ولايخفى عليكم أن بوادر الانحراف ظهرت في بعضهم ـ لتفريطنا وتفريط بعض الآباء والأمهات في توجيههم وتربيتهم وإرشادهم ـ من الضياع والبطالة وانتشار الإجرام بينهم وربما كانوا في كثير من المواطن سببا لتشويه سمعة الجالية البرماوية بأكملها.
3ـ الطبقة الثانية من الأبناء الذين أعمارهم بين 20 إلى 35 سنة تقريبا وتزوج بعضهم ولم يتزوج آخرون وهم في بداية طريقهم في الحياة، وكثير منهم يحملون الشهادات العلمية من الثانوية والبكالوريوس والماجستير، ومؤهلين للعمل في الشركات والمؤسسات المنتشرة في أرض الله الواسعة ، فهؤلاء بإمكانهم أن يخرجوا من هذه الأحياء وينتشروا في أرض الله بشرط أن يتوكلوا على الله ثم يأخذوا بالأسباب.
4ـ الطبقة الثالثة من الأبناء الذين أعمارهم بين 10 إلى 20 سنة تقريبا ، مازالوا في كنف آبائهم وفي حقل التعليم يدرسون ويتعلمون ، هؤلاء مسؤوليتهم في أعناقنا وأعناق آبائهم وأمهاتهم ، فلابد ـ بعد توفيق الله ـ أن نرسم لهم طريق المستقبل ومعالمه وحدوده وإلا ضاعوا . ومن أجل هؤلاء كتبت هذا الموضوع وسطرت هذه الأسطر إيمانا مني بأن هؤلاء إن لم نأخذ بأيدهم ونرشدهم إلى الصواب يكونوا عالة علينا كلنا وعلى مجتمعنا، وربما ندفع ثمن تفريطنا فيهم في الأيام القادمة ، ولايخفى عليكم أن بوادر الانحراف ظهرت في بعضهم ـ لتفريطنا وتفريط بعض الآباء والأمهات في توجيههم وتربيتهم وإرشادهم ـ من الضياع والبطالة وانتشار الإجرام بينهم وربما كانوا في كثير من المواطن سببا لتشويه سمعة الجالية البرماوية بأكملها.
ثانيا : إخواني وأحبابي :
لسائل أن يسأل : لم الانتشار في أرض الله الواسعة ؟ ولمَ نترك ديارنا ومسقط رؤوسنا ؟ ما أسبابها ؟
أخي في الله : لك أن تسأل هذا السؤال والجواب عليه يتطلب فكرا وإمعانا في الموضوع وبعد نظر ، فإليك الإجابة فركز معي :
1ـ إن هذه الأحياء على مقربة من المسجد الحرام وبجوار المناطق المركزية، فربما تأتي مشاريع على هذه الأحياء وتشتت أهلها إجبارا ، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار حول هذه المشاريع على بعض الصحف المحلية ، فلو أخذنا الاحتياط واستعددنا لها وخططنا تخطيطا جيدا قبل حدوثها أفضل من أن نتفاجأ ونضطر أن نخرج منها من غير تخطيط.
2ـ هذه الأحياء اكتظت بالسكان فصار عددهم أكبر من مساحتها التي لاتكاد تستوعب، ومن أجل هذا يصعب الدخول فيها والخروج منها ولن تجد موقفا لسيارتك الخاصة إلا بشق الأنفس وخاصة في موسمي رمضان والحج ، فمن أكرمه الله وبسط رزقه وانتقل من هذه الأحياء رفقا بإخوانه قد كسب أجرا وثوابا حيث وسّع على إخوانه من أهل حيّه وخفف عنهم .
2ـ السعي للرزق وبذل الأسباب من أجله مطلب شرعي ، وكما تعلم أن فرص العمل في هذه الأحياء قليلة وخاصة لحملة الشهادات العلمية ، ولو ابتعدنا قليلا لوجدنا أكثر من فرصة عمل ، والتجربة خير برهان ، فكم من حافظ للقرآن وحاصل على الشهادة الثانوية والعالية كان عاطلا ويعد من أهل البطالة، ولكن عندما خرج من مسقط رأسه وبحث عن عمل وبذل الأسباب أكرمه الله بعمل شريف مناسب لمؤهلاته وقدراته ووسع الله عليه، واسألوا إخواننا الذين خرجوا من هذه الأحياء وعملوا وتوظفوا في جدة والطائف وأبها وغيرها من مناطق المملكة فعندهم الجواب الكافي الشافي.
3ـ لايخفى عليك أخي السائل كلما كثر عدد السكان في الحي كثرت المشاكل وصعب على أهله احتواؤها وعلاجها فخفف عن إخوانك يخفف الله عنك ويلطف بك .
4ـ غالبا يصعب على الأب تربية ابنه وهو يعيش في جو متوتر نوعًاما بسبب الكثافة السكانية .
لسائل أن يسأل : لم الانتشار في أرض الله الواسعة ؟ ولمَ نترك ديارنا ومسقط رؤوسنا ؟ ما أسبابها ؟
أخي في الله : لك أن تسأل هذا السؤال والجواب عليه يتطلب فكرا وإمعانا في الموضوع وبعد نظر ، فإليك الإجابة فركز معي :
1ـ إن هذه الأحياء على مقربة من المسجد الحرام وبجوار المناطق المركزية، فربما تأتي مشاريع على هذه الأحياء وتشتت أهلها إجبارا ، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار حول هذه المشاريع على بعض الصحف المحلية ، فلو أخذنا الاحتياط واستعددنا لها وخططنا تخطيطا جيدا قبل حدوثها أفضل من أن نتفاجأ ونضطر أن نخرج منها من غير تخطيط.
