تعقيب على مقالة البرماويون

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

TaRoOoQ

New member
إنضم
15 مايو 2009
المشاركات
27
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
Makkah
* تم إرسال هذه الرسالة إلى الصفحي مشكوراً


بسم الله الرحمن الرحيم​



متأكد بأن بريدك الالكتروني امتلأ عن بكرة أبيه من رسائل الجالية البرماوية تشكرك على نبل أخلاقك .ولا أعرف بالتأكيد مضمون تلك الرسائل ، لكني أحب أن أبوح لك بما لدي في هذه القضية ، ربما حتى أبيّن لك ما قد يخفي عليك أو أزيدك علماً إلى علم .​



في البداية دعنا نعرف ماهو تعريف المواطنة وفق المنظور الشرعي واللغوي ؟ إن المواطنة يا أستاذي القدير هي استيطان الأرض والمكان ومن هنا جيئ بمُصطلح الوطن بغض النظر عن العرق والأصول . فالأرض هي كلها وطن لبني آدم ، منها خلقوا ومنها سيخرجون يوم الدين .​

مسميات الدول والحدود ماهي إلا قوانين وضعية وضعها الغرب حتى يتم تشتيت المسلمين وإغفالهم عن قوله تعالى : " إنما المؤمنون إخوة " وهو ما نالوه حقاً من تلك التقسيمات الحدودية . فنجد أن الشعوب أصبحت تتعصب لإنتماءها الأرضي قبل أن تفكر بأن الكل سواسية وأن الأرض هي للجميع !​


فالمواطن السعودي الآن ، بات لا يفكر إلا في أن الوافد ( مع التحفظ على هذا المسمى : فأجيال جالية استوطنت المملكة لأكثر من 60 عاماً ليسوا بوافدين ) يُقاسمه رزقه بل ويحاربه عليه !​


مرة أخرى يقع المواطن ( تحت المسمى التغريبي الذي فرّق المسلمين إلى شعوب فأصبح هناك مواطن ومقيم ووافد ) في فخ نسيان مرجعه الأصلي القرآن الكريم في قوله تعالى : " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " .​


إن الرزق يا أخي تكفل به الله عز وجل لمخلوقاته ، فلو كان لك رزقٌ في أي مكان على وجه المعمورة لجاء إليك طواعية أو كراهية أو لذهبت أنت إليه ، فلن يُقاسمك فيه أحدٌ مُطلقاُ ما دام هو مقدرٌ لك .​


لنراجع قليلاً ردود القرّاء المعارضين لمقالك ، نجد من يقول أن المملكة ليست بجمعية خيرية حتى تتكفل بأبناء وأجيال البرماويين ! أرأيت يا أستاذي ؟​

فعلاً نجح أولئك الغرب في تشتيت المسلم عن دينه ، فأصبح وقوف المسلم بجواره أخيه في محنته مذلّة للطرف الآخر ، وكأن رسول الله لم يقل يوماً : " مثل المؤمنين في توادهم وترحمهم وتعاطفهم كمثلا الجسد الواحد ، اذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمي " أو كما قال عليه الصلاة والسلام .​


هناك أيضاً من ساوى بين القضية البرماوية أو لنقل الأراكانية ( فأراكان هي المملكة المسلمة ، وبورما هي الدولة البوذية ولا نريد أن ننسب البرماويون إلى دولة بوذية ) وبين القضية الفلسطينية ، وقال بأنه لا ينبغي أن يتم منح البرماويون الجنسية السعودية تماماً كالفلسطينيين حتى لا ندع المجال لليهود في احتلال الأرض وننسى القضية بعد أن يُهاجر كل فلسطيني من فلسطين .​


برأيي لا وجه شبه بين القضيتين ، ففلسطين شئنا أم أبينا هي بلاد إسلامية قبل أن تكون فلسطينية او عربية ، فمسرى رسولنا الكريم لا يمكن أن يساوم عليه المسلمون ، وأولى القبلتين وثالث الحرمين كيف لنا أن نتركها​

بين أيدي اليهود ؟ بينما هناك في بورما لا يوجد إلا تماثيل بوذا ، وبقاءنا في تلك البلاد لا يأتي إلا بسوء لنا كمسلمين ، وكما يعلم المسلمون وعلمائهم ، الهجرة واجبة من بلاد الكفار إلى بلاد المسلمين على كل من لم يستطع إظهار دينه في المكان الذي يقيم فيه .​


