وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
21 مارس 2010
المشاركات
564
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
[color="red"]
[/
center]قال تعالى : {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }سورة الشرح آية 4
تبين الآية الكريمة رفعة منزلة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
 فلا يذكر الله إلا ذكر معه ، وذلك في قول :
لا إله إلا الله محمد رسول الله .
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
 و رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة :
فليس خطيب ، ولا متشهد .
 ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها :
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .
 وأخذ العهد في الدنيا على كل الأنبياء إن بعث في زمنهم أن يؤمنوا به وينصروه .
وفي الآخرة يعطى منزلة الوسيلة والفضيلة ، وأعطي نهر الكوثر، وهو أول من تفتح له أبواب الجنة ، ويشفع في أهل المحشر.​
[/color]​
 
إنضم
24 مارس 2010
المشاركات
114
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
معجزة في قوله تعالى: ((و رفعنا لك ذكرك))


بسم الله الرحمن الرحيم



مما يزيد إيمان المرء, و يرفع من معدل يقينه, تحقق آيات الله في الكون, و تجدد معجزاته باستمرار, موحية بشكل قاطع بأن الإسلام هو الدين الحق الذي لا ريب فيه, و مما يزيد الابتهاج و الفرح بذلك, ما يرى المرء من تأثير هذه الآيات و المعجزات على غير المسلمين, فيؤدي ذلك إلى دخولهم في دين الله أفواجا, من كل حدب و صوب, فلله الحمد في الأولى و الأخرة.

و مما استجد في عالم المعجزات, ولفت انتباهي, و قد لا يكون لفت انتباه البعض, معجزة رفع ذكر النبي صلى الله عليه و سلم, فهذه إن لم تكن من الإعجاز العلمي الذي أخذ بيضة الاهتمام و العناية من علماء الإعجاز, فهو من الإعجاز القدري الوجودي الذي تحقق بعد وعد الله سبحانه و تعالى به, و ميزة هذا النوع من الإعجاز أن الجميع يستطيعون فهمه بأدنى سهولة, و بلا مصطلحات و مقدمات صعبة قد تنفر البعض من التعمق و التدبر في القضية, فهي بمثابة 1+1=2.

قال الله تعالى: ((و رفعنا لك ذكرك))[أ‌]

قال قتادة رحمه الله: ((رفع الله ذكره في الدنيا و الآخرة, فليس خطيب و لا متشهد و لا صاحب صلاة إلا ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله))[ب‌]

و قال ابن سعدي رحمه الله: ((أي: أعلينا قدرك, و جعلنا لك الثناء الحسن العالي, الذي لم يصل إليه أحد من الخلق))[ت‌]

و قال القرطبي رحمه الله: ((و قيل: رفعنا ذكرك عند الملائكة في السماء, و في الأرض عند المؤمنين, و نرفع في الآخرة ذكرك بما نعطيك من المقام المحمود, و كرائم الدرجات))[ث‌]

و في ذلك قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:


و ضم الإلهُ اسم النبي إلى اسمه


إذا قال في الخمسِ المؤذن أشهد


و شق له من اسمــــــــــه ليُجِله


فذو العرش محمود و هذا محمد[ج‌]


و بعد هذا يبقى السؤال,

ما هي هذه المعجزة التي أتحدث عنها؟


من المعلوم بديهة أن من رفع ذكر النبي صلى الله عليه و سلم, انتشار اسمه لدى الأنام, و اشتهار التسمية به, و قد أثبتت إحصائية بريطانية حكومية بأن محمدا هو ثاني الأسماء الأكثر انتشارا في بريطانيا بعد جاك, فاطلق اسم محمد في عام 2006 على 5991 مولود, مقابل 6928 لجاك, و بالإضافة إلى ذلك يتوقع أخصائيون في بريطانيا بأن اسم محمد سينال المرتبة الأولى مع نهاية 2007.[ح‌]

فسبحان من حقق وعده في رفع ذكر النبي صلى الله عليه و سلم, و من فوائد رفع ذكر النبي صلى الله عليه و سلم فيما أحسب, أن هذا بدوره يؤدي إلى انتشار الدعوة الإسلامية, و إقامة الحجة على الناس, فالإسلام لم يدع إلى عبادة الله فحسب, و لم يأت للتعريف بالله, فهو معروف عند المسلم و الكافر, و لا أقصد بالمعرفة الإيمان, إذ أن الإيمان هو الإقرار المستلزم للقبول و الإذعان, بل أتى الإسلام بوجوب الإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه و سلم, و اتباع شريعته, بالإضافة إلى توحيد الله عز و جل بلا شك, فعند انتشار اسمه, يكون ذلك تكرارا لإقامة الحجة على من لم يهتدِ, و واعظا و تذكيرا لمن يحمل هذا الاسم, و لكل مسلم بالنبي الكريم صلى الله عليه و سلم.

أما المشكلة فتكمن في بعض حملة هذا الاسم الشريف, فللأسف الشديد تجد بعض من يتسمى بمحمد في المراقص, أو تجده يزني, أو يسكر, فإذا قيل له ما اسمك؟ قال: محمد, و هذا الاسم لا يتسمى به غير المسلمين, فيعلم أن هذا المفتري مسلم, فيشوه صورة الإسلام و المسلمين, بعد أن كان من المفترض أن يكون خير سفير لهذا الاسم العظيم, و هنا يأتي دور الأباء و الأمهات في إشعار أبنائهم بعظمة هذا الاسم, و شرف التسمية به, و بأنه اسم يوحي بأن المسمى به يسير على نهج النبي صلى الله عليه و سلم, و بعد ذلك, قد يشعر المسمى بهذا الاسم بالحرج البالغ من حمله على الوجه الذي لا يصح.

أما عن الإعجاز بصفة عامة, فهو ليس بالشيء الجديد, لن نصل إلى قعره, فالقرآن و السنة لا تنقضي عجائبهما و إعجازهما, و لكن هذا الإعجاز ليس فقط للتسلية و الثقافة, و ليس هو لدعوة غير المسلمين فقط, بل هو لك يا أيها المسلم, ليزيد يقينك, و يزيد عملك الصالح, و يرفع درجتك, فلا تقف مكتوف الأيدي أمام هذه الجبال الشامخات من المعجزات, بل اجعلها تدفعك إلى المزيد من العمل و الدعوة, حتى تكون هذه المعجزات حجة لك لا عليك.

فيا أيها المسلمون, هاهو الله قد رفع ذكر النبي صلى الله عليه و سلم, ممهدا لكم سبيل الدعوة بذلك, فما أنتم فاعلون؟

718029783.gif
 
أعلى