2ـ هذه الأحياء اكتظت بالسكان فصار عددهم أكبر من مساحتها التي لاتكاد تستوعب، ومن أجل هذا يصعب الدخول فيها والخروج منها ولن تجد موقفا لسيارتك الخاصة إلا بشق الأنفس وخاصة في موسمي رمضان والحج ، فمن أكرمه الله وبسط رزقه وانتقل من هذه الأحياء رفقا بإخوانه قد كسب أجرا وثوابا حيث وسّع على إخوانه من أهل حيّه وخفف عنهم .
2ـ السعي للرزق وبذل الأسباب من أجله مطلب شرعي ، وكما تعلم أن فرص العمل في هذه الأحياء قليلة وخاصة لحملة الشهادات العلمية ، ولو ابتعدنا قليلا لوجدنا أكثر من فرصة عمل ، والتجربة خير برهان ، فكم من حافظ للقرآن وحاصل على الشهادة الثانوية والعالية كان عاطلا ويعد من أهل البطالة، ولكن عندما خرج من مسقط رأسه وبحث عن عمل وبذل الأسباب أكرمه الله بعمل شريف مناسب لمؤهلاته وقدراته ووسع الله عليه، واسألوا إخواننا الذين خرجوا من هذه الأحياء وعملوا وتوظفوا في جدة والطائف وأبها وغيرها من مناطق المملكة فعندهم الجواب الكافي الشافي.
3ـ لايخفى عليك أخي السائل كلما كثر عدد السكان في الحي كثرت المشاكل وصعب على أهله احتواؤها وعلاجها فخفف عن إخوانك يخفف الله عنك ويلطف بك .
4ـ غالبا يصعب على الأب تربية ابنه وهو يعيش في جو متوتر نوعًاما بسبب الكثافة السكانية .
ثالثا : أهداف الانتشار في أرض الله الواسعة :
1ـ تأمين حياة أفضل لأبنائنا فلذة أكبادنا وتوفير سبل الرقي بعقولهم وقدراتهم إلى المستوى المأمول.
2ـ التخفيف عن إخواننا الذين لايستطيعون الانتقال من هذه الأحياء بسبب قلة إمكاناتهم والتوسيع عليهم مما يعد هذا من الأخلاق النبيلة (ويؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة).
3ـ ثقافة الانتشار في الأرض تقلل من البطالة الحاصلة في تلكم الأحياء، وتخفف المشاكل التي تحصل في قمم الجبال.
4ـ زرع الطموح العالي في نفوس أبنائنا الموهوبين والمكبوتين في آن واحد في تلكم الأحياء لعدم وجود مؤسسات وقنوات ترعاهم وتلبي احتياجاتهم فيها. فلو ابتعد أبناؤنا قليلا وبذلوا جهدا بسيطا في أرض الله الواسعة لوجدوا من يأويهم وينمي مواهبهم ويحترم أفكارهم وقدراتهم.
1ـ تأمين حياة أفضل لأبنائنا فلذة أكبادنا وتوفير سبل الرقي بعقولهم وقدراتهم إلى المستوى المأمول.
2ـ التخفيف عن إخواننا الذين لايستطيعون الانتقال من هذه الأحياء بسبب قلة إمكاناتهم والتوسيع عليهم مما يعد هذا من الأخلاق النبيلة (ويؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة).
3ـ ثقافة الانتشار في الأرض تقلل من البطالة الحاصلة في تلكم الأحياء، وتخفف المشاكل التي تحصل في قمم الجبال.
4ـ زرع الطموح العالي في نفوس أبنائنا الموهوبين والمكبوتين في آن واحد في تلكم الأحياء لعدم وجود مؤسسات وقنوات ترعاهم وتلبي احتياجاتهم فيها. فلو ابتعد أبناؤنا قليلا وبذلوا جهدا بسيطا في أرض الله الواسعة لوجدوا من يأويهم وينمي مواهبهم ويحترم أفكارهم وقدراتهم.
تنبيه : أنا لا أقلل من شأن هذه الأحياء بكتابة هذه الأسطر، بل أعتبر هذه الأحياء جزءا من جسمي واختلط ترابها بدمي كيف لا وهي مسقط رأسي وموطن آبائي وأجدادي ، أجمل أيام عمري وطفولتي البريئة قضيتها فيها وبين أزقتها وشوارعها، فيها ذكرياتي أشم رائحتها الزكية من على بعد آلاف الأميال ، ولكن الواقع يفرض علينا أن نخطط لمستقبل أبنائنا وبناتنا، ولن نرقى ـ أحبتي ـ إلا إذا توكلنا على الله وأخذنا بالأسباب .
وأخيرا : ما كتبته اجتهاد مني ، وماارتأيته فهو وجهة نظري ، فماكان من صواب فمن الله ، وماكان من خطأ فمني لعلمي القاصر ومن الشيطان، ولا أدّعي أني أحطت الموضوع من جميع جوانبه بل أجزم أني لم آت إلا بعضه ولهذا أهيب بإخواني المهتمين بأمور الجالية أن يشاركوني في هذا الموضوع نقدا وتصحيحا وتوجيها وإضافة وإثراء.
اسم الموضوع : الانتشار في أرض الله الواسعة ... نقطة تحول لابد أن تعيها الأجيال القادمة
|
المصدر : .: روائع المنتدى :.