إن من يجهل معاناة المسلمين في بورما يلقي بالكلمات جزافاً دون أن يعي خطورة ما يتفوه بها ، فالإقامة في بلد ينكل بالمسلمين ويسب نسائهم وذراريهم ويدمر مساجدهم ويحرمهم من أبسط مقومات الحياة ، غير ممكنة إطلاقاً . بل ومن يضمن للأركانيين دينهم في حال تم تعذيبهم كما حصل سابقاً ، وهل يُحمّل من طالب بإبعادهم وزرهم يوم الدين ، فقط فقط لكي لا يُقاسموهم رزقهم كما يدعون !​

إن المملكة العربية السعودية وبحكم وجود الحرمين الشريفين بها يحتم عليها أن تكون قدوة للمسلمين أجمعين ، فإليها تتجه القلوب والحناجر ، وإليها تهتف جموع المسلمين من كل مكان . فتخيل ( لا سمح الله ) لو حصل وأن دخلت المملكة في حرب ما مع اليهود او أي جهة عادية ، هل تتوقع بأن المسلمين بغض النظر عن جنسياتهم سيسكتون ؟ أم أن نخوة الدين والدفاع عن أطهر المقدسات الإسلامية ستحرك الأمة جميعها للدفاع عن هذه البلاد ؟​

فيجب أن يُحب المرء لأخيه المسلم ما يُحب لنفسه ، ويا أسفاه على تلك التربية النبوية التي نرددها بأفواهنا ولا نطبقها بأفعالنا !!​

ابتُلي الأركانيون ابتلاءً عظيماً ، كما ابتلي بنو اسرائيل في عهد موسى من تنكيل وتعذيب وسبي وقتل ، فوصف الله تعالى ذلك بقوله : "إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين" . تماماً كما حصل مع الأركانيين في بلاد البوذيين ، فالقتل والذبح والسبي وكل شيئ حصل لهم .​

نعود لموضوع الوطن وفق المنظور الشرعي الآن ، نجد أن الخلفاء الراشدين بل ورسولنا الكريم ساوى بين المواطنين جميعاً حتى مع اختلاف الانتماء الديني ، فلليهود في المدينة حقوق وواجبات ولم يجليهم عليه الصلاة والسلام إلا بعد أن نقضوا العهد .. وكذلك عمر بن الخطاب وقصة اليهودي المسن الذي صرف له كيس أرز ، ومن وضع الجزية عن المسنين والنساء والمرضى والأطفال .​



جالية أقامت منذ تأسيس البلاد ، لم تنل حقها لليوم في المواطنة ولو كانت هذه الجالية أقامت في بلدٍ كافر لك أن تتخيل وضعهم بعد 60 عاماً من هجرتهم إليها ! بل ونجد اليوم من يُطالب بإبعادها قسراً لجرم ارتكبه غيرهم ، ومرة أخرى نحث انفسنا على الاقتداء بالرسول ولا نطبق مع الأسف الشديد ، أليس النبي الكريم أجلى اليهود من المدينة كل قبيلة منهم لجرمهم لا لجرم غيرهم !​


ومن يقول بأن ينبغي أن يُرحل البرماويون إلى بنغلاديش ، فلك أن تتصور دولة يفوق سكانها 150 مليون نسمة وبمساحة لا تتسع ربما لأكثر من 700 ألف ، كيف لهم ان تستقبلهم ؟ ثم لنسأل انفسنا سؤالاً : أنت ابن هذه البلد تقطن في مدينة ما ، لو انتقلت قسراً للعيش في مدينة أخرى هل ستشعر بالغربة أم لا ؟ جاوب نفسك بصدق وستعرف الإجابة بالتأكيد .​


كيف لأجيال جالية لم يروا يوماً أرضاً غير أرض المملكة أن يغادروا كراهية لبلد جديد ومجتمع جديد ، لغة جديدة وحياة اجتماعية مغايرة تماماً .. والمشكلة أنها للأبد ، ليس كما المدن بإمكانك العودة لمسقط رأسك .​


إذا كانت الدولة تنتهج نهجاً يُعد من ( سياسات دول ) فلا نُطالبها بأكثر من منح الأراكانيين حق الإقامة الدائمة ، او كمواطنين ولو من الدرجة العاشرة ! والتضييق على المسلمين وإجبارهم على الرحيل لبلاد الكفار والله إنه لذنب عظيم !​



أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين .​
 
إنضم
7 أغسطس 2009
المشاركات
232
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
304520118.gif
 
أعلى