عدو متربص بك !!
هل شعرت يومًا أن ضعف الإرادة يعتريك، وأن ضعف العزيمة يتحكم فيك، لا تقوى على صد اتباع هواك، ولا تستطيع أن تتحكم في شهواتك ورغباتك، وتنساق وراءها في غير استطاعة منك لصدها أو ردها.
خذ هذه المظاهر:
تشعر أن كل ما ترغب نفسك فيه ينبغي أن يفعل دون مناقشة لها ولا حساب.
تشعر بأن نفسك تنساق وراء عاطفتها في تحقيق رغباتها دون تحكيم للعقل أو رجوع للشرع أو الحذر من سوء الخاتمة.
على مفترق الطرق:
(إن فترة المراهقة فترة نمو شامل ينتقل بها الإنسان من مرحلة الطفولة والاعتماد على الغير إلى مرحلة الرشد والاستقرار، وهي مرحلة تجمع بين مظاهر البلوغ المتعددة، وبين مظاهر الاضطراب وعدم الاتزان) [المراهقون دراسة نفسية إسلامية، د. عبد العزيز النغيمشي، ص(9)].
وفي هذه الفترة يتسع الوعاء العاطفي لدى المراهق بصورة كبيرة، وتكون العاطفة لديه أساس للحكم على كثير من الأشياء، فهذا طريق العاطفة.
ومن ناحية أخرى فإن المراهق في حاجة ماسة للعبادة يقول د. عبد العزيز النغيمشي: (إن حاجة الإنسان إلى عبادة الله أمر فطري ثابت؛ وهو ما يحسه الإنسان على وجه الخصوص في حالة الشعور بالذنب، أو في حال الشدة، والخطر، فيتوجه إلى الله خالقه لفك كربته، وحل أزمته وقد وصف الله حال الكفار عند الشدة، بأنهم يتوجهون إليه وحده، ويجأرون بالدعاء) [المراهقون دراسة نفسية إسلامية، د. عبد العزيز النغيمشي، ص(39)]، وهذا طريق العبادة.
والمراهق سائر في الطريقين لاشك، فإذا ما استطاع أن يضبط العاطفة ويضعها في مسارها الصحيح، ويجعلها على وفاق مع العبادة، فأنعم بها من مرحلة مباركة، تفيض بركاتها وخيراتها من بين جنبات ذلك الشاب.
أما إذا كانت العاطفة شاردة في متاهات الشهوات والرغبات دونما ضابط يقيد وعقل يحكم ويرشد، فإنه الهوى إذًا، الهوى المردي الذي يقطع على الشاب طريقه إلى ربه وطريقه إلى عبادته سبحانه وتعالى، ذلك الهوى الذي من آثاره فقد لذة العبادة والقرب من ربه سبحانه وتعالى.
الهوى المردي:
(وينتصب الهوى المهلك المردي، كعائق أمام السالك لطريق ربه سبحانه وتعالى، وهو مادة إغواء الشيطان للنفس الأمارة بالسوء، إذ هو كل ما تهواه النفس من الشهوات والرغبات التي لا ترضي الله تعالى، والتي زينت في عين الإنسان فطرة من الله تعالى، وابتلاء واختبارًا منه سبحانه، {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ} [آل عمران: ١٤].
فكل هذه المزينات مما أحل الله تعالى لعباده، لكن طمع النفس وجهلها، لا يجعلها تكتفي بالحلال، حتى تطمع في تحصيل هذه الشهوات مما حرم الله، وما سمي الهوى بذلك إلا لأن اتباعه يهوي بالمؤمن إلى دركات الانحراف، حتى يخرج من حياة النور بالكلية عياذًا بالله، فلو ترك الإنسان نفسه، ولم يردعها عن هواها، ما قام لله تعالى بحق، وما رعى لدينه حرمة) [حياة النور، فريد مناع، ص(223)].
من أجل ذلك؛ بين الله تبارك وتعالى لنا كيف نتعامل مع هذا الهوى والمسلك الصحيح في ذلك، فقال جل في علاه مبشرًا ومحذرًا في آن واحد: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 37-41].
فحديثنا إذًا عن الهوى المردى المضل، الذي قال فيه الله تبارك وتعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص: 26]، وهو ما عناه البعض بقولهم:
إني بليت بأربع يرمينني بالنيل من قوس لها توتير
إبليس والدنيا ونفسي والهوى يا رب أنت على الخلاص قدير
هل شعرت يومًا أن ضعف الإرادة يعتريك، وأن ضعف العزيمة يتحكم فيك، لا تقوى على صد اتباع هواك، ولا تستطيع أن تتحكم في شهواتك ورغباتك، وتنساق وراءها في غير استطاعة منك لصدها أو ردها.
