ثمة مواقف عفوية في حياتنا اليومية، تحتاج إلى مزيد من التأمل، لأنها تعكس بعضاً من جوانب شخصياتنا، وتُظهر شيئاً من ثقافاتنا وطبائعنا، ولحظة الوقوف عند إشارة المرور لحظة كاشفة قد لا تتجاوز مدتها بعض الثواني أو الدقائق إن طالت؛ ولكنها تكشف الكثير من الأمور وتسلط الضوء على كمٍ كبير من المظاهر الفاشلة، وعدد لابأس به من "حركات السخافة" و "الدلاخة" فإلى بعض المشاهد القصيرة أنقلها لكم كمشاهد اليوتيوب بعدستي الكتابية ولعلكم شاهدتم عشرات المواقف المشابهة مما سأنقله لكم:
سائق سيارة يفاجئ المنتظرين معه عند الإشارة بعدد من مخلفات سيارته تحتوي على: مناديل مستعملة، مغلفات جالكسي، علب مرطبات فارغة مختلفة الأحجام والمقاسات، أكياس لا تدري ماذا وُضع بداخلها، فيتخلص منها وينثرها بين السيارات المنتظرة بطريقة "قذرة" تشعرك بالاشمئزاز وسط الشارع..
سائق آخر يفتح باب سيارته بكل برود ويفرغ طفاية سيارته وما فيها من أعقاب السجائر وقشور الـ"الفصفص والفستق" على أرضية الإشارة أمام الواقفين ولا يكتفي بذلك بل يظل يفرغ حمولة طفايات سيارته بكل روية والإشارة "خضراء" فيتسبب في تعطيل خلق الله على حساب طفايات سيارته الطافحة بما يشبه تصرفه السقيم ..
سائق ثالث من نوعية "العيون الطويلة" موديل "قليل ذوق" لا تأتي سيارة وتقف بجواره وفيها نسوة إلا و"يبحلق" فيها ومن في السيارة بكل ما أوتي من قوة في "اللقافة" و "عيني عينك" كأنه يشاهد فلماً من أفلام هوليود المثيرة، وحتى لو نظرت إليه فإنه لا يتورع عن صرف نظره إليك وإلى محارمك، فتضطر لتقديم السيارة أو تأخيرها بسبب هذا الـ "فضولي" ..
سائق رابع يضع يده على منبه السيارة من لحظة وقوفه أثناء الإشارة الحمراء فما إن تخضرّ الإشارة إلا ويـ "يكبس" بكل قوة وبكل "عباطة" حتى لو كان في الصف الأول، والغريب أن هذه العادة أصبحت مزعجة فبعض السائقين اعتاد على تنبيه الناس حتى لو كانوا منتبهين لاخضرار الإشارة ولا يدري ابن اللذينا إن كان هؤلاء قد فهموا أن اخضرار الإشارة يعني وجوب الضغط على منبه السيارة ..
سائق خامس اعتاد أن يتقدم على الإشارة حال وقوفه بثلاثة أمتار متجاوزاً كل أخلاقيات "الإشارة" و"أنظمة المرور" والمصيبة حين تخضرّ الإشارة يظل هذا السائق واقفاً في مكانه المتقدم وترى السيارات تتجاوزه ..
سائق سادس من شلة شباب "الراب" أو "الفانكي" أو "صاحب كدش" أو يكون من فئة "اكشنها" أو "خرّبها" أو حتى "طرطشها" ويأتي بسيارته التي ترج الأرض ومن عليها بأصوات المكبرات المجلجلة على إيقاعات أغنية غربية عنيفة مجاهراً بمعصيته مزعجاً عباد الله، وإذا ما رمقته بعينك تراه غارقاً في استمتاعه المفتعل !! "وينك يا ابو الشباب؟" يأتيك الجواب الشبابي بلسان الحال: "ما عندك نفر" ..
ألا توافقونني الرأي أيها السادة أن لحظة الوقوف عند إشارة المرور لحظة كاشفة لأخلاقنا وطبائعنا وثقافتنا وتعبر بجلاء عن وعينا وعاداتنا، إن كان ذلك صحيحاً فلا تنسوا أن تطالبوا معي بوضع جزاءات مرورية لكل مخالف من هؤلاء ...
اسم الموضوع : القط والصرصور .. عند إشارة المرور
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
