أبو هيثم الشاكر
مراقب سابق
ما أجمل أن يفرح الإنسان بسبقه الآخرين إلى اكتشاف ما خفي عن الجميع.
المخترع يفرح بنجاحه في اختراعه ما لم يُسبَقْ إليه.
الطبيب يفرح بوصوله إلى الوصفة الصحيحة في تشخيصه المرض.
عالم الفضاء يفرح باكتشافه نجمة جديدة أو بتوصُّلِه من خلال بحثه إلى نتائج تهم البشرية.
والكيميائي يفرح باكتشافه علاجا لمرض أدى جهل الأولين بعلاجه إلى وفيات كثيرة.
كلٌّ يفرح بنجاحه بعد كفاحه في ميدان تخصصه، وقد يكون ذلك النجاح جماعيا، أو فرديا، والشيء المشترك بين الجميع أن كلا منهم أنجز شيئا تستفيد منه البشرية بغض النظر عن أي اعتبار ديني أو اجتماعي أو جنسي.
أما ما يعانيه الباحث خلال تجاربه ودراسته من مشاقّ العمل جهدا ومالا ووقتا فكل ذلك يظلّ غائبا عن الجمهور حتى إعلان نجاحه، فيقترن غالبا بالإشادة بإنجازه ذكرُ طرفٍ مما كابده في سبيله من عناء، وحينئذ يعلم الجمهور كيف بلغ هذا الشخص تلك المنزلة.
فليرجعْ كلٌّ منا إلى نفسه سائلا:
ما المشروع الذي أنا قائم به الآن والذي هو هاجسي حتى يرى النور فأكون قد أسديت للآخرين خدمة إلى الأبد؟
اختراع ـ تأليف كتاب ـ إعداد جيل يتولى الدعوة والتعليم ـ ... إلخ
وكل ذلك يتطلب من الإنسان الاستعداد النفسي والمهني التخصصي.
لذلك أقول للشباب:
جميل أن تضحّوا بكثير من أوقاتكم في سبيل تأمين الاستقرار الاجتماعي من خلال مشاريعكم الإصلاحية، ولكن ينبغي أن لا يغفل أحدنا عن مشروعه الشخصي الذي سيضيف جديدا للعالم يُسهم في تقدّمه ورُقِيِّهِ.
اسم الموضوع : وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.