خذ هذه المظاهر:
تشعر أن كل ما ترغب نفسك فيه ينبغي أن يفعل دون مناقشة لها ولا حساب.
تشعر بأن نفسك تنساق وراء عاطفتها في تحقيق رغباتها دون تحكيم للعقل أو رجوع للشرع أو الحذر من سوء الخاتمة.
على مفترق الطرق:
(إن فترة المراهقة فترة نمو شامل ينتقل بها الإنسان من مرحلة الطفولة والاعتماد على الغير إلى مرحلة الرشد والاستقرار، وهي مرحلة تجمع بين مظاهر البلوغ المتعددة، وبين مظاهر الاضطراب وعدم الاتزان) [المراهقون دراسة نفسية إسلامية، د. عبد العزيز النغيمشي، ص(9)].
وفي هذه الفترة يتسع الوعاء العاطفي لدى المراهق بصورة كبيرة، وتكون العاطفة لديه أساس للحكم على كثير من الأشياء، فهذا طريق العاطفة.
ومن ناحية أخرى فإن المراهق في حاجة ماسة للعبادة يقول د. عبد العزيز النغيمشي: (إن حاجة الإنسان إلى عبادة الله أمر فطري ثابت؛ وهو ما يحسه الإنسان على وجه الخصوص في حالة الشعور بالذنب، أو في حال الشدة، والخطر، فيتوجه إلى الله خالقه لفك كربته، وحل أزمته وقد وصف الله حال الكفار عند الشدة، بأنهم يتوجهون إليه وحده، ويجأرون بالدعاء) [المراهقون دراسة نفسية إسلامية، د. عبد العزيز النغيمشي، ص(39)]، وهذا طريق العبادة.
والمراهق سائر في الطريقين لاشك، فإذا ما استطاع أن يضبط العاطفة ويضعها في مسارها الصحيح، ويجعلها على وفاق مع العبادة، فأنعم بها من مرحلة مباركة، تفيض بركاتها وخيراتها من بين جنبات ذلك الشاب.
أما إذا كانت العاطفة شاردة في متاهات الشهوات والرغبات دونما ضابط يقيد وعقل يحكم ويرشد، فإنه الهوى إذًا، الهوى المردي الذي يقطع على الشاب طريقه إلى ربه وطريقه إلى عبادته سبحانه وتعالى، ذلك الهوى الذي من آثاره فقد لذة العبادة والقرب من ربه سبحانه وتعالى.
الهوى المردي:
(وينتصب الهوى المهلك المردي، كعائق أمام السالك لطريق ربه سبحانه وتعالى، وهو مادة إغواء الشيطان للنفس الأمارة بالسوء، إذ هو كل ما تهواه النفس من الشهوات والرغبات التي لا ترضي الله تعالى، والتي زينت في عين الإنسان فطرة من الله تعالى، وابتلاء واختبارًا منه سبحانه، {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ} [آل عمران: ١٤].
فكل هذه المزينات مما أحل الله تعالى لعباده، لكن طمع النفس وجهلها، لا يجعلها تكتفي بالحلال، حتى تطمع في تحصيل هذه الشهوات مما حرم الله، وما سمي الهوى بذلك إلا لأن اتباعه يهوي بالمؤمن إلى دركات الانحراف، حتى يخرج من حياة النور بالكلية عياذًا بالله، فلو ترك الإنسان نفسه، ولم يردعها عن هواها، ما قام لله تعالى بحق، وما رعى لدينه حرمة) [حياة النور، فريد مناع، ص(223)].
من أجل ذلك؛ بين الله تبارك وتعالى لنا كيف نتعامل مع هذا الهوى والمسلك الصحيح في ذلك، فقال جل في علاه مبشرًا ومحذرًا في آن واحد: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 37-41].
فحديثنا إذًا عن الهوى المردى المضل، الذي قال فيه الله تبارك وتعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص: 26]، وهو ما عناه البعض بقولهم:
إني بليت بأربع يرمينني بالنيل من قوس لها توتير
إبليس والدنيا ونفسي والهوى يا رب أنت على الخلاص قدير
اسم الموضوع : عدو متربص بك !!(1)